موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=101)
-   -   البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=19537)

طالب علم 12 Feb 2013 12:53 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الموفي ثمانين في بكاء الجن أبا حنيفة رحمه الله

قال أبو القاسم عبد الله بن أبي العوام السعدي أخبرنا أسامة بن أحمد ابن اسامة أبو سلمة حدثنا الحسن بن منصور النيسابوري حدثنا محمد ابن منصور الملائي حدثنا أبو عاصم الرقي حدثنا الخليجي أن الجن بكت أبا حنيفة ليلة مات وكانوا يسمعون الصوت ولا يرون الشخص
ذهب الفقه فلا فقه لكم
فاتقوا الله وكونوا خلفا
مات نعمان فمن هذا الذي
يحيى الليل إذا ما سدفا
وكانت وفاة أبي حنيفة سنة خمسين ومائة ببغداد
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:54 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 


الباب الحادي والثمانون في نوحهم على وكيع بن الجراح

قال عباس الدوري في تاريخه حدثنا أصحابنا عن وكيع أنه خرج إلى مكة وكانوا إذ ذاك يخرجون في الصيف فجعل أهله يسمعون النوح في دارهم وكانت دارهم قوراء كبيرة فجعلوا لا يشكون أن النوح من دارهم فاستيقظ عياله فجعلوا يسمعون النوح فلما قضى الناس الحج وقدموا سألهم الناس عن وكيع متى مات فقالوا في ليلة كذا وكذا فإذا هي الليلة التي سمعوا النوح فيها
قلت كان وكيع إماما حافظا واعيا للعلم يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة مع خشوع وورع وكان يفتي بقول أبي حنيفة وسمع منه كثيرا وتوفي سنة سبع وتسعين ومائة عن ثمان وستين سنة وله أخبار رحمه الله وترجمته كبيرة

حكى الزمخشري أنه حج أربعين حجة ورابط في عبادان أربعين ليلة وختم بها القرآن أربعين ختمة وروى اربعة آلاف حديث وتصدق بأربعين ألفا وما روى واضعا جنيه والله تعالى اعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:55 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثاني والثمانون في نوحهم على الخليفة المتوكل

قال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا عبد الله بن عمرو حدثني المؤمل ابن حماد الكلبي حدثني عمرو بن شيبان قال كنت ليلة قتل المتوكل في منزلي بالشام ولم أعلم أنها الليلة التي قتل فيها جعفر فلم اشعر إلا وهاتف يهتف في زوايا الدار يقول
يا نائم الليل في جثمان يقظان
أفض دموعك يا عمرو بن شيبان
ففزعت لذلك ثم إني نمت فأعاد الصوت فما زال على هذا ثلاث مرار كأنه يفهمني فقلت للجارية اعطيني دواة وقرطاسا فوضعته بجنبي فاندفع يقول يا نائم الليل البيت
أما ترى العصبة الأنجاس ما فعلوا
بالهاشمي وبالفتح بن خاقان
وافى إلى الله مظلوما فعج له
أهل السموات من مثنى ووحدان
فالطير ساهمة والغيث منحبس
والنيت منتقص في كل أبان
والسعر ينقض والأنهار يابسة
والأرض هامدة في كل أوطان
وسوف تأتيكم أخرى مسومة
توقعوها لها شأن من الشان
فابكوا على جعفر وارثوا خليفتكم
فقد بكاه جميع الإنس والجان
قال عبد الله بن محمد حدثني ميسرة بن حسان حدثني جعفر ابن مسعدة قال كنت بسامرا بعد قتل المتوكل فأريت في النوم كأن قائلا يقول
لقد خلوك وانصدعوا
فما ألووا وما ربعوا
ولم يوفوا بعهدهم
فتبا للذي صنعوا
ألا يا معشر الموتى
إلى من كنتم تقعوا
لنطلبها فإن القلب
قد أودى به وجع
ولم نعرف لكم خبرا
فقلبي حشوه الجزع
قال فبكيت في نومي أشد البكاء فانتبهت وقد حفظت الأبيات
فقال لي صاحب لي كان معي ما قصتك ما زلت سائر ليلتك تبكي في نومك

قلت المتوكل على الله هو جعفر أبو الفضل بن المعتصم بالله ابي اسحاق محمد بن هارون الرشيد بن موسى الهادي بن محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور قتل في شوال سنة سبع وأربعين ومائتين وكانت مدة خلافته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيام وسنه اربعون سنة أباؤه كلهم خليفة وكذلك أخواه المعتز بالله والمعتمد على الله رضي الله تعالى عنهم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:56 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب الثالث والثمانون في بيان هل الجن كلهم منظرون


قال ابو الشيخ في النوادر حدثنا عبد الرحمن بن داود حدثنا أحمد بن عبد الوهاب حدثنا أبو المغيرة حدثنا أبو معشر حدثنا عيسى ابن أبي عيسى قال بلغ الحجاج بن يوسف أن بأرض الصين مكانا إذا اخطأوا فيه الأرض سمعوا صوتا يقول هلم الطريق ولا يرون أحدا فبعث ناسا وأمرهم أن يتخاطوا الطريق عمدا فإذا قالوا لكم هلموا الطريق فاحملوا عليهم فانظروا ما هم ففعلوا ذلك قال فدعوهم فقالوا هلموا الطريق فحملوا عليهم فقالوا إنكم لن ترونا فقالوا منذ كم أنتم ههنا قالوا ما نحصي السنين غير أن الصين خربت ثماني مرار وعمرت ثماني مرار ونحن ههنا ورواه أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي المعروف بشكر في كتاب العجائب فقال حدثنا عباس الدوري حدثنا محمد بن بكار حدثنا ابو معشر فذكره وقال ابن ابي الدنيا حدثنا زكريا بن الحارث بن ميمون
العبدي حدثنا معاذ بن هشام عن ابيه عن قتادة قال قال الحسن الجن لا يموتون قال قلت قال الله تعالى “ أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس

قلت ومعنى قول الحسن أن الجن لا يموتون أنهم منظرون مع إبليس فإذا مات ماتوا معه وظاهر القرآن يدل على أن إبليس غير مخصوص بالإنظار إلى يوم القيامة وأما ولده وقبيله فلم يقم دليل على أنهم منظرون معه وظاهر قوله تعالى “ فإنك من المنظرين “ يدل على أن ثم منظرين غير إبليس وليس في القرآن ما يدل على أن المنظرين يهم الجن كلهم فيتحمل أن يكون بعض الجن منظرين وأما كلهم فلا دليل عليه وقد قدمنا في أمر الجن الوافدين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبارا تدل على موتهم وكذلك في غضون الأبواب المتقدمة وقد صرح ابن عباس بذلك وأن إبليس مخصوص بالإنظار.

قال أبو الشيخ في كتاب العظمة حدثنا الوليد حدثنا العباس بن حمدان حدثنا مؤمل حدثنا اسماعيل عن الجريري عن حبان عن زرعة ابن ضمرة قال قال رجل لابن عباس أتموت الجن قال نعم غير إبليس قال فما هذه الحية التي تدعى الحان قال هي صغار الجن وقال ابن شاهين في غرائب السنن حدثنا عثمان بن احمد حدثنا حنبل ابن اسحاق حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا شعيب بن هارون حدثنا فضيل بن كثير بن دينار حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال إن الدهر يمر بإبليس فيهرم ثم يعود ابن ثلاثين وقال ابن أبي الدنيا حدثنا إبراهيم ابن راشد حدثنا داود بن مهران حدثنا حماد بن شعيب عن عاصم الأحول قال سألت الربيع بن أنس فقلت أرأيت هذا الشيطان الذي مع الإنسان لا يموت قال وشيطان واحد هو أنه ليتبع الرجل المسلم في الفتنة مثل ربيعة ومضر قال ابن أبي الدنيا حدثنا زكرياء بن الحارث بن ميمون العبدي.

حدثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الله بن الحارث قال الجن يموتون ولكن الشيطان بكر البكرين لا يموت قال قتادة أبوه بكر وأمه بكر وهو بكرهما وأورده أبو الشيخ في كتاب العظمة فقال حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ فذكره والله أعلم حشر الجن

فصل في حشر الجن قال الله تعالى “ ويوم نحشرهم جميعا “ الآية روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يحشر الله تعالى الجن والإنس في الأرض التي قد مدت مد الأديم العكاظي ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي وينزل سبط من الملائكة فيطوفون بالإنس والجن ثم ينزل سبط ثان فيطوفون بالملائكة ثم ثالث ثم ذكر السادس ذكره إمام الحرمين في الشامل.

قال ومن صحيح الأخبار أن الأرض إذا زلزلت وسير جبالها فتحاول الجن النفوذ من أقطار السموات فيلقون ثمانية عشرة صفا من الملائكة حراسا فيضربون وجوههم ويقولون إليكم “ لا تنفذون إلا بسلطان “ قال وهذا الحديث أورده الضحاك في تفسيره وغيره والله سبحانه وتعالى
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:57 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب الرابع والثمانون في أن إبليس هل كان من الملائكة


قال أبو الوفا على بن عقيل في كتاب الإرشاد إن قيل لك إبليس كان من الملائكة أم لا فقل من الملائكة خلافا لبعض أصحابنا وبهذا قال أبو بكر عبد العزيز لأن الباري سبحانه وقال “ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس “ والاستثناء لا يكون من غير الجنس هذا هو المشهور في لغة العرب بدلالة أنه لا يحسن قول القائل فتح الخبازون إلا فلانا ويريدون فلانا الحداد ولا يحسن أن يقول رأيت الناس إلا حمارا وان استدل مستدل على جوازه بقول القائل
وبلدة ليس بها أنيس
إلا اليعافير وإلا العيس

فقل اليعافير والعيس من جنس ما يؤنس به وإنما استثناهما من الإيناس لا من غير ذلك لأنه لم يجز لغير الأنيس ذكر لا آدمي ولا جني ولا غير ذلك قال والذي يدل على صحة هذا وانه من الملائكة أنه لو لم يكن منهم لما حسن لومه وسبه بامتناعه لأن له أن يقول أمرت وقد كان مناظرا على ما هو أقل من هذا فلما عدل إلى قوله “ أنا خير منه “ علم أنه انصرف الأمر إليه ولهذا لو نادى السلطان لا يفتح البزازون ففتح الخبازون لم يحسن لومهم لأنهم لم يدخلوا تحت النهي فإن قالوا فقد خصه باسم فقال إلا إبليس كان من الجن قيل الجن نوع من الملائكة يقال لهم الجن كما يقال الكروبيون والروحانيون والخزنة والزبانية وهم كلهم جنس واحد يشتمل على أنواع كالآدميين زنج وعرب وعجم فلو قال قائل أمرت عبيدي كلهم بالطاعة فأطاعوا إلا فلانا فإنه كان من الزنج فعصاني لم يدل على ان عبده الزنجي لا يشارك عبيده في الجنسية وإن فارقهم في النوعية أنتهى وقال أبو يعلى رأيت في تعليقات أبي اسحاق بن شاقلا يقول سمعت الشيخ يعني أبا بكر وقد سئل عن إبليس أمن الملائكة فقال أمر بالسجود فلولا أن إبليس منهم ما كان مأمورا قال أبو اسحاق فقلت أجمعنا أن الملائكة لا تتناكح ولا لها ذرية وقد كان لإبليس ذرية دل على أنه من غيرها وظاهر كلام أبي بكر عبد العزيز أنه من جملة الملائكة وقد صرح أبو بكر في كتاب التفسير أنه من الملائكة وحكى الاختلاف فيه وانه لو لم يكن من الملائكة خرج عن أن يكون مأمورا بالسجود لأن السجود انصرف إلى الملائكة وقد أجمعنا على أنه كان مأمورا به وهو قول الأكثر من المفسرين ابن عباس وغيره وقول ابن مسعود وجماعة من الصحابة وسعيد بن المسيب وآخرين وبه قال جماعة من المتكلمين قال أبو القاسم الأنصاري وهو مذهب شيخنا أبي الحسن وظاهر كلام ابي اسحاق انه ليس من الملائكة وأنه من الجن لأنه اعترض على أبي بكر بالدليل وهو قول ابي الحسن البصري قال الحسن البصري لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين قال أبو يعلى فإن قيل فقد قال تعالى “إلا إبليس كان من الجن “ قال قبل هذا إخبار عما كان مستترا فيه من معصية الله عز وجل ومخالفة أمره لأن اشتقاق الجن من الاستتار ومنه قوله في الجنين جنين لاستتاره في بطن أمه ومنه سمي المجنون مجنونا لأنه قد ستر بالخبال عقله وجواب آخر وهو أن أبا بكر قد ذكره في كتاب التفسير في كتابه عن ابن عباس وابن مسعود جعل إبليس على ملك سماء الدنيا وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن وإنما سموا الجن لأنهم خزان الجنة وكان إبليس مع ملكه خازنا وأما ما احتج به أبو اسحاق من أن إبليس له الشهوة فقد حدثت له الشهوة بعد أن محي من ديوانهم كما حدثت الشهوة في هاروت وماروت بعد أن هبطا إلى الأرض وقيل إنهما هويا امرأة وقد كانا ملكين وإذا ثبت أنه من الملائكة وأنه محى من ديوانهم لما كان منه من العصيان وكذلك هاروت وماروت انتهى

رأي المؤلف
قلت وقد ذكر الطبري في تاريخه قول ابن عباس فقال حدثنا القاسم بن الحسن حدثنا الحسين بن داود حدثني حجاج عن ابن جريج قال قال ابن عباس كان إبليس من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة وكان خازنا على الجنان وكان له سلطان سماء الدنيا وكان له سلطان الأرض وبه عن ابن جريج عن صالح مولى التوأمة وشريك بن أبي نمر أحدهما أو كلاهما عن ابن عباس قال إن من الملائكة قبيلة من الجن كان إبليس منها وكان يسوس ما بين السماء والأرض حدثني موسى بن هارون الهمدني حدثنا عمرو بن حماد حدثنا أسباط بن نصر عن السدي في خبر ذكره عن ابي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل إبليس ملك سماء الدنيا وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن وإنما سموا الجن لأنهم خزان الجنة وكان إبليس مع ملكه خازنا وقال أبو بكر القرشي حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا نصر بن علي حدثنا نوح بن قيس عن أبي يسر بن جزور عن قتادة قال كان إبليس عاشر عشرة من الملائكة على الريح .

قال الطبري حدثنا أبو كريب عثمان بن سعيد حدثنا بشر بن عمار عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة قال وكان اسمه الحارث يعني بالعربية قال وكان خازنا من خزان الجنة قال وخلقت الملائكة كلهم من نور غير هذا الحي قال وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت قال وخلق الإنسان من طين فأول من سكن الأرض بنو الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا فبعث الله إليهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزاير البحور وأطراف الجبال فلما فعل إبليس ذلك اغتر في نفسه وقال قد صنعت شيئا لم يصنعه أحد قال فاطلع الله على ذلك من قلبه ولم يطلع عليه الملائكة الذين كانوا معه.

قلت ويدل على قول ابن شاقلا ما رواه ابن أبي الدنيا عن علي ابن محمد بن إبراهيم حدثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح أن العلاء بن الحارث حدثه عن ابن شهاب أنه سئل عن إبليس قال إبليس من الجن وهو أبو الجن كما أن آدم من الناس وهو أبو الناس والله سبحانه وتعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:58 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الخامس والثمانون في أن إبليس هل كلمة الله تعالى أم لا

قال ابن عقيل ان قال لك قائل هل كلم الله تعالى إبليس من غير واسطه فقد اختلف العلماء في ذلك أعني الاصوليين فقال المحققون منهم لم يكلمه قال وقال بعضهم بل كلمه والصحيح أنه لا يجوز أن يكون كلمة كفاحا وإنما يكون على لسان ملك لأن كلام الباري لمن كلمه رحمة ورضى وتكرم وإجلال ألا ترى أن نبيا من الأنبياء فضل بذلك على سائر الأنبياء ما عدا الخليل محمدا - صلى الله عليه وسلم - وجميع الآى الواردة محمولة على أنه أرسل إليه بملك يقول فإن قيل أليس رسالته تشريفا وقد كانت لإبليس على غير وجه التشريف كذلك يكون كلامه تشريفا لغير إبليس ولا يكون تشريفا لإبليس قيل مجرد الإرسال ليس بتشريف وإنما يكون لإقامة الحجة بدلالة أن موسى عليه السلام أرسله إلى فرعون وهامان ولا شرف لهما ولا قصد إكرامهما وإعظامهما لعلمه بأنهما عدوان له وكلامه إياه تشريفا له قالوا لما قال للملائكة اسجدوا هل كان مخاطبا معهم أم لا قيل يجوز أن يدخل في عموم النطق ولا يخص بذلك بدلالة أنه سبحانه شرف نبيه بتخصيصه على سائر الأمم فلم يبلغوا بخطاب العموم خطابه الخاص ويجوز أيضا حمل خطابه وأمره بالسجود الخاصة من الملائكة كفاحا ولإبليس بالارسال ويكون اللفظ عاما مطلقا والمعنى مفصلا كما يقال أمر السلطان رعيته بالخدمة لزيد وإن كانوا مختلفين في مراتب أمره بعضهم شافهه وبعضهم أرسل إليه قالوا كيف يجعل غضبه عليه وكونه عاصيا حجة في عدم كلامه وقد أخبر سبحانه بأنه يكلم من هذا حاله فقال “ ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون “ “ قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون “ ولأن الكلام بالغضب والعذاب لا يكون تشريفا بل انتقاما كالملك إذا شتم خادمه وضربه وأمر بقتله لا يقال قد أكرمه قيل كلام العالي تشريف لمن يكلمه وإن كان وعيدا فلهذا لا يكلم السلطان لمن غضب عليه ولعنه بنفسه فأما السقاط والحارس فإنه بكل ذلك إلى خدمه ورعيته وقد نبه سبحانه على ذلك وأن كلامه يشرف به المخاطب فقال سبحانه “ ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم “ وقال تعالى “ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا “ وهذا يدل على ما ذكرت وأما قولهم ويوم يناديهم فالمراد يناديهم على لسان بعض ملائكته إرسالا بدلالة الآية الثانية وهي قوله سبحانه “ ولا يكلمهم الله يوم القيامة “ ولو كان النداء هناك الكلام لكان القرآن متناقضا ونحن نجمع بين الآيتين فنقول يناديهم ببعض ملائكته ولا يكلمهم بنفسه ولهذا يقال قد نادى السلطان في البلد بمعنى أمر مناديا فنادى لا أنه نادى بنفسه والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:00 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السادس والثمانون في خطأ إبليس في دعواه أنه خير من آدم عليه السلام وتعليله بأنه خلق من نار

اعلم أن هذه الشبهة التي ذكرها إبليس إنما ذكرها على سبيل التعنت وإلا فامتناعه من السجود لآدم إنما كان عن كبر وكفر ومجرد إباء وحسد ومع ذلك فما أبداه من الشبهة فهو داحض لأنه رتب على ذلك أنه خير من آدم لكونه خلق من نار وآدم خلق من طين ورتب على هذا أنه لا يحسن منه الخضوع لمن دونه ومن هو خير منه وهذا باطل من وجوه
الأول أن النار طبعها الفساد وإتلاف ما تعلقت به بخلاف التراب
الثاني أن النار طبعها الخفة والطيش والجدة والتراب طبعه الرزانة والسكون والثبات
الثالث أن التراب يتكون فيه ومنه أرزاق الحيوان وأقواتهم ولباس العباد وزينتهم وآلات معايشهم ومساكنهم والنار لا يكون فيها شيء من ذلك
الرابع أن التراب ضروري للحيوان لا يستغنى عنه البتة ولا عما يتكون فيه ومنه والنار يستغنى عنها الحيوان البهيم مطلقا وقد يستغني عنها الإنسان الأيام والشهور فلا يدعوه إليها ضرورة
الخامس أن التراب إذا وضع فيه القوت أخرجه أضعاف أضعاف ما وضع فيه فمن بركته يؤدي ما استودعته فيه إليك مضاعفا ولو استودعته النار لخانتك وأكلته ولم تبق ولم تذر
السادس أن النار لا تقوم بنفسها بل هي مفتقرة إلى محل تقوم به يكون حاملا لها والتراب لا يفتقر إلى حامل فالتراب أكمل منها لغناه وافتقارها
السابع أن النار مفتقرة إلى التراب وليس التراب مفتقرا إليها فإن المحل الذي تقوم به النار لا يكون إلا متكونا أو فيه من التراب فهي الفقيرة إلى التراب وهو الغنى عنها
الثامن أن المادة الإبليسية هي المارج من النار وهو ضعيف تتلاعب به الأهوية فيميل معها كيفما مالت ولهذا غلب الهوى على المخلوق منه فأسره وقهره ولما كانت المادة الآدمية هي التراب وهو قوي لا يذهب مع الهواء أيما ذهب قهر هواه وأسره ورجع إلى ربه فاجتباه واصطفاه وكان الهواء الذي مع المادة الآدمية عارضا سريع الزوال فزال وكان الثبات والرزانة اصليا له فعاد إليه وكان إبليس بالعكس من ذلك فعاد كل منهما إلى أصله وعنصره آدم إلى أصله الطيب الشريف واللعين إلى أصله الردي
التاسع أن النار وإن حصل منها بعض المنفعة والمتاع فالشر كامن فيها لا يصدها عنه إلا قسرها وحبسها ولولا القاسر والحابس لها لأفسدت الحرث والنسل التراب فالخير والبركة كامن فيه كلما أثير وقلب ظهرت بركته وخيره وثمرته فأين أحدهما من الآخر
العاشر أن الله تعالى أكثر ذكرها في كتابه وأخبر عن منافعها وخلقها وأنه جعلها مهادا وفراشا وبساطا وقرارا أو كفات للأحياء والأموات ودعا عباده إلى التفكر فيها والنظر في آياتها وعجائبها وما أودع فيها ولم
يذكر النار إلا في معرض العقوبة والتخويف والعذاب إلا في موضع أو موضعين ذكرها فيه بأنها تذكرة ومتاع للمقوين تذكرة بنار الآخرة ومتاع لبعض أفراد الناس وهم المقوون النازلون بالقرى وهي الأرض الخالية إذا نزلها المسافر يمتع بالنار في منزله فأين هذا من أوصاف الأرض في القرآن
الحادي عشر أن الله تعالى وصف الأرض بالبركة في غير موضع من كتابه خصوصا وأخبر أنه بارك فيها عموما فقال تعالى “ أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين “ إلى أن قال “ وبارك فيها وقدر فيها أقواتها “ فهذه بركة عامة وأما البركة الخاصة ببعضها فكقوله تعالى “ ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها “ وأما النار فلم يخبر انه جعل فيها بركة أصلا بل المشهود أنها مذهبة للبركات ماحقة لها فأين المبارك في نفسه المبارك فيما وضع فيه إلى مزيل البركة وما حقها
الثاني عشر أن الله تعالى جعل الأرض محل بيوته التي يذكر فيها اسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال عموما وبيته الحرام الذي جعله قياما للناس مباركا وهدى للعاملين خصوصا فلو لم يكن في الأرض إلا بيته الحرام لكفاها ذلك شرفا وفخرا على النار
الثالث عشر أن الله تعالى أودع الأرض من المعادن والأنهار والعيون والثمرات والحبوب والأقوات وأصناف الحيوانات وامتعتها والجبال والرياض والمراكب البهية والصور البهيجة ما لم يودع في النار شيئا منه فأي روضة وجدت في النار أو جنة أو معدن أو صورة أو عين خرارة أو نهر مطرد أو ثمرة لذيذة
الرابع عشر إن غاية النار أنها وضعت خادمة لما في الأرض فالنار إنما محلها محل الخادم لهذه الأشياء فهي تابعة لها خادمة فقط إذا استغنت عنها طردتها وأبعدتها عن قربها وإذا احتاجت إليها استدعتها استدعاء المخدوم لخادمه
الخامس عشر أن اللعين لقصور نظره وضعف بصيرته رأى صورة الطين ترابا ممتزجا بماء فاحتقره ولم يعلم أن الطين مركب من أصلين الماء الذي جعل الله تعالى منه كل شيء حيا والتراب الذي جعله خزانة المنافع والنعم هذا ولم يجئ من الطين من المنافع وأنواع الأمتعة فلو تجاوز نظره صورة الطين إلى مادته ونهايته لرأى أنه خير من النار وأفضل ثم لو سلم بطريق الفرض الباطل إن النار خير من الطين لم يلزم من ذلك أن يكون المخلوق منها خيرا من الطين فإن القادر على كل شيء يخلق من المادة المفضولة من هو خير ممن خلقه من المادة الفاضلة فالاعتبار بكمال النهاية لا بنقص المادة فاللعين لم يتجاوز نظره محل المادة ولم يعبر منها إلى كمال الصورة ونهاية الخلقة والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:01 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب السابع والثمانون في كيفية الوسوسة وما ورد في الوسواس


قال الله تعالى “ قل أعوذ برب الناس ملك الناس “ السورة بكمالها هذه السورة مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي كلها وهو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من خارج وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه فهو شر من داخل فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه والشر الثاني يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي والوسواس فعلال من وسوس وأصل الوسوسة الحركة والصوت الخفي الذي لا يحس فيحترز منه فالوسواس الإلقاء الخفي في النفس ولما كانت الوسوسة كلاما يكرره الموسوس ويؤكده عند من يلقيه إليه كرر لفظها بازاء تكرير معناها واختلف النحاة في لفظ الوسواس هل هو وصف أو مصدر على قولين وأما الخناس ففعال من خنس يخنس إذا توارى واختفى ومنه قول أبي هريرة فانخنست منه وحقيقة اللفظ اختفاء بعد ظهور فليست لمجرد الاختفاء ولهذا وصف بها الكواكب وقوله “ يوسوس في صدور الناس “ صفة ثالثة للشيطان فذكر وسوسته أولا ثم ذكر محلها ثانيا في صدور الناس وتأمل حكم القرآن وجلالته كيف أوقع الاستعاذة من شر الشيطان الموصوف بأنه “ الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس

ولم يقل من شر وسوسته لنعم الاستعاذة شره جميعه فإن قوله “ من شر الوسواس “ نعم كل شره ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا وأقواها تأثيرا وأعمها فسادا وتأمل السر في قوله “ يوسوس في صدور الناس “ ولم يقل في قلوبهم والصدور هي ساحة القلب وبيته فمنه تدخل الواردات عليه فتجتمع في الصدر ثم تلج في القلب فهو بمنزلة الدهليز ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر ثم تتفرق على الجنود ومن فهم هذا فهم قوله تعالى “ وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم “ فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته فيلقى ما يريد إلقاءه إلى القلب فهو يوسوس في الصدر وسوسته واصلة إلى القلب ولهذا قال تعالى “ فوسوس إليه الشيطان “ ولم يقل فيه والله أعلم وقال القاضي أبو يعلى “ الوسواس “ يحتمل أن يفعل كلاما خفيا يدركه القلب ويمكن أن يكون هو الذي يقع عند الفكر ويكون منه مس وسلوك وذهول في أجزاء الإنسان ويتحفظه وهذا ظاهر كلام أحمد في رواية بكر بن محمد هو يتكلم على لسانه خلافا لبعض المتكلمين في إنكارهم سلوك الشيطان في أجسام الإنس وزعموا انه لا يجوز وجود روحين في جسد فإن قيل كيف يصح سلوكه في الإنسان وتحفظه له وهو من نار ومعلوم أن النار تحرق الآدمي قيل النار لا تحرق بطبعها وإنما يحدث الله تعالى فيها الإحراق حالا فحالا فيجوز أن لا يحدث فيها الإحراق في حال سلوكه فإن قيل يحمل قوله عليه الصلاة والسلام يجري من ابن آدم مجرى الدم يعني وساوسه تجري منه هذا المجرى كما قال تعالى “ وأشربوا في قلوبهم العجل “ معناه حبه قيل لو لم يدخل في جوف الإنسان لم يحس بوسوسة لأنه لا يجوز أن يحس بكلام أو وسوسة خارجة من جسمه إلا بصوت يسمعه بإذنه وليس للشيطان صوت يسمع فهو بمثابة حديث النفس فإن قيل فيقولون للشيطان سبيل إلى تخبيط الإنسي كما له سبيل إلى سلوكه ووسوسته وإنما يراه من الصرع والتخبط والاضطراب من فعل الشيطان قيل لا نقول ذلك لما بينا من قبل استحالة فعل الفاعل في غير محل قدرته بل ذلك من فعل الله تعالى معه يجري العادة فإن كان المجنون قادرا على ذلك كان كسبا له وإن لم يكن قادرا كان مضطرا.

فصل قال ابن عقيل فإن قال لك قائل كيف الوسوسة من إبليس وكيف وصوله إلى القلب قل هو كلام على ما قيل تميل إليه النفوس والطبع وقد قيل يدخل في جسد ابن آدم لأنه جسم لطيف ويوسوس وهو أنه يحدث النفس بالأفكار الردية قال تعالى “ يوسوس في صدور الناس “ فإن قالوا فهذا لا يصح لأن القسمين باطلان أما حديثه فلو كان موجودا لسمع بالآذان وأما دخوله في الأجسام فالأجسام لا تتداخل ولأنه نار فكان يجب أن يحترق الإنسان قيل أما حديثه فيجوز أن يكون شيئا تميل إليه النفس كالساحر الذي يتوخى النفث إلى المسحور وإن لم يكن صوتا وأما قوله لو أنه دخل فيه لتداخلت الأجسام ولاحترق الإنسان فغلط لأن الجن ليسوا بنار محرقة وإنما هم خلقوا من نار في الأصل وأما قولك إن الأجسام لا تتداخل فالجسم اللطيف يجوز أن يدخل إلى مخارق الجسم الكثيف كالروح عندكم أو الهواء الداخل في سائر الأجسام والجن جسم لطيف

فصل وقوله “ من الجنة والناس “ اختلف الناس في هذا الجار والمجرور بماذا يتعلق فقال الفراء وجماعة هو بيان للناس الموسوس في صدورهم والمعنى “ يوسوس في صدور الناس “ الذين هم من الجن والإنس أي الموسوس في صدورهم قسمان إنس وجن فالوسواس يوسوس للجني كما يوسوس للإنسي وهذا ضعيف جدا لوجوه
أحدها أنه لم يقم دليل على أن الجن يوسوس في صدر الجني ويدخل فيه كما يدخل في الإنسي ويجري منه مجراه من الإنسي فأي دليل يدل على هذا حتى يصح حمل الآية عليه
الثاني أنه فاسد من جهة اللفظ أيضا فإنه قال الذي يوسوس في صدور الناس فكيف يبين الناس بالناس أفيجوز أن يقال في صدور الناس الذين هم من الناس وغيرهم هذا مالا يجوز ولا هو استعمال فصيح
الثالث أن يكون قد قسم الناس إلى قسمين جنة وناس وهذا غير صحيح فإن الشيء لا يكون قسيم نفسه
الرابع أن الجنة لا يطلق عليهم اسم ناس بوجه لا أصلا ولا اشتقاقا ولا استعمالا ولفظهما يأبى ذلك فإن قيل لا محذور في ذلك فقد أطلق على الجن اسم الرجال كما في قوله تعالى “ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن “ فإذا أطلق عليهم اسم الرجال لم يمتنع أن يطلق عليهم اسم الناس
قلت هذا هو الذي غر من قال إن الناس اسم للجن والإنس في هذه الآية وجواب ذلك ان اسم الرجال إنما وقع عليهم وقوعا مقيدا في مقابلة ذكر الرجال من الإنس ولا يلزم من هذه أن يقع اسم الناس والرجال عليهم مطلقا وأنت إذا قلت إنسان من حجارة أو رجل من خشب ونحو ذلك لم يلزم من ذلك وقوع الرجل والإنسان عند الإطلاق على الحجر والخشب وأيضا فلا يلزم من إطلاق اسم الرجل على الجني أن يطلق عليه اسم الناس والآيات أبين حجة عليهم في أن الجن لا يدخلون في لفظ الناس لأنه قابل بين الجنة والناس فعلم أن احدهما لا يدخل في الآخر والصواب والله أعلم أن قوله “ من الجنة والناس “ بيان للذي يوسوس وأنهم نوعان إنس وجن فالجني يوسوس في صدر الإنسي والإنسي أيضا يوسوس إلى الإنسي فالموسوس نوعان إنس وجن والموسوس إليه نوع واحد وهو الإنس وقد قدمنا أن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب وهذا يشترك بين الجن والإنس وعلى هذا فتزول تلك الإشكالات وتدل الآية على الاستعاذة من شر نوعي الشيطان شياطين الإنس والجن وعلى القول الأول يكون الاستعاذة من شر شيطان الجن فقط وقد دل القرآن على أن من الإنس شياطين كشياطين الجن كقوله تعالى “ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن

فصل قال أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان السجستاني حدثنا اسحاق بن إبراهيم بن زيد حدثنا أبو داود حدثنا فرج عن معاوية ابن أبي طلحة قال كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - اللهم أعمر قلبي من وساوس ذكرك واطرد عني وساوس الشيطان حدثنا محمد ابن عبد الملك حدثنا يزيد أنا روح بن المسيب حدثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قوله تعالى “ الوسواس الخناس “ قال مثل الشيطان كمثل ابن عرس واضع فمه على فم القلب يوسوس إليه فإذا ذكر الله خنس وإن سكت عاد إليه فهو الوسواس الخناس
حدثنا اسحاق بن إبراهيم حدثنا داود حدثنا فرج عن عروة ابن رويم أن عيسى ابن مريم دعا ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم قال فخلاله فإذا برأسه مثل الحية واضع رأسه على ثمرة القلب فإذا ذكر العبد الله خنس برأسه وإذا ترك الذكر مناه وحدثه قال الله تعالى “ من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس

وحكى أبو القاسم السهيلي عن ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز أن رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان منه فأرى جسدا ممهى يرى داخله من خارجه والشيطان في صورة ضفدع عند نغض كتفه حذاء قلبه له خرطوم كخرطوم البعوضة وقد أدخله إلى قلبه يوسوس فإذا ذكر الله العبد خنس قال الزمخشري قوله ممهى قلب مموه مجعول ماء في ر قته وشفيفه وقيل مصفى أشبه المها وهو البلور قال السهيلي وضع خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - عند نغض كتفه لأنه معصوم من وسوسة الشيطان وذلك الموضع منه يوسوس الشيطان لابن آدم
وقال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن الحارث المقري حدثنا سيار ابن حاتم حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عمرو بن مالك البكري سمعت أبا الجوزاء يقول والذي نفسي بيده أن الشيطان لازم بالقلب ما يستطيع صاحبه يذكر الله تعالى أما ترونهم في مجالسهم وأسواقهم يأتى على أحدهم

عامة يومه لا يذكر الله تعالى إلا حالفا ماله من القلب طرد إلا قوله لا إله إلا الله ثم قرأ “ وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم “ قال الزمخشري كانت الصحابة رضي الله عنهم تقول إن الشياطين ليجتمعون على القلب كما يجتمع الذباب فإن لم يذب وقع الفساد.

قال ابن أبي الدنيا وحدثني الحسين بن السكن حدثنا معلى بن أسد حدثنا عدي بن أبي عمارة حدثنا زياد النميري عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي الله التقم قلبه حدثنا أبو بكر بن منصور حدثنا ابن عفير حدثني ابن لهيعة عن أبي قبيل أنه سمع حيوة بن شراحيل من بني سريع يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول إن إبليس موثوق فإذا تحرك فكل شر يكون بين اثنين فصاعدا على وجه الأرض فمن تحريكه ورواه أحمد بن عبد الله الحافظ عن إبراهيم بن عبد الله حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة قال موثق بالأرض السفلى وقال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو سلمة المخزومي حدثنا ابن أبي فديك عن الضحاك ابن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلقك فيقول الله تبارك وتعالى فيقول من خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه.

وقال أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا السجستاني حدثنا سهل بن محمد ابو حاتم السجستاني حدثنا الأصمعي حدثني جرير بن عبد الله عن أبيه قال كنت أجد من الوسواس شيئا فسألت العلاء بن زياد فقال يا ابن أخي إنما مثل ذلك مثل اللصوص يمرون بالبيت فإن كان فيه خير نالوه وإن لم يكن فيه خير طووا عنه حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد حدثنا يزيد ابن هارون أنبأنا محمد بن الفضل عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعوذوا بالله من وسوسة الوضوء

وروى الترمذي من حديث أبي بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء وروى ابن أبي الدنيا بسنده إلى الحسن قال شيطان الوضوء يدعى الولهان يضحك بالناس في الوضوء وكان طاووس يقول هو أشد الشياطين وروى ابو داود والترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن مغفل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا يبولن أحدكم في مستحمه فإن عامة الوسواس منه وقال ابن أبي داود حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن ابي الحسن قال كنا نحدث ان الوسواس يعتري منه أو قال يهيج منه قال سعيد ولا أرى بأسا أن يبول عن متعبة وروى مسلم من حديث عثمان بن أبي العاص قال قلت يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي فلبسها على فقال - صلى الله عليه وسلم - ذاك الشيطان يقال له خنزب فإذا احسست به فتعوذ بالله منه وأتفل عن يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني وروى مسلم من حديث قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن إبليس قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم وفي لفظ قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ورواه أحمد في مسنده من طريق ماعز التميمي وأبي الزبير عن جابر وقال احمد حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن خيثمة عن الحارث بن قيس قال إذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال أنت ترائي فزدها طولا وقال سعيد بن داود حدثنا مخلد بن الحسين قال ما ندب الله تعالى العباد إلى شيء إلا اعترض إبليس بأمرين ما يبالي بأيهما ظفر إما غلو فيه وإما تقصير عنه وقال ابن أبي داود حدثنا عمر بن شبة حدثني هارون بن عبد الله حدثني ابن أبي حازم عن أبيه قال أتاه رجل فقال يا أبا حازم إن الشيطان يأتيني فيوسوس إلى وأشده عندي أنه يأتيني فيقول إنك طلقت امرأتك فقال له أبو حازم أو لم تأتني فتطلقها عندي قال والله ما طلقتها عندك قط قال فاحلف للشيطان كما حلفت لي والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:17 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثامن والثمانون في إخبار الوسواس بما وقع في قلب ابن آدم

قال ابن أبي داود حدثنا هارون بن سليمان حدثنا أبو عامر حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنظب أن عمر بن الخطاب ذكر امرأة في نفسه ولم يبح بها لأحد فأتاه رجل فقال ذكرت فلانة إنها لحسنة شريفة في بيت صدق قال من حدثك بهذا قال الناس يتحدثون به قال فوالله ما بحت به لأحد فمن أين ثم قال بلى قد عرفت خرج به الخناس حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا المستمر ابن الريان عن ابي الجوزاء قال طلقت امرأتي يوم الجمعة وحدثت نفسي أن اراجعها يوم الجمعة الأخرى ولم أخبر بذلك أحدا فقالت امرأتي أنت تريد أن تراجعني فقلت إن هذا لشيء ما حدثت به أحدا حتى ذكرت قول ابن عباس إن وسواس الرجل يخبر وسواس الرجل فمن ثم يفشو الحديث حدثني أبي بإسناد ذكره أن الحجاج بن يوسف أتى برجل رمي بالسحر فقال أساحر أنت قال لا فأخذ الحجاج كفا من حصا فعده ثم قال له في يدي كم من الحصا قال كذا وكذا فطرح الحجاج الحصا ثم أخذ كفا آخر ولم يعده ثم قال كم في يدي قال لا أدري قال الحجاج كيف دريت الأول ولم تدر الثاني قال إن ذلك عرفته أنت فعرفه وسواسك فأخبر وسواسك وسواسي وهذا لم تعرفه فلم يعرفه وسواسك فلم يخبر وسواسي فلم أعرفه ، حدثنا محمد بن مصطفى حدثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثنا ثابت ابن رمادة اللخمي عن جده عن معاوية بن أبي سفيان أنه أمر كاتبه أن يكتب كتابا في السر فبينما هو يكتب إذ وقع ذباب على حرف من الكتاب فضربه الكاتب بالقلم فانقطع بعض قوائمه فخرج الكاتب فاستقبله الناس على باب القصر فقالوا كتب أمير المؤمنين بكذا وكذا قال وما علمكم قالوا حبشي أقطع خرج علينا فأخبرنا فرجع الكاتب إلى معاوية فقال يا أمير المؤمنين الذي أمرتني ان أكتبه سرا استقبلني به الناس قال وما علمهم قال ذكروا لي حبشيا أقطع خرج عليهم فأخبرهم قال هو والذي نفسي بيده الشيطان هو الذباب الذي ضربت بالقلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:19 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع والثمانون فيما يدعو الشيطان اليه ابن آدم وينحصر في ست مراتب

قال أحمد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا أبو عقيل عبد الله السقفي حدثنا موسى بن المسيب عن سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن أبي فاكهة قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال أتسلم وتذر ذريتك ودين آبائك قال فعصاه وأسلم قال وقعد له بطريق الهجرة فقال أتهاجر وتذر أرضك وسماك وإنما مثل المهاجر كالفرس في الطول فهاجر وعصاه ثم قعد له بطريق الجهاد وهو جهد النفس والمال فقال تقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال قال فعصاه فجاهد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن فعل ذلك منكم كان حقا على الله أن يدخله الجنة وإن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله ان يدخله الجنة وإن رقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة وأما المراتب الست:
فالأولى مرتبة الكفر والشرك ومعادات الله تعالى ورسوله فإذا ظفر بذلك من ابن آدم برد أنينه واستراح من تعبه معه هذا أول ما يريده من العبد
المرتبة الثانية مرتبة البدعة وهي أحب اليه من الفسوق والمعاصي لأن ضررها في الدين قال سفيان النوري البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها فإذا عجز عن ذلك انتقل إلى
المرتبة الثالثه وهي الكبائر على اختلاف أنواعها فإذا عجز عن ذلك
المرتبة الرابعة وهي الصغائر التي إذا اجتمعت ربما أهلكت صاحبها كما قال - صلى الله عليه وسلم - إياكم ومحقرات الذنوب فإن مثل ذلك مثل قوم نزلوا بفلاة من الارض فجاء كل واحد بعود حطب حتى أوقدوا نارا عظيمة فطبخوا واشتووا فإذا عجز عن ذلك انتقل إلى
المرتبة الخامسة وهي اشتغاله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب بل عقابها فوات الثواب الذي فات عليه باشتغاله بها فإن عجز عن ذلك نقله إلى المرتبة السادسة وهو أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليستريح عليه الفضلة ويفوته ثواب العمل الفاضل فنعوذ بالله من الشيطان وحزبه
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:20 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الموفي تسعين في بيان أي أعمال الشر أحب إلى إبليس

قال أبو بكر بن عبيد حدثنا احمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أنبأنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري قال إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أضل مسلما ألبسته التاج قال فيقول له القائل لم أزل بفلان حتى طلق امرأته قال يوشك أن يتزوج ويقول الآخر لم أزل بفلان حتى عق قال يوشك أن يبر قال فيقول القائل لم أزل بفلان حتى شرب قال أنت قال ويقول الآخر لم أزل بفلان حتى زنى فيقول انت ويقول الآخر لم يزل بفلان حتى قتل فيقول انت أنت
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون بين الناس فأعظم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت ورواه أحمد في مسنده بنحوه قولهم نعم أنت يروي بفتح النون بمعنى نعم أنت ذاك الذي تستحق الأكرام وبكسرها أي نعم منك وقد استدل به بعض النحاة على جواز كون فاعل فعل نعم مضمرا وهو قليل

واختار شيخنا أبو الحجاج الحافظ المزي الأول ورجحه ووجهه بما ذكرنا وقال الطرطوشي في كتاب تحريم الفواحش حدثنا يزيد ابن عبد الله الأصبهاني حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرحمن بن واقد حدثنا شجاع بن أبي نصر عن رجل من عليلة أهل الشام قال قال سليمان ابن داود لعفريت من الجن ويلك أين إبليس قال يا نبي الله هل أمرت فيه بشي قال لا أين هو قال انطلق يا نبي الله حتى أريكه فسعى العفريت بين يديه ومعه سليمان حتى هجم به على البحر فإذا إبليس على بساط على الماء فلما رأى سليمان عليه السلام ذعر منه وفرق فقام فتلقاه فقال يا نبي الله هل أمرت في بشيء قال لا ولكن جئت لأسألك عن أحب الأشياء إليك وأبغضها إلى الله عز وجل فقال أما والله لولا ممشاك إلى ما أخبرتك به ليس شيء أبغض إلى الله تعالى من أن يأتي الرجل الرجل والمرأة المرأة والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:21 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب الحادي والتسعون في بيان ما يستعين به الشيطان من فتنة ابن آدم


قال أبو بكر بن عبيد حدثنا سويد بن سعيد حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثنا قتادة عن أبي الأخوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة عورة وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان فلا يكون أبدا أقرب إلى الله تعالى منها إذا كانت في قعر بيتها ورواه عن الحسين بن بحر إلاهوازي حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا قتادة عن مورق العجلي عن أبي الأخوص عن عبد الله بن مسعود نحوه حدثنا محمد بن إدريس حدثنا أحمد بن يونس حدثنا حسين بن صالح قال سمعت أن الشيطان قال للمرأة أنت نصف جندي وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطى وأنت موضع سري وأنت رسولي في حاجتي حدثنا عبيدالله بن جرير العتكى حدثنا هزيم بن عثمان حدثنا سلام ابن مسكين عن مالك بن دينار قال حب الدنيا رأس الخطيئة والنساء حبالة الشيطان

حدثنى عباس بن جعفر حدثنى منتجع بن مصعب حدثنى عبيد ابن جريج عن عمرو سمعت مالك بن دينار يقول ليس شئ أوثق فى نفس إبليس من الدنيا حدثنى أبو حفص الصفار حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا شعبة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب قال ما بعث الله تعالى نبيا إلا لم ييأس إبليس أن يهلكه بالنساء وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن أبى بكر فى كتاب القلائد حدثنا ابن بكير حدثنا أبو زيد حدثنا سهل ابن يوسف عن أبان بن صمعة عن عكرمة عن ابن عباس قال إن الشيطان من الرجل فى ثلاثة منازل فى عينيه وفى قلبه وفى ذكره وهو من المرأة فى ثلاثة منازل فى عينيها وفي قلبها وفى عجزها وقال عبدالله بن محمد القرشى حدثنا الحسن بن بحر العبدى حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن قتادة قال لما هبط إبليس قال يا رب قد لعنته فما عمله قال السحر قال فما قراءته قال الشعر قال فما كتابته قال الوشم قال فما طعامه قال كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه قال فما شرابه قال كل مسكر قال فأين مسكنه قال الحمام قال فأين مجلسه قال الأسواق قال فما مؤذنه قال المزمار قال فما مصائده قال النساء حدثنا أبو عبدالله محمد بن الحسين بن صبيح المروزى حدثنا الحسن بن بشر بن سلم حدثنا الحكم بن عبدالملك عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن للشيطان كحلا ولعوقا فإذا كحل الإنسان من كحله ثقلت عيناه وإذا ألعقه من لعوقه درب لسانه بالشر حدثنى أبى أنبأنا أحمد بن إسحاق الحضرمى أنبأنا عبدالواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن الحسن قال إن للشيطان ملعقة ومكحلة فملعقته الكذب ومكحلته النوم عن الذكر حدثنى أحمد ابن الحارث عن شيخ من قريش قال قال خالد بن صفوان إن الشيطان باحتياله ونصب أحباله يختل بالشبهة ويكابر بالشهوة فإذا أعيا مختالا كر مكابرا حدثنا عبدالله بن رومى حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم حدثنى

عبد الصمد بن معقل قال سمعت وهب بن منبه قال كان عابد من السياحين فأراده الشيطان فلم يستطع منه شيئا فقال له الشيطان ألا تسألني عما أضل به بني آدم قال بلى قال فأخبرني ما أوثق شيء في نفسك أن تضلهم قال الشح والحدة والسكر فإن الرجل إذا كان شحيحا قللنا ماله في عينيه ورغبناه في أموال الناس وإذا كان حديدا أدرناه بيننا كما يتداور الصببان الأكرة فلو كان يحيى الموتى بدعوته لم نيئس منه وإذا هو سكر اقتدناه إلى كل شهوة كما تقاد العنز بأذنها وقال أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عمرو ابن ميمون عن ابن مسعود قال إن الشيطان أطاف بأهل مجلس ذكر ليفتنهم فلم يستطع أن يفرق بينهم فأتى حلقة يذكرون الدنيا فأغرى بينهم حتى اقتتلوا فقام أهل الذكر فحجزوا بينهم فتفرقوا

قال القرشي حدثنا سعد بن سليمان الواسطي عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل إبليس يرسل شياطينه إلى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيجيئوا بصحفهم ليس فيها شيء فقال ما لكم لا تصيبون منهم شيئا فقالوا ما صحبنا قوما قط مثل هؤلاء قال رويدا بهم عسى أن تفتح لهم الدنيا هناك تصيبون حاجتكم منهم وحدثنا يعقوب بن اسماعيل أنا حسان أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال أنا عبيد الله بن موهب قال سأل بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إبليس وأبداله بأي شيء تغلب ابن آدم قال آخذه عند الغضب وعند الهوى حدثنا اسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن خيثمة قال كانوا يقولون إن الشيطان يقول وكيف يغلبني ابن آدم إذا رضى جئت حتى أكون في قلبه وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه

تعليق وبيان
قلت يشهد لصحة ذلك ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب وفي الصحيح أن رجلين استبا عند النبي- صلى الله عليه وسلم - حتى احمر وجه أحدهما فقال - صلى الله عليه وسلم - إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وفي السنن قال إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإن غضب أحدكم فليتوضأ ذكر المحاملي في الباب استحباب الوضوء عند الغضب قال بعض الشافعية لا نعلم أحدا قال به غيره وقد قال تعالى “ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم “ فالشيطان يحمل الغضبان على أن يقول ما هو كاره لقوله وغير محب لقوله لكن يقوله ليستريح بذلك ويبرد غضبه فيدفع عنه حرارة الغضب كما يقصد المكرة أن يستريح من ألم الإكراه وضرره بفعل ما أكره عليه والله الموفق
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:22 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثاني والتسعون في أن الشيطان مع من يخالف الجماعة

روى الإمام أحمد من حديث ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما خطب الناس بالجابية فقال قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ثم رواه الإمام احمد من حديث جابر بن سمرة قال خطب عمر رضي الله عنه الناس بالجابية فذكر نحوه ورواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال ابن صاعد حدثنا إبراهيم بن سعد الجوهري حدثنا أبو معاوية عن يزيد بن مردانية عن يزيد بن علاقة عن عرفجة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يد الله على الجماعة والشيطان مع من يخالف الجماعة

وقال الدارقطني حدثنا أبو جعفر أحمد بن اسحاق بن البهلول حدثني ابي حدثنا محمد بن يعلى حدثنا سليمان العامري عن الشيباني عن زياد ابن علاقة عن أسامة عن شريك قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يد الله على الجماعة فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يختطف الذئب الشاة من الغنم وروى الإمام أحمد من حديث أبي وائل عن عبد الله وهو ابن مسعود قال خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما قال ثم عن يمينه وشماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ “ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل “ وروى الإمام أحمد أيضا من حديث معاذ بن جبل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والمسجد نسأل الله التوفيق
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 12 Feb 2013 01:23 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثالث والتسعون في بيان شدة العالم على الشيطان

روى الترمذي من حديث ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد وقال ابن عبيد حدثني أبو عبد الله احمد بن بجير حدثنا علي بن عاصم عن بعض البصريين قال كان عالم وعابد متواخيين في الله فقالت الشياطين لإبليس إنا لا نقدر على أن نفرق بينهما فقال إبليس لعنه الله أنا لهما فجلس بطريق العابد إذ أقبل العابد حتى إذا دنا من إبليس قام إليه في مثال شيخ كبير بين عينيه أثر السجود فقال للعابد إنه قد حاك في صدري شيء أحببت أن أسألك عنه فقال له العابد سل فإن يكن عندي علم أخبرتك عنه فقال له إبليس هل يستطيع الله عز وجل أن يجعل السموات والأرض والجبال الشجر والماء في بيضة من غير أن يزيد في البيضة شيئا ومن غير أن ينقص من هذا شيئا

فقال له العابد من غير أن ينقص من هذا شيئا ومن غير أن يزيد في هذا شيئا كالمتعجب فوقف العابد فقال له إبليس امضه ثم التفت إلى اصحابه فقال اما هذا فقد أهلكته جعلته شاكا في الله تعالى ثم جلس على طريق العالم فإذا هو مقبل حتى إذا دنا من إبليس قام إليه إبليس فقال يا هذا إنه قد حاك في صدري شيء أحببت أن أسألك عنه فقال له العالم سل فإن يكن عندي علم أخبرتك فقال له إبليس هل يستطيع الله عز وجل أن يجعل السموات والأرض والجبال والشجر والماء في بيضة من غير أن يزيد في البيضة شيئا ومن غير أن ينقص من هذا شيئا فقال له العالم نعم قال فرد عليه إبليس كالمنكر من غير أن يزيد في هذا شيئا ومن غير أن ينقص من هذا شيئا فقال له العالم نعم بانتهار وقال “ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون “ فقال إبليس لأصحابه من قبل هذا أتيتم نسأل الله العصمة
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:24 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الرابع والتسعون في بكاء الشيطان على المؤمن لفوات فتنته عند الموت

قال القرشي حدثنا القاسم بن هاشم حدثنا ابو اليمان حدثنا صفوان عن بعض الأشياح قال الشيطان أشد بكاء على المؤمن إذا مات من بعض أهله لما فاته من افتانه إياه في الدنيا وقال صالح بن أحمد بن حنبل رأيت أبي عند الموت يلهج بقوله لا بعد لا بعد فقلت يا أبت رأيتك تقول لا بعد لا بعد فما هذا قال الشيطان واقف عند رأسي يقول فتنى يا أحمد وأنا أقول لا بعد لا بعد وروى أبو داود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يقول في دعائه وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت نسأل الله التثبيت بمنه وكرمه
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي



طالب علم 12 Feb 2013 01:24 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الخامس والتسعون في تعجب الملائكة عند خروج روح المؤمن ونجاته من الشيطان

قال عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني شريح بن النعمان حدثني عنبسة بن عبد الواحد عن مالك بن مغول عن عبد العزيز بن رفيع قال إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان يا ويحه كيف نجا قال أبو الفرج بن الجوزي ولكثرة فتن الشيطان وتشبثها بالقلوب عزت السلامة فإنه يدعو إلى ما يحث عليه الطبع فهو كمداد لسفينة منحدرة فيا سرعة انحدارها ولما ركب الهوى في هاروت وماروت لم يستمسكا فإذا رأت الملائكة مؤمنا قد مات على الإيمان تعجبت من سلامته وبالله التوفيق
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 12 Feb 2013 01:26 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السادس والتسعون في أفعال لم يسبق إبليس إليها

روى ابن أبي شيبة وأبو عروبة في أوائلهما قال ابن سيرين أول من قاس إبليس وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وقال الحسن البصري قاس إبليس وهو أول من قاس رواهما ابن جرير ومعنى هذا أنه نظر نفسه بطريق المقايسة بينه وبين آدم فراى نفسه أشرف من أدم فامتنع من السجود مع وجود الأمر له ولسائر الملائكة والقياس إذا كان مقابلا للنص كان فاسد الاعتبار ثم هو فاسد في نفسه لما قدمناه في الباب السادس والثمانين من خمسة عشر وجها وروى ابن أبي شيبة بسنده قال ميمون بن مهران سألت ابن عمر من أول من سمي العشاء العتمة قال الشيطان وذكر البغوي أنه أول من ناح وروى جابر مرفوعا أنه أول من تغنى والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي



طالب علم 12 Feb 2013 01:27 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السابع والتسعون في رنات إبليس لعنه الله

ذكر بقي بن مخلد في تفسيره أن إبليس رن أربع رنات رنة حين لعن ورنة حين أهبط ورنة حين بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورنة حين أنزلت فاتحة الكتاب قال والرنين والنخار من عمل الشيطان وقال ابن دريد رن وأرن من الرنين وهو شبيه بالحنين قال الشاعر
أرن على حقب حيال طروقة
كذود الأجير الاربع الأشرات
وقالوا في بيت رووه
نبهت ميمون لها فأنا
وقام يشكو عصبا قدرنا

وقال الأصمعي إنما هو زن أي تقبض ويبس وقال ابن أبي الدنيا في كتاب مكايد الشيطان حدثنا إبراهيم بن راشد حدثنا داود بن مهران حدثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير قال لما لعن الله تعالى إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فخرج فرن رنة كل رنة إلى يوم القيامة منها قال سعيد ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - قائما يصلي بمكة رن رنة أخرى قال سعيد ولما افتتح النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة رن رنة أخرى اجتمعت إليه ذريته فقال إيأسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك ولكن افتنوهم في دينهم وأفشوا بينهم النوح والشعر وقال ابن أبي الدنيا حدثنا علي بن أبي الجعد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت شيخنا يقول سمعت ابن عباس يقول لما خلق الله تعالى إبليس نخر لعنه
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:28 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الله تعالى الباب الثامن والتسعون في أن عرش إبليس على البحر
روى مسلم من حديث جابر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة يجئ أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهما فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت أنت ورواه أحمد في مسنده بنحوه من عدة طرق فقال حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا ماعز التميمي عن جابر ورواه أيضا عن روح عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر وساقه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري فقال حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن صائد ما ترى قال ارى عرشا على الماء أو قال على البحر حوله حيات قال ذاك عرش إبليس وقال سنيد في تفسيره حدثنا أبو بكر بن عياش وحميد الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي ريحانه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن إبليس اتخذ عرشا على الماء ووكل بكل رجل شيطانين وأجلهما سنة فإن فتناه وإلا قطع ايديهما وأرجلهما وصلبهما ثم بعث له شيطانين آخرين قال الحافظ ابن منبه هذا حديث تفرد به أبو بكر بن عياش وقال الحافظ الذهبي هذا حديث غريب منكر لا يعرف إلا بهذا الإسناد
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:28 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع والتسعون في مكان ركز الشيطان رايته

روى مسلم من حديث سلمان قال - صلى الله عليه وسلم - لا تكونن إن استطعت أول داخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها تركز رايته ورواه عباس الدوري عن سعيد بن عامر الضبعي عن عوف عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي موقوفا عليه ولفظه فإنها مبيض الشيطان وبها يقرب لواؤه
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 01:30 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الموفي مائة في جعل إبليس كل واحد من ولده عن شيء من أمره

قال عبد الله بن محمد بن عبيد حدثنا بشر بن الوليد الكندي حدثنا محمد بن طلحة عن زيد عن مجاهد قال لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره ثم سماهم فذكر ثبر والأعور ومسؤط وداسم وزلبنور فأما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يامر به ويزينه وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم قد رأيت رجلا أعرف وجهه وما أدري ما اسمه حدثني بكذا وكذا وأما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم وأما زلنبور فهو صاحب السوق الذي تركز رايته في السوق والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 19 Feb 2013 09:46 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الأول بعد المائة في حضور الشيطان كل شيء من شئون الإنس

روى مسلم والترمذي من حديث جابر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 19 Feb 2013 09:47 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثاني بعد المائة في حضور الشيطان جماع الرجل أهل

عن أنس بن مالك قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدا أخرجاه في الصحيحين قال القاضي عياض لم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والإغواء والوسوسة وقال بعض العلماء ما ها هنا نكره لا يجوز أن تكون بمعنى الذي لأنها لا تكون لمن يعقل إذا كانت بمعنى الذي فيكون معناها شيء وقال ابن جرير في تهذيب الآثار حدثنا محمد بن عمارة الأسدي حدثني سهل بن عامر البجلي حدثنا يحيى بن يعلى الاسلمي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال إذا جامع الرجل ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه فذلك قوله تعالى “ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان “ وقد قدمنا في الباب الرابع والثلاثين قول ابن عباس أن الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - نهيا أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض فإذا أتاها سبقه إليها الشيطان فحملت فجاءت بالمخنث ذكره الطرطوشي في كتاب تحريم الفواحش .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 19 Feb 2013 09:48 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثالث بعد المائة حضور الشيطان المولود حين يولد

في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من بني آدم من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسه إياه الا مريم وابنها وفي رواية عند مسلم إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان وفيها قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم “ وإني أعيذها بك وذريتها “ الآية وفي لفظ عند البخاري كل بني آدم يطعن الشيطان في عينيه بأصبعه حين يولد إلا عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب وعن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صياح المولود حيث يقع نزغة من الشيطان أخرجه أبو حاتم قال السهيلي ولأن عيسى عليه السلام لم يخلق من مني الرجال فأعيذ من مغمزه وإنما خلق من نفخة روح القدس قال ولا يدل هذا على فضل عيسى عليه السلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد نزع منه ذلك المغمز وملئ قلبه حكمة وإيمانا بعد أن غسله روح القدس بالثلج والبرد وإنما كان ذلك المغمز فيه لموضع الشهوة المحركة للمني والشهوات يحضرها الشيطان لا سيما شهوة من ليس بمؤمن فكان ذلك المغمز فيه راجعا إلى الأب لا إلى الابن المطهر - صلى الله عليه وسلم - ولهذا قال شق صدره فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فنبين أن الذي التمس فيه هو الذي يغمزه الشيطان من كل مولود والله أعلم .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 23 Feb 2013 08:06 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الرابع بعد المائة في أن للشيطان لمة بابن آدم

روى الترمذي من حديث بن مسعود قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فوعد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى فبحمد الله تعالى ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان ثم قرأ “ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء “ والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 23 Feb 2013 08:42 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الخامس بعد المائة في انه يجري من ابن آدم مجرى الدم
ثبت في الصحيحين من حديث صفية بنت حيي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ورواه أبو داود من حديث أنس ورواه غير واحد من أهل السنن منهم الحافظ أبو جعفر الطحاوي أوردهما بأسانيده من حديث صفية وحديث أنس وقال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله المديني حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد يعني ابن مرزوق عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال كيف ننجو من الشيطان وهو يجري منا مجرى الدم وقال أبو بكر بن أبي داود في كتاب الوسوسة حدثنا الحسين بن منصور حدثنا يزيد أنبأنا سفيان عن المغيرة عن إبراهيم قال ان الشيطان ليجري في الأحليل ويبيض في الدبر وقد قدمنا في باب دخول الجن في بدن المصروع وفي باب الوسوسة القول في ذلك وإمكان جريه وتداخل الأجسام فلينظر هناك
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 23 Feb 2013 08:43 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السادس بعد المائة في انتشار الشيطان جنح الليل وتعرضه للصبيان

في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان جنح الليل وأمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ إذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله تعالى وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله عز وجل ولو ان تعرضوا عليها شيئا واطفئوا مصابحكم وفي رواية فإن الشيطان لا يفتح غلقا
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 23 Feb 2013 08:44 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السابع بعد المائة في ما يلهي الشيطان عن الصبيان

قال حرب الكرماني حدثنا الحسن بن مهدي بن مالك حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا أبو عبيدة البلخي عن الحسن قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتخذوا الحمامات المقصوصات في البيوت فإنها تلهي الشيطان عن صبيانكم وقال حرب سمعت أحمد يقول لا بأس أن يتخذ الرجل في منزله الطيور والحمامات المقصوصة يستأنس اليها فإن تلهى بها فإني أكرهه
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 23 Feb 2013 08:45 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثامن بعد المائة في نوم الشيطان على الفراش الذي لا ينام عليه أحد

قال القرشي حدثنا أبي حدثنا هشيم عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال ما من فراش يكون في بيت مفروشا لا ينام عليه أحد إلا نام عليه الشيطان
قلت ليس هذا على إطلاقه بل إذا فرش ولم يسم عليه وليس مخصوصا بالفراش بل كل ما لم يسم عليه من طعام أو شراب أو لباس أو غير ذلك مما ينتفع به فللشيطان فيه تصرف واستعمال إما بإتلاف عينه كالطعام والشراب وإما مع بقاء عينه مما ينتفع به مع بقاء العين وقد قدمنا في الأحاديث ما يدل على ذلك والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 25 Feb 2013 12:20 AM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع بعد المائة في عدم قيلولة الشياطين

قال عبد الله بن احمد كان أبي ينام نصف النهار شتاء كان أو صيفا ويأخذني بذلك ويقول قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيلوا فإن الشياطين لا تقيل وقال جعفر بن محمد نومة نصف النهار تزيد في العقل وذكر قتادة عن أنس بن مالك قال يلزم من ضبطهن ضبط الصوم من قال وتسحر وأكل قبل أن يشرب .

من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 25 Feb 2013 12:22 AM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب العاشر بعد المائة في عقد الشيطان على رأس النائم

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله عز وجل انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود قال ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقيل ما زال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال ذاك رجل بال الشيطان في أذنه أو قال في أذنيه قلت هذا لمن لم يقرأ آية الكرسي أو خواتيم سورة البقرة أو ما يتحرز به من الشياطين من القرآن وأما من قرأ ذلك فلا سبيل للشيطان عليه بدليل ما قدمناه من الأحاديث الدالة على أن من قرأها لا يقربه شيطان حتى يصبح والقافية القفا قاله الجوهري والله تعالى أعلم .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 25 Feb 2013 12:23 AM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الحادي عشر بعد المائة في أن الحكم المكروه من الشيطان

روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي قتادة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره وفي البخاري من حديث أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله عز وجل فيحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لاحد فإنها لن تضره قال السهيلي الرؤيا عند أهل العلم ما يراه الإنسان في منامه والرؤية ما يراه بعينه في اليقظة فرؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تكن إلا لمن رآه في حياته وأما رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فرؤيا ولا تكون رؤيا حق لقوله عليه الصلاة والسلام من رآني فقد رأى الحق وهو مشترك بين الرؤية والرؤيا وأما قوله عليه الصلاة والسلام من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أول الكلام من الرؤيا وآخره من الرؤية قال المازري كثر كلام الناس في حقيقة الرؤيا فقال فيها غير الإسلامين أقاويل كثيرة منكرة لما حاولوا الوقوف على حقائق لا تعلم بالعقل ولا يقوم عليها برهان وهم لا يصدقون بالسمع فاضطربت لذلك مقالاتهم فمن ينتمي إلى الطب ينسب جميع الرؤيا إلى الأخلاط ويقول من غلب عليه البلغم رأى السباحة في الماء أو ما شابهه لمناسبة الماء في طبيعته طبيعة البلغم ومن غلب عليه الصفراء رأى النيران والصعود في الجو وشبهه لمناسبة النار طبيعة الصفراء ولأن خفتها وإنفاذها تخيل إليه الطيران في الجو والصعود في العلو وهكذا يصنعون في بقية الأخلاط وهذا مذهب و إن جوزه العقل وامكن عندنا أن يجري البادي جلت قدرته العادة بأن يخلق مثل ما قالوا عند غلبة هذه الأخلاط فإنه لم يقم عليه دليل ولا اطردت به عادة والقطع في موضع التجويز غلط وجهالة هذا لو نسبوا ذلك إلى الأخلاط على جهة الاعتبار واما إن أضافوا الفعل إليها فإنا نقطع بخطئهم ولا نجوز ما قالوه إذ لا فاعل إلا الله تعالى ولبعض أئمة الفلاسفة تخليط طويل في هذا وكأنه يرى أن صور ما يجري في العالم العلوي كالمنقوش وكأنه يدور بدوران الأكر فما حاذى بعض النفوس منه انتقش فيها وهذا أوضح فسادا من الأول مع كونه تحكما بما لم يقم عليه برهان والانتقاش من صفات الأجسام وكثيرا ما تجري في العالم والأعراض لا تنتقش ولا ينتقش فيها والمذهب الصحيح ما عليه أهل السنة وهو أن الله سبحانه وتعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان وهو تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ولا يمنع من فعله نوم ولا يقظة فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه سبحانه جعلها علما على أمور أخر يخلقها في ثاني حال أو كان خلقها فإذا خلق في قلب النائم اعتقاد الطيران وليس بطائر فقصارى ما فيه أنه اعتقد امرا على خلاف ما هو عليه علما وكم في اليقظة ممن يعتقد أمرا على خلاف ما هو عليه فيكون ذلك الاعتقاد علما على غيره كما يكون خلق الله تعالى الغيم علما على المطر والجميع خلق الله ولكن يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علما على ما يسر بحضرة الملك أو بغير حضرة الشيطان ويخلق ضدها مما هو علم على ما يضره بحضرة الشيطان فينسب إليه مجازا واتساعا هذا المعنى بقوله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا من الله عز وجل والحلم من الشيطان لا على أن الشيطان يفعل شيئا في غيره وتكون الرؤيا اسما لما يحب والحلم اسم لما يكره أنتهى قول المازري وحكى السهيلي في حقيقة الرؤيا قول الأسفرائي أبو إسحاق فيما بلغه عنه أن الرؤيا إدراك بجزء من القلب كما أن الرؤية إدراك بجزء من العين وإذا غشى القلب كله النوم لم ير شيئا فإذا ذهب عنه النوم أو عن أكثر القلب كانت الرؤيا أصفى وأجلى كرؤيا السحر قال وقال القاضي الرؤيا اعتقادات يعتقدها الرائي في النوم وليست بإدراك كإدراك الحاسة وقال الأستاذ أبو بكر ابن فورك الرؤيا أوهام يتوهمها المرء في حال النوم ثم قال أما قول الأسفرائيني فقد يجوز أن يكون في بعض الأحوال لا في جميع أحوال الرؤيا فإن الرائي قد يرى في المنام ما هو معدوم في تلك الحال والمعدوم لا تتعلق به الإدراكات وأما قول القاضي اعتقادات فحق لأنه قد يعتقد الشيء على ما هو عليه وقد يعتقده على خلاف ما هو عليه كالذي يرى اللبن في النوم فيعتقده لبنا وهو عبارة عن العلم وقد يحضر في حال النوم أنه عبارة عن العلم وليس بلبن وأما قول أبي بكر هي أوهام فصحيح وليس بمناقض لقول القاضي لأن النائم يتوهمه الشيء في تصوره في خلده ثم يعتقد مع ذلك التوهم أن الشيء كما يوهمه لعزوب عقله في النوم فإذا ثاب إليه عقله في اليقظة انحل عنه الاعتقاد وعلم أن الذي توهمه ليس على الصورة التي توهمها كالذي يتوهم في اليقظة وهو في السفينة ماشية أن البحر يمشي معه وعقله يدفع ما فاجأه به الوهم ولولا ذلك لاعتقد صحة ما توهم فإذا عزب العقل تحكم الوهم اعتقدت النفس صحة ما يتوهم فثم إذا وهم إما صادق وإما كاذب وتم في تلك الحالة اعتقاد تصديق الوهم انتهى ما ذكره في حقيقة الرؤيا قال المازري وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - فإنها لن تضره فقيل معناه أن الروع يذهب بهذا النفث المذكور وفي الحديث إذا كان فاعله مصدقا به متكلا على الله جلت قدرته في دفع المكروه وقيل يحتمل ان يريد أن هذا الفعل منه يمنع من نفوذ ما دل عليه المنام من المكروه ويكون ذلك سببا فيه كما تكون الصدقة تدفع البلاء إلى غير ذلك من النظائر المذكورة عند أهل الشريعة والله تعالى أعلم .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 26 Feb 2013 02:26 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثاني عشر بعد المائة في أن الشيطان لا يتمثل بالنبي عليه السلام

في الصحيحين من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال سمعت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو كما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي قال وقال أبو سلمة قال أبو قتادة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رآني فقد رأى الحق وفي رواية من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ذهب القاضي أبو بكر بن الطيب إلى أن المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم - من رآني في المنام فقد رآني أنه رأى الحق وأن رؤياه لا تكون أضغاثا ولا من التشبيهات في الشيطان ويعضد ما قاله بقوله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الطرق من رآني فقد رأى الحق إن كان المراد به ما أريد بالحديث الأول من المنام وقوله - صلى الله عليه وسلم - فإن الشيطان لا يتمثل بي إشارة إلى أن رؤياه لا تكون أضغاثا وإنما تكون حقا وقد يراه الرائي على غير صفته المنقولة إلينا كما لو رآه شيخا ابيض اللحية أو على خلاف لونه أو يراه رائيان في زمان واحد أحدهما بالمشرق والآخر بالمغرب ويراه وكل منهما معه في مكانه وقال السهيلي رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام رؤيا ولا تكون إلا رؤية حق لقوله - صلى الله عليه وسلم - من رآني فقد رأى الحق وهو مشترك بين الرؤية والرؤيا وأما قوله من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أول الكلام من الرؤيا والثاني من الرؤية وقال آخرون بل الحديث محمول على ظاهره والمراد أن من رآه فقد أدركه - صلى الله عليه وسلم - ولا مانع يمنع من ذلك ولا عقل يحيله حتى يضطر إلى صرف الكلام عن ظاهره وأما الاعتلال أنه قد يرى على خلاف صفته المعروفة وفي مكانين مختلفين معا فإن ذلك غلط في صفاته وتخيل لها على غير ما هي عليه وقد يظن بعض الخيالات مرئيات لكون ما يتخيل مرتبطا لما يرى في العادة فتكون ذاته - صلى الله عليه وسلم - مرئية

وصفاته متخيلة غير مرئية والإدراك لا يشترط فيه تحديق الأبصار ولا قرب المسافات ولا كون المرئي مدفونا في الأرض ولا ظاهرا عليها وإنما يشترط كونه موجودا وقد ثبت وجوده وتكون الصفات المتخيلة ثمرتها اختلاف الدلالات وقد ذكر الكرماني في باب رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وقد جاء في الحديث انه إذا رئى في المنام شيخا فهو عام سلم وإذا رئى شابا فهو عام حرب وكذلك أحد جوابهم عنه - صلى الله عليه وسلم - لو رآه امرؤ يأمره بقتل من لا يحل قتله فإن ذلك من الصفات المتخيلة لا المرئية وجوابهم الثاني منع وقوع مثل هذا قال المازري لا وجه عندي لمنعهم إياه مع قولهم في تخيل الصفات فهذا انفصال هؤلاء عما احتج به القاضي وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - من رآني في المنام فسيراني في اليقظة او كأنما رآني في اليقظة فتأويله مأخوذ مما تقدم قال المازري إن كان المحفوظ فسيراني في اليقظة فيحتمل أن يريد أهل عصره ممن لم يهاجر اليه - صلى الله عليه وسلم - فإنه إذا رآه في المنام فسيراه في اليقظة ويكون الباري جلت قدرته جعل رؤيا المنام علما على رؤية اليقظة وأوحى إليه بذلك - صلى الله عليه وسلم -

وقال السهيلي في ضمن أسئلة في الرؤيا كيف تكون الرؤيا حقا وهي كلها قد يرى على صور مختلفة منها ما هي صورة له ومنها ما ليس بصورة له وأجاب بعد تقرير الكلام في حقيقة الرؤيا وقال إذا رأى في حال النوم محمدا - صلى الله عليه وسلم - مثلا على غير صورته التي كان عليها فقد رآه حقا ولكن من الرؤيا لا من الرؤية فتوهم الصورة أنها صورته وأنها صفة له واعتقد في تلك الحال لعزوب العقل تصديق الوهم ولم يقدح ذلك التوهم في صحة الرؤيا كما لم يقدح من اليقظان الراكب البحر توهمه لمشي البحر في صحة رؤية البحر وكذلك من رأى رجلا من مكان بعيد جدا فتوهمه صبيا أو طائرا فقد رآه بعينه ولم يقدح في صحة رؤيته توهم الصورة على غير ما هي لكنه في اليقظة يكذب الوهم في ذلك التوهم لحصول العقل ولا يكذب العقل الوهم في حال النوم بل يعتقد صدقه لعزوب العقل عن النظر في الدليل فيعتقد الصورة الداخلة في الخيال لا وجود لها من خارج فإذا استيقظ انحل الانعقاد بتجديد النظر وبقي النظر في تلك الصورة المتوهمة فإن الله تعالى لم يخلقها داخل الخيال إلا ليتعلق بها تأويل الرؤيا فيختلف التأويل على حسب الصورة المتوهمة التي لا وجود لها من خارج

تعليق
فصل لا شك أنه لم يجز للشيطان أن يتمثل على صورة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأحرى أن لا يتمثل بالله عز وجل وأجدر بأن تكون رؤيا الله تعالى في المنام حقا وأن لا يكون تخليطا من الشيطان هذا على قول طائفة منهم أبو بكر بن العربي وأما على قول طائفة أخرى من العلماء فإنهم ذهبوا إلى أن العصمة من تصور الشيطان وتمثله إنما هي في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه بشر تجوز عليه الصور فصرف الله عز وجل الشيطان أن يتمثل به لئلا تختلط رؤياه بالرؤيا الكاذبة وهذا الكلام له تتمة ذكرها ابن بطال في شرح البخاري اختصرتها ومن تأمل الفصل من أوله عرف القول وضده ودله ذلك على معنى ما تركته وبالله التوفيق “ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

بيان صغر الشيطان يوم عرفة
فصل في بيان صغر الشيطان ودحره وحقارته وغيظه يوم عرفة روى مالك في الموطأ من حديث طلحة بن عبد الله بن كريز أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لم ير الشيطان يوما ما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله تعالى عن الذنوب الكبار إلا ما رأى يوم بدر فإنه رأى جبريل يزع الملائكة .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 26 Feb 2013 02:26 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثالث عشر بعد المائة في بيان طلوع قرن الشيطان من نجد

روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر ألا إن الفتنة هنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان وفي رواية قال وهو مستقبل المشرق إن الفتنة ههنا ثلاثا وذكر نحوه وفي أخرى أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبل المشرق يقول ألا الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان وزاد البخاري في رواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة هنالك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان.

فصل ذكر أهل السير أن قريشا لما بنت الكعبة اختلفت فيمن يضع الركن وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي وضعه بيده وأن إبليس تمثل في صورة شيخ نجدي حين حكموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر الركن فصاح إبليس بأعلى صوته يا معشر قريش أقد رضيتم أن يضع هذا الركن وهو شرفكم غلام يتيم دون ذوى أسنتكم فكاد يثير شرا فيما بينهم ثم سكنوا ذلك وكذلك لما اجتمعت قريش للتشاور في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - تمثل لهم إبليس أيضا في صورة شيخ جليل وانتسب إلى نجد فأما في الكعبة فتمثل نجديا لأن نجدا يطلع منها قرن الشيطان كما تقدم وأما في وقت التشاور فذكر بعض أهل السير أن قريشا لما اجتمعت قالت لا يدخلن معكم في المشاورة أحد من تهامة لأن هواهم مع محمد - صلى الله عليه وسلم - فانضم انتسابه إلى نجد لينتفي من تهامة إلى كون قرنه يطلع من نجد فتناسب المعنيان وقد ورد في حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال هذا الكلام وقف عند باب عائشة رضي الله عنها ونظر إلى المشرق يحذر من الفتنة قال السهيلي وفي وقوفه عند باب عائشة رضي الله عنها ناظرا إلى المشرق يحذر من الفتنة عبرة وفكر في خروجها إلى المشرق عند وقوع الفتنة تفهم الإشارة إن شاء الله تعالى واضمم إلى هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر نزول الفتن أيقظوا صواحب الحجر والله أعلم .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 26 Feb 2013 02:28 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الرابع عشر بعد المائة في بيان طلوع الشمس بين قرني الشيطان

روى أبو داود والنسائي من حديث عمرو بن عبسة قال قلت يا رسول الله أي الليل أسمع قال جوف الليل الآخر فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ثم أقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قيد رمح أو رمحين فإنها تطلع بين قرني شيطان فيصلي لها الكفار ثم صل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح ظله ثم أقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها فإذا زاغت الشمس فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي العصر ثم أقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان ويصلي لها الكفار.
وروى مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها ثم إذا استوت قارنها فإذا دنت للغروب قارنها ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في تلك الأوقات
قال ابن عبد البر تابع يحيى على قوله في هذا الحديث عن عبد الله الصنابحي جمهور الرواة منهم العقبي وغيره وقال مطرف عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد الله الصنابحي وتابعه إسحاق بن عيسى الطباع وهو الصواب وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن غسيلة وهو من كبار التابعين ولا صحبة له توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل قدومه المدينة بخمس ليال وللعلماء في معنى الحديث قولان أحدهما أن ذلك اللفظ على حقيقته وأنها تغرب وتطلع على قرن شيطان وعلى رأس شيطان وبين قرني شيطان على ظاهر الحديث حقيقة لا مجازا من غير تكييف لأنه لا يكيف ما لا يرى وحجة من قال هذا القول حديث عكرمة عن ابن عباس أنه قال له أرايت ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر قلبه قال هو حق فما أنكرتم من شعره قالوا أنكرنا قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
فما بال الشمس تجلد فقال والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك ويقولون لها اطلعي اطلعي فتقول لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله فيأتيها ملك من الله عز وجل يأمرها بالطلوع فيستقبل الضياء بني آدم فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن الطلوع فتطلع بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها وما غربت الشمس قط إلا خرت لله تعالى ساجدة فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود فتغرب بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها فذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما طلعت إلا بين قرني شيطان ولا غربت إلا بين قرني شيطان

وقال آخرون معنى هذا الحديث عندنا على المجاز واتساع الكلام وأنه أريد بقرن الشيطان هنا أمة تعبد الشمس وتسجد لها وتصلي في حين غروبها وطلوعها تقصد بذلك الشمس من دون الله وكان - صلى الله عليه وسلم - يكره التشبه بالكفار ويجب مخالفتهم فنهى عن الصلاة في هذه الأوقات لذلك وهذا التأويل جائز في لغة العرب معروف في لسانها لأن الأمة تسمى عنده قرنا والأمم قرونا وقال عز وجل “ وكم أهلكنا قبلهم من قرن “ وقال تعالى “ وقرونا بين ذلك كثيرا “ وقال تعالى “ فما بال القرون الأولى “ وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الناس قرني وجائز أن يضاف القرن إلى الشيطان لطاعتهم له وقد سمى الله تعالى الكفار حزب الشيطان ومن حجة من تأول هذا التأويل من طريق الآثار حديث
عمرو بن عبسة السلمي الذي قدمناه وحديث أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 26 Feb 2013 02:29 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الخامس عشر بعد المائة في بيان مقعد الشيطان

قال أبو بكر الخلال في كتاب الأدب أخبرنا أحمد بن محمد ابن عبد الله بن صدقة حدثنا أبو القاسم الزهري حدثنا عمي حدثنا شعبة عن مغيرة العبسي الأعمى عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو قال قعود الرجل بعضه في الشمس وبعضه في الظل مقعد الشيطان أخبرنا أحمد حدثنا أبو القاسم حدثنا عمي حدثنا شعبة عن أبيه عن أبي هريرة قال بمثل ذلك أخبرنا يحيى بن جعدة حدثنا عبد الوهاب حدثنا قرة بن خالد عن نفيع عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول مقيل الشيطان بين الظل والشمس أخبرنا يحيى أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا سعيد عن قتادة كان يقال مقعد الشيطان بين الظل والشمس ويكره القعود فيه أخبرني أحمد بن محمد بن حازم أن إسحاق بن منصور حدثهم أنه قال لابن عبد الله يكره أن يجلس بين الظل والشمس قال هذا مكروه أليس قد نهى عن ذلك قال إسحاق ابن منصور قال إسحاق بن راهويه قد صح النهي فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن لو ابتدأ فجلس فيه كان أهون .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 26 Feb 2013 02:30 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السادس عشر بعد المائة في لزوم الشيطان القاضي الجائر

روى الترمذي من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الله مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان الباب السابع عشر بعد المائة في ادباره إذا نودي للصلاة

في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع المنادين حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا واذكر كذا ما لم يكن يذكر قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى وفي رواية أن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له حتى لا يسمع صوته فإذا أنتهى رجع فوسوس وفي أخرى إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله حصاص قال الجوهري الضراط الردام ضرط يضرط ضرطا مثل خبق يخبق خبقا ورأيت في الجمهرة ضبط ابن خالويه خبقا بسكون الباء والحصاص بالضم شدة العدو وسرعته عن الأصمعي وقد حص يحص حصا قال حماد بن سلمة قلت لعاصم بن أبي النجود ما الحصاص قال ما رأيت الحمار إذا صر بأذنيه ومصغ بذنبه وعدا فذلك حصاصه قال أبو عبيد يقال هو الضراط في قول بعضهم قال وقول عاصم أحب إلى وهو قول الأصمعي أو نحوه والله أعلم .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 26 Feb 2013 02:31 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثامن عشر بعد المائة في مشية الشيطان في نعل واحدة

قال حرب حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا يمشي أحدكم في نعل واحدة فإن الشيطان يمشي في نعل واحدة قال حرب وسمعت أحمد يكره أن يمشي الرجل في نعل واحدة كراهية واحدة قال حرب حدثنا يحيى ابن عبد الحميد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي رزين عن أبي هريرة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 26 Feb 2013 02:31 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع عشر بعد المائة في اعتزاله ابن آدم إذا تلا السجدة

إذا تلا ابن آدم السجدة اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار قال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس حدثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم قال إذا لعنت الشيطان قال لعنت ملعنا فإذا استعذت منه يقول قطعت ظهري وإذا سجدت يقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فأطاع وأمر الشيطان فعصى فلابن آدم الجنة وللشيطان النار .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 26 Feb 2013 02:32 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الموفي عشرين بعد المائة في أن التثاؤب والنعاس والعطاس في الصلاة من الشيطان

في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازني قال شكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة قال لا ينصرف أحدكم حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا قال أو بكر قال أبو بكر ابن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن قيس بن سكن قال قال عبد الله إن الشيطان يطيف بأحدكم في الصلاة فإذا أعياه أن ينصرف نفخ في دبره ليريه أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يجد ريحا أو يسمع صوتا

وقال إسحاق حدثنا محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم قال قال عبد الله إن الشيطان يجري من ابن آدم في العروق مجرى الدم حتى أنه يأتي أحدكم وهو في الصلاة فينفخ في دبره ويبل إحليله ثم يقول أحدثت فلا ينصرفن أحدكم حتى يجدن ريحا أو يسمع صوتا أو يجد بللا وقال الطبراني في المعجم الكبير حدثنا محمد بن النضر حدثنا أبو غسان النهدي حدثنا قيس بن الربيع عن زر عن عبد الله قال النعاس عند القتال امنة من الله تعالى والنعاس في الصلاة من الشيطان ثم ساقه عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن الثوري عن أبي زريرة عن عبد الله حدثنا محمد بن النضر الأزدي حدثنا معاوية بن عمرو أنبأنا زائدة عن يزيد بن أبي ظبيان عن عبد الله بن مسعود قال التثاؤب والعطاس في الصلاة من الشيطان .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


الساعة الآن 04:09 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي