موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - علاقة الساحر الغامضة بقرينه

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يبدأ الساحر بتعلم السحر يكون قرينه قد قطع شوطا طويلا وبذل جهدا كبيرا في الوساوس

له بتعلم السحر ونقل وساوس الشياطين الآخرين إليه

بحكم قربه منه وبحكم معرفته بكل شاردة وواردة من خلجات وهمسات نفسه الأمارة بالسوء ..

فيبدأ الساحر بتوطيد علاقته بقرينه أولا بالتقرب إليه بالمعاصي والذبح له وعبادة قرينه اولا وقبل

أن يطلع على كتب السحر

و قرائة كتب السحر ليست شرطا أساسيا في تعلم السحر والعياذ بالله من ذلك ، لأن هناك سحرة خبثاء كبار لا يقرئون

ولا يكتبون ونجدهم من الموغلين في عالم الشر والشرك الأكبر بالله العلي العظيم ..

ولن تجد ساحرا أبدا لم يتواصل مع قرينه ، لأن قرينه هو الأقرب إليه وهو صورة طبق الأصل من روح إبليس الخبيثة..

والله سبحانه يقول في كتابه الكريم :

((وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ )) سورة البقرة الآية 102

فالشياطين هم الذين يعلمون الساحر بالسحر ، حيث ان الساحر عندما يتفق مع أحد رؤساء الشياطين على عبادة ذلك الشيطان من قبل
الساحر ، فإن ذلك الملك الشيطاني يجند شيطانا ساحرا من سحرة الجن متمرسا بعلوم السحر حتى يكون معلما
لذلك الساحر لطرق و فنون السحر ومضرة الناس بالسحر..

وأنا أذكر أن هناك أحد الأصدقاء والذي كنت معه منذ وقت طويل بالسيارة فمررنا بأحد المنازل الطينية
القديمة وأشر لي على ذلك المنزل وقال يوجد في ذلك المنزل إمرأة عمياء تبلغ التسعين من العمر
وهي ساحرة كبيرة -وقال أنها أمية لا تقرأ و لا تكتب بالإضافة إلى أنها كفيفة البصر ولا ترى شيئا..
فقلت له كيف عرفت فقال أن عمه أخو أبوه لا يأتيه أبناء وزوجته لا تستطيع الإنجاب فدلوه أهل الشر
على تلك المرأة فقالت له ستنجب لك زوجتك أبناء ولكن كلما أنجبت لك مولودا تعطيني 25000
خمسة وعشرون ألف ريال عن كل مولود ، يقول لي ذلك الصديق فوافق عمي وصارت تعطي زوجته
أعشابا وبخوراتا وأدوية فأنجبت له زوجته عددا من الأبناء - وكل ذلك بإذن العزيز الحكيم..
- إنتهى كلام ذلك الصديق -

وطبعا تلك الساحرة اللعينة وجدت أن زوجة ذلك الرجل الضال بها سحرا أو مسا عاشقا
فإتفقت مع ذلك العارض الذي بهذه المرأة التي لا تنجب بطريقة أو بإخرى عن طريق
قرينها وشياطينها بأن لا يمنع الإنجاب وقد تكون سلطت على ذلك العارض شيطانا
أقوى منه يقيده حتى يتم الحمل والإنجاب وكل ذلك بتقدير و بمشيئة الله عز وجل..
ولكن زوج تلك المرأة وزوجته آثروا الحياة الدنيا على رضى الرحمن وأطاعوا ساحرة
خبيثة وكفروا بالرحمن والعياذ بالله ..
ولو أنهم إتبعوا الطرق المشروعة كالرقية الشرعية والعلاج لدى المستشفيات
لكان خيرا لهم والله في دينهم ودنياهم وآخرتهم ..

وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي مرضى المسلمين و المسلمات
وأن يزلزل أعداء الدين من السحرة والمشعوذين ومن والاهم من الجن و الإنس
إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وصلى الله على محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
والحمد لله رب العالمين..