موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   تفسير ايات الجن من سورة سبأ مقارنه من كتب التفاسيرThe interpretation of Sorat al jinn (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=14093)

الباحث1 26 May 2010 02:28 PM

تفسير ايات الجن من سورة سبأ مقارنه من كتب التفاسيرThe interpretation of Sorat al jinn
 



بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 12 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير







تفسير الجلالين ج1 ص564
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .

) و ( سخرنا ) لسليمان الريح ( وقراءة الرفع بتقدير تسخير ) غدوها ( مسيرها من الغدوة بمعنى الصباح إلى الزوال ) شهر ورواحها ( سيرها من الزوال إلى الغروب ) شهر ( أي مسيرته ) وأسلنا ( أذبنا ) له عين القطر ( أي النحاس فأجريت ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء وعمل الناس إلى اليوم مما أعطي سليمان ) ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ( بأمر ) ربه ومن يزغ ( يعدل ) منهم عن أمرنا ( له بطاعته ) نذقه من عذاب السعير ( النار في الآخرة وقيل في الدنيا أن يضربه ملك بسوط منها ضربة تحرقه



تفسير الجلالين ، اسم المؤلف: محمد بن أحمد + عبدالرحمن بن أبي بكر المحلي + السيوطي ، دار النشر : دار الحديث - القاهرة ، الطبعة : الأولى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ج1 ص359
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .



) ولسليمان الريح ( وسخرنا لسليمان الريح ) غدوها شهر ( يسير عليها غدوة من بيت المقدس إلى إصطخر مسيرة شهر ) ورواحها شهر ( يسير عليها راجعا من إصطخر إلى بيت المقدس مسيرة شهر يجىء ويذهب فى يوم ) وأسلنا له ( أجرينا له ) عين القطر ( الصفر المذاب يعمل به ما يشاء كما يعمل بالطين ) ومن الجن ( وسخرنا له من الجن ) من يعمل بين يديه ( بالسخرة من البنيان وغير ذلك ) بإذن ربه ( بأمر ربه ) ومن يزغ ( يمل ويعص ) منهم عن أمرنا ( الذى أمرنا ويقال عن أمر سليمان ) نذقه من عذاب السعير ( الوقود فى النار ويقال كان يضربهم ملك بعمود من نار



تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ، اسم المؤلف: الفيروز آبادي ، دار النشر : دار الكتب العلمية – لبنان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ


شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا















الباحث1 26 May 2010 02:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 12 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

تفسير الواحدي ج2 ص879
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .

) ولسليمان الريح ( وسخرنا له الريح ) غدوها شهر ( مسيرها إلى انتصاف النهار مسيرة شهر ومن انتصاف النهار إلى الليل مسيرة شهر وهو قوله ) ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ( أذبنا له عين النحاس فسالت له كما يسيل الماء ) ومن الجن ( أي سخرنا له من الجن ) من يعمل بين يديه بإذن ربه ( بأمر ربه ) ومن يزغ ( يمل ويعدل ) منهم عن أمرنا ( الذي أمرناه به من طاعة سليمان

13 14 ) نذقه من عذاب السعير ( وذلك أن الله تعالى وكل بهم ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ عن أمر سليمان ضربه ضربة أحرقته
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: علي بن أحمد الواحدي أبو الحسن ، دار النشر : دار القلم , الدار الشامية - دمشق , بيروت - 1415 ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : صفوان عدنان داوودي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير الصنعاني ج3 ص127
سبأ : ) 12 ( ولسليمان الريح غدوها . . . . .
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى ) غدوها شهر ورواحها شهر ( قال يغدو من دمشق فيقيل باصطخر ويروح من اصطخر فيبيت بكابل وما بين اصطخر ودمشق مسيرة شهر للمسرع ومن اصطخر إلى كابل مسيرة شهر للمسرع
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ) وأسلنا له عين القطر ( قال أسال الله له عينا من نحاس
تفسير القرآن ، اسم المؤلف: عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، دار النشر : مكتبة الرشد - الرياض - 1410 ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : د. مصطفى مسلم محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

الباحث1 26 May 2010 02:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 21 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

تفسير النسفي ج3 ص322
سبأ : ) 12 ( ولسليمان الريح غدوها . . . . .

) ولسليمان الريح ( أى وسخرنا لسليمان الريح وهى الصبار ورفع الريح أبو بكر وحماد والفضل أى ولسليمان الريح مسخرة ) غدوها شهر ورواحها شهر ( جريها بالغداة مسيرة شهر وجريها بالعشى كذلك وكان يغدو من دمشق فيقيل باصطخر فارس وبينهما مسيرة شهر ويروح من اصطخر فيبيت بكابل وبينهما مسيرة شهر للراكب المسرع وقيل كان يتغدى بالرى ويتعشى بسمرقند ) وأسلنا له عين القطر ( أى معدن النحاس فالقطر النحاس وهو الصفر ولكنه اساله وكان يسيل فى الشهر ثلاثة أيام كما يسيل الماء وكان قبل سليمان لا يذوب وسماه عين القطر باسم ما آل إليه ) ومن الجن من يعمل ( من فى موضع نصب أى وسخرنا من الجن من يعمل ) بين يديه بإذن ربه ( بأمر ربه ) ومن يزغ منهم ( ومن يعدل منهم ) عن أمرنا ( الذى أمرنا به من طاعة سليمان ) نذقه من عذاب السعير ( عذاب الآخرة وقيل كان معه ملك بيده سوط من نار فمن زاغ عن أمر سليمان عليه السلام ضربه ضربة أحرقته
تفسير النسفي ، اسم المؤلف: النسفي ، دار النشر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
تفسير البيضاوي ج4 ص394
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .

) ولسليمان الريح ( أي وسخرنا له الريح وقرئ ) الريح ( بالرفع أي ولسليمان الريح مسخرة وقرئ ) الرياح ( ) غدوها شهر ورواحها شهر ( جريها بالغداة مسيرة شهر وبالعشي كذلك وقرئ / غدوتها / و / وروحتها / ) وأسلنا له عين القطر ( النحاس المذاب أساله من معدنه فنبع منه نبوع الماء من الينبوع ولذلك سماه عينا وكان ذلك باليمن ) ومن الجن من يعمل بين يديه ( عطف على ) الريح ( ) ومن الجن ( حال مقدمة أو جملة ) من ( مبتدأ وخبر ) بإذن ربه ( بأمره ) ومن يزغ منهم ( ومن يعدل منهم ) عن أمرنا ( عما أمرناه من طاعة سليمان وقرئ / بزغ / من أزاغه ) نذقه من عذاب السعير ( عذاب الآخرة
تفسير البيضاوي ، اسم المؤلف: البيضاوي ، دار النشر : دار الفكر – بيرو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

الباحث1 26 May 2010 02:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 12 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

فتح القدير ج4 ص316
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .

ولسليمان الريح قرأ الجمهور الريح بالنصب على تقدير وسخرنا لسليمان الريح كما قال الزجاج وقرأ عاصم فى رواية أبى بكر عنه بالرفع على الابتداء والخبر أى ولسليمان الريح ثابتة أو مسخرة وقرأ الجمهور الريح وقرأ الحسن وأبو حيوة وخالد ابن إلياس الرياح بالجمع غدوها شهر ورواحها شهر أى تسير بالغداة مسيرة شهر وتسير بالعشى كذلك والجملة إما مستأنفة لبيان تسخير الريح أو فى محل نصب على الحال والمعنى أنها كانت تسير فى اليوم الواحد مسيرة شهرين قال الحسن كان يغدو من دمشق فيقيل بإصطخر وبينهما مسيرة شهر للمسرع ثم يروح من إصطخر فيبيت بكابل وبينهما مسيرة شهر ) وأسلنا له عين القطر ( القطر النحاس الذائب قال الواحدى قال المفسرون أجريت له عين الصفر ثلاثة أيام بلياليهن كجرى الماء وإنما يعمل الناس اليوم بما أعطى سليمان والمعنى أسلنا له عين النحاس كما ألنا الحديد لداود وقال قتادة أسال الله له عينا يستعملها فيما يريد ) ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ( من مبتدأ ويعمل خبره ومن الجن متعلق به أو بمحذوف على أنه حال أو من يعمل معطوف على الريح ومن الجن حال والمعنى وسخرنا له من يعمل بين يديه حال كونه من الجن بإذن ربه أى بأمره والإذن مصدر مضاف إلى فاعله والجار والمجرور فى محل نصب على الحال أى مسخرا أو ميسرا بأمر ربه ) ومن يزغ منهم عن أمرنا ( أى ومن يعدل من الجن عن أمرنا الذي أمرنا به وهو طاعة سليمان ) نذقه من عذاب السعير ( قال أكثر المفسرين وذلك في الآخرة وقيل في الدنيا قال السدى وكل الله بالجن ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ عن أمر سليمان ضربه بذلك السوط ضربة فتحرقه
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، اسم المؤلف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني ، دار النشر : دار الفكر – بيروت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج4 ص408
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .

قال الحسن عقر سليمان الخيل أسفا على ما فوتته من فضل وقت صلاة العصر فأبدله الله تعالى خيرا منها واسرع الريح تجري بامره وقرأ جمهور القراء الريح بالنصب على معنى ولسليمان سخرنا الريح وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والأعرج الريح بالرفع على تقديره تسخرت الريح أو على الابتداء والخبر في المجرور وذلك على حذف مضاف تقديره ولسليمان تسخير الريح وقرأ الحسن ولسليمان تسخير الرياح وكذلك جمع في كل القرآن وقوله تعالى ^ غدوها شهر ورواحها شهر ^ قال قتادة معناه أنها كانت تقطع به في الغدو إلى قرب الزوال مسيرة شهر وتقطع به في الرواح من بعد الزوال إلى الغروب مسيرة شهر فروي عن الحسن البصري أنه قال كان يخرج من الشام من مستقره تدمر التي بنتها له الجن بالصفاح والعمد فيقيل في اصطخر ويروح منها فيبيت في كابل من أرض خراسان ونحو هذا وكانت الأعصار تقل بساطه وتحمله بعد ذلك الرخاء وكان هذا البساط من خشب يحمل فيما روي أربعة آلاف فارس وما
شبهها من الرجال والعدد ويتسع بهم وروي أكثر من هذا بكثير ولكن عدم صحته مع بعد شبهه اوجب اختصاره

وقد قال رسول الله e خير الجيوش أربعة آلاف وما كان سليمان ليعدو الخير وقرأ ابن أبي عبلة غدوتها شهر وروحتها شهر وكان إذا أراد قوما لم يشعروا به حتى يظلمهم في جو السماء وقوله تعالى ^ وأسلنا له عين القطر ^ روي عن ابن عباس وقتادة أنه كانت تسيل له باليمن عين جارية من نحاس يصنع له منها جميع ما أحب و ^ القطر ^ النحاس وقالت فرقة ^ القطر ^ الفلز كله النحاس والحديد وما جرى مجراه كانت يسيل له منه عيون وقالت فرقة بل معنى ^ أسلنا له عين القطر ^ أذبنا له النحاس عن نحو ما كان الحديد يلين لداود قالوا وكانت الأعمال تتأتى منه لسليمان وهو بارد دون نار و ^ عين ^ على هذا التأويل بمعنى الذات وقالوا لم يلن النحاس ولا ذاب لأحد قبله وقوله ^ من يعمل ^ يحتمل أن ^ من ^ تكون في موضع نصب على الاتباع لما تقدم بإضمار فعل تقديره وسخرنا من الجن من يعمل ويحتمل أن تكون في موضع رفع على الابتداء والخبر في المجرور و ^ يزغ ^ معناه يمل أي ينحرف عاصيا وقال ^ عن أمرنا ^ يقل عن إرادتنا لأنه لا يقع في العالم شيء يخالف الإرادة ويقع ما يخالف الأمر قال الضحاك وفي مصحف عبد الله ومن يزغ عن امرنا بغير ^ منهم ^ وقوله تعالى ^ من عذاب السعير ^ قيل عذاب الآخرة وقيل بل كان قد وكل بهم ملك وبيده سوط من نار السعير فمن عصى ضربه فأحرقه به

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - لبنان - 1413هـ- 1993م ، الطبعة : الاولى ، تحقيق : عبد السلام عبد الشافي محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 02:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 12 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

تفسير السمعاني ج4 ص320
سبأ : ( 12 ( ولسليمان الريح غدوها . . . . .

قوله تعالى : ) ولسليمان الريح غدوها شهر ( أي : وسخرنا لسليمان الريح .
وقوله : ) غدوها شهر ورواحها شهر ( أي : مسيرة غدوها شهر ، ومسيرة رواحها شهر ، ومعناه : أنه كان يسير مسيرة شهرين في يوم واحد . وفي القصة : أنه كان يسير من بيت المقدس إلى اصطخر مسيرة شهر للراكب المسرع غدوة ، ويقيل بها ثم يروح مسيرة شهر إلى بابل مسيرة شهر للركب المسرع . وقيل : كان يتغدى بالري ، ويتعشى بسمرقند . وقيل : كان يتغدى بصنعاء ، ويتعشى ببابل وهو العراق والله أعلم .
وفي التفسير : أن الريح كانت تحمله وجنوده ولا تثير ترابا ولا تقلب ورقة على الأرض ، ولا تؤذي طائرا في السماء .
وقوله : ) وأسلنا له عين القطر ( أى : أسلنا له عين النحاس .
وفي التفسير : أن الله تعالى أذاب له النحاس ، وجعل يسيل ثلاثة أيام من كل شهر مثل الماء .
وقوله : ) ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ( أي : بأمر ربه .
وقوله : ) ومن يزغ منهم عن أمرنا ( أي : يعدل منهم عن أمرنا فلا يعمل لسليمان .
وقوله : ) نذقه من عذاب السعير ( أي : في الآخرة ، هذا أحد القولين ، والقول
) السعير ( 12 ( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور ( الآخر : أنه كان ( يكون ( عند سليمان ملك قائم بيده سوط من نار ، فإذا عصى أحد من الشياطين ضربه فيحرقه ، فهو معنى قوله : ) نذقه من عذاب السعير ( .
تفسير القرآن ، اسم المؤلف: أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني ، دار النشر : دار الوطن - الرياض - السعودية - 1418هـ- 1997م ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : ياسر بن إبراهيم و غنيم بن عباس بن غنيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الدر المنثور ج6 ص677
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .

