موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   التوحيد ـ الإدارة العلمية والبحوث Monotheism - Scientific management and research (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=90)
-   -   الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً ! (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=35215)

بالقرآن نرتقي 02 Mar 2015 08:13 PM

الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً !
 
- الـشــــــــــــــرك -

هو الذنب العظيم والضلال المبين وصاحبه عن رحمة ربنا من المبعدين

والذي لا يعلم كثير من الرافضة أنهم منغمسون به حتى الثمالة

فكم رأيناهم ينادون
( يا حسين ، يا علي ، يا مهدي )


وما أقل ما رأينا من قال فيهم ( يا الله ) !!

وما أكثر ما قرأنا قصصاً وخرافات عن قدرات الأئمة والشفاء تحت قباب القبور

وكم قل أن قرأنا منهم عظيم قدرة الله وفضله على عباده ورحمته بهم وقربه منهم (( بدون وسائط ))

فهذه دروس في بيان الشرك وأنواعه

نقدمها للرافضة هداهم الله وأصلح قلوبهم

لعل فيهم رجل رشيد يتفكر فيما هو مقبل عليه ما دام في زمن الإمكان

قبل أن يأتي يوم تشيب من هوله رؤوس الولدان



(( معنى الشرك لغة ))

قال ابن فارس:
"الشين والراء والكاف أصلان، أحدهما يدلّ على مقارنة وخلافِ انفرادٍ، والآخر يدلّ على امتداد واستقامة.
فالأول: الشركة، وهو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، يقال: شاركت فلاناً في الشيء إذا صرت شريكَه،
وأشركت فلاناً إذا جعلته شريكاً لك"[1].

وقال الجوهري:
"الشريك يجمع على شركاء وأشراك، وشاركت فلاناً صرت شريكه، واشتركنا وتشاركنا في كذا،
وشركته في البيع والميراث أشركه شركة، والاسم: الشرك"[2].

وقال أيضاً:
"والشرك أيضاً الكفر، وقد أشرك فلان بالله فهو مشرك ومشركيّ"[3].

وقال الفيروز آبادي:

"الشِّرك والشُِّركة بكسرهما وضم الثاني بمعنى، وقد اشتركا وتشاركا وشارك أحدهما الآخر،
والشِّرك بالكسر وكأمير: المشارك، والجمع أشراك وشركاء"[4].

(( معنى الشرك شرعاً ))

قال ابن سعدي:
"حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله،
أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية"[5].

وقال الدهلوي:

"إن الشرك لا يتوقّف على أن يعدِل الإنسان أحداً بالله، ويساوي بينهما بلا فرق، بل إن حقيقة الشرك
أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال ـ خصها الله تعالى بذاته العلية، وجعلها شعاراً للعبودية ـ لأحد من الناس،
كالسجود لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستعانة به في الشدة، والاعتقاد أنه ناظر في كل مكان،
وإثبات التصرف له، كل ذلك يثبت به الشرك ويصبح به الإنسان مشركاً"[6].

(( الفرق بين الشرك والكفر))

1- أما من حيث اللغة فإن الشرك بمعنى المقارنة، أي: أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما.
أما الكفر فهو بمعنى الستر والتغطية.
قال ابن فارس:
"الكاف والفاء والراء أصل صحيح يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية"،
إلى أن قال:
"والكفر ضد الإيمان، سُمّي لأنه تغطية الحق، وكذلك كفران النعمة جحودها وسترها"[7].

2- وأما من حيث الاستعمال الشرعي فقد يطلقان بمعنى واحد، قال الله تعالى:
{ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً
وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ
مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)
}

[الكهف:35-38].

وقد يفرق بينهما، قال النووي:

"الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى،
وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش،
فيكون الكفر أعم من الشرك"[8].

والشرك ثلاثة أنواع

أولا : الشرك الأكبر .

ثانيا : الشرك الأصغر .

ثالثا : الشرك الخفي .

--------------------------------
[1] مقاييس اللغة (3/265).
[2] الصحاح (4/1593-1594).
[3] الصحاح (4/1593-1594).
[4] القاموس المحيط (2/1251).
[5] تيسير الكريم الرحمن (2/499).
[6] رسالة التوحيد (ص32، 33). وانظر: الشرك في القديم والحديث (1/120).
[7] مقاييس اللغة (5/191).
[8] شرح صحيح مسلم (2/71)، وانظر: حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد (302).



شبكة الدفاع عن السنة

يتبع بإذن الله

بالقرآن نرتقي 02 Mar 2015 08:14 PM

رد: الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً !
 
الشرك الأكبر ~~ الشرك في الربوبية

الشرك الأكبر

1- تعريفه :

الشرك هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله .

2- أنواع الشرك الأكبر :

1- الشرك في الربوبية

2- الشرك في توحيد الأسماء والصفات

3- الشرك في توحيد الألوهية


الشرك في الربوبية

قال ابن تيمية: "أما النوع الثاني فالشرك في الربوبية، فإن الرب سبحانه هو المالك المدبر،
المعطي المانع، الضار النافع، الخافض الرافع، المعز المذل،
فمن شهد أن المعطي أو المانع أو الضار أو النافع أو المعز أو المذل غيره فقد أشرك بربوبيته"[1].

وهذا إما شرك في التعطيل وإما شرك في الأنداد.

أ- شرك التعطيل:

قال الشيخ سليمان آل الشيخ: "شرك التعطيل: وهو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون إذ قال:
{وَمَا رَبُّ الْعَـالَمِينَ} [الشعراء:23]،
ومن هذا شرك الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأبديته، وأنه لم يكن معدوماً أصلا،
بل لم يزل ولا يزال، والحوادث بأسرها مستندة عندهم إلى أسباب ووسائط اقتضت إيجادها يسمونها العقول والنفوس.

ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود،
كابن عربي وابن سبعين والعفيف التلمساني وابن الفارض،
ونحوهم من الملاحدة الذين كسوا الإلحاد حلية الإسلام، ومزجوه بشيء من الحق، حتى راج أمرهم على خفافيش البصائر"[2].

ب- شرك الأنداد:

وهو شرك من جعل مع الله إلهاً آخر ولم يعطل أسماءه وصفاته وربوبيته.

قال سليمان آل الشيخ: "النوع الثاني: شرك من جعل معه إلهاً آخر ولم يعطل أسماءه وصفاته وربوبيته،
كشرك النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة، وشرك المجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة.

ومن هذا شرك كثير ممن يشرك بالكواكب العلويات، ويجعلها مدبّرة لأمر هذا العالم، كما هو مذهب مشركي الصابئة
وغيرهم. ويلتحق به من وجه شرك غلاة عباد القبور الذين يزعمون أن أرواحَ الأولياء تتصرف بعد الموت،
فيقضون الحاجات، ويفرجون الكربات، وينصرون من دعاهم، ويحفظون من التجأ إليهم ولاذ بحماهم،
فإن هذه من خصائص الربوبية"[3].

وخلاصة هذا النوع ما يلي:

أ- الشرك في الربوبية بالتعطيل: وذلك إما بالإلحاد كقول فرعون:
{وَمَا رَبُّ الْعَـالَمِينَ} وكالمذهب الشيوعي،
وإما بتعطيل الكون عن صانعه كالقول بقدم العالم والقول بوحدة الوجود، وإما بتعطيل الصانع عن أفعاله كشرك
منكري إرسال الرسل ومنكري القدر والبعث وغير ذلك.

ب- الشرك في الربوبية بالأنداد: وذلك إما بدعوى تصرف غير الله تعالى في الكون كشرك مشركي قوم إبراهيم
الصابئة والمتصوفة القائلين بالغوث والقطب والأوتاد والأبدال المعتقدين فيهم التصرف والتدبير، وإما بإعطاء
حق التشريع والتحليل والتحريم لغير الله تعالى كما هو عند النصارى وغيرهم وكما هو في القوانين الوضعية،
وإما بدعوى تأثير النجوم والهياكل في الكون كما يعتقده الصابئة من قوم إبراهيم، أو دعوى تأثير الأولياء أو التمائم والأحجبة[4].

----------------

[1] مجموع الفتاوى (1/92).
[2] تيسير العزيز الحميد (43).
[3] تيسير العزيز الحميد (43-44).
[4] انظر: الجواب الكافي (ص156، 157). والشرك في القديم والحديث (1/145-146).


يتبع بإذن الله

بالقرآن نرتقي 02 Mar 2015 08:18 PM

رد: الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً !
 
الشرك في الأسماء والصفات

الشرك في الأسماء والصفات

وهو أيضا إما بالتعطيل وإما بالأنداد:

أ- شرك التعطيل:

وذلك بتعطيل الصانع عن كماله المقدس، كشرك
الجهمية الغلاة والقرامطة الذين أنكروا أسماء الله عز وجل وصفاته[1].

ب- شرك الأنداد( وهو على وجهين ) :

الوجه الأول:
إثبات صفات الله تعالى للمخلوقين، وذلك بالتمثيل في أسمائه أو صفاته كالشرك في علم الباري المحيط، ويدخل في ذلك التنجيم والعرافة والكهانة، وادعاء علم المغيبات لأحد غير الله، وكالشرك في قدرة الله الكاملة، وذلك بادعاء التصرف للغير في ملكوت الله،
وخوف الضرر أو التماس النفع من غير الله، أو بالاستغاثة بغير الله، أو تسمية غيره غوثاً، أو بالسحر والتسحّر.

الوجه الثاني:
وصف الله تعالى وتقدس بصفات المخلوقين، كشرك اليهود المغضوب عليهم الذين شبهوا الله بخلقه،
فوصفوا الله تعالى بأنه فقير وأن يده مغلولة، وهكذا النصارى في قولهم بالبنوة والأبوة، وما إلى ذلك من صفات المخلوقات.
ويدخل في ذلك كل من شبّه الله بخلقه ومثله بهم من هذه الأمة[2].


--------------------

[1] الشرك في القديم والحديث (1/146).
[2] انظر: تيسير العزيز الحميد (44)، والشرك في القديم والحديث (1/146-147).

يتبع بإذن الله

بالقرآن نرتقي 03 Mar 2015 06:56 PM

رد: الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً !
 
من أنواع الشرك الأكبر :الشرك في توحيد الألوهية ~~ أنواع الشرك في الألوهية

من أنواع الشرك الأكبر :


الشرك في توحيد الألوهية

قال ابن تيمية: "فأما الشرك في الإلهية فهو أن يجعل لله نداً ـ أي: مثلاً ـ في عبادته أو محبته أو خوفه
أو رجائه أو إنابته، فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، قال تعالى:
{قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال:48]، وهذا هو الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشركي العرب لأنهم أشركوا في الإلهية، قال الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّا لِلَّهِ} الآية [البقرة:165]،
وقالوا:
{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} الآية [الزمر:3]،
وقالوا:
{أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَـاهاً واحِداً إِنَّ هَـاذَا لَشَىْء عُجَابٌ} [ص:5]،
وقال تعالى:
{أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [ق:24]،
إلى قوله:
{الَّذِى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَـاهاً ءاخَرَ فَأَلْقِيَـاهُ فِى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ} [ق:26]"[1].

وقال المقريزي: "فالشرك في الإلهية والعبادة هو الغالب على أهل الإشراك، وهو شرك عبّاد الأصنام،
وعبّاد الملائكة، وعبّاد الجن، وعبّاد المشايخ والصالحين الأحياء والأموات، الذين قالوا: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى،
ويشفعوا لنا عنده، وينالنا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قربٌ وكرامة، كما هو المعهود في الدنيا من حصول الكرامة
والزلفى لمن يخدم أعوان الملك وأقاربه وخاصته. والكتب الإلهية كلها من أوّلها إلى آخرها تبطل هذا المذهب وتردّه،
وتقبِّح أهله، وتنصّ على أنهم أعداء الله تعالى، وجميع الرسل صلوات الله عليهم متفقون على ذلك من أوّلهم إلى آخرهم،
وما أهلك الله تعالى من أهلك من الأمم إلا بسبب هذا الشرك ومن أجله"[2].


أنواع الشرك في الألوهية:


أ- شرك الدعاء .

ب- شرك النية والإرادة والقصد .

ج- شرك الطاعة .

د- شرك المحبة .

هـ- شرك الخوف .

و- الشرك في التوكل .

----------------------------------------

[1] مجموع الفتاوى (1/91).

[2] تجريد التوحيد المفيد (52-53).

يتبع بإذن الله

بالقرآن نرتقي 03 Mar 2015 06:57 PM

رد: الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً !
 
شرك الدعاء

شرك الدعاء

قال تعالى: { فَإِذَا رَكِبُواْ فِى الْفُلْكِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65].

قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره: فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحر، فخافوا الغرق والهلاك فيه
{دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ}، يقول: أخلصوا لله عند الشدة التي نزلت بهم التوحيدَ، وأفردوا له الطاعة،
وأذعنوا له بالعبودة، ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم ولكن بالله الذي خلقهم. {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ
يقول: فلما خلّصهم مما كانوا فيه وسلّمهم فصاروا إلى البر إذا هم يجعلون مع الله شريكاً في عبادتهم،
ويدعون الآلهة والأوثان معه أرباباً"[1].

وقال تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ الظَّـالِمِينَ *
وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
} [يونس:106، 107].

قال ابن جرير: "ولا تدع ـ يا محمد ـ من دون معبودك وخالقك شيئاً لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخرة،
ولا يضرك في دين ولا دنيا، يعني بذلك الآلهة والأصنام، أي: لا تعبدها راجياً نفعها أو خائفاً ضرها،
فإنها لا تنفع ولا تضر، {فَإِن فَعَلْتَ} ذلك فدعوتَها من دون الله {فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ الظَّـالِمِينَ
يقول: من المشركين بالله الظالمين أنفسهم"[2].

وقال سليمان آل الشيخ: "والآية نص في أن دعاء غير الله والاستغاثة به شرك أكبر،
ولهذا قال: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ} [يونس:107]،
لأنه المتفرد بالملك والقهر والعطاء والمنع، ولازم ذلك إفراده بتوحيد الإلهية لأنهما متلازمان،
وإفراده بسؤال كشف الضر وجلب الخير، لأنه لا يكشف الضر إلا هو، ولا يجلب الخير إلا هو،
{مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر:4]،
فتعيّن أن لا يدعَى لذلك إلا هو، وبطل دعاء مَن سواه ممن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فضلاً عن غيره،
وهذا ضدّ ما عليه عبّاد القبور، فإنهم يعتقدون أن الأولياء والطواغيت الذين يسمونهم المجاذيب
ينفعون ويضرون، ويمَسّون بالضر ويكشفونه، وأن لهم التصرف المطلق في الملك"[3].

وقال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىا يَوْمِ الْقِيَـامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَـافِلُونَ *
وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَـافِرِينَ
} [الأحقاف:5، 6].

قال سليمان آل الشيخ: "حاصل كلام المفسرين أن الله تعالى حكم بأنه لا أضلّ ممن يدعو من دون الله لا دعاء عبادة ولا دعاء مسألة واستغاثة مَن هذه حالُه، ومعنى الاستفهام فيه إنكار أن يكون في الضُّلاَّل كلِّهم أبلغ ضلالاً ممن عبد غير الله ودعاه
حيث يتركون دعاء السميع المجيب القادر على تحصيل كلّ بغية ومرام، ويدعون من دونه من لا يستجيب لهم،
ولا قدرة به على استجابة أحد منهم ما دام في الدنيا وإلى أن تقوم القيامة"[4].

وقد قـرّر العلماء أن دعاء المسألة ودعاء العبادة متلازمان، قال سليمان آل الشيخ:
"واعلم أن الدعاء نوعان: دعاء عبادة ودعاء مسألة، ويراد به في القرآن هذا تارة،
وهذا تارة، ويراد به مجموعهما، وهما متلازمان.

فدعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر، فالمعبود لا بد أن يكون مالكاً للنفع والضر،
ولهذا أنكر الله تعالى على من عبد من دونه ما لا يملك ضراً ولا نفعاً كقوله:
{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [المائدة:76]،
وذلك كثير في القرآن، فهو يدعي للنفع والضر دعاء المسألة، ويدعي خوفاً ورجاء دعاء العبادة،
فعلم أن النوعين متلازمان، فكل دعاء عبادة مستلزم دعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة،
وهذا لو لم يرد في دعاء المسألة بخصوصه من القرآن إلا الآيات التي ذكر فيها دعاء العبادة،
فكيف وقد ذكر الله في القرآن في غير موضع،
قال تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف:55]،
وقال تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} [السجدة:16] وغير ذلك"[5].

وقد نص العلماء على أن من صرف شيئاً من نوعَي الدعاء لغير الله فهو مشرك.

قال ابن تيمية: "من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكّل عليهم يدعوهم ويسألهم كفر إجماعاً"[6].

وقال ابن القيم: "ومن أنواعه ـ أي: الشرك ـ طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم،
والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم"[7].

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "ومن نوع هذا الشرك أن يعتقد الإنسان في غير الله من نجم أو إنسان
أو نبي أو صالح أو كاهن أو ساحر أو نبات أو حيوان أو غير ذلك أنه يقدر بذاته على جلب منفعة من دعاه
أو استغاث به، أو دفع مضرة"[8].

وقال سليمان آل الشيخ:"فاعلم أن العلماء أجمعوا على أن من صرف شيئاً من نوعي الدعاء لغير الله فهو مشرك
ولو قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله وصلى وصام؛ إذ شرط الإسلام مع التلفظ بالشهادتين أن لا يعبد إلا الله،
فمن أتى بالشهادتين وعبد غير الله فما أتى بهما حقيقة وإن تلفظ بهما، كاليهود الذين يقولون: لا إله إلا الله
وهم مشركون، ومجرّد التلفّظ بهما لا يكفي في الإسلام بدون العمل بمعناهما واعتقاده إجماعاً"[9].


-----------

[1] جامع البيان (10/159).

[2] جامع البيان (6/618).

[3] تيسير العزيز الحميد (237-238).

[4] تيسير العزيز الحميد (239).

[5] تيسير العزيز الحميد (215-216) بتصرف واختصار.

[6] انظر: الإنصاف (27/108) مع المقنع والشرح الكبير.

[7] مدارج السالكين (1/375).

[8] الدرر السنية (4/7).

[9] تيسير العزيز الحميد (227).


انتهى بحمد الله وتوفيقه

((على الرافضة هداهم الله التركيز في شرك الدعاء والتفكر فيما هم عليه ومقارنته بما قرأوه))


نور الشمس 07 Mar 2015 05:05 PM

رد: الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً !
 
http://www8.0zz0.com/2015/03/07/16/954346014.gif

بالقرآن نرتقي 25 Apr 2015 03:56 PM

رد: الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً !
 
http://www2.0zz0.com/2012/05/05/19/553865932.jpg

أبو خالد 25 Apr 2015 10:24 PM

رد: الشـــــــــــــــــــــرك - قرة عين الرافضة وقد انغمسوا فيه انغماساً !
 
جزاكي الله خير اختي الفاضلة


الساعة الآن 10:15 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي