موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

أسرار علم الارواح

وهل يؤدي الاشتغال به الى الجنون؟

بدأت الاجيال الحديثة تهتم بعلم الارواح منذ عام 1847، عندما ظهر في امريكا على يد عائلة (فوكس) الالمانية الاصل ، التي كانت تقطن قرية صغيرة تدعى (هيدسفيل)فبينما كانت العائلة تتناول عشائها ذات مساء إذا بأصوات غريبة تنبعث من الحيطان ، وإذا بالاثاث يتحرك من مكانه بواسطة أيد خفية وتكررت هذه العملية في أيام أخرى ، الى أن توصل المستر (فوكس) الى التأكد من أن الروح التي تقوم بهذه العملية هي لاحد الاموات واسمه (ريان).

واتهمت العائلة المذكورة بمزاولة السحر والشعوذة وأرغمت على مغادرة القرية وتنقلت بعد ذلك في بلاد كثيرة أهمها روتشستر ونيويورك وشكلت الحكومة لجنة علمية عهدت اليها بدراسة هذه الظاهرة الغريبة وكتابة تقرير عنها .

وبعد البحث الدقيق أيدت اللجنة وجود هذه الظاهرة فعلا ، وأنه لا محمل لاتهام آل فوكس بالنصب والاحتيال ولم تمض مدة وجيزة حتى اهتمت شخصيات ممتازة بهدا العلم ، أمثال أدموندر جون رئيس هيئة مستشاري المحكمة العليا بنيويورك ورئيس مجلس الشيوخ اﻷمريكي والدكتور مايس والدكتور هار وكثيرون غيرهم .

وانتقلت عدوى دراسة علم اﻷرواح الى الدنيا القديمة ، فانتشرت أولا في ألمانيا على يد العالم الفلكي ( تسولنر ) ثم في اسكتلندا وانجلترا وفرنسا .

وتحمس الناس لهذا العلم الطريف على اعتبار أنه تسلية لطيفة لتمضية الوقت والترفيه عن النفس من متاعب الحياة اليومية . ولكن عندما تبينوا أن هذا العلم محفوف بالمخاطر بين دفتيه أعمق التعاليم الفلسفية ، تملكهم الرعب والفزع خشية انقلاب اﻷرواح يوما ما عليهم والانتقام منهم .

وتعرض المشتغلون بعلم اﻷرواح ردحا من الزمن لهجمات عنفية متواصلة ونقد لاذع مليء بالسخرية والتهكم.وليس أدل على هذا من قول الدكتور شارل ريشيه العالم والطبيب الذائع الصيت ( انني أعتقد بوجود اﻷرواح والاشباح ، وأعلن هذا صراحة رغم ما قد يرميني به بعض زملائي من عدم التبصر وفقد العقل ).

والواقع أن طائفة كبيرة من العلماء رفضت الاشتغال بهذا العلم بل وامتنعت عن اجراء التجارب أو حضورها ، معتقدين أن هذه أوهام باطلة تنطوي على الغش والخداع، رغم الظواهر المادية الملموسة التي أثبتت وجوده بمدينة ميونخ ، حضره عدد كبير من فطاحل العلماء ، وقد اتخذ ( نوتزج ) كل الاحتياطات و الترتيبات التي ترضيهم وتطمئن اليها نفوسهم ، رغبة في إقناعهم ، كما نجح في معالجة كثير من الحالات النفسية واﻷمراض العصبية والمشاكل الجنسية المستعصية عن طريق اﻷرواح .

ونظرا ﻷن التجارب التي أجريت كانت ناجحة جداً ، ولا يستطيح أشد الناس وسوسة أن يجد أقل ثغرة تولد الشك في نفسه وتبعث على ارتيابه ، أيد العلماء بالاجماع الحقيقة الثابته وهي : امكان التخاطب والاتصال بين أرواح الموتى وأرواح اﻷحياء . وقد أيد أرواؤهم في هذا الصدد لاسيما ما كتبه كروكس ، وولاس ، وهيسلوب، ولودج، وشالي، وبومبروزو وكثيرون غيرهم.

ولكن الكنسية ظلت تحارب المشتغلين بعلم اﻷرواح وحتى المشجعين له ، وتحرق علانية الكتب التي وضعت فيه ، وتطالب الحكومات بمعاقبة كل خرافة وخزعبلات وأوهام باطلة ، تتنافى مع أصول الدين وتعاليمه.

وكان أخر المؤتمرات التي عقدت للبحث في علم اﻷرواح مؤتمر برشلونة عام 1937 . وقد أصدر المؤتمر باحتماع اﻵراء قرارات خطية أبدى فيها أن هذا العلم يرتكز على الاعتراف بقوة الخالق ووجود الروح التي تنفصل عند الموت عن الجسم بقوة أتيرية ، ولكنها تظل خالدة في عالم آخر ، ونستطيع أن نتصل بها في عالمها الخفي عن طريق وسطاء تتوفر فيهم شروط معينة..

ومع هذا فاننا ننصح ضعاف الارادة او ذوي الاستعداد لاضطرابات عقليه ألا يقحمموا أنفسهم في هذا العلم الخطير العواقبل لا نم بهذا يؤذون انفسهم من حيث لا يشعرون ..فكم من أشخاص شواذ أغراهم هـــذا العلم واابهم بالهول او الخلل وليس لعلم الارواح طبعا أية جريرة أو مسئولية في هذا .. يل يليهم وحدهم وزر أقدامهم علي الاشتغال بما لا يتفق مع استعدادهم الطبيعي

والواقع ان هذا العلم يجتذب اليه كثيرين من الدخلاء وذلك نظرا لبساطته والامال العريضة التي يوحى بها ولسوء الحظ نجد هؤلاء الدخلاء قد فقدوا فضيلة الصبر اذ لا يطيقون مرارة الانتظار حتى تتم مزاولته

( الكاتب حنا تادرس)

فأترك التعليق للاخوة ...