موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

سلطان العلم وهيبتـــه
يقول الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه (مفتاح دار السعاده) وهو يحدثك عن سلطان العلم وهيبته عزته في النفوس والقلوب ..
فيقول :( سلطان العلم أعظم من سلطان اليد ، ولهذا ينقاد الناس للحجة ما لا ينقادون لليد ، فإن الحجة تنقاد لها القلوب ،وأما اليد فإنما ينقاد لها البدن ، فالحجة تأسرالقلب وتقوده بل سلطان الجاه إذا لم يكن معه علم يساس به فهو بمنزلة سلطان السباع والاسود ونحوها ، قدرة بلا علم ولا رحمة ، بخلاف سلطان الحجة فإنه قدرة بعلم ورحمة وحكمة ..)
وسلطان العلم نراه واقعا ملموسا في حياتنا لا يحتاج إلى بسط وايضاح ، فمن يذهب للعلماء للسلام عليهم اكثر بكثير ممن يذهب إلى الوزراء والحكام وغيرهم من اهل الدنيا ..!!!
ومن كتاب الاحياء – قال سالم أبن أبي الجسد : إشتراني مولاي بثلاثمائة درهم وأعتقنى ..فقلت : بأي شئ أحترف ؟ فاحترفت العلم فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائرا فلم آذن له – الاحياء 1/19 –
وقال حماد بن سليمان : دخلت على حماد بن سلمة , فإذا ليس في البيت إلا حصير وهو جالس وفي يده مصحف يقرأ فيه وجراب فيه علمه ومطهرة يتوضأ منها ، فبينما أنا جالس إذ دق الباب ، فقال حماد : يا حبيبة !! أخرجي فانظري من هذا ؟؟ فقالت رسول محمد بن سليمان إلى حماد بن سلمة ، فأذن له فدخل ، فقال بعد أن سلم : أما بعد ، فصبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته ، وقعت مسألة ، فائتنا نسألك عنها والسلام ، فقال : أي حماد – يا حبيبة ! هلم الدواة ثم قال لي : أقلب كتابه واكتب : أما بعد ، فأنت صبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته ، إنا أدركنا العلماء وهم لا يأتون أحدا ، فإن وقعت لك مسألة فأتنا وسل ما بدا لك ، فإن أتيتني فلا تأتني بخيلك ورجالك ، فلا أنصح لك ولا أنصح إلا نفسي ، والسلام ...
فبينما أنا جالس إذ دق الباب ، فقال : ياحبيبة ! أخرجي فانظري من هذا ؟ قالت : محمد بن سليمان ، قال : قولي له يدخل وحده ، .. فدخل وجلس بين يديه ثم أبتدأ فقال : ما لي إذا نظرت إليك امتلأت منك رعبا ؟؟
قال حماد : حدثني ثابت البناني قال : سمعت أنسا رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ( إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شئ، وإذا أراد أن يكنز به الكنوز هاب من كل شئ )
فقال : ما تقول رحمك الله في رجل له ابنان وهو عن أحدهما أرضى ، فأراد أن يجعل في حياته ثلثي ماله ؟ فقال حماد : لا يفعل رحمك الله . فإني سمعت أنسا يقول : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ( إذا أراد الله أن يعذب عبدا من عباده في حياته وفقه إلى وصية جائرة ) .. فعرض عليه مالا فلم يقبل وخرج ..
ـــ فأيــــن نحــــن موقعــــنا من سلفــــــنا ؟؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