موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   طُبِعَتْ على كَدَرٍ (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=12302)

أبو خالد 13 Jan 2010 11:04 PM

طُبِعَتْ على كَدَرٍ
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أنه قَالَ : لِكُلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ ، وَمَا مُلِئَ بَيْتٌ فَرَحًا إلَّا مُلِئَ تَرَحًا وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ : مَا كَانَ ضَحِكٌ قَطُّ إلا كَانَ بَعْدَهُ بُكَاءٌ .

وَقَدْ شَاهَدَ النَّاسُ مِنْ تَغَيُّرِ الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا فِي أَسْرَعِ مَا يَكُونُ الْعَجَائِبَ . وَعَلِمَ الْعَبْدُ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ الْمُصِيبَةَ بَلْ هُوَ مَرَضٌ يَزِيدُهَا ، وَإِنَّهُ يَسُرُّ عَدُوَّهُ وَيُسِيءُ مُحِبَّهُ ، وَإِنَّ فَوَاتَ ثَوَابِهَا بِالْجَزَعِ أَعْظَمُ مِنْهَا.



يقول أبو الحسن التهامي الشاعر:

حكمُ المنيَّـةِ في البريَّةِ جــارِ *** مـا هذه الدُّنيا بدار قرارِ

بينا يُرى الإنسانُ فيهـا مُخبراً *** حتَّى يُرى خبراً من الأَخبارِ

طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ

ومكلِّفُ الأيَّــامِ ضدَّ طباعها *** متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ

وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنَّمـا *** تبني الرجاءَ على شفيرٍ هارِ


قَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ : لَقَدْ رَأَيْتنَا وَنَحْنُ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ مُلْكًا ، ثُمَّ لَمْ تَغِبْ الشَّمْسُ حَتَّى رَأَيْتنَا وَنَحْنُ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ ، وَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَمْلَأَ دَارًا حِيَرَةً إلَّا مِلْأَهَا عِبْرَةً ، وَبَكَتْ أُخْتُهَا حُرْقَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ يَوْمًا وَهِيَ فِي عِزِّهَا فَقِيلَ : مَا يُبْكِيك لَعَلَّ أَحَدًا آذَاك ؟ قَالَتْ : لَا ، وَلَكِنْ رَأَيْت غَضَارَةً "طَيِّبُ الْعَيْشِ" فِي أَهْلِي وَقَلَّمَا امْتَلَأَتْ دَارٌ سُرُورًا إلا امْتَلأَتْ حُزْنًا .


يقول أبو البقاء الرندي :

لِكُلِّ شَيءٍ إذا ما تمَّ نُقصَــانُ *** فلا يغرُّ بطِيب العَيشِ إنسانُ

هيَ الأمورُ كما شاهدتُهـا دُولٌ *** مـن سره زمنٌ ساءتهُ أزمانُ

وَهَذِهِ الدَّارُ لا تبقِـي على أحدٍ *** ولا يدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شانُ

أين المُلُوكُ ذوي التُيجانِ مِن يمنٍ *** وأين منهم أكاليـلٌ وتيجانُ

وأين ما شادهُ شـدادُ في إرمٍ *** وأين ما ساسهُ في الفُرسِ ساسانُ

وأين ما حازه قارون من نهبٍ *** وأين عــادٌ وشدادٌ وقحطانُ

أتى على الكل أمرٍ لا مرد لهُ *** حتى قضوا فكأن القوم ما كانُوا

فجائع الدنيا أنواعٌ منوعــةٌ *** وللزمان مسراتٌ وأحــزانُ


من الإيميل


الساعة الآن 01:58 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي