موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - قصة العفريت عبد الله مع النبي محمد رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني سأذكراليوم لكم دليل جديد يوضح من جديد الحقيقة التي يرفضها البعض ، ويستغربها آخرون ، ويستكثرها آخرون ... أن هناك جن مسلم صالح مثلنا يحب الإسلام ويغار عليه ، ويحب النبي صلي الله عليه وسلم ويفديه ويقاتل من أجله ... وهذا الأثر يوضح ذلك جليا للجميع :
العنوان
تحريض جن كافر قريش علي النبي صلي الله عليه وسلم
...........
‏*‏ أخرج أبونعيم في الدلائل ص ٣٠ عن ابن عباس رضي الله عنه :
هتف هاتف من الجن علي جبل أبي قبيس بمكة ، فقال :
قبح الله رأي كعب بن فهر ( يقصد النبي)...،... ما أرق العقول والأحلام !
دينها أنها يعنف فيها ...،... دين آبائها الحماة الكرام
حالف الجن جن بصري عليكم ...،... ورجال النخيل والآطام
هل كريم لكم له نفس حر...،... ماجد الوالدين والأعمام
ضارب ضربة تكون نكالا ...،... ورواحا من كربة واغتمام
يوشك الخيل أن تروها تهادي ...،... تقتل القوم في بلاد التهام .
قال ابن عباس : فأصبح هذا الحديث قد شاع بمكة ، فأصبح المشركين يتناشدونه بينهم ، وهموا بالمؤمنين ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( هذا شيطان يكلم الناس في الأوثان يقال له .. مسعر .. ، والله يخزيه ) ، قال : فمكثواثلاثة أيام ، وإذا هاتف علي الجبل يقول :
نحن قتلنا مسعرا ...،... لما طغي واستكبرا
وسفه الحق وسن المنكرا ...،... قنعته سيفي جروفا مبترا .
بشتمه نبينا المطهرا .
-‏ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
‏(‏ ذلك عفريت من الجن يقال له .. سمحج .. سميته .. عبد الله.. آمن بي ، فأخبرني أنه في طلبه منذ أيام ) ، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : جزاه الله خيرا يا رسول الله .
وأخرجه الأموي في مغازيه عن ابن عباس نحوه ، كما في البداية ( ٢/٣٤٨) ، وأخرجه الفاكهي في كتاب مكة عن ابن عباس عن عامر بن ربيعة ، ومن طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه بنحوه ، كما في الإصابة ( ٢/٧٨) .
الفوائد:
-‏ ‏ إجتماع كفار الجن والأنس علي الإسلام وأهله منذ بداية الدعوة .
-‏ إعلان الحرب والكره علي الملأ .
-‏ إضلال الشيطان لكفار مكة حيث يكلمهم من داخل الأوثان ، وهذه الحيله أضلت ومازالت ولها صور عديدة .
-‏ فائدة الدعاء في دفع كيد الشياطين حيث قال صلي الله عليه وسلم : ( والله يخزيه ) فتعلم واقتدي .
-‏ يجوز تسمية الجن الكافر .. شيطان ..
-‏ حكم ساب النبي للإنس والجن القتل .
-‏ الجن المسلم سبق الصحابة في الجهاد وقتل المشركين ... فتأمل ذلك الفضل .-‏تصنيف النبي له حيث قال : ( ذلك عفريت ... ).
-‏ لقاء ذلك العفريت المسلم للنبي قبل إسلامه وقبوله الخير ... فأسلم ، حيث قال النبي : ( ... آمن بي ...).
-‏ ولقد غير له النبي إسمه بعد إسلامه ، كما فعل صلي الله عليه وسلم مع كثير من الصحابة .. فتأمل ، حيث قالالنبي : (يقال له سمحج سميته عبد الله ) .
-‏ ويبدو أنه تكرر لقائه بالنبي حيث قال : ( فأخبرني أنه في طلبه منذ أيام ) .
-‏ موافقة النبي له في طلب الجن الكافر، وطلب هنا تعني قتله ... وذكره لذلك حيث قال النبي : ( فأخبرني أنه في طلبه منذ أيام ) ، وهذا ما نفعلهمع الجن المسلم ، فندفع أذي الجن الكافر المعتدي بالجن المسلم المجاهد المحتسب .( وفي ذلك تفصيل شيق له موضع آخر إن شاء الله ).
-‏ ‏ دعاء سيدنا علي رضي الله عنه ..له.. حيث قال : ( جزاه الله خيرا يا رسول الله ).
-‏ ومن هنا نفهم كيف جاء الإجماع السكوتي من الصحابة في الأثر السابق في قصة الرجل المخطوف .. فاربط الأحداث وتعلم وافهم .
..،.،.،.،.،.،.،.،.،.
مازلنا نوضح ونبين أن المعالج الذييقول أن هناك جن مسلم صالح يساعدني ويري بجواز هذه المعاونةبناء علي فتاوي لعلماء وأقوال وأحداث ، ثم واقع عملي واضح وبين ، يدل عليأن الأمر له آثار معلومة قديما وحديثا ، والمتتبع لتلك الآثارالصحيحة التي تؤكد بيقين أن الجن المسلم له دور صغر أم كبر في حياة الإسلام والمسلمين ، بدأ من سماعهم القرآن من النبي صلي الله عليه وسلم مباشرة وإسلامهموعودتهم إلي أقوامهم منذرين ، وأيضا ثناء النبي علي ردهم عليه عندما قرأ عليهم سورة الرحمن ، فكان ردهم الرائع فاق رد صحابة النبي، وهذا أمر عظيم جدا في تاريخ الجن المسلم المكلف ، وكما للصحابة نسل بيننا وأحفاد أيضا هم لهم نسل وأحفاد يعتزون ويفخرون بهذا الثناءمن النبي علي أجدادهم السابقين ، بل المتأمل يعلم أن النبي صلي الله عليه وسلم قد قرأ عليهم سورة الرحمن قبل أنيقرأها علي الصحابة فياله من شرف عظيم فتأمل ، بل الأكثر من ذلك والأعجب أن من الجن من قد أسلم قبل الصحابة ، بل أصبح داعية للإسلام وأسلم بسببه بعض الصحابة وكان سيدنا عمر يحب أن يسمع ذلك ( راجع آكام المرجان للشبلي ) ، بل يصل الأمر أن تسمي سورة بإسمهم وتوجد بها آيات يخبر الله فيهابقولهم وإسلامهم ، والكلام كثير في ذلك ، وكنت منذعدة أيام قد ذكرت قصة الرجل في زمن عمر رضي الله عنه الذي اختطفته الجن المشركين وبقي أربع سنوات ثم غزاهم جن مسلمون وكان هذا الرجل في السبي فقالوا له وقد عرفواأنه مسلم بأي أرض تحب أن تصبح ؟ فقال : بالحرة بالمدينة فأصبح بها ، وجاء لسيدنا عمر وقص عليه ما حدثولم ينكر عليه أو أحد من الصحابة .. أي كيف تقبل أن يساعدك الجن في السفر والعودة بهذه السرعة العجيبة حتي يصبح عندهم ، وهذا في يسمي في أصول الفقه [ بالإجماع السكوتي ] ، لذلك نقول دائما الأفضل أن تعرض عليك الجن المساعدة بداية ولا تطلبها أنت كما ظهر معنا في الأثر السابق ، وهذا هو الأسلم والأفضل ... والله أعلم ..
ولي عودة أخري معكم إن شاء الله