- قوله تعالى : ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ ( ولسليمان الريح ) رفع الحاء
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ) ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر ( قال : تغدو مسيرة شهر وتروح مسيرة شهر في يوم
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال : الريح مسيرها شهران في يوم
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : ان سليمان عليه السلام لما شغلته الخيل فاتته صلاة العصر غضب لله فعقر الخيل فأبدله الله مكانها خيرا منها وأسرع الريح تجري بأمره كيف شاء فكان غدوها شهرا ورواحها شهرا وكان يغدو من ايليا فيقيل بقريرا ويروح من قريرا فيبيت بكابل
وأخرج الخطيب في رواية مالك عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : كان سليمان عليه السلام يركب الريح من اصطخر فيتغدى ببيت المقدس ثم يعود فيتعشى باصطخر
وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن رضي الله عنه في قوله ) غدوها شهر ورواحها شهر ( قال : كان سليمان عليه السلام يغدو من بيت المقدس فيقيل باصطخر ثم يروح من اصطخر فيقيل بقلعة خراسان
وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ) وأسلنا له عين القطر ( قال : النحاس وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له : أخبرني عن قوله ) وأسلنا له عين القطر ( قال : أعطاه الله عينا من صفر تسيل كما يسيل الماء قال : وهل تعرف العرف ذلك قال : نعم
أما سمعت قول الشاعر : فالقى في مراجل من حديد قدور القطر ليس من البرام وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ) وأسلنا له عين القطر ( قال : عين النحاس كانت باليمنوان ما يصنع الناس اليوم مما أخرج الله لسليمان عليه السلام
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ) وأسلنا له عين القطر ( قال : أسال الله تعالى له القطر ثلاثة أيام يسيل كما يسيل الماء قيل : إلى أين قال : لا أدري
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : سيلت له عين من نحاس ثلاثة أيام
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ) القطر ( النحاس
لم يقدر عليها أحد بعد سليمان عليه السلام وإنما يعمل الناس بعد فيما كان أعطى سليمان
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ) عين القطر ( قال : الصفر
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : ليس كل الجن صخر له كما تسمعون ) ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا ( قال : يعدل عما يأمره سليمان عليه السلام
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد ) ومن يزغ منهم عن أمرنا ( قال : من الجن
الدر المنثور ، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي ، دار النشر : دار الفكر - بيروت – 1993
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 02:40 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 12 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

زاد المسير ج6 ص438
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .
قوله تعالى ) ولسليمان الريح ( قرأ الأكثرون بنصب الريح على معنى وسخرنا لسليمان الريح وروى أبو بكر والمفضل عن عاصم الريح رفعا أي له تسخير الريح وقرأ أبو جعفر الرياح على الجمع

) غدوها شهر ( قال قتادة تغدو مسيرة شهر إلى نصف النهار وتروح مسيرة شهر إلى آخر النهار فهي تسير في اليوم الواحد مسيرة شهرين قال الحسن لما شغلت نبي الله سليمان الخيل عن الصلاة فعقرها أبدله الله خيرا منها وأسرع وهي الريح فكان يغدو من دمشق فيقيل باصطخر وبينهما مسيرة شهر للمسرع ثم يروح من إصطخر فيبيت بكابل وبينهما مسيرة شهر للمسرع


قوله تعالى ) وأسلنا له عين القطر ( قال الزجاج القطر النحاس وهو الصفر أذيب مذ ذاك وكان قبل سليمان لا يذوب
قال المفسرون أجرى الله لسليمان عين الصفر حتى صنع منها ما أراد من غير نار كما الين لداود الحديد بغير نار فبقيت تجري ثلاثة أيام ولياليهن كجري الماء وإنما يعمل الناس اليوم مما اعطي سليمان
زاد المسير في علم التفسير ، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، دار النشر : المكتب الإسلامي - بيروت - 1404 ، الطبعة : الثالثة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
أضواء البيان ج6 ص267
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .
قوله تعالى: ) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ( . قد بيَّنا الآيات التي فيها إيضاح له في سورة ( الأنبياء ) ، في الكلام على قوله : ) وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ إِلَى الاْرْضِ ( ، مع الأجوبة عن بعض الأسئلة الواردة على الآيات المذكورة
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، اسم المؤلف: محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي. ، دار النشر : دار الفكر للطباعة والنشر. - بيروت. - 1415هـ - 1995م. ، تحقيق : مكتب البحوث والدراسات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

الباحث1 26 May 2010 02:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 12 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

تفسير أبي السعود ج7 ص125
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .

) ولسليمان الريح ( أي وسخرنا له الريح وقرئ برفع الريح أي ولسليمان الريح مسخرة وقرئ الرياح ) غدوها شهر ورواحها شهر ( أي جريها بالغداة مسيرة شهر وجريها بالعشى كذلك والجملة إما مستأنفة أو حال من الريح وقرئ غدوتها وروحتها وعن الحسن رحمه الله كان يغدو أي من دمشق فيقيل باصطخر ثم بروح فيكون رواحه بكابل وقيل كان يتغدى بالرى ويتعشى بسمرقند ويحكى أن بعضهم رآى مكتوبا في منزل بناحية دجلة كتبه بعض اصحاب سليمان عليه السلام نحن نزلناه وما بنيناه ومبنيا وجدناه غدونا من اصطخر فقلناه ونحن رائحون منه فبايتون بالشام إن شاء الله تعالى ) وأسلنا له عين القطر ( أي النحاس المذاب اساله من معدنه كما ألان الحديد لداود عليهما السلام فنبع منه نبوع الماء من الينبوع ولذلك سمى عينا وكان ذلك باليمن وقيل كان يسيل في الشهر ثلاثة ايام وقوله تعالى ) ومن الجن من يعمل بين يديه ( إما جملة من مبتدأ وخبر أو من يعمل عطف على الريح ومن الجن حال متقدمة ) بإذن ربه ( بأمره تعالى كما ينبئ عنه قوله تعالى ) ومن يزغ منهم عن أمرنا ( أي ومن يعدل منهم عما امرناه به من طاعة سليمان وقرئ يزغ على البناء المفعول من أزاغه ) نذقه من عذاب السعير ( أي عذاب النار في الاخرة روى عن السدى رحمه الله كان معه ملك بيده سوط من نار كل من استعصى عليه ضربه من حيث لا يراه الجنى
إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، اسم المؤلف: أبي السعود محمد بن محمد العمادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير القرطبي ج14 ص268
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .
قوله تعالى : ( ولسليمان الريح ) قال الزجاج التقدير وسخرنا لسليمان الريح وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه : الريح بالرفع على الإبتداء والمعنى له تسخير الريح أو بالإستقرار
أي ولسليمان الريح ثابتة وفيه ذلك المعنى الأول فإن قال قائل : إذا قلت أعطيت زيدا درهما ولعمرو دينار فرفعته فلم يكن فيه معنى الأول وجاز أن يكون لم تعطه الدينار وقيل : الأمر كذا ولكن الآية على خلاف هذا من جهة المعنى لأنه قد علم أنه لم يسخرها أحد إلا الله عز وجل ) غدوها شهر ورواحها شهر ( أي مسيرة شهر قال الحسن : كان يغدو من دمشق فيقيل بإصطخر وبينهما مسيرة شهر للمسرع ثم يروح من إصطخر ويبيت بكابل وبينهما شهر للمسرع قال السدي : كانت تسير به في اليوم مسيرة شهرين وروى سعيد بن جبير عن بن عباس قال : كان سليمان إذا جلس نصبت حواليه أربعمائة ألف كرسي ثم جلس رؤساء الإنس مما يليه وجلس سفلة الإنس مما يليهم وجلس رؤساء الإنس مما يلي سفلة الإنس وجلس سفلة الجن مما يليهم وموكل بكل كرسي طائر لعمل قد عرفه ثم تقلهم الريح والطير تظلهم من الشمس فيغدو من بيت المقدس إلى إصطخر فيبيت ببيت المقدس ثم قرأ بن عباس : غدوها شهر ورواحها شهر وقال وهب بن منبه : ذكر لي أن منزلا بناحية دجلة مكتوبا فيه كتبه بعض صحابة سليمان إما من الجن وإما من الإنس : نحن نزلنا وما بنيناه ومبنيا وجدناه غدونا من إصطخر فقلناه ونحن رائحون منه إن شاء الله تعالى فبائتون في الشام وقال الحسن : شغلت سليمان الخيل حتى فاتته صلاة العصر فعقر الخيل فأبدله الله خيرا منها وأسرع أبدله الريح تجري بأمره حيث شاء غدوها شهر ورواحها شهر وقال بن زيد : كان مستقر سليمان بمدينة تدمر وكان أمر الشياطين قبل شخوصه من الشام إلى العراق فبنوها له بالصفاح والعمد والرخام الأبيض والأصفر وفيه يقول النابغة : إلا سليمان إذ قال الإله له قم في البرية فاحددها عن الفند وخيس الجن إني قد أذنت لهم يبنون تدمر بالصفاح والعمد
فمن أطاعك فأنفعه بطاعته كما أطاعك وادلله على الرشد ومن عصاك فعاقبه معاقبة تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد ووجدت هذه الأبيات منقورة في صخرة بأرض يشكر أنشأهن بعض أصحاب سليمان عليه الصلاة والسلام : ونحن ولا حول سوى حول ربنا نروح إلى الأوطان من أرض تدمر إذا نحن رحنا كان ريث رواحنا مسيرة شهر والغدو لآخر أناس شروا لله طوعا نفوسهم بنصر بن داود النبي المطهر لهم في معالي الدين فضل ورفعة وإن نسبوا يوما فمن خير معشر متى يركبوا الريح المطيعة أسرعت مبادرة عن شهرها لم تقصر تظلهم طير صفوف عليهم متى رفرفت من فوقهم لم تنفر قوله تعالى : ) وأسلنا له عين القطر ( القطر : النحاس عن بن عباس وغيره أسيلت له مسيرة ثلاثة أيام كما يسيل الماء وكانت بأرض اليمن ولم يذب النحاس فيما روي لأحد قبله وكان لا يذوب ومن وقته ذاب وإنما ينتفع الناس اليوم بما أخرج الله تعالى لسليمان قال قتادة : أسال الله عينا يستعملها فيما يريد وقيل لعكرمة : إلى أين سالت فقال : لا أدري وقال بن عباس ومجاهد والسدي : أجريت له عين الصفر ثلاثة أيام بلياليهن قال القشيري : وتخصيص الإسالة بثلاثة أيام لا يدرى ما حده ولعله وهم من الناقل إذ في رواية عن مجاهد : أنها سالت من صنعاء ثلاث ليال مما يليها وهذا يشير إلى بيان الموضع لا إلى بيان المدة والظاهر أنه جعل النحاس لسليمان في معدنه عينا تسيل كعيون المياه دلالة على نبوته وقال الخليل : القطر : النحاس المذاب قلت : دليله قراءة من قرأ : من قطران ) ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ( أي بأمره ) ومن يزرع منهم عن أمرنا ( الذي أمرناه به من طاعة سليمان ) نذقه من
الجامع لأحكام القرآن ، اسم المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، دار النشر : دار الشعب – القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 02:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 21 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

روح المعاني ج22 ص116
سبأ : ) 12 ( ولسليمان الريح غدوها . . . . .

) ولسيمان الريح ) أي وسخرنا له الريح وقيل ) لسليمان ( عطف على ) له ( في ) ألنا له الحديد ( والريح عطف على ) الحديد ( وألانة الريح عبارة عن تسخيرها
وقرأ أبو بكر ) الريح ( بالرفع على أنه مبتدأ و ) لسيمان ( خبره والكلام على تقدير مضاف أي ولسيمان تسخير الريح وذهب غير واحد إلى أنه مبتدأ ومتعلق الجار كون خاص هو الخبر وليس هناك مضاف مقدر أي ولسليمان الريح مسخرة وعندي أن الجملة على القراءتين معطوفة على قوله تعالى ) ولقد آتينا داؤد منا فضلا ( إلخ عطف القصة عل ى القصة وقال إبن الشيخ : العطف على القراءة الأولى على ) ألنا له الحديد ( وكلتا الجملتين فعلية وعلى القراءة الثانية العطف على أسمية مقدرة دلت عليها تلك الجملة الفعلية لا عليها للتخالف فكأنه قيل : ما ذكرنا لدأود ولسليمان الريح فإنها كانت له كالمملوك المختص بالمالك يأمرها بما يريد ويسير عليها حيثما يشاء ثم قال : وإنما لم يقل ومع سليمان الريح لأن حركتها ليست بحركة سليمان بل هي تتحرك بنفسها وتحرك سليمان وجنوده بحركتها وتسير بهم حيث شاء وهذا على خلاف تأويب الجبال فإنه كان تبعا لتأويب داؤد عليه السلام فلذا جيء هناك بمعه
وقرأ الحسن وأبو حيوة وخالد بن الياس ) الرياح ( بالرفع جمعا ) غدوها شهر ورواحها شهر ) أي جريها بالغداة مسيرة شهر وجريها بالعشي كذلك والجملة إما مستأنفة أو حال من ) الريح ( ولا بد من تقدير مضاف في الخبر لأن الغدو والرواح ليس نفس الشهر وإنما يكونان فيه ولا حاجة إلى تقدير في المبتدأ كما فعل مكي حيث قال : أي مسير غدوها مسيرة شهر ومسير رواحها كذلك لما لا يخفى وقال إبن الحاجب في أماليه الفائدة في إعادة لفظ الشهر الإعلام بمقدار زمن الغدو وزمن الرواح والألفاظ التي تأتي مبينة للمقادير لا يحسن فيها الإضمار ألا ترى أنك تقول زنة هذا مثقال وزنة هذا مثقال فلا يحسن الإضمار كما لا يحسن في التمييز وأيضا فإنه لو أضمر فالضمير إنما يكون لما تقدم بإعتبار خصوصيته فإذا لم يكن له بذلك الإعتبار وجب العدول إلى الظاهر ألا ترى أنك إذا أكرمت رجلا وكسوت ذلك الرجل بخصوصه لكانت العبارة أكرمت رجلا وكسوته ولو أكرمت رجلا وكسوت رجلا آخر لكانت العبارة أكرمت رجلا وكسوت رجلا فتبين أنه ليس من وضع الظاهر موضع الضمير كذا في حواشي الطيبي عليه الرحمة ولا يخفى أن ما ذكره مبني على ما هو الغالب وإلا فقد قال تعالى
) وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره ( ولم يقتصر على الأعلام بزمن الغدو ليقاس عليه زمن الرواح لأن الريح كثيرا ما تسكن أو تضعف حركتها بالعشي فدفع بالتنصيص على بيان زمن الرواح توهم إختلاف الزمانين قال قتادة : كانت الريح تقطع به عليه السلام في الغدو إلى الزوال مسيرة شهر وفي الرواح من بعد الزوال إلى الغروب مسيرة شهر

وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن أنه قال في الآية كان سليمان عليه السلام يغدو من بيت المقدس فيقيل بأصطخر ثم يروح من أصطخر فيقيل بقلعة خراسان
وقد ذكر حديث هذه الريح في بعض الأشعار القديمة قال وهب : ونقله عنه في البحر وجدت أبياتا منقورة في صخرة بأرض كسكر لبعض أصحاب سليمان عليه السلام وهي
ونحن ولا حول سوى حول ربنا
نروح من الأوطان من أرض تدمر إذا نحن رحنا كان ريث رواحنا
مسيرة شهر والغدو لآخر أناس شروا لله طوعا نفوسهم
بنصر إبن داؤد النبي المطهر لهم في معالي الدين فضل ورفعة
وإن نسبوا يوما فمن خير معشر متى تركب الريح المطيعة أسرعت
مبادرة عن شهرها لم تقصر تظلهم طير صفوف عليهم
متى رفرفت من فوقهم لم تنفر وذكر أيضا رضي الله تعالى عنه أنه عليه السلام كان مستقرة تدمر وأن الجن قد بنتها له بالصفاح والعمد والرخام الأبيض والأشقر وقال : وفيه يقول النابغة : ألا سليمان إذ قال الإله له
قم في البرية فأصددها عن الفند وجيش الجن إني قد أذنت لهم
يبنون تدمر بالصفاح والعمد إنتهى وما ذكره في تدمر هو المشهور عند العامة وقد ذكر ذلك الثعالبي في تفسيره مع الأبيات المذكورة لكن في القاموس تدمر كتنصر بنت حسان بن أذينة بها سميت مدينتها وهو ظاهر في المخالفة ولعل التعويل على ما فيه إن لم يمكن الجمع والله تعالى أعلم بحقيقة الحال
وقرأ إبن أبي عبلة ) غدوتها وروحتها ( على وزن فعلة وهي المرة الواحدة من غدا وراح ) وأسلنا له عين القطر ) أي النحاس الذائب من قطر يقطر قطرا وقطرانا بسكون الطاء وفتحها وقيل الفلزات النحاس والحديد وغيرهما وعلى الأول جمهور اللغويين وأريد بعين القطر معدن النحاس ولكنه سبحانه أساله كما ألان الحديد لداؤد فنبع كما ينبع الماء من العين فلذلك سمى عين القطر بأسم ما آل إليه وذكر الجلبي أن نسبة الإسالة إلى العين مجازية كما في جري النهر
وقال الخفاجي : إن كانت العين هنا بمعنى الماء المعين أي الجاري وإضافتها كما في لجين الماء فلا تجوز في النسبة وإنما هو من مجاز الأول على أن العين منبع الماء ولا حاجة إليه فتأمل
وقال بعضهم : القطر النحاس وعين بمعنى ذات ومعنى أسلنا أذبنا فالمعنى أذبنا له النحاس على نحو ما كان الحديد يلين لداؤد عليه السلام فكانت الأعمال تتأتى منه وهو بارد دون نار ولم يلن ولا ذاب لأحد قبله
والظاهر المؤيد بالآثار أنه تعالى جعله في معدنه عينا تسيل كعيون الماء
أخرج إبن المنذر عن عكرمة أنه قال في الآية : أسأل الله تعالى له القطر ثلاثة أيام يسيل كما يسيل الماء قيل : إلى أين قال : لا أدري وأخرج إبن أبي حاتم عن السدي قال : سيلت له عين من نحاس ثلاثة أيام وفي البحر عن إبن عباس والسدي ومجاهد قالوا أجريت له عليه السلام ثلاثة أيام بلياليهن وكانت بأرض اليمن وفي رواية عن مجاهد أن النحاس سأل من صنعاء وقيل : كان يسيل في الشهر ثلاثة أيام
) ومن الجن من يعمل بين يديه ) يحتمل أن يكون الجار والمجرور متعلقا بمحذوف هو خبر مقدم و ) من ( في محل رفع مبتدأ ويحتمل أن يكون متعلقا بمحذوف وقع حالا مقدما من ) من ( وهي في محل نصب عطف على ) الريح ( وجوز أن يكون ) من الجن ( عطفا على الريح على أن من للتبعيض و ) من يعمل ( بدل منه وهو تكلف و ) يعمل ( إما منزل منزلة اللازم أو مفعوله مقدر يفسره ما سيأتي إن شاء الله تعالى ليكون تفصيلا بعد الإجمال وهو أوقع في النفس ) بإذن ربه ) بأمره عزوجل ) ومن يزغ منهم عن أمرنا ) أي ومن يعدل منهم عما أمرناه به من طاعة سليمان عليه السلام وقريء ) يزغ ( بضم الياء من أراغ مبنيا للفاعل ومفعوله محذوف أي من يمل ويصرف نفسه أو غيره وقيل مبنيا
للمفعول فلا يحتاج إلى تقدير مفعول ) نذقه من عذاب السعير 11 ) أي عذاب النار في الآخرة كما قال أكثر المفسرين وروى ذلك عن إبن عباس وقال بعضهم : المراد تعذيبه في الدنيا
روى عن السدي أنه عليه السلام كان معه ملك بيده سوط من نار كل ما أستعصى عليه جني ضربه من حيث لا يراه الجني
وفي بعض الروايات أنه كان يحرق من يخالفه وإحتراق الجني مع أنه مخلوق من النار غير منكر فإنه عندنا ليس نارا محضة وإنما النار أغلب العناصر فيه
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، اسم المؤلف: العلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 02:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 21 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

التفسير الكبير ج25 ص213
سبأ : ( 12 ) ولسليمان الريح غدوها . . . . .
وذكر ما استفاد هو بالإنابة فقال : ) وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبّهِ وَمَن ( وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قرىء ) وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ ( بالرفع وبالنصب وجه الرفع ) وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ ( مسخرة أو سخرت ) لِسْلَيْمَانَ الرّيحَ ( ووجه النصب ) وَلِسُلَيْمَانَ ( سخرنا ) الرّيحَ ( وللرفع وجه آخر / وهو أن يقال معناه : ) وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ ( كما يقال لزيد الدار ، وذلك لأن الريح كانت له كالمملوك المختص به يأمرها بما يريد حيث يريد .
المسألة الثانية : الواو للعطف فعلى قراءة الرفع يصير عطفاً لجملة إسمية على جملة فعلية وهو لا يجوز أولا يحسن فكيف هذا فنقول لما بين حال داود كأنه تعالى قال ما ذكرنا لداود ولسليمان الريح ، وأما على
النصب فعلى قولنا : ) وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ( كأنه قال : وألنا لداود الحديد وسخرنا لسليمان الريح .
المسألة الثالثة : المسخر لسليمان كانت ريحاً مخصوصة لا هذه الرياح ، فإنها المنافع عامة في أوقات الحاجات ويدل عليه أنه لم يقرأ إلا على التوحيد فما قرأ أحد الرياح .
المسألة الرابعة : قال بعض الناس : المراد من تسخير الجبال وتسبيحها مع داود أنها كانت تسبح كما يسبح كل شيء ) وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ ( ( الإسراء : 44 ) ، وكان هو عليه السلام يفقه تسبيحها فيسبح ، ومن تسخير الريح أنه راض الخيل وهي كالريح وقوله : ) غُدُوُّهَا شَهْرٌ ( ثلاثون فرسخاً لأن من يخرج للتفرج في أكثر الأمر لا يسير أكثر من فرسخ ويرجع كذلك ، وقوله في حق داود : ) وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ( وقوله في حق سليمان : ) وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ( أنهم استخرجوا تذويب الحديد والنحاس بالنار واستعمال الآلات منهما والشياطين أي أناساً أقوياء وهذا كله فاسد حمله على هذا ضعف اعتقاده ( و ) عدم اعتماده على قدرة الله والله قادر على كل ممكن وهذه أشياء ممكنة .
المسألة الخامسة : أقول قوله تعالى : ) وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودُ الْجِبَالُ ( ( الأنبياء : 79 ) وقوله : ) وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ عَاصِفَةً ( لو قال قائل ما الحكمة في أن الله تعالى قال في الأنبياء : ) وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودُ الْجِبَالُ ( وفي هذه السورة قال : ) فَضْلاً ياجِبَالُ أَوّبِى مَعَهُ ( ( سبأ : 10 ) وقال في الريح هناك وههنا : ) وَلِسُلَيْمَانَ ( تقول الجبال لما سبحت شرفت بذكر الله فلم يضفها إلى داود بلام الملك بل جعلها معه كالمصاحف ، والريح لم يذكر فيها أنها سبحت فجعلها كالمملوكة له وهذا حسن وفيه أمر آخر معقول يظهر لي وهو أن على قولنا : ) أَوّبِى مَعَهُ ( سيري فالجبل في السير ليس أصلاً بل هو يتحرك معه تبعاً ، والريح لا تتحرك معه سليمان بل تحرك سليمان مع نفسها ، فلم يقل الريح مع سليمان ، بل سليمان كان مع الريح ) وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ( أي النحاس ) وَمِنَ الْجِنّ ( أي سخرنا له من الجن ، وهذا ينبىء عن أن جميعهم ما كانوا تحت أمره وهو الظاهر .
واعلم أن الله تعالى ذكر ثلاثة أشياء في حق داود وثلاثة في حق سليمان عليهما الصلاة والسلام فالجبال المسخرة لداود من جنس تسخير الريح لسليمان / وذلك لأن الثقيل مع ما هو أخف منه إذا تحركا يسبق الخفيف الثقيل ويبقى الثقيل مكانه ، لكن الجبال كانت أثقل من الآدمي والآدمي أثقل من الريح فقدر الله أن سار الثقيل مع الخفيف أي الجبال مع داود على ما قلنا : ) أَوّبِى ( أي سيري وسليمان وجنوده مع الريح الثقيل مع الخفيف أيضاً ، والطير من جنس تسخير الجن لأنهما / لا يجتمعان مع الإنسان ؛ الطير لنفوره من الإنس والإنس لنفوره من الجن ، فإن الإنسان يتقي مواضع الجن ، والجن يطلب أبداً اصطياد الإنسان والإنسان يطلب اصطياد الطير فقدر الله أن صار الطير لا ينفر من داود بل يستأنس به ويطلبه ، وسليمان لا ينفر من الجن بل يسخره ويستخدمه وأما القطر والحديد فتجاذبهما غير خفي وههنا لطيفة : وهي أن الآدمي ينبغي أن يتقي الجن ويجتنبه والاجتماع به يفضي إلى المفسدة ولهذا قال تعالى : ) أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ ( ( المؤمنون : 97 ، 98 ) فكيف طلب سليمان الاجتماع بهم فنقول قوله تعالى : ) مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبّهِ ( إشارة إلى أن ذلك الحضور لم يكن فيه مفسدة ولطيفة أخرى : وهي أن الله تعالى قال ههنا : ) بِإِذْنِ رَبّهِ ( بلفظ الرب وقال : ) وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا ( ولم يقل عن أمر ربه ، وذلك لأن الرب لفظ ينبىء عن الرحمة ، فعندما كانت الإشارة إلى حفظ سليمان عليه السلام قال : ) رَبَّهُ ( وعندما كانت الإشارة إلى
تعذيبهم قال : ) عَنْ أَمْرِنَا ( بلفظ التعظيم الموجب لزيادة الخوف وقوله تعالى : ) نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ( فيه وجهان أحدهما : أن الملائكة كانوا موكلين بهم وبأيديهم مقارع من نار فالإشارة إليه وثانيهما : أن السعير هو ما يكون في الآخرة فأوعدهم بما في الآخرة من العذاب .
) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُواْ ءَالَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ ( .
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ، اسم المؤلف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م ، الطبعة : الأولى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

الباحث1 26 May 2010 03:12 PM




بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير

تفسير الجلالين ج1 ص565
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

) فلما قضينا عليه ( على سليمان ) الموت ( أي مات ومكث قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة على عادتها لا تشعر بموته حتى أكلت الأرضة عصاه فخر ميتا ) ما دلهم على موته إلا دابة الأرض ( مصدر أرضت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها الأرضة ) تأكل منسأته ( بالهمز وتركه بألف عصاه لأنها ينسأ يطرد ويزجر بها ) فلما خر ( ميتا ) تبينت الجن ( انكشفت لهم ) أن ( مخففة أي أنهم ) لو كانوا يعلمون الغيب ( ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان ) ما لبثوا في العذاب المهين ( العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الأرضة من العصا بعد موته يوما وليلة مثلا

تفسير الجلالين ، اسم المؤلف: محمد بن أحمد + عبدالرحمن بن أبي بكر المحلي + السيوطي ، دار النشر : دار الحديث - القاهرة ، الطبعة : الأولى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ج1 ص360
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

) فلما قضينا عليه ( على سليمان ) الموت ( كان سليمان ميتا قائما فى محرابه سنة ) ما دلهم على موته ( موت سليمان ) إلا دابة الأرض ( الأرضة ) تأكل منسأته ( عصاه ويقال عنزته ) فلما خر ( وقع سليمان ) تبينت الجن ( تبين للإنس أن الجن لا يعلمون ) أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( الشديد من العمل بالسخرة وكان قبل ذلك يظن الإنس أن الجن يعلمون الغيب فتبين لهم بعد ذلك أنهم لا يعلمون
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ، اسم المؤلف: الفيروز آبادي ، دار النشر : دار الكتب العلمية – لبنان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 03:17 PM



بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير

تفسير مجاهد ج2 ص524
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ) دابة الأرض ( قال هي الأرضة ) تأكل منسأته ( يعني عصاه
تفسير مجاهد ، اسم المؤلف: مجاهد بن جبر المخزومي التابعي أبو الحجاج ، دار النشر : المنشورات العلمية - بيروت ، تحقيق : عبدالرحمن الطاهر محمد السورتي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير الواحدي ج2 ص880
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

) فلما قضينا عليه الموت ما دلهم ( الآية كان سليمان عليه السلام يقول اللهم عم على الجن موتي ليعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فمات سليمان عليه السلام متوكئا على عصاه سنة ولم تعلم الجن ذلك حتى أكلت الأرضة عصاه فسقط ميتا وهو قوله ) ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته (
عصاه ) فلما خر ( سقط ) تبينت الجن ( علمت ) أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا ( بعد موت سليمان ) في العذاب المهين ( فيما سخرهم فيه سليمان عليه السلام واستعملهم
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: علي بن أحمد الواحدي أبو الحسن ، دار النشر : دار القلم , الدار الشامية - دمشق , بيروت - 1415 ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : صفوان عدنان داوودي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

الباحث1 26 May 2010 03:21 PM




بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير
تفسير ابن كثير ج3 ص530
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

يذكر تعالى كيفية موت سليمان عليه السلام وكيف عمى الله موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة فإنه مكث متوكئا على عصاه وهي منسأته كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والحسن وقتادة وغير واحد مدة طويلة نحوا من سنة فلما أكلتها دابة الأرض وهي الأرضة ضعفت وسقطت إلى الأرض وعلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة تبينت الجن والإنس أيضا أن الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يتوهمون ويوهمون الناس ذلك وقد ورد في ذلك حديث مرفوع غريب وفي صحته نظر قال ابن جرير حدثنا أحمد بن منصور حدثنا موسى بن مسعود حدثنا أبو حذيفة حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي e قال كان نبي الله سليمان عليه السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها مااسمك فتقول كذا فيقول لأي شيء أنت فإن كانت تغرس غرست وإن كانت لدواء كتبت فبينما هو يصلي ذات يوم إذ رأى شجرة بين يديه فقال لها مااسمك قالت الخروب قال لأي شيء أنت قالت لخراب هذا البيت فقال سليمان عليه السلام اللهم عم على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنحتها عصا فتوكأ عليها حولا ميتا والجن تعمل فأكلتها الأرضة فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا حولا في العذاب المهين قال وكان ابن عباس يقرؤها كذلك قال فشكرت الجن للأرضة فكانت تأتيها بالماء وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث إبراهيم بن طهمان به وفي رفعه غرابة ونكارة والأقرب أن يكون موقوفا وعطاء بن أبي أسلم الخراساني له غرابات وفي بعض حديثه نكارة وقال السدي في حديث ذكره عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله عنه وعن ناس من أصحاب رسول الله e ورضي الله عنهم قال كان سليمان عليه الصلاة والصلام يتحنث في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك وأكثر فيدخل فيه ومعه طعامه وشرابه فأدخله في المرة التي توفي فيها فكان بدء ذلك أنه لم يكن يوم يصبح فيه إلا ينبت الله في بيت المقدس شجرة فيأتيها فيسألها مااسمك فتقول الشجرة اسمي كذا وكذا فإن كانت لغرض غرسها وإن كانت تنبت دواء قالت نبت دواء كذا وكذا فيجعلها كذلك حتى تنبت شجرة يقال لها الخروبة فسألها مااسمك قالت أنا الخروبة قال ولأي شيء نبت قالت نبت لخراب هذا المسجد قال سليمان عليه الصلاة والسلام ما كان الله ليخرجه وأنا حي أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس فنزعها وغرسها في حائط له ثم دخل المحراب فقام يصلي متكئا على عصاه فمات ولم تعلم به الشياطين وهم في ذلك يعملون له يخافون أن يخرج عليهم فيعاقبهم وكانت الشياطين تجتمع حول المراب وكان المحراب له كوى بين يديه وخلفه فكان الشيطان الذي يريد أن يخلع يقول ألست جلدا إن دخلت فخرجت من ذلك الجانب فيدخل حتى يخرج من الجانب الآخر فدخل شيطان من أولئك فمر ولم يكن شيطان ينظر
إلى سليمان عليه السلام في المحراب إلا احترق فمر ولم يسمع صوت سليمان ثم رجع فلم يسمع ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق ونظر إلى سليمان عليه السلام قد سقط ميتا فخرج فأخبر الناس أن سليمان قد مات ففتحوا عليه فأخرجوه ووجدوا منسأته وهي العصا بلسان الحبشة وقد أكلتها الأرضة ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت منها يوما وليلة ثم حسبوا على ذلك النحو فوجدوه قد مات منذ سنة وهي في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه فمكثوا يدينون له من بعد موته حولا كاملا فأيقن الناس عند ذلك أن الجن كانوا يكذبونهم ولو أنهم يطلعون على الغيب لعلموا بموت سليمان ولم يلبثوا في العذاب سنة يعملون له وذلك قول الله عز وجل ) ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين ( يقول تبين أمرهم للناس أنهم كانوا يكذبونهم ثم إن الشياطين قالوا للأرضة لو كنت تأكلين الطعام أتيناك بأطيب الطعام ولو كنت تشربين الشراب سقيناك أطيب الشراب ولكنا سننقل إليك الماء والطين قال فهم ينقلون إليها ذلك حيث كانت قال ألم تر إلى الطين الذي يكون في جوف الخشب فهو ما تأتيها به الشياطين شكرا لها وهذا الأثر والله أعلم إنما هو مما تلقي من علماء أهل الكتاب وهي وقف لا يصدق منه إلا ما وافق الحق ولا يكذب منها إلا ماخالف الحق والباقي لا يصدق ولا يكذب وقال ابن وهب وأصبغ بن الفرج عن عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم في قوله تبارك وتعالى ) ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته ( قال قال سليمان عليه السلام لملك الموت إذا أمرت بي فأعلمني فأتاه فقال يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحا من قوارير وليس له باب فقام يصلي فاتكأ على عصاه فقال فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متكئ على عصاه ولم يصنع ذلك فرارا من ملك الموت قال الجن تعمل بين يديه وينظرون إليه يحسبون أنه حي قال فبعث الله عز وجل دابة الأرض فقال والدابة تأكل العيدان يقال لها القادح فدخلت فيها فأكلتها حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتا فلما رأت ذلك الجن انفضوا وذهبوا قال فذلك قوله تعالى ) ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته ( قال أصبغ بلغني عن غيره أنها قامت سنة تأكل منها قبل أن يخر وذكر غير واحد من السلف نحو من هذا والله أعلم
تفسير القرآن العظيم ، اسم المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء ، دار النشر : دار الفكر - بيروت –
1401
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
تفسير الصنعاني ج3 ص128
سبأ : ) 14 ( فلما قضينا عليه . . . . .

عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله ) تأكل منسأته ( قال هي العصا


معمر عن أيوب عن عكرمة أنها كانت تنبت في مسجد سليمان بن داود كل يوم شجرة فيسألها لأي شيء تصلحين فتقول لكذا وكذا فيأخذ بها لذلك قال فنبتت يوما في مسجده شجرة فقال ما أنت قالت أنا الخروبة قا ما أراك تنبت إلا على خراب بيت المقدس وما كان الله ليخربه وأنا حي ثم لبس ثيابه وسأل الله أن يعمي موته على الجن حولا فاعتمد على عصاه فقبض وهو كذلك فأكلت دابة الأرض وهي الأرضة عصاه بعد حول فخر ف ) تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( قال وفي بعض الحروف تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين


عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال كانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون الغيب فذلك قول الله عز وجل ) تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )
تفسير القرآن ، اسم المؤلف: عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، دار النشر : مكتبة الرشد - الرياض - 1410 ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : د. مصطفى مسلم محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 03:25 PM



بسم الله الرحمنالرحيم
تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير

تفسير البغوي ج3 ص552
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

( فلما قضينا عليه الموت ) أي على سليمان قال أهل العلم كان سليمان عليه السلام يتجرد في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك وأكثر يدخل فيه طعامه وشرابه فأدخل في المرة التي مات فيها وكان بدء ذلك انه كان لا يصبح يوما إلا نبتت في محراب بيت المقدس شجرة فيسألها ما اسمك فتقول اسمي كذا فيقول لأي شيء أنت فتقول لكذا وكذا فيأمر بها فتقطع فإن كانت نبتت لغرس غرسها وإن كانت لدواء كتب حتى نبتت الخروبة فقال لها ما أنت قالت الخروبة قال لأي شيء نبت قالت لخراب مسجدك فقال سليمان ما كان الله ليخربه وأنا حي أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس فنزعها وغرسها في حائط له ثم قال اللهم عم على الجن موتي حتى يعلم الأنس أن الجن لا يعلمون الغيب وكانت الجن تخبر الأنس انهم يعلمون من الغيب أشياء ويعلمون ما في غد ثم دخل المحراب فقام يصلي متكئا على عصاه فمات قائما وكان للمحراب كوى بين يديه وخلفه وكانت الجنة يعملون تلك الأعمال الشاقة التي كانوا يعملون في حياته وينظرون إليه يحسبون انه حي ولا ينكرون احتباسه عن الخروج إلى الناس لطول صلاته قبل ذلك فمكثوا يدابون له بعد موته حولا كاملا حتى أكلت الارضة عصا سليمان فخر ميتا فعلموما بموته قال ابن عباس فشكرت الجن الارضة فهم يأتونها بالماء والطين في جوف الخشب فذلك قوله ( ما دلهم على موته إلا
دابة الأرض ( وهي الأرضة التي ) تأكل منسأته ( يعني عصاه قرأ أهل المدينة وأبو عمر ) منسأته ( بغير همز وقرأ الباقون بالهمز وهما لغتان ويسكن ابن عامر الهمز وأصلها من نسأت الغنم أي زجرتها وسقتها ومنه نسأ الله في أجله أي أخره ) فلما خر ( أي سقط على الأرض ) تبينت الجن ( أي علمت الجن وأيقنت ) أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( أي في التعب والشقاة مسخرين لسليمان وهو ميت يظنونه حيا أراد الله بذلك أن علم الجن أنهم لا يعلمون الغيب لأنهم كانوا يظنون أنهم يعلمون الغيب لغلبة الجهل عليهم وذكر الأزهري أن معناه تبينت الجن أي ظهرت وانكشفت الجن للإنس أي ظهر أمرهم أنهم لا يعلمون لأنهم كانوا قد شبهوا على الإنس ذلك وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس تبينت الإنس أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين أي علمت الإنس وأيقنت ذلك وقرأ يعقوب ) تبينت ( بضم التاء وكسر الياء أي أعلمت الإنس الجن ذكر بلفظ ما لم يسم فاعله وتبين لازم ومتعد وذكر أهل التاريخ أن سليمان كان عمره ثلاثا وخمسين سنة ومدة ملكه أربعون سنة وملك يوم ملك وهو ابن ثلاث عشر سنة وابتدأ في بناء بيت المقدس لأربع سنين مضين من ملكه سورة سبأ 15 16 15
تفسير البغوي ، اسم المؤلف: البغوي ، دار النشر : دار المعرفة - بيروت ، تحقيق : خالد عبد الرحمن العك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير النسفي ج3 ص323
سبأ : ) 14 ( فلما قضينا عليه . . . . .

) فلما قضينا عليه الموت ( أى على سليمان ) ما دلهم ( أى الجن وآل داود ) على موته إلا دابة الأرض ( أى الارضة وهى دويبة يقال لها سرفة والأرض فعلها فاضيفت إليه يقال ارضت الخشبة أرضا إذا أكلتها الأرضة ) تأكل منسأته ( والعصا تسمى منسأة لأنه ينسا بها اى يطرد ومنساته بغير همز مدنى وأبو عمرو ) فلما خر ( سقط سليمان ) تبينت الجن ( علمت الجن كلهم علما بينا بعد التباس الأمر على عامتهم وضعفتهم ) أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا ( بعد موت سليمان ) في العذاب المهين ( وروى ان داود عليه السلام أسس بناء بيت المقدس فى موضع فسطاط موسى عليه السلام فمات قبل أن يتمه فوصى به إلى سليمان فامر الشياطين باتمامه فلما بقى من عمره سنة سأل ربه أن يعمى عليهم موته حتى يفرغوا منه ولتبطل دعواهم علم الغيب وكان عمر سليمان ثلاثا وخمسين سنة ملك وهو ابن ثلاث عشر سنة فبقى فى ملكه أربعين سنة وبتدأ بناء بيت المقدس لاربع مضين من ملكه وروى أن أفريدون جاء ليصعد كرسيه فلما دنا ضرب الاسدان ساقه فكسراها فلم يجسر أحد بعده أن يدنو منه
تفسير النسفي ، اسم المؤلف: النسفي ، دار النشر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتبالتفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاءوزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكمالكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 03:28 PM




بسم الله الرحمنالرحيم



تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير

التسهيل لعلوم التنزيل ج3 ص148
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .
) دابة الأرض تأكل منسأته ( المنسأة هي العصا وقرئ بهمز وبغير همز ودابة الأرض هي الأرضة وهي السوسة التي تأكل الخشب وغيره وقصص الآية أن سليمان عليه السلام دخل قبة من قوارير وقام يصلي متكئا على عصاه فقبض روحه وهو متكىء عليها فبقي كذلك سنة لم يعلم أحد بموته حتى وقعت العصا فخر إلى الأرض واختصرنا كثيرا مما ذكره الناس في هذه القصة لعدم صحته ) تبينت الجن ( من تبين الشيء إذا ظهر وما بعدها بدل من الجن والمعنى ظهر للناس أن الجن لا يعلمون الغيب وقيل تبينت بمعنى علمت وأن وما بعدها مفعول به على هذه والمعنى علمت الجن أنهم لا يعلمون الغيب وتحققوا أن ذلك بعد التباس الأمر عليهم أو علمت الجن أن كفارهم لا يعلمون الغيب وأنهم كاذبون في دعوى ذلك ) في العذاب المهين ( يعني الخدمة التي كانوا يخدمون سليمان وتسخيره لهم في أنواع الأعمال والمعنى لو كانت الجن تعلم الغيب ما خفي عليهم موت سليمان
كتاب التسهيل لعلوم التنزيل ، اسم المؤلف: محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي الكلبي ، دار النشر : دار الكتاب العربي - لبنان - 1403هـ- 1983م ، الطبعة : الرابعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يالكشاف ج3 ص583
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .
قرىء : ( فلما قضى عليه الموت ) ودابة الأرض : الأرضة ، وهي الدويبة التي يقال لها السرفة والأرض فعلها ، فأضيفت إليه . يقال : أرضت الخشبة أرضاً . إذا أكلتها الأرضة . وقرىء بفتح الراء ، من أرضت الخشبة أرضاً ، وهو من باب فعلته ففعل ، كقولك : أكلت القوادح الأسنان أكلاً . فأكلت أكلاً والمنسأة : العصا . لأنه ينسأ بها ، أي : يطرد ويؤخر وقرىء : بفتح الميم وبتخفيف الهمزة قلباً وحذفاً وكلاهما ليس بقياس ، ولكن إخراج الهمزة بين بين هو التخفيف القياسي . ومنساءته على مفعاله ، كما يقال في الميضأة ميضاءة . ومن سأته ، أي : من طرف عصاه ، سميت بسأة القوس على الاستعارة . وفيها لغتان ، كقولهم : قحة وقحة ، وقرىء : ( أكلت منسأته ) ) تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ ( من تبين الشيء إذا ظهر وتجلّى . و ) أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ ( مع صلتها بدل من الجن بدل الاشتمال ، كقولك : تبين زيد جهله : والظهور له في المعنى ، أي : ظهر أنّ الجن ) لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ ( أو علم الجن كلهم علماً بيناً بعد التباس الأمر على عامّتهم وضعفتهم وتوهّمهم أنّ كبارهم يصدّقون في ادعائهم علم الغيب أو علم المدعون علم الغيب منهم عجزهم ، وأنهم لا يعلمون الغيب وإن كانوا عالمين قبل ذلك بحالهم ، وإنما أريد التهكم بهم كما تتهكم بمدّعي الباطل إذا دحضت حجته وظهر إبطاله بقولك : هل تبينت أنك مبطل . وأنت تعلم أنه لم يزل كذلك متبيناً . وقرىء : ( تبينت الجن ) على البناء

للمفعول ، على أنّ المتبين في المعنى هو ) أَن ( مع ما في صلتها ، لأنه بدل . وفي قراءة أبيّ : تبينت الإنس . وعن الضحاك : تباينت الأنس بمعنى تعارفت وتعالمت . والضمير في ) كَانُواْ ( للجن في قوله : ) وَمِنَ الْجِنّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ ( أي علمت الإنس أن لو كان الجن يصدقون فيما يوهمونهم من علمهم الغيب ؛ ما لبثوا . وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه : ( تبينت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ) . روي أنه كان من عادة سليمان عليه السلام أن يعتكف في مسجد بيت المقدس المدد الطوال ، فلما دنا أجله لم يصبح إلا رأى في محرابه شجرة نابتة قد أنطقها الله ، فيسألها : لأي شيء أنت ؟ فتقول لكذا ، حتى أصبح ذات يوم فرأى الخروبة ، فسألها ، فقالت : نبت لخراب هذا المسجد : فقال : ما كان الله ليخربه وأنا حيّ ، أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس ، فنزعها وغرسها في حائط له وقال : اللَّهم عم عن الجن موتي ، حتى يعلم الناس أنهم لا يعلمون الغيب . لأنهم كانوا يسترقون السمع ويموّهون على الإنس أنهم يعلمون الغيب ، وقال لملك الموت : إذا أمرت بي فأعلمني ، فقال : أمرت بك وقد بقيت من عمرك ساعة ؛ فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحاً من قوارير ليس له باب ، فقام يصلي متكئاً على عصاه ، فقبض روحه وهو متكىء عليها ؛ وكانت الشياطين تجتمع حول محرابه أينما صلّى ، فلم يكن شيطان ينظر إليه في صلاته إلاّ احترق فمرّ به شيطان فلم يسمع صوته ، ثم رجع فلم يسمع ، فنظر فإذا سليمان قد خرّ ميتاً ، ففتحوا عنه فإذا العصا قد أكلتها الأرضة ، فأرادوا أن يعرفوا وقت موته ، فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت منها في يوم وليلة مقداراً ، فحسبوا على ذلك النحو فوجدوه قد مات منذ سنة ، وكانوا يعملون بين يديه ويحسبونه حياً ، فأيقن الناس أنهم لو علموا الغيب لما لبثوا في العذاب سنة ، وروي أنّ داود عليه السلام أسس بناء بيت المقدس في موضع فسطاط موسى عليه السلام ، فمات قبل أن يتمه ، فوصى به إلى سليمان ، فأمر الشياطين بإتمامه ، فلما بقي من عمره سنة سأل أن يعمى عليهم موته حتى يفرغوا منه ، ليبطل دعواهم علم الغيب . روي أن أفريدون جاء ليصعد كرسيه ، فلما دنا ضرب الأسدان ساقه فكسراها ؛ فلم يجسر أحد بعدُ أن يدنوا منه ، وكان عمر سليمان ثلاثاً وخمسين سنة : ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، فبقي في ملكه أربعين سنة ، وابتدأ بناء بيت المقدس لأربع مضين من ملكه .
) لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّاتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِى إِلاَّ الْكَفُورَ ( 7 )
الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، اسم المؤلف: أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت ، تحقيق : عبد الرزاق المهدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتبالتفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاءوزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكمالكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 03:35 PM



بسم الله الرحمنالرحيم

تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير
تفسير البيضاوي ج4 ص395
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

) فلما قضينا عليه الموت ( أي على سليمان ) ما دلهم على موته ( ما دل الجن وقيل آله ) إلا دابة الأرض ( أي الارضة اضيفت إلى فعلها وقرئ بفتح الراء وهو تأثر الخشية من فعلها يقال ارضت الارضة الخشبة ارضا فأرضت ارضا مثل أكلت القوادح الأسنان اكلا فأكلت اكلا ) تأكل منسأته ( عصاه من نسأت البعير إذا طردته لأنها يطرد بها وقرئ بفتح الميم وتخفيف الهمزة قلبا وحذفا على غير قياس إذ القياس اخراجها بين و ) منسأته ( على مفعالة كميضاءة في ميضاة و ) منسأته ( أي طرف عصاه مستعار من سأة القوس وفيه لغتان كما في قحة وقحة وقرأ نافع وأبو عمرو ) منسأته ( بألف بدلا من الهمزة وابن ذكوان بهمزة ساكنة وحمزة إذا وقف جعلها بين بين ) فلما خر تبينت الجن ( علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم ) أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( انهم لو كانوا يعلمون الغيب كما يزعمون لعلموا موته حينما وقع فلم يلبثوا حولا في تسخيره إلى أن خر أو ظهرت الجن وان بما في حيزه بدل منه أي ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب وذلك أن داود اسس بيت المقدس في موضع فسطاط موسى عليهما الصلاة والسلام فمات قبل تمامه فوصى به إلى سليمان عليه السلام فاستعمل الجن فيه فلم يتم بعد إذ دنا اجله واعلم به أراد أن يعمي عليهم موته
ليتموه فدعاهم فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس له باب فقام يصلي متكئا على عصاه فقبض روحه وهو متكئ عليها فبقي كذلك حتى اكلتها الارضة فخر ثم فتحوا عنه أرادوا أن يعرفوا وقت موته فوضعوا الارضة على العصا فأكلت يوما وليلة مقدارا فحسبوا على ذلك فوجوده قد مات منذ سنة وكان عمره ثلاثا وخمسين سنة وملك وهو ابن ثلاثة عشرة سنة وابتدأ عمارة بيت المقدس لاربع مضين من ملكه
تفسير البيضاوي ، اسم المؤلف: البيضاوي ، دار النشر : دار الفكر - بيروت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
فتح القدير ج4 ص317
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

فلما قضينا عليه الموت أى حكمنا عليه به وألزمناه إياه مادلهم على موته إلا دابة الأرض يعني الأرضة وقرىء الأرض بفتح الراء أى الأكل يقال أرضت الخشبة أرضا إذا أكلتها الأرضة ومعنى تأكل منسأته تأكل عصاه التى كان متكئا عليها والمنسأة العصا بلغة الحبشة أو هى مأخوذة من نسأت الغنم أى زجرتها قال الزجاج المنسأة التى ينسأ بها أى يطرد قرز الجمهور منسأته بهمزة مفتوحة وقرأ ابن ذكوان بهمزة ساكنة وقرأ نافع وأبو عمرو بألف محضة قال المبرد بعض العرب يبدل من همزتها ألفا وأنشد إذا دببت على المنساة من كبر
فقد تباعد عنك اللهو والغزل


ومثل قراءة الجمهور قول الشاعر ضربنا بمنسأة وجهه
فصار بذاك مهينا ذليلا


ومثله أمن أجل حبل لا أباك ضربته
بمنسأة قد جر حبلك أحبلا


ومما يدل على قراءة ابن ذكوان قول طرفة أمون كألواح الأران نسأتها
على لاحب كأنه ظهر برجد




فلما خر أى سقط تبينت الجن أى ظهر لهم من تبينت الشىء إذا علمته أى علمت الجن ) أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (
أى لو صح ما يزعمونه من أنهم يعلمون الغيب لعلموا بموته ولم يلبثوا بعد موته مدة طويلة فى العذاب المهين في العمل الذى أمرهم به والطاعة له وهو إذ ذاك ميت قال مقاتل العذاب المهين الشقاء والنصب فى العمل قال الواحدى قا المفسرون كانت الناس فى زمان سليمان يقولون إن الجن تعلم الغيب فلما مكث سليمان قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة التى كانت تعمل في حياة سليمان لا يشعرون بموته حتى أكلت الأرضة عصاه فخر ميتا فعلموا بموته وعلم الناس أن الجن لا تعلم الغيب ويجوز أن يكون تبينت الجن من تبين الشىء لا من تبينت الشىء أى ظهر وتجلى وأن وما فى حيزها بدل اشتمال من الجن مع تقدير محذوف أى ظهر أمر الجن للناس أنهم و كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين أو ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب الخ قرأ الجمهور تبينت على البناء للفاعل مسندا إلى الجن وقرأ ابن عباس ويعقوب تبينت على البناء للمفعول ومعنى القراءتين يعرف مما قدمنا

الآثار الواردة في تفسير الآيات


وقد أخرج ابن أبى شيبه فى المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله أوبى معه قال سبحى معه وروى مثله عن أبى ميسرة ومجاهد وعكرمة وقتادة وابن زيد وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فى قوله ) وألنا له الحديد ( قال كالعجين وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عنه أيضا فى قوله وقدر فى السرد قال حلق الحديد وأخرج عبد الرزاق والحاكم عنه أيضا وقدر فى السرد قال لا تدق المسامير وتوسع الحلق فتسلس ولا تغلظ المسامير وتضيق الحلق فتقصم واجعله قدرا وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عنه أيضا فى قوله ) وأسلنا له عين القطر ( قال النحاس وأخرج ابن المنذر عنه أيضا قال القطر النحاس لم يقدر عليها أحد بعد سليمان وإنما يعمل الناس بعده فيما كان أعطى سليمان وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال القطر الصفر وأخرج الحكيم الترمذى في نوادر الأصول عن ابن عباس فى قوله وتماثيل قال اتخذ سليمان تماثيل من نحاس فقال يارب انفخ فيها الروح فإنها أقوي على الخدمة فنفخ الله فيها الروح فكانت تخدمه وكان اسفنديار من بقاياهم فقيل لداود وسليمان ) اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه في قوله كالجواب قال كالجوبة من الأرض وقدور راسيات قال أثافيها منها وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه أيضا في قوله ) وقليل من عبادي الشكور ( يقول قليل من عبادى الموحدين توحيدهم وأخرج هؤلاء عنه أيضا فى قال لبث سليمان على عصاه حولا بعد ما مات ثم خر على رأس الحول فأخذت الجن عصى مثل عصاه ودابة مثل دابته فأرسلوها عليها فأكلتها فى سنة وكان ابن عباس يقرأ ) فلما خر تبينت الجن ( الآية قال سفيان وفى قراءة ابن مسعود وهم يدأبون له حولا وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن السنى وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي e قال كان سليمان إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها ما اسمك فتقول كذا وكذا فيقول لما أنت فتقول لكذا وكذا فإن كانت لغرس غرست وإن كانت لدواء كتبت وصلى ذات يوم فإذا شجرة نابتة بين يديه فقال لها ما اسمك قالت الخروب قال لأى شىء أنت قالت لخراب هذا البيت فقال سليمان اللهم عم عن الجن موتى حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فهيأ عصا فتوكأ عليها وقبضه الله وهو متكىء عليها فمكث حولا ميتا والجن تعمل فأكلتها الأرضة فسقطت فعلموا عند ذلك بموته فتبينت الإنس أن الجن ) لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( وكان ابن عباس يقرؤها كذلك فشكرت الجن للأرضة
فأينما كانت يأتونها بالماء وأخرجه الحاكم وصححه عن ابن عباس موقوفا وأخرج الديلمى عن زيد بن أرقم مرفوعا يقول الله عز وجل إنى تفضلت على عبادى بثلاث ألقيت الدابة على الحبة ولولا ذلك لكنزها الملوك كما يكنزون الذهب والفضة وألقيت النتن على الجسد ولولا ذلك لم يدفن حبيب حبيبه واستلبت الحزن ولولا ذلك لذهب النسل
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، اسم المؤلف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني ، دار النشر : دار الفكر - بيروت


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتبالتفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاءوزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكمالكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 03:47 PM



بسم الله الرحمنالرحيم

تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج4 ص411
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

الضمير في ^ عليه ^ عائد على سليمان و ^ قضينا ^ بمعنى أنفذنا وأخرجناه إلى حيز الوجود وإلا فالقضاء الآخر به متقدم في الأزل وروي عن ابن عباس وابن مسعود في قصص هذه الآية أن سلميان عليه السلام كان يتعبد في بيت المقدس وكان ينبت في محرابه كل سنة شجرة فكان يسألها عن منافعها ومضارها وسائر شأنها فتخبره فيأمر بها فتقلع فتصرف في منافعها وتغرس لتتناسل فلما كان عند موته خرجت شجرة فقال لها ما أنت فقالت أنا الخروب خرجت لخراب ملكك هذا فقال سليمان عليه السلام ما كان الله ليخربه وأنا حي ولكنه لا شك حضور أجلي فاستعد عليه السلام وغرسها وصنع منها عصا لنفسه وجد في عبادته وجاءه بعد ذلك ملك الموت فأخبره أنه قد أمر بقبض روحه وأنه لم يبق له إلا مدة يسيرة فروي أنه أمر الجن حينئذ فصنعت له قبة من رخام تشف وجعل فيها يتعبد ولم يجعل لها بابا وتوكأ على عصاه على موضع يتماسك معه وإن مات ثم توفي e على تلك الحالة وروي أنه استعد في تلك القبة بزاد سنة وكان الجن يتوهمون أنه يتغذى بالليل وكانوا لا يقربون من القبة ولا يدخلون من كوة كانت في أعاليها ومن رام ذلك منهم احترق قبل الوصول إليها هذا في المدة التي كان سليمان عليه السلام حيا في القبة فلما مات بقيت تلك الهيبة على الجن وروي أن القبة كان لها باب وأن سليمان أوصى بعض أهله بكتمان موته على الجن والإنس وان يترك على حاله تلك سنة وكان غرضه في هذه السنة أن تعمل الجن عملا كان قد بدى ء في زمن داود قدر أنه بقي منه عمل سنة فأحب الفراغ منه فلما مضى لموته سنة خر عن عصاه والعصا قد أكلته الأرض وهي الدودة التي تأكل العود فرأت الجن انحداره فتوهمت موته فجاء جسور منهم فقرب فلم يحترق ثم خطر فعاد ثم قرب أكثر ثم قرب حتى دخل من بعض تلك الكوى فوجد سليمان ميتا فأخبر بموته فنظر ذلك الأكل فقدر أنه منذ سنة وقال بعض الناس جعلت الأرضة فأكلت يوما وليلة ثم قيس ذلك بأكلها في العصا فعلم أنها أكلتها منذ سنة فهكذا كانت دلالة ^ دابة الأرض ^ على موته وللمفسرين في هذه القصص إكثار عمدته ما ذكرته وقال كثير من المفسرين ^ دابة الأرض ^ هي سوسة العود وهي الأرضة وقرأ ابن عباس والعباس بن المفضل الأرض بفتح الراء جمع أرضة فهذا يقوي ذلك التأويل وقالت فرقة ^ دابة الأرض ^ حيوان من الأرض شأنه أن يأكل العود وذلك موجود وليس السوسة من دواب الأرض وقالت فرقة منها أبو حاتم اللغوي ^ الأرض ^ هنا مصدر أرضت الأثواب والخشبة إذا أكلتها الأرضة فكأنه قال ادبة الأكل الذي هو بتلك الصورة على جهة التسوس وفي مصحف عبد الله الأرض أكلت منسأته والمنسأة العصا ومنه قول الشاعر

( إذا دببت على المنساة من هرم فقد تباعد عنك اللهو والغزل ) البسيط

وقرأ جماعة من القراء منساته بغير همز منها أبو عمرو ونافع قال أبو عمرو لا أعرف لها اشتقاقا فأنا لا أهمزها لأنها إن كانت مما يهمز فقد يجوز لي ترك الهمز فيما يهمز وإن كانت مما لا يهمز فقد احتطت لأنه لا يجوز لي همز ما لا يهمز وقال غيره أصلها الهمز وهي المنسأة مفتوحة من نسأت الإبل والغنم والناقة إذا سقتها ومنه قول طرفة
أمون كعيدان الاران نسأتها
على لاحب كأنه ظهر برجد
الطويل


ويروى وعنس كألواح وخففت همزتها جملة وكان القياس أن تخفف بين بين وقرأ باقي السبعة منسأته على الأصل بالهمز وقرأ حمزة منساته بفتح الميم وبغير همز وقرأت فرقة مسنأته بهمزة ساكنة وهذا لا وجه له إلا التخفيف في تسكين المتحرك لغير علة كما قال امرؤ القيس

فاليوم أشرب غير مستحقب
إثما من الله ولا واغل
السريع


وقرأت فرقة من ساته بفصل من وكسر التاء وهذه تنحو إلى سية القوس لأنه يقال سية وساة فكأنه قال من ساته ثم سكن الهمزة ومعناها من طرف عصاه أنزل العصا منزلة القوس وقال بعض الناس إن سليمان عليه السلام لم يمت إلا في سفر مضطجعا ولكنه كان في بيت مبني عليه وأكلت الأرضية عتبة الباب حتى خر البيت فعلم موته

قال الفقيه الإمام القاضي وهذا ضعيف وقرأ الجمهور تبينت الجن بإسناد الفعل إليها أي بان أمرها كانه قال افتضحت الجن أي للإنس هذا تأويل ويحتمل أن يكون قوله ^ تبينت الجن ^ بمعنى علمت الجن وتحققت ويريد ^ الجن ^ جمهورهم والفعلة منهم والخدمة ويريد بالضميرفي ^ كانوا ^ رؤساءهم وكبارهم لأنهم هم الذين يدعون علم الغيب لأتباعهم من الجن والإنس ويوهمونهم ذلك قاله قتادة فيتيقن الأتباع أن الرؤساء ^ لو كانوا ^ عالمين الغيب ^ ما لبثوا ^ و ^ أن ^ على التأويل الأول بدل من ^ الجن ^ وعلى التأويل الثاني مفعوله محضة وقرأ يعقوب تبينت الجن على بناء الفعل للمفعول أي تبينتها الناس و ^ أن ^ على هذه القراءة بدل ويجوز أن تكون في موضع نصب بإسقاط حرف الجر أي بأن على هذه القراءة وعلى التأويل الأول من القراءة الأولى .

قال الفقيه الإمام القاضي مذهب سيبويه أن ^ أن ^ في هذه الآية لا موضع لها من الإعراب وإنما هي مؤذنة بجواب ما تنزل منزلة القسم من الفعل الذي معناه التحقق واليقين لأن هذه الأفعال التي تبينت وتحققت وعلمت وتيقنت ونحوها تحل محل القسم في قولك علمت أن لو قام زيد ما قام عمرو فكأنك قلت والله لو قام زيد ما قام عمرو فقوله ^ ما لبثوا ^ على هذا القول جواب ما تنزل منزلة القسم لا جواب ^ لو ^ وعلى الأقوال الأول جواب ^ لو ^ وفي كتاب النحاس إشارة إلى أنه يقرأ تبينت الجن أي تبينت الإنس الجن و ^ العذاب المهين ^ هو العمل في تلك السخرة والمعنى أن الجن لو كانت تعلم الغيب لما خفي عليها موت سليمان وقد ظهر أنه خفي عليها بدوامها في الخدمة الصعبة وهو ميت ف ^ المهين ^ المذل من الهوان قال الطبري وفي بعض القراءات فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا وحكاها أبو الفتح عن ابن عباس والضحاك وعلي بن الحسين وذكر أبو حاتم أنها كذلك في مصحف ابن مسعود

قال القاضي أبو محمد وكثر المفسرون في قصص هذه الآية بما لا صحة له ولا تقتضيه ألفاظ القرآن وفي معانيه بعد فاختصرته لذلك
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - لبنان - 1413هـ- 1993م ، الطبعة : الاولى ، تحقيق : عبد السلام عبد الشافي محمد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدر المنثور ج6 ص682
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .



- قوله تعالى : فلما قضينا عليه بالموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : كان سليمان عليه السلام يخلو في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك وأكثر ويدخل طعامه وشرابه فأدخله في المرة التي مات فيها وكان بدء ذلك انه لم يكن يوما يصبح فيه إلا نبتت في بيت المقدس شجرة فيأتيها فيسالها ما اسمك فتقول : الشجرة اسمي كذا وكذا




فيقول لها : لأي شيء نبت فتقول : نبت لكذا وكذا




فيأمر بها فتقطع

فان كانت نبتت لغرس غرسها وان كانت نبتت دواء قالت : نبت دواء لكذا وكذا


فيجعلها لذلك حتى نبتت شجرة يقال لها الخرنوبة قال لها : لأي شيء نبت قالت : نبت لخراب هذا المسجد فقال سليمان عليه السلام : ما كان الله ليخربه وأنا حي أنت الذي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس فنزعها فغرسها في حائط له ثم دخل المحراب فقام يصلي متكئا على عصا فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك وهم يعملون له مخافة أن يخرج فيعاقبهم

وكانت الشياطين حول المحراب يجتمعون وكان المحراب له كوا من بين يديه ومن خلفه وكان الشيطان المريد الذي يريد ان يخلع يقول : ألست جليدا ان دخلت فخرجت من ذلك الجانب فيدخل حتى يخرج من الجانب
الآخر فدخل شيطان من أولئك فمر ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان إلا احترق فمر ولم يسمع صوت سليمان ثم رجع فلم يسمع صوته ثم عاد فلم يسمع ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق ونظر إلى سليمان قد سقط ميتا فخرج فأخبر الناس : ان سليمان قد مات ففتحوا عنه فأخرجوه فوجدوا منسأته - وهي العصا بلسان الحبشة - قد أكلتها الارضة ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الارضة على العصا فأكلت منها يوم وليلة ثم حسبوا على نحو ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة

وهي في قراءة ابن مسعود ( فمكثوا يدينون له من بعد موته حولا كاملا ) فأيقن الناس عند ذلك ان الجن كانوا يكذبون ولو انهم علموا الغيب لعلموا بموت سليمان عليه السلام ولما لبثوا في العذاب سنة يعملون له ولو كنت تشربين أتيناك بأطيب الشراب ولكننا ننقل اليك الطين والماء فهم ينقلون اليها حيث كانت ألم تر إلى الطين الذي يكون في جوف الخشب فهو مما يأتيها الشياطين شكرا لها

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ) دابة الأرض تأكل منسأته ( عصاه

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لبث سليمان عليه السلام على عصاه حولا بعدما مات ثم خر على رأس الحول فأخذت الأنس عصا مثل عصاه ودابة مثل دابته فأرسلوها عليها فأكلتها في سنة

وكان ابن عباس يقرأ ( فلما خر تبينت الأنس ان لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين سنة ) قال سفيان : وفي قراءة ابن مسعود ( وهم يدأبون له حولا )

وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن السنى في الطب النبوي وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي e قال : كان سليمان عليه السلام اذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها : ما أسمك فتقول : كذا وكذا


فان كانت لغرس غرست وان كانت لدواء نبتت

فصلى ذات يوم فاذا شجرة نابتة بين يديه فقال : لها : ما أسمك قالت : الخرنوب

قال : لأي شيء أنت قالت : لخراب هذا البيت فقال سليمان عليه السلام : اللهم عم عن الجن موتي
حتى يعلم الأنس

ان الجن لا يعلمون الغيب فأخذ عصا فتوكأ عليها وقبضه الله وهو متكيء فمكث حينا ميتا والجن تعمل فأكلتها الارضة فسقطت فعلموا عند ذلك بموته فتبينت الأنس

ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين

وكان ابن عباس يقرأها كذلك فشكرت الجن الأرضة فأينما كانت يأتونها بالماء

وأخرج البزار والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس

موقوفا

وأخرج الديلمي عن زيد بن أرقم

مرفوعا

يقول الله أني تفضلت على عبادي بثلاث

ألقيت الدابة على الحبة ولولا ذلك لكنزتها الملوك كما يكنزون الذهب والفضة

وألقيت النتن على الجسد ولولا ذلك لم يدفن حبيب حبيبه وأسليت الحزين ولولا ذلك لذهب التسلي

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال : كانت الجن تخبر الأنس انهم يعلمون من الغيب أشياء وانهم يعلمون ما في غد فابتلوا بموت سليمان عليه الصلاة والسلام فمات فلبث سنة على عصاه وهم لا يشعرون بموته وهم مسخرون تلك السنة ويعملون دائبين ) فلما خر تبينت الجن ( وفي بعض القراءة ( فلما خر تبينت الأنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) وقد لبثوا يدأبون ويعملون له حولا بعد موته

وأخرج عبد بن حميد من طريق قيس بن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت الأنس تقول في زمن سليمان عليه السلام : ان الجن تعلم الغيب فلما مات سليمان عليه السلام مكث قائما على عصاه ميتا حولا والجن تعمل بقيامه ( فلما خر تبينت الأنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) كان ابن عباس رضي الله عنهما كذلك يقرأها قال قيس بن سعد رضي الله عنه : وهي قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه كذلك

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال : قال سليمان عليه السلام لملك الموت : اذا أمرت بي فاعلمني فأتاه فقال : يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس عليه باب فقام يصلي فاتكأ على عصاه فدخل عليه ملك الموت عليه السلام فقبض
روحه وهو متكيء على عصاه ولم يصنع ذلك فرارا من الموت قال : والجن تعمل بين يديه وينظرون يحسبون انه حي فبعث الله ) دابة الأرض ( دابة تأكل العيدان يقال لها : القادح فدخلت فيها فأكلتها حتى اذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتا فلما رأت ذلك الجن انفضوا وذهبوا

فذلك قوله ) ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته (

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما رد الله الخاتم اليه لم يصل صلاة الصبح يوما إلا نظر وراءه فاذا هو بشجرة خضراء تهتز فيقول : يا شجرة أما يأكلنك جن ولا أنس ولا طير ولا هوام ولا بهائم فتقول : اني لم أجعل رزقا لشيء ولكن دواء من كذا


ودواء من كذا


فقام الأنس والجن يقطعونها ويجعلونها في الدواء فصلى الصبح ذات يوم والتفت فاذا بشجرة وراءه قال : ما أنت يا شجرة قالت : أنا الخرنوبة قال : والله ما الخرنوبة إلا خراب بيت المقدس والله لا يخرب ما كنت حيا ولكني أموت فدعا بحنوط فتحنط وتكفن ثم جلس على كرسيه ثم جمع كفيه على طرف عصاه ثم جعلها تحت ذقنه ومات فمكث الجن سنة يحسبون أنه حي وكانت لا ترفع أبصارها اليه وبعث الله الارضة فأكلت طرف العصا فخر منكبا على وجهه فعلمت الجن أنه قد مات

فذلك قوله ) تبينت الجن ( ولقد كانت الجن تعلم أنها لا تعلم الغيب ولكن في القراءة الأولى ( تبينت الأنس أن لو كانت الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بلغت نصف العصا فتركوها في النصف الباقي فأكلتها في حول فقالوا : مات عام أول

وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : مكث سليمان بن داود عليه السلام حولا على عصاه متكئا حتى أكلتها الأرضة فخر

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ) إلا دابة الأرض تأكل منسأته ( قال : عصاه

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال : الارضة أكلت عصاه حتى خر
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ) تأكل منسأته ( قال : العصا

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه أنه سئل عن المنسأة قال : هي العصا وأنشد فيها شعرا قاله عبد المطلب : أمن أجل حبل لا أبالك صدته بمنسأة قد جر حبلك أحبلا وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه قال : المنسأة العصا بلسان الحبشة
الدر المنثور ، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي ، دار النشر : دار الفكر - بيروت - 1993

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتبالتفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاءوزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكمالكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 03:54 PM




بسم الله الرحمن الرحيم



تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير


زاد المسير ج6 ص440
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

قوله تعالى فلما قضينا عليه الموت يعني على سليمان
قال المفسرون كانت الإنس تقول إن الجن تعلم الغيب الذي يكون في غد فوقف سليمان في محرابه يصلي متوكئا على عصاه فمات فمكث كذلك حولا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة ولا تعلم بموته حتى اكلت الأرض عصا سليمان فخر فعلموا بموته وعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب

وقيل أن سليمان سأل الله تعالى أن يعمي على الجن موته فأخفاه الله عنهم حولا


وفي سبب سؤاله قولان


أحدهما لأن الجن كانوا يقولون للانس إننا نعلم الغيب فأراد تكذيبهم


والثاني لانه كان قد بقي من عمارة بيت المقدس بقية


فاما دابة الأرض فهي الأرضة وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء وعاصم الجحدري دابة الأرض بفتح الراء


والمنسأة العصا قال الزجاج وإنما سميت منسأة لأنه ينسأ بها أي يطرد ويزجر قال الفراء أهل الحجاز لا يهمزون المنسأة وتميم وفصحاء قيس يهمزونها


قوله تعالى فلما خر أي سقط تبينت الجن أي ظهرت وانكشف للناس أنهم لا يعلمون الغيب ولو علموا ) ما لبثوا في العذاب المهين (

أي ما عملوا مسخرين وهو ميت وهم يظنونه حيا وقيل تبينت الجن أي علمت لانها كانت تتوهم باستراقها السمع أنها تعلم الغيب فعلمت حينئذ خطأها في ظنها وروى رويس عن يعقوب تبينت برفع التاء والباء وكسر الياء

) لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ (
زاد المسير في علم التفسير ، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، دار النشر : المكتب الإسلامي - بيروت - 1404 ، الطبعة : الثالثة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
تفسير أبي السعود ج7 ص126
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

) فلما قضينا عليه الموت ( أي على سليمان عليه السلام ) ما دلهم ( أي الجن أو آله ) على موته إلا دابة الأرض ( أي الأرضة اضيفت إلى فعلها وقرئ بفتح الراء وهو تأثر الخشبة من فعلها يقال أرضت الأرضة الخشبة أرضا فأرضت ارضا مثل أكلت القوارح أسنانه أكلا فأكلت أكلا ) تأكل منسأته ( أي عصاه من نسأت البعير إذا طردته لأنها يطرد بها ما يطرد وقرئ منساته بألف ساكنة بدلا من الهمزة وبهمزة ساكنة وبإخراجها بين بين عند الوقف ومنساءته عل مفعالة كميضاءة في ميضأة ومن ساته أي من طرف عصاه من سأة القوس وفيه لغتان كما في قحة بالكسر والفتح وقرىء اكلت منساته ) فلما خر تبينت الجن ( من تبينت الشيء اذا علمته بعد التباسه عليك أي علمت الجن علما بينا بعد التباس الامر عليهم ) أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( أي انهم لو كانوا يعلمون الغيب كما يزعمون لعلموا موته عليه الصلاة والسلام حينما وقع فلم يلبثوا بعده حولا في تسخيره إلى ان خر أو من تبين الشيء اذا ظهر وتجلى أي ظهرت الجن وان مع ما في حيزها بدل اشتمال من الجن أي ظهر ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب الخ وقرىء تبينت الجن على البناء للمفعول على ان المتبين في الحقيقة هو ان مع ما في حيزها لانه بدل وقرىء تبينت الانس والضمير في كانوا للجن في قوله تعالى ومن الجن من يعمل وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه تبينت الانس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب روى ان داود عليه السلام اسس بنيان بيت المقدس في موضع فسطاط موسى فتوفي قبل تمامه فوصى به إلى سليمان عليهما السلام فاستعمل فيه الجن والشياطين فباشروه حتى اذا حان اجله وعلم به سأل ربه ان يعمى عليهم موته حتى يفرغوا منه ولتبطل دعواهم علم الغيب فدعاهم فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس له باب فقام يصلى متكئا على عصاه فقبض روحه وهو متكىء عليها فبقي كذلك وهم فيما امروا به من الاعمال حتى اكلت الارضة عصاه فخر ميتا وكانت الشياطين تجتمع حول محرابه

سبإ 15 16 اينما صلى e فلم يكن ينظر اليه الشيطان في صلاته الا احترق فمر به يوما شيطان فنظر فإذا سليمان عليه السلام قد خر ميتا ففتحوا عنه فإذا عصاه قد اكلها الارضة فأرادوا ان يعرفوا وقت موته فوضعوا الارضة على العصا فأكلت منها في يوم وليلة مقدارا فحسبوا على ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة وكان عمره ثلاثا وخمسين سنة ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة وبقي في ملكه اربعين سنة وابتدا بناء بيت المقدس لاربع مضين من ملكه
إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، اسم المؤلف: أبي السعود محمد بن محمد العمادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
تفسير ابن أبي حاتم ج10 ص3164
سبأ : ( 14 ) فلما قضينا عليه . . . . .

17884 عن السدى رضي الله عنه قال : كان سليمان عليه السلام يخلو في بيت المقدس السنة والسنتين ، والشهر والشهرين ، واقل من ذلك واكثر ، ويدخل طعامه وشرابه ، فادخله في المرة التي مات فيها ، وكان بدئ ذلك انه لم يكن يوما يصبح فيه الا نبتت في بيت المقدس شجرة ، فياتيها فيسالها ما اسمك ؟ فتقول الشجرة اسمي كذا وكذا . . . فيقول لها : لاي شيء نبت ؟ فتقول : نبت لكذا وكذا . . . فيامر بها فتقطع . فان كانت نبتت لغرس غرسها ، وان كانت نبتت دواء قالت : نبت دواء لكذا وكذا . . . . فيجعلها لذلك حتى نبتت شجرة يقال لها الخرنوبة قال لها : لاي شيء نبت ؟ قالت : نبت لخراب هذا المسجد ، فقال سليمان عليه السلام : ما كان الله ليخربه وانا حي انت الذي على وجهك هلاكي ، وخراب بيت المقدس ، فنزعها فغرسها في حائط له ، ثم دخل المحراب ، فقام يصلي متكئا على عصا ، فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك ، وهم يعملون له مخافة ان يخرج فيعاقبهم .


وكانت الشياطين حول المحراب يجتمعون ، وكان المحراب له كوا من بين يديه ومن خلفه ، وكان الشيطان المريد الذي يريد ان يخلع يقول : الست جليدا ؟ ان دخلت فخرجت من ذلك الجانب ، فيدخل حتى يخرج من الجانب الاخر ، فدخل شيطان من اولئك ، فمر ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان الا احترق ، فمر ولم يسمع صوت سليمان ، ثم رجع فلم يسمع صوته ، ثم عاد فلم يسمع ، ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق ، ونظر إلى سليمان قد سقط ميتا فخرج فاخبر الناس : ان سليمان قد مات ، ففتحوا عنه فاخرجوه ، فوجدوا منساته وهي العصا بلسان الحبشة قد اكلتها الأرض ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الارضة على العصا فاكلت منها يوم وليلة ثم حسبوا على نحو ذلك فوجدوا قد مات منذ سنة وهي في قراءة ابن مسعود ' فمكثوا يدينون له من بعد موته حولا كاملا ' فايقن الناس عند ذلك ان الجن كانوا يكذبون ولو انهم علموا الغيب لعلموا بموت سليمان عليه السلام ، ولما لبثوا في العذاب سنة يعملون له ، ثم ان الشياطين قالوا للارضة : لو كنتي تاكلين الطعام اتيناكي باطيب الطعام ولو كنت
تشربين اتيناكي باطيب الشراب ولكننا ننقل اليك الطين والماء فهم ينقلون اليها حيث كانت ، الم تر إلى الطين الذي يكون في جوف الخشب فهو مما ياتيها الشياطين شكرا لها .
تفسير القرآن ، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي ، دار النشر : المكتبة العصرية - صيدا ، تحقيق : أسعد محمد الطيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا


الباحث1 26 May 2010 04:09 PM




بسم الله الرحمن الرحيم



تفسير وشرح الآية : 14 . من سورة سبأ مقارنة من كتب التفاسير


تفسير القرطبي ج14 ص277
سبأ : ) 14 ( فلما قضينا عليه . . . . .

) سبا 14 (

قوله تعالى : ) فلما قضينا عليه الموت ( أي فلما حكمنا على سليمان بالموت حتى صار كالأمر المفروغ منه ووقع به الموت ) ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته ( وذلك أنه كان متكئا على المنسأة ) وهي العصا بلسان الحبشة في قول السدي وقيل : هي بلغة اليمن ذكره القشيري ( فمات كذلك وبقي خافي الحال إلى أن سقط ميتا لانكسار العصا لأكل الأرضة إياها فعلم موته بذلك فكانت الأرضة دالة على موته أي سببا لظهور موته وكان سأل الله تعالى ألا يعلموا بموته حتى تمضي عليه سنة واختلفوا في سبب سؤاله لذلك على قولين : أحدهما ما قاله قتادة وغيره قال : كانت الجن تدعي علم الغيب فلما مات سليمان عليه السلام وخفى موته عليهم ) تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين ( بن مسعود : أقام حولا والجن تعمل بين يديه حتى أكلت الأرضة منسأته فسقط ويروى أنه لما سقط لم يعلم منذ مات فوضعت الأرضة على العصا فأكلت منها يوما وليلة ثم حسبوا على ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة وقيل : كان رؤساء الجن سبعة وكانوا منقادين لسليمان عليه السلام وكان داود عليه السلام أسس بيت المقدس فلما مات أوصى إلى سليمان في إتمام مسجد بيت المقدس فأمر سليمان الجن به فلما دنا وفاته قال لأهله : لا تخبروهم بموتي حتى يتموا بناء المسجد وكان بقي لإتمامه سنة وفي الخبر أن ملك الموت كان صديقه فسأله عن آية موته فقال : أن تخرج من موضع سجودك شجرة يقال لها الخرنوبة فلم يكن يوم يصبح فيه إلا تنبت في بيت المقدس شجرة فيسألها : ما اسمك فتقول الشجرة : إسمي كذا وكذا فيقول : ولأي شيء أنت فتقول : لكذا ولكذا فيأمر بها فتقطع ويغرسها في بستان له ويأمر بكتب منافعها ومضارها واسمها وما تصلح له في الطب فبينما هو يصلي ذات يوم إذ رأى شجرة نبتت بين يديه فقال لها : ما اسمك قالت : الخرنوبة قال : ولأي شيء أنت قال : لخراب هذا المسجد فقال سليمان : ما كان الله ليخربه وأنا حي أنت التي على وجهك هلاكي وهلاك بيت المقدس فنزعها وغرسها في حائطه ثم قال : اللهم عم عن الجن موتي حتى تعلم الإنس أن
الجن لا يعلمون الغيب وكانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون من الغيب أشياء وأنهم يعلمون ما في غد ثم لبس كفنه وتحنط ودخل المحراب وقام يصلي واتكأ على عصاه على كرسيه فمات ولم تعلم الجن إلى أن مضت سنة وتم بناء المسجد قال أبو جعفر النحاس : وهذا أحسن ما قيل في الآية ويدل على صحته الحديث المرفوع روى إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن النبي e قال : ) كان نبي الله سليمان بن دواد عليهما السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيسألها ما اسمك فإن كانت لغرس غرست وإن كانت لدواء كتبت فبينما هو يصلي ذات يوم إذا شجرة نابتة بين يديه قال ما اسمك قالت : الخرنوبة فقال : لأي شيء أنت فقالت : لخراب هذا البيت فقال : اللهم عم عن الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنحتها عصا فتوكأ عليها حولا لا يعلمون فسقطت فعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنظروا مقدار ذلك فوجدوه سنة وفي قراءة بن مسعود وبن عباس تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب وقرأ يعقوب في رواية رويس تبينت الجن غير مسمى الفاعل ونافع وأبو عمرو تأكل منسأته بألف بين السين والتاء من غير همز والباقون بهمزة مفتوحة موضع الألف لغتان إلا أن بن ذكوان أسكن الهمزة تخفيفا قال الشاعر في ترك الهمزة : إذا دببت على المنساة من كبر فقد تباعد عنك اللهو والغزل وقال آخر فهمز وفتح : ضربنا بمنسأة وجهه فصار بذاك مهينا ذليلا وقال آخر : أمن أجل حبل لا أباك ضربته بمنسأة قد جر حبلك أحبلا وقال آخر فسكن همزها : وقائم قد قام من تكأتة كقومة الشيخ إلى منسأته
تفسير القرطبي ج14 ص280
وأصلها من : نسأت الغنم أي زجرتها وسقتها فسميت العصا بذلك لأنه يزجر بها الشيء ويساق وقال طرفة : أمون كألواح الإران نسأتها على لاحب كأنه ظهر برجد فسكن همزها قال النحاس : واشتقاقها يدل على أنها مهموزة لأنها مشتقة من نسأته أي أخرته ودفعته فقيل لها منسأة لأنها يدفع بها الشيء ويؤخر وقال مجاهد وعكرمة : هي العصا ثم قرأ منساته أبدل من الهمزة ألفا فإن قيل : البدل من الهمزة قبيح جدا وإنما يجوز في الشعر على بعد وشذوذ وأبو عمرو بن العلاء لا يغيب عنه مثل هذا لا سيما وأهل المدينة على هذه القراءة فالجواب على هذا أن العرب استعملت في هذه الكلمة البدل ونطقوا بها هكذا كما يقع البدل في غير هذا ولا يقاس عليه حتى قال أبو عمرو : ولست أدري ممن هو إلا أنها غير مهموزة لأن ما كان مهموزا فقد يترك همزة وما لم يكن مهموزا لم يجز همزة بوجه المهدوي : ومن قرأ بهمزة ساكنة فهو شاذ بعيد لأن هاء التأنيث لا يكون ما قبلها إلا متحركا أو ألفا لكنه يجوز أن يكون ما سكن من المفتوح استخفافا ويجوز أن يكون لما أبدل الهمزة ألفا على غير قياس قلب الألف همزة كما قلبوها في قولهم العألم والخأتم وروي عن سعيد بن جبير من مفصولة سأته مهموزة مكسورة التاء فقيل : إنه من سئة القوس في لغة من همزها وقد روى همزسية القوس عن رؤبة قال الجوهري : سية القوس ما عطف من طرفيها والجمع سيات والهاء عوض من الواو والنسبة إليها سيوى قال أبو عبيدة : كان رؤبة يهمز سية القوس وسائر العرب لا يهمزونها وفي دابة الأرض قولان : أحدهما أنها الأرضة قاله بن عباس ومجاهد وغيرهما وقد قرئ دابة الأرض بفتح الراء وهو جمع الأرضة ذكره الماوردي الثاني أنها دابة تأكل العيدان قال الجوهري : والأرضة ) بالتحريك ( : دويبة تأكل الخشب يقال : أرضت الخشبة تؤرض أرضا ) بالتسكين ( فهي مأروضة إذا أكلتها
قوله تعالى : ) فلما خر ( أي سقط ) تبينت الجن ( قال الزجاج : أي تبينت الجن موته وقال غيره : المعنى تبين أمر الجن مثل : واسأل القرية وفي التفسير بالأسانيد الصحاح عن بن عباس قال : أقام سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام حولا لا يعلم بموته وهو متكئ على عصاه والجن منصرفة فيما كان أمرها به ثم سقط بعد حول فلما خر تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين وهذه القراءة من بن عباس على جهة التفسير وفي الخير : أن الجن شكرت ذلك للأرضة فأينما كانت يأتونها بالماء قال السدي : والطين ألم تر إلى الطين الذي يكون في جوف الخشب فإنه مما يأتيها به الشياطين شكرا وقالت : لو كنت تأكلين الطعام والشراب لأتيناك بهما وأن في موضع رفع على البدل من الجن والتقدير : تبين أمر الجن فحذف المضاف أي تبين وظهر للإنس وانكشف لهم أمر الجن أنهم لا يعلمون الغيب وهذا بدل الإشتمال ويجوز أن تكون في موضع نصب على تقدير حذف اللام ولبثوا أقاموا والعذاب المهين السخرة والحمل والبنيان وغير ذلك وعمر سليمان ثلاثا وخمسين سنة ومدة ملكه أربعون سنة فملك وهو بن ثلاث عشرة سنة وابتدأ في بنيان بيت المقدس وهو بن سبع عشرة سنة وقال السدي وغيره : كان عمر سليمان سبعا وستين سنة وملك وهو بن سبع عشرة سنة وابتدأ في بنيان بيت المقدس وهو بن عشرين سنة وكان ملكه خمسين سنة وحكي أن سليمان عليه السلام ابتدأ بنيان بيت المقدس في السنة الرابعة من ملكه وقرب بعد فراغه منه اثني عشر ألف ثور ومائة وعشرين ألف شاة واتخذ اليوم الذي فرغ فيه من بنائه عيدا وقام على الصخرة رافعا يديه إلى الله تعالى بالدعاء فقال : اللهم أنت وهبت لي هذا السلطان وقويتني على بناء هذا المسجد اللهم فأوزعني شكرك على ما أنعمت علي وتوفني على ملتك ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني اللهم إني أسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال : لا يدخله مذنب دخل للتوبة إلا غفرت له وتبت عليه ولا خائف إلا أمنته ولا سقيم
إلا شفيته ولا فقير إلا أغنيته والخامس ألا تصرف نظرك عمن دخله حتى يخرج منه إلا من أراد إلحادا أو ظلما يارب العالمين ذكره الماوردي قلت : وهذا أصح مما تقدم أنه لم يفرغ بناؤه إلا بعد موته بسنة والدليل على صحة هذا ما خرج النسائي وغيره بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي e ) أن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل الله تعالى خلالا ثلاثة : حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل الله تعالى ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسأل الله تعالى حين فرغ من بنائه المسجد ألا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه ) وقد ذكرنا هذا الحديث في آل عمران وذكرنا بناءه في سبحان
الجامع لأحكام القرآن ، اسم المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، دار النشر : دار الشعب – القاهرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفسير الكبير ج25 ص216
سبأ : ) 14 ( فلما قضينا عليه . . . . .

لما بين عظمة سليمان وتسخير الريح والروح له بين أنه لم ينج من الموت ، وأنه قضى عليه الموت ، تنبيهاً للخلق على أن الموت لا بد منه ، ولو نجا منه أحد لكان سليمان أولى بالنجاة منه ، وفيه مسائل :


المسألة الأولى : كان سليمان عليه السلام يقف في عبادة الله ليلة كاملة ويوماً تاماً وفي بعض الأوقات يزيد عليه ، وكان له عصا يتكىء عليها واقفاً بين يدي ربه ، ثم في بعض الأوقات كان واقفاً على عادته في عبادته إذ توفي ، فظن جنوده أنه في العبادة وبقي كذلك أياماً وتمادى شهوراً ، ثم أراد الله إظهار الأمر لهم ، فقدر أن أكلت دابة الأرض عصاه فوقع وعلم حاله .


وقوله تعالى : ) فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ ( كانت الجن تعلم ما لا يعلمه الإنسان فظن أن ذلك القدر علم الغيب وليس كذلك ، بل الإنسان لم يؤت من العلم إلا قليلاً فهو أكثر الأشياء الحاضرة لا يعلمه ، والجن لم تعلم إلا الأشياء الظاهرة وإن كانت خفية بالنسبة إلى
الإنسان ، وتبين لهم الأمر بأنهم لا يعلمون الغيب إذ لو كانوا يعلمونه لما بقوا في الأعمال الشاقة ظانين أن سليمان حي . وقوله : ) مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ ( دليل على أن المؤمنين من الجن لم يكونوا في التسخير ، لأن المؤمن لا يكون في زمان النبي في العذاب المهين .
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ، اسم المؤلف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1421هـ - 2000م ، الطبعة : الأولى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا



الساعة الآن 04:31 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي