موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الأخوة الغائبة (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=30921)

بالقرآن نرتقي 23 Nov 2013 04:35 AM

الأخوة الغائبة
 



http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image039.gif

http://www.almoslim.net/files/images...oop-thumb2.jpg
عندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤسس مجتمعا راسخا في الإيمان , مطبقا لسلوكياته على الأرض , منفذا لتعاليم التشريع في معاملات الناس وأخلاقهم وآمالهم وأحلامهم , وضع الأسس الأولى لذلك المجتمع بناء على أمرين أساسيين , المسجد كمؤسسة مركزية نورانية والأخوة نموذج تطبيقي دافعي ملهم .
ومفهوم الأخوة الإيمانية مفهوم عميق في الرؤية الإسلامية, فهو يتعدى مفاهيم الصداقة والمعرفة والزمالة والصحبة وغيرها من التعريفات الاجتماعية للأفراد مع بعض .
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image039.gif

فلكأنه استعار لفظ الأخوة التي اختصت دوما بالأشقاء من دم ولحم ومن صلب واحد إلى نوع آخر ميثاقه الإيمان وعموده المحبة ودافعه الثواب والأجر يحيطه الصدق , ويؤمنه الإخلاص , فنزلت آيات القرآن الكريم تضبط الميثاق وتبين السبيل " إنما المؤمنون إخوة " فجعلت الإيمان دليل الأخوة وفي آية أخرى " فأصبحتم بنعمته إخوانا " , فجعل النعمة كأنها قد جسمت فصارت أخوة متحركة .

وأخوة أخرى منبثقة عن الأخوة الإيمانية العامة سعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بثها بين ثنايا المجتمع الناشئ في المدينة , وكأنه يطرح بين خيوط الثوب المنسوج الجديد خيوطا أكثر قوة وأشد متانة تميز الثوب وتشده وترفع قيمته .
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image039.gif

تلكم هي الأخوة الخاصة التي تنشأ بين اثنين أو اكثر , تلاقوا في طاعة الله لم يجمع بينهم دنيا , ولم تغوهم مصلحة , ولم يغرهم زخرف , بل كان لقاؤهم في الله طلبا للثواب , وكانت علاقاتهم في الله تزيد الإيمان يوما بعد يوم .

فكلما زادت أخوتهم زاد إيمانهم , فهي أخوة لا تزيد بالعطاء ولا تنقص بالمنع , إذ قيمتها الأساسية لا تتعلق بالمنافع الدنيوية .
وهي أخوة تضع الإيثار خلقا لها , فليست الأزمة في السير أبدا تحدث بين اثنين يسيران في الطريق مادام الطريق متسعا لهما , إنما تبين الحقائق عندما يضيق الطريق فلا يصبح ممكنا أن يمر فيه إلا واحد فقط , فعندئذ من يمر ! أنت أو صاحبك ؟! ..
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image039.gif

والإيثار الأخوي هنا يدفعك أن تقدم صاحبك في الخيرات كلها إيثارا على نفسك مهما كان بك حاجة " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "
ولا يزال الموقف الرباني الإيماني المعجز الذي كان في أحد الغزوات , لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض أصحابه فقيل له أنهم مجروحون أو شهداء , فأمر بتفقدهم , فذهبوا إليهم فوجدوا أربعة لم يقضوا نحبهم بعد , فسألوهم هل لكم من حاجة , فقال الأول : شربة ماء , فجئ له بالماء فإذا بأخيه المجروح بجواره يطلب الماء , فقال أعطوه قبلي , وفعل الثاني ذلك مع الثالت و الثالث مع الرابع , كلهم يطلب أن يسقى أخوه قبله وهو في آخر رمق من الحياة , فلما عاد من الرابع إلى الأول فكان قد مات إلى الثاني إلى الثالث إلى الرابع حتى ماتوا جميعا , وقد آثروا على أنفسهم شربة الماء في آخر رمق من الحياة .

وخلق آخر يحوي الأخوة فيلفها بحزام عفيف فيربطها برباط فروسي علوي سامق وهو خلق المروءة , فالأخوة والمروءة صنوان يكادان أن يجتمعا في معظم الماهية .
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image039.gif

فالأخوة تعني النجدة والمسارعة في الخيارات , والمدافعة عن الأخ إن ظلم , وتقويمه إن انحرف وتصويبه إن تردد , ونصحه إن جهل , والمسابقة اليه في الفضائل , وتكاد تلك المعاني أن تجمع في معنى المروءة , فلكأنما صارت الأخوة في ميثاق الإسلام مروءة متحركة وإيثارا معجزا , فما أروعها من مبادرة تجمع النفوس وتربي القلوب على طريق واحد بينما الكفوف في الكفوف والقلوب تدعم القلوب .

أوضح نموذجها الأمثل النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه إذ يخشى صاحبه عليه بينما هم في الغار في رحلة المدينة فيقول لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا يا رسول الله ويخلد القرآن الموقف الصادق من الصاحب الصدوق الصديق " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " .

وأخوة تجعل أحدهما - المهاجري - وقد آخاه النبي صلى الله عليه وسلم بأنصاري كريم قد عرض عليه شطر ماله , واحدى زوجاته , يقول له بارك الله لك في زوجك وأهلك دلني على السوق , فينتج الصدق خيرا وتنتج المروءة بركة فيصير نتاج غنى مبارك .

http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image039.gif

إن الناظر في حال الأخوة في الله في هذه الأزمان لينكسر قلبه لما يرى من أخوة ظاهرية بلا عمق , ومن علاقات قائمة على المصلحة الشخصية ومن تقارب وصحبة في السراء دون الضراء , ومن أخوة قائمة على التحزب لجماعة أو حزب , أو تبعية لشخص ما , أو من أخوة مؤقتة غير مستمرة تتغير بتغير الأحوال " فما أكثر الإخوان حين تعدهم .. ولكنهم في النائبات قليل " .

قال الشافعي : من صدق في أخوة أخيه ,قتل علله , وسد خلله , وعفا عن زللـه .
وقال أبو الدرداء : إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم مرة

أبو خالد 24 Nov 2013 08:19 AM

رد: الأخوة الغائبة
 
جزاكي الله خير اختي الفاضلة

نور الشمس 26 Nov 2013 12:46 AM

رد: الأخوة الغائبة
 
http://www2.0zz0.com/2013/11/25/21/762742713.gif


الساعة الآن 04:59 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي