موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سفيان الراقي (المشاركة 93267)

http://www.alsoufia.com/upload/userf..._13_9_1432.gif

موقف ابن تيمية من الصوفية

ما زالت الصوفية قائمة في بلدان المسلمين لها أتباعها ومريدوها الذين ينضوون تحت طرقها الكثيرة التي عمت بلدان المسلمين ولقد خدع بها الكثيرون ، يظنون أن الصوفية هي الباب إلى الزهد والتخلي عن الدنيا والإقبال على الله ؛فكان لابد من تجلية حقيقة الصوفية وما آل إليه أمر التصوف لا سيما إذا كان ذلك صادراً عن أحد الأئمة الراسخين في العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية ... البقية هنا

الحمد الله و كفى و صلاة و سلاما على عباده الذين اصطفى
إن كثيرا من النقاد و المشتغلين بتفنيد آراء المخالفين و الرد عليهم يقعون في خطأ الحكم على المنهج من خلال الحكم على أتباعه و
لا شك أن ثمة فرق كبير بين الإسلام كمنهج و بين احوال المسلمين في تطبيق هذا المنهج و لو كانت هذه قاعدة لكان جيل الصحابة بل و القرون الثلاث الأولى خلاف هذه القاعدة إذ أنهم كانوا الإسلام نفسه ألحقنا الله بهم .. آمين

إلا ان ابن تيمية الناقد الفذ لم يحكم على التصوف بأفعال التمصوفين فلم يقع في هذا الخطأ قط وكذا لم يتأثر بشيخه الهروي شيخ الزهاد في زمانه و الذي نحفظ له قدره و كم دافع عنه ابن القيم و دفع في كتابه الماتع القيم ( مدارج السالكين )

فابن تيمية تعرض للتصوف من حيث هو تصوف ثم تعرض للمتصوفة أنفسهم فبين ضلالهم و اشتد عليهم بل و قضى عمره إماتة لبدعهم و إخمادا لفساد عقائدهم

و مع ذلك فمنهم من يحاول تضليل الناس بزعم ان ابن تيمية رحمه الله كان منتسبا للطريقة القادرية او غير ذلك ولم أرى خصما قط ينسب إليه خصيمه و يحاول الإلتصاق به كما يفعل هؤلاء

إلا ان مؤلفاته تبقى شاهدة على عبقريته في التناول و ثباته على الحق و ارتفاع قدره و قدرته على إضعاف مناظريه عقلا و شرعا رحمه الله

و مع دوران الزمان و تغير الأحيان مذ كان ابن تيمية يجاهد المتصوفة في زمانه خاصة الرفاعية منهم فإن فكر ابن تيمية يتسع و ينتشر و اما

خرف هؤلاء فيندثر و ينقشع " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ " و يظهر للعيان أن التصوف الآن شر كله