موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم

في كتاب (بلوغ الارب) للالوسي.. ورد اسمان لشيطانين شهيرين فى حكايات الجاهليين , اولهما (شق) الذي يقول عنه الالوسي((كان الشق بن انمار بن نزار هذا شق انسان له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة ....وقد قاتله علقمة بن صفوان بن امية وضرب كل منهما صاحبه فخرا ميتين...والاخر هو(سطيح) وهو مازن بن غسان وكان يدرج كما يدرج الثوب ولاعظم فيه الا الجمجمة ))

في (اللسان) اورد ابن منظور تحت مادة,,سطح,, حديثا جديرا بالتمعن قال:
((..وسطيح هذا الكاهن الذئبي, من بني ذئب, كان يتكهن في الجاهلية, سمي بذلك لانه كان اذا غضب قعد منبسطا فيما زعموا, وقيل سمي بذلك لانه لم يكن له بين مفاصله قصب تعمده فكان ابدا منبسطا منسطحا على الارض لايقدر على قيام ولاقعود, ويقال كان لاعظم فيه سوى راسه..!! ))

اذن فسطيح هنا ليس شيطانا او من الجن,كما عند الالوسي, فهو ,,كاهن ذئبي,, من بني ذئب.
دليل اخر يورده ابن منظور فى حديث طويل عن (سطيح) هذا نجتزىء منه مايلي:
((واتت له خمسون ومائة عام قال: لما كانت الليلة التى ولد فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس ايوان كسرى وسقطت منه اربع عشرة شرفة, وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك مائة عام, وغاضت بحيرة ساوة, وراى الموبذان ابلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها...فلما اصبح كسرى افزعه ماراى..فبعث الى النعمان بن المنذر: ان ابعث الي برجل عالم يخبرني عما اسأله, فوجه اليه بعبد المسيح بن عمرو بن نفيلة الغساني,فاخبره بما راى, فقال: علم هذا عند خالي سطيح. قال فاته وسله واتني بالجواب..فقدم على سطيح وقد اشفى على الموت...(فقال سطيح)...ياعبد المسيح..!! اذا كثرت التلاوة, وبعث صاحب الهراوة , وغاضت بحيرة ساوة...يملك منهم ملوك وملكات, على عدد الشرفات, وكل ماهو آت آت..ثم قبض سطيح مكانه..))..!!

البعض من المؤرخين يرى (منهم الدكتور علي فهمي خشيم)
ان سطيحا هذا كان شيطانا من الجن وتساءل (لماذا قبض سطيح مكانه؟)
ذلك لانه ممثل الشر , رمز الشيطان, الذي اوجعه مولد الرسول الكريم, وكان لابد له ان يموت, مادام ( الخير)_ ممثلا في رسول الهدى_ قد ولد.. وهكذا كان, مات سطيح مكانه, الشيطان الغريب الخلقة, الخالي من العظام سوى جمجمته المليئة بالافكار الشريرة الجهنمية.!

والله اعلم