موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

" أنت شيطان "

:: أيها الشيطان الشقي .. من أنت ؟؟ ::

.. أنا الشيطان ..

==========
كثيرا ما نردد على مسامع صغارنا " أنت شيطان "

نريد بذلك التعبير عن شقاوة الطفل .. ونحن سعداء جدا ً
بما نردده من مصطلحات عشوائية
لكن .. هل لمسنا وقعها على الطفل ؟؟؟
وهل تحسسنا أثرها في نفسه ؟؟
==========
إن ملامح شخصية الطفل تتكون عندما يبلغ السادسة من العمر
وبتكرار مثل هذه الكلمات قد نغرس فيه السوك السلبي .. بأنه كذلك .... فتشبيه الطفل .. بأي شخص أو أي شئ غير مرغوب فيه يصنع منه شخصية مهزوزة .. متعبة .. متقمصة
===========
صورة من الواقع
.. في مدرسة ما .. مُعلمة وطفل " تلميذ"
الطفل في الثامنة من عمره
كثير الشغب في الفصل .. يأست مُعلمته من أن تجد وسيلة
لتهدئته واستقراره .... تقول :
" كونيّ الأخصائية الإجتماعية بالمدرسة ، طلبت والديّ الطفل بالحضور إستطلاع بعض الأمور الخاصة بالطفل ، فحضرت الأم ... وعندما سألتها عن سلوكه بالبيت ..؟
قالت الأم بأن سلوك الطفل في البيت أيضا ً مُتعب ... لدرجة ان الأب يضطر الى ضربه ليهدأ ... واسقط فى يديّ ..!!

بعد أن خرجت الأم .. أخذت الطفل.. استدرجه في الحوار محاولة اغراءه بالحوافز المادية أو العينية كالحلوى ، ليتحدث
معي بصدق، فكانت المفاجأة بأن الطفل يقول لها:

أنا شيطان !! .. مثل إبليس ..مطرود من الجنة!! ..
مستحيل .. ثم استكمل .. بلغته العامية
ماما .. وبابا يقولون لي كده "هكذا " ...
" أنت شيطان ... أنت زيّ "مثل " إبليس "...!!

صُعقت من كلام الطفل وذكاءه ..
و تأكدت بأن سلوك الطفل نتيجة ما يسمع من والديه ..وهما بجهل منهما غرسا فيه السلوك السلبي .. وشبهاه بالشيطان .. فتعلق بشخصيته الملفته "

ألا يجب أن نتخير الكلمات مع أطفالنا ؟؟
أما زلنا نعتقد بأن الطفل ( كتلة غباء ) ولا يعيّ ماحوله
اما آن الأوآن أن نـُقـِّيم ذكاء أطفالنا .. ونعاملهم معاملة البشر؟؟
الطفل الصغير يعيّ ما حوله أكثر من الكبار .. لكنها حقيقة غائبة عند أغلب المُربيين .. نعم !! مازالت غائبة .
==========
أخي ... أختى فى الله .. المربي / المربية ..

تيقن بان الطفل الذي تتعامل معه اليوم لا تنطبق عليه كلمة ( جاهل ) كما كنا نعتقد .. فطفل اليوم ليس كطفل الأمس ..
كونوا حذريّن .. متيقظيّن .. منصفيّن لهذا المخلوق صغير اليوم ، كبير الغد

منقول