موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=101)
-   -   هل أَرْسَلَ اللَّهُ رُسُلًا مِنَ الْجِنِّ كَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْإِنْسِ ؟ . (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=23995)

طالب علم 25 Aug 2012 04:12 AM

هل أَرْسَلَ اللَّهُ رُسُلًا مِنَ الْجِنِّ كَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْإِنْسِ ؟ .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى ( يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ) سورة الأنعام آية 130
التحليل الموضوعي :
قَوْلُهُ تَعَالَى يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ أَيْ يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ نَقُولُ لَهُمْ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ فَحُذِفَ ; فَيَعْتَرِفُونَ بِمَا فِيهِ افْتِضَاحُهُمْ . وَمَعْنَى ( مِنْكُمْ ) فِي الْخَلْقِ وَالتَّكْلِيفِ وَالْمُخَاطَبَةِ . وَلَمَّا كَانَتِ الْجِنُّ مِمَّنْ يُخَاطَبُ وَيَعْقِلُ قَالَ : ( مِنْكُمْ ) وَإِنْ كَانَتِ الرُّسُلُ مِنَ الْإِنْسِ وَغَلَبَ الْإِنْسُ فِي الْخِطَابِ كَمَا يُغَلَّبُ الْمُذَكَّرُ عَلَى الْمُؤَنَّثِ . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : رُسُلُ الْجِنِّ هُمُ الَّذِينَ بَلَّغُوا قَوْمَهُمْ مَا سَمِعُوهُ مِنَ الْوَحْيِ ; كَمَا قَالَ : وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . وَقَالَ مُقَاتِلٌ وَالضَّحَّاكُ : أَرْسَلَ اللَّهُ رُسُلًا مِنَ الْجِنِّ كَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْإِنْسِ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : الرُّسُلُ مِنَ الْإِنْسِ ، وَالنُّذُرُ مِنَ الْجِنِّ ; ثُمَّ قَرَأَ إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي " الْأَحْقَافِ " . وَقَالَ الْكَلْبِيُّ : كَانَتِ الرُّسُلُ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبْعَثُونَ إِلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ جَمِيعًا . قُلْتُ : وَهَذَا لَا يَصِحُّ ، بَلْ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ الْحَدِيثَ . عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي " الْأَحْقَافِ " . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَتِ الرُّسُلُ تُبْعَثُ إِلَى الْإِنْسِ وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثَ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ; ذَكَرَهُ أَبُو اللَّيْثِ [ ص: 79 ] السَّمَرْقَنْدِيُّ . وَقِيلَ : كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ اسْتَمَعُوا إِلَى الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ عَادُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَأَخْبَرُوهُمْ ; كَالْحَالِ مَعَ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ . فَيُقَالُ لَهُمْ رُسُلُ اللَّهِ ، وَإِنْ لَمْ يَنُصَّ عَلَى إِرْسَالِهِمْ . وَفِي التَّنْزِيلِ : يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ أَيْ مِنْ أَحَدِهِمَا ، وَإِنَّمَا يَخْرُجُ مِنَ الْمِلْحِ دُونَ الْعَذْبِ ، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ مِنَ الْإِنْسِ دُونَ الْجِنِّ ; فَمَعْنَى مِنْكُمْ أَيْ مِنْ أَحَدِكُمْ . وَكَانَ هَذَا جَائِزًا ; لِأَنَّ ذِكْرَهُمَا سَبَقَ . وَقِيلَ : إِنَّمَا صَيَّرَ الرُّسُلَ فِي مَخْرَجِ اللَّفْظِ مِنَ الْجَمِيعِ لِأَنَّ الثَّقَلَيْنِ قَدْ ضَمَّتْهُمَا عَرْصَةُ الْقِيَامَةِ ، وَالْحِسَابُ عَلَيْهِمْ دُونَ الْخَلْقِ ; فَلَمَّا صَارُوا فِي تِلْكَ الْعَرْصَةِ فِي حِسَابٍ وَاحِدٍ فِي شَأْنِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ خُوطِبُوا يَوْمَئِذٍ بِمُخَاطَبَةٍ وَاحِدَةٍ كَأَنَّهُمْ جَمَاعَةٌ وَاحِدَةٌ ; لِأَنَّ بَدْءَ خَلْقِهِمْ لِلْعُبُودِيَّةِ ، وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ عَلَى الْعُبُودِيَّةِ ، وَلِأَنَّ الْجِنَّ أَصْلُهُمْ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَأَصْلُنَا مِنْ تُرَابٍ ، وَخَلْقُهُمْ غَيْرُ خَلْقِنَا ; فَمِنْهُمْ مُؤْمِنٌ وَكَافِرٌ . وَعَدُوُّنَا إِبْلِيسُ عَدُوٌّ لَهُمْ ، يُعَادِي مُؤْمِنَهُمْ وَيُوَالِي كَافِرَهُمْ . وَفِيهِمْ أَهْوَاءٌ : شِيعَةٌ وَقَدَرِيَّةٌ وَمُرْجِئَةٌ يَتْلُونَ كِتَابَنَا . وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي سُورَةِ " الْجِنِّ " مِنْ قَوْلِهِ : وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ . وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ هُنَاكَ .
يَقُصُّونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعِ نَعْتٍ لِرُسُلٍ .
قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا أَيْ شَهِدْنَا أَنَّهُمْ بَلَّغُوا .
وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا قِيلَ : هَذَا خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ ; أَيْ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ غَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ، أَيْ خَدَعَتْهُمْ وَظَنُّوا أَنَّهَا تَدُومُ ، وَخَافُوا زَوَالَهَا عَنْهُمْ إِنْ آمَنُوا .
وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَيِ اعْتَرَفُوا بِكُفْرِهِمْ . قَالَ مُقَاتِلٌ : هَذَا حِينَ شَهِدَتْ عَلَيْهِمُ الْجَوَارِحُ بِالشِّرْكِ وَبِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
تفسير القرطبي ـ محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ـ دار الفكر
الكتب - الجامع لأحكام القرآن - سورة الأنعام - قوله تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم - قوله تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم - الجزء رقم2
http://www.rc4js.net/mlffat/files/114.png

فراشة الربيع 26 Aug 2012 02:36 AM

رد: هل أَرْسَلَ اللَّهُ رُسُلًا مِنَ الْجِنِّ كَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْإِنْسِ ؟ .
 
http://www.rc4js.net/mlffat/files/6.gif

ربنا يجعله في ميزان حسناتك يااارب

العون 20 Nov 2012 04:33 PM

رد: هل أَرْسَلَ اللَّهُ رُسُلًا مِنَ الْجِنِّ كَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْإِنْسِ ؟ .
 
بارك الله فيكم ونفع بكم وسدد خطاكم وجزاكم 10


الساعة الآن 05:14 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي