موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   إبـطال ادعـاء أن من السـنـة ترك السـنـة (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=34903)

بالقرآن نرتقي 12 Jan 2015 12:47 AM

إبـطال ادعـاء أن من السـنـة ترك السـنـة
 




إبطال ادعاء أن من السنة ترك السنة
(نظرة نقدية أصولية)


الحمد لله، وصلى الله على نبيه ومصطفاه، وبعد:
فإنَّ من المقرر والمعلوم أنَّ قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة من السنن التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما ورد ذلك في الصحيحين وغيرهما
[1].

بل ورد في رواية للطبراني - رحمه الله - أنه صلى الله عليه وسلم كان "يُديم ذلك"
[2].

وهذه الرواية تدفع اعتراض من ينكر المداومة على ذلك، أو من يدعي أنَّ من السنة ترك السنة؛ فإن هذا كلامٌ غير مقبول، وغير صحيح على عمومه، ولو فُهِمَ على ظاهره لكان تناقضًا؛
إذ إن حقيقة السنة والمستحب والمندوب هو ما أُمِرَ بفعله أمرًا غيرَ جازمٍ، فهو مأمورٌ به وليس بمستحب تركه أصلاً، بل المستحب تركُه
إنما هو المكروه الذي نُهي عن فعله نهيًا غيرَ جازمٍ، فصار تركه لذلك مستحبًّا.

وقد كان فعل الصحابة - رضي الله عنهم - على خلاف هذه المقولة، فكانوا يتعاملون مع المستحب والمندوب من سنة النبي صلى الله عليه وسلم كأنه "واجب"،
فيداومون على فعله، ويتلاومون على تركه؛ حرصًا منهم على التأسي بالحبيب صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة من أفعاله الشريفة،
حتى إن بعضهم كان يتأسى بأفعاله الجبِلِّية صلوات ربي وسلامه عليه، والآثار والأخبار في هذا الصدد كثيرة ومعلومة ومشهورة.

وقد روى ابنُ أبي شيبة في مصنفه: حدثنا ابن نمير، عن سفيان، عن جابر، عن الشعبي، قال: "ما شهدت ابن عباس قرأ يوم الجمعة إلا بـ: تنزيل، وهل أتى"
[3].

ومعلومٌ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يترك بعض المستحبات خوفًا من فرضها على أمته، أو مِن أن يظن الناسُ وجوبها عليهم؛
فللعالم والمقتدي به أن يفعل مثل فعله صلى الله عليه وسلم لنفس الغرض؛
وذلك من باب سد الذرائع، كما يقوله بعض المالكية وغيرهم، والتحقيق أن التوسع في سد الذرائع أمر غير مَرْضي، وقد يُتصور هذا قبل استقرار الأحكام الشرعية،
أما بعد استقرارها وتميُّز المستحب من الواجب فلا مدخل لهذه المقولة، ولا مجال للأخذ بها، فضلاً
عن أنَّ هذه السنة قد ورد عن النبي - صلوات الله وسلامه عليه - ما يدل على المداومة عليها.

ولا يصح أن يُجعل سدُّ الذرائع وأمثال هذه المقولات حاجزًا بين الناس وبين سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نُقل عن غير واحدٍ من أهل العلم والدِّين:
"سنَّةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع على كل حالٍ"، والله أعلم بالصواب.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

شبكة الألوكة

________________________________________

[1] فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر: ﴿ الم * تَنْزِيلُ ﴾ السجدة، و﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ﴾ [الإنسان: 1]".
متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة 2/5 (891)، أخرجه مسلم في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة، حديث (880).
وقال السندي: قال علماؤنا: لا دلالة فيه على المداومة عليها، نعم قد ثبت قراءتهما، فينبغي للأئمة قراءتهما، ولا يحسن المداومة على تركهما بالمرة،
وقد قال بعض الشافعية: قد جاء في بعض الروايات ما يدل على المداومة، والله تعالى أعلم.
[2] عن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: ﴿ الم * تَنْزِيلُ ﴾ السجدة، ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ﴾ يديم ذلك".
رواه الطبراني في الصغير 2/178 (986)، تحقيق: محمد شكور محمود الحاج أمرير، نشر المكتب الإسلامي، دار عمار - بيروت، عمان، الطبعة الأولى، 1405 - 1985.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/378 في إسناد الطبراني: ورجاله ثقات، لكن صوَّب أبو حاتم إرساله.
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: وفيه عنده علة أخرى، وهي عنعنة الوليد بن مسلم - في طبقات الإسناد فيمن فوق شيخه - وقد كان يدلِّس تدليس التسوية.
[3] خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 1/470 (5444)، تحقيق: كمال يوسف الحوت، نشر مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى، 1409.

نور الشمس 13 Jan 2015 05:11 PM

رد: إبـطال ادعـاء أن من السـنـة ترك السـنـة
 
http://www7.0zz0.com/2015/01/13/17/968051563.gif


الساعة الآن 02:32 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي