موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   حمل الجن للأمانة مع الإنس (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=12604)

أبو سفيان 13 Feb 2010 09:31 PM

حمل الجن للأمانة مع الإنس
 
حمل الجن للأمانة مع الإنس
المجيب د. سالم بن محمد القرني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الجليل ورد في القرآن، أن الإنسان هو الذي رضي بحمل الأمانة من دون المخلوقات، فلماذا ألزم الله بها الجن أيضا؟ أفتونا مأجورين.

الجواب

قال الله تعالى في سورة الأحزاب: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً" [الأحزاب:72] فهذا تعظيم لشأن الأمانة التي ائتمن الله عليها المكلفين من الجن والأنس، والتي هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي في السر والخفية، كحال العلانية، وأنه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة: كالسماوات والأرض والجبال عرض تخيير لا تحتيم، وقال لها: إنك إن قمت بها وأديتها على وجهها فلك الثواب وإن لم تؤديها وتقومي بها فعليك العقاب، فالمخلوقات خفن ألا يقمن بهذه الأمانة لا عصياناً لربها ولا زهداً في ثوابه، وعرضها الله على الإنسان على ذلك الشرط فقبلها وحملها مع ظلمه وجهله، فحمل هذا الحمل الثقيل جهلاً بعظم ما يترتب على ذلك، والله أعلم، فالناس منقسمون في هذا إلى ثلاثة أقسام: منافقون أظهروا أنهم قاموا بهذا ظاهراً لا باطناً، ومشركون تركوها ظاهراً وباطناً وهذا من أظلم الظلم وأجهل الجهل بحقيقة المصير وعظم الأمانة، ولذلك قال الله عنهم بعد هذه الآية "لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً" [الأحزاب:73] فالتوبة والمغفرة للقسم الثالث وهم الذين قاموا بأوامر الله وانتهوا عن نواهيه، القائمون بالأمانة العالمون بعظم شأنها.
وإلزام الجن بالتكليف مع الإنس يتضح من قوله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات:56]، ولأن الله سبحانه ميزهم عن بقية المخلوقات هم والإنسان بالإرادة والإدراك والقدرة على حمل التبعة وهي ميزة عظيمة يتميزون بها على كثير مما خلق الله، إذ إن الإنس والجن قادران على اختيار الطريق الموصل إلى عبادة الله ومرضاته فعندهما قدرة الاختيار التي وهبها الله تعالى لهما فيدخلان مع المخلوقات في تدبير الله وتسييره لها، ويتميزان بأن لهما إرادة واختياراً، والجن تبع للإنس في كونهم مأمورين بما يأتي به الأنبياء من الإنس، والله أعلم.

http://islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-11728.htm


الساعة الآن 09:06 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي