موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

عندما تكثر علينا الأعمال المطلوب إنجازها .. فإننا نبدأ بالأهم

ونبذل له الكثير من الوقت لننجزه .. ونرتاح .. لنتفرغ لغيره

ولكن ليست كل الأعمال تناسبها هذه الطريقة ..

ومنها الرقيا ..

فالرقيا .. عمل علينا القيام به .. ( لمن يحتاجها )

والمدوامة عليه إلى أن يأذن الله تعالى بالشفاء ..

لذلك لا يمكن أن نفرغ أنفسنا اسبوع أو اثنين

وبعد ذلك تنتهي ..

إنها لا تنتهي حتى ينتهي السبب الذي فعلناها من أجله

وهو المرض ... ونهاية المرض = الشفاء

وهذا ما لايملكه إلا الله جل وعلا كما أو ضحت أعلاه

لذلك قد نجتهد ونجتهد ثم نصطدم بجدار الملل

الذي يحيط بهمتنا ويحد من عزمنا وقوة إنطلاقنا ..

فكيف نتجاوز الملل .. ونستمر على الرقيا ..

أولا ... نحضر ورقة وقلم ..

نقسمها إلى قسمين .. قسم نكتب فيه الأعراض والالام التي

كنا نعاني منها قبل البدء بالرقيا ومعرفة المرض.

وقسم نكتب فيه التحسنات التي طرأت بعد الإستمرار على الرقيا

كم فقدنا من عرض مزعج .. بعد الإستمرار

حتى وإن كانت مدة الوصول إلى هذا التحسن طويلة .. يكفي أن

نعلم أننا نسير بالطريق الصحيح ..

ثانيا.. لنحدد الأوقات التي تناسبنا لرقية أنفسنا ..

مثلا أوقات الإجازات بإمكاني أستغلال بعد وقبل الفجر في الدهن بالزيت

والإغتسال بالماء المقرؤ .. وقراءة سورة البقرة .. ليكن لنا الحرية

التامة بقية ساعات اليوم .. للهوايات والزيارات وقراءة الأذكار

أوقات العمل .. أقوم بهذه الأمور قبل وبعد العصر أو المغرب

المهم أن لا نشعر أن الرقيا ثقيلة علينا وتستهلك كل أوقاتنا ..

ثالثا .. .. لنتفائل ..

ولكن ليس لحد الإفراط بل نقرن تفاؤلنا بالدعاء والرقيا..

والصدقة قدر الإمكان ..

رابعا .. الرقيا عبادة

إذا نظرنا إليها على انها عبادة لابد لها من شروط

أن تكون موافقة للشرع الله .. أن تكون خالصه لله

أن تكون لنا فيها نية ..

ما نيتك عندما تبدأ بالرقيا

أننا نرقي لطلب الشفاء وزوال المرض والإبتلاء

أن نحتسب أن في كل حرف نقرأه من القرآن حسنه ..

أنها من باب التوكل على الله والتصديق أن كلامه شفاء لكل داء

أنها من أبواب الجهاد التي قد تكون واجبة علينا .. لدفع الظلم

عن أنفسنا .. ولنستطيع القيام بعبادة ربنا كما هو مطلوب منا ..

أخير ..

كتبت هذه الأسطر بعدما وجدت نفسي أمام أسوار الملل

من الرقيا .. ولكن تأملت .. أنه بإستطاعتي طرد هذا الملل ..

والتحليق في سماء الهمة من جديد .. فأحببت أن أفيدكم

أخواني وأخواتي ...

أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يمن علينا جميعا بشفاء

تاما .. شفاء يعيننا على طاعته ورضاه ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم ..

اللهم ... آمين .. آمين .. آمين ..