حـكـم تـعــلم الــســـحــر
سئل فضلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله : عن السحر وحكم تعلمه ؟ فـأجــأب : السحر، قال العلماء هو في اللغة " عبارة عن كل ما لطف وخفي سببه " بحيث يكون له تأثير خفي لا يطلع عليه الناس ، وهو بهذا المعنى يشمل التنجيم ، والكهانة ، بل إنه يشمل التأثير بالبيان والفصاحة كما قال عليه الصلاة والسلام :" إن من البيان لسحرا " فكل شئ له أثر بطريق خفي فهو من السحر ، وأما في الاصطلاح فعرفه بعضهم بأنه : عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والعقول والأبدان فتسلب العقل ، وتوجد الحب والبغض فتفرق بين المرء وزوجه وتمرض البدن وتسلب تفكيره . وتعلم السحر محرم ، بل هو كفر إذا كانت وسيلته الإشراك بالشياطين قال الله تبارك وتعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الشَّياطينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ ولَكِنَّ الشَّياطينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السِحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبابِلَ هَاروتَ وَمَاروتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلا تكفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ وَيتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرَّهُم وَلا ينفَعُهُم وَلَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ مَا لَهُ فِى الأَخِرةِ مِن خَلاقٍ ) { البقرة 102 } فتعلم هذا النوع من السحر وهو الذي يكون بواسطة الإشراك بالشياطين كفر ، واستعماله أيضاً كفر ، واستعماله أيضاً كفر وظلم وعدوان على الخلق ولهذا يقتل الساحر إما ردة وإما حداً ، فإن كان سحره على وجه يكفر به فإن يقتل ردة وكفراً ، وإن كان سحره لا يصل الى درجة الكفر فإنه يقتل حداً دفعاً لشره وأذاه عن المسلمين . { مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين } تعلم السحر سؤال :هل من الحديث ما يقال:" تَعلّموا السّحر ولا تعملوا به" وهل يتفق هذا مع قوله تعالى:(ويَتعلَّمون ما يَضرُّهم ولا يَنْفَعُهُمْ ) (سورة البقرة : 102)؟ الجواب : لِمَ أعثر على حديث بهذا اللفظ، وليكن معلومًا أن العلم بالسّحر غير العمل به، وقد جاء في حديث الصحيحين أن السّحر من السبع الموبِقات، أي من الكَبائر فهل المقصود هو العمل به أو العلم به؟ رأى جماعة أن المحرّم هو العمل به مطلقًا في الضُّرِّ والنَّفْعِ سَدًّا للذَّريعةِ، ورأي الآخرون جواز العمل به في النفع، قال القرطبي في تفسيره: واختلفوا، هل يُسأل الساحِر حل السِّحر عن المسحور؟ فأجازه سعيد بن المسيّب على ما ذكره البخاري، وإليه مال المزني، وكرهه الحسن البصري، وقال الشعبي: لا بأس بالنُّشرة، قال ابن بطال: وفي كتاب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقاتٍ من سِدر أخضرَ فيدُقَّه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ عليه آية الكرسي، ثم يَحسو منه ثلاث حسواتٍ ويغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما به إن شاء الله تعالى، وهو جيّد للرجل إذا حُبس عن أهله، هكذا جاء في تفسير القرطبي ونقله عنه ابن حجر الهيتمي في كتابه " الزواجر " ولم يعترِض عليه. ومهما يكن من شيء فإن أية وسيلة تنتج خيرًا ولا تنتج شرًّا وليس هناك نصٌّ قاطع يمنعها ولا تصادم أصلاً مقرّرًا تكون مشروعة والنّهي عن السّحر شديد؛ لأنّهم كانُوا يعتقدون أنه مؤثّر بنفسه بعيدًا عن إرادة الله تعالى، وذلك هو الكفر الذي من أجله حرمه الإسلام وجاء فيه قوله تعالى: (وما هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بإذْنِ اللهِ )(سورة البقرة : 102). هذا هو حكم العمل به. أما تعلُّم السحر فرأى جماعة منعه مطلقًا ورُوِيَ فيه ابن مردويه حديثًا بسند فيه ضعف وابن حبان في صحيحه أن النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ كتب إلى أهل اليمن كتابًا فيه الفرائض والسنن والديات والزكاة، وكان فيه بيان لأكبر الكبائر، ومنها تعلّم السحر، وذلك لأن تعلُّمه سيجرُّه إلى العمل به وسيُغريه بإيقاع الضّرر بالناس، لكن جاء في " الزواجر " لابن حجر ج2 ص103، قال الفخر: واتّفق المحقِّقون على أن العلم بالسِّحر ليس بقبيح ولا محظور؛ لأن العلم لذاته شريف لعموم قوله تعالى:( قُلْ هَلْ يَستوِي الذِينَ يَعْلمونَ والذِينَ لاَ يَعْلَمونَ ) (سورة الزمر : 9) . ولو لم يعلم السحر لما أمكنَ الفرق بينه وبين المعجزة، والعلم بكون المعجز معجزًا واجب، وما يتوقف الواجب عليه فهو واجب فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجِبا، وما يكون واجبًا كيف يكون حرامًا وقبيحًا؟ ونقل بعضهم وجوب تعلمه على المفتي حتى يعلم ما يقتل منه وما لا يقتل فيُفتي به في وجوب القصاص. انتهى . وابن حجر لم يوافِق على رأي الفخر الرازي الذي نقله عنه، وقرَّر أن تعلُّمَه حرام، وتجب التوبة منه، ويرجع إلى الزواجر لمعرفة وجهة نظره، وإن كنتُ أختار رأي الفخر الرازي على حد قول القائل: عَرَفْت الشر لا للشَّرِّ لَكِنْ لِتوقِّيه ومَنْ لا يَعرِفِ الشَّرَّ مِنَ الناسِ يُلاقيه * قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وقد استدل بهذه الآية ؛ يعني آية : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 102 ) على أن السحر كفر ومتعلمه كافر ، وهو الواضح من بعض أنواعه التي قدمتها وهو التعبد للشياطين أو للكواكب ، وأما النوع الآخر الذي هو من باب الشعوذة فلا يكفر به من تعلمه أصلا ) ( فتح الباري - 10 / 224 ) 0 * قال ابن قدامة في حديث عمر – رضي الله عنه - : ( إذا ثبُت هذا – أي السحر وتعليمه حرام ، لا نعلم فيه خلافا بين أهل العلم 0 قال أصحابنا : ويُكفَّر الساحر بتعلّمه وفعله ، سواء اعتقد تحريمه أو إباحته ) ( المغني - 10 / 114 ) 0 * قال ابن كثير : ( وقد ذكر الوزير أبو المظفر يحيى بن هبيرة بن محمد بن هبيرة – رحمه الله في كتابه " الإشراف على مذاهب الأشراف " باباً في السحر فقال : أجمعوا على أن السحر له حقيقة إلا أبا حنيفة فإنه قال : لا حقيقة له ، واختلفوا فيمن يتعلَّم السحر ، ويستعمله ، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد : يكفًّر 0 ومن أصحاب أبي حنيفة من قال : إن تعلّمه ليتّقيه أو يجتنبه ، فلا يكفًّر ، ومن تعلمه معتقداً جوازه ، أو أنّه ينفعه ، كُفِّر 0 وكذا من اعتقد أنَّ الشياطين تفعل له ما يشاء ، فهو كافر 0 وقال الشافعي : إذا تعلَّم السحر ، قلنا : صِف لنا سحرك ، فإن وصف ما يوجب الكفر ؛ مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرّب إلى الكواكب السبعة ، وأنَّها تفعل ما يُلتمسُ منها ، فهو كافر ، وإن كان لا يوجب الكفر ، فإن اعتقد إباحته ، فهو كافر ) ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 148 ) 0 قال الذهبي : ( الساحر لا بد وأن يكفر- قال الله تعالى : ( وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر َ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 102 ) وما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به ، قال الله تعالى مخبرا عن هاروت وماروت : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِى الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 102 ) ؛ أي من نصيب 0 فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه حراما وما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم الكيمياء وعملها وهي محض السحر ، وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له ، وأشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال ) ( الكبائر – ص 21 ) 0 * قال الشيخ الشنقيطي : ( والتحقيق هو الذي عليه الجمهور : هو أنه لا يجوز ، ومن أكثر الأدلة صراحة ذلك تصريحه تعالى 0 بأنه يضر ولا ينفع في قوله : ( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ ) وإذا أثبت الله أن السحر ضار ونفى أنه نافع ، فكيف يجوز تعلم ما هو ضرر محض لا نفع فيه ) ( أضواء البيان – 4 / 462 ) 0 والراجح بل الصحيح في هذه المسألة أن السحر ينقسم إلى قسمين ، فالقسم الأول ما كان منه يعظم به غير الله من الكواكب والشياطين وإضافة ما يحدثه الله إليها ، وما قصد بتعلمه سفك الدماء والتفريق بين الزوجين والأصدقاء أو الجمع بينهما ، فهو كفر إجماعاً لا يحل تعلمه ولا العمل به 0 وأما النوع الثاني فهو الذي يعتمد على التحايل والتخييل والشعبذة ، فلا ينبغي تعلمه ولا العمل به ، ولا يصل فاعله إلى درجة الكفر ، والله تعالى أعلم 0 السحر لغة : عبارة عمى خفي ولطف سببه ، ومنه سمي السحر سحرا لأنه يقع خفيا آخر الليل ، كما ثبت من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من البيان لسحرا ) ( متفق عليه ) ، لما في البيان من قدرة من يتصف به على إخفاء الحقائق 0 قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله -: ( قال " أبو علي اللؤلؤي " بلغني عن أبي عبيد أنه قال " وإن من البيان لسحرا " كأن المعنى : أن يبلغ من بيانه : أن يمدح الإنسان فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله ، ثم يذمه فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله الآخر ، فكأنه سحر السامعين بذلك ) ( صحيح سنن أبي داوود - 3 / 945 ) 0 يقول الأستاذ راجي الأسمر : ( وتعود معاني السحر اللغوية إلى الخفاء واللَّطافة ، وإلى الخداع والتمويه ، وإلى التلهية ، والتعليل وإلى الصرف والاستمالة ، ومن هذه المعاني اللغوية عرف السحر في الاصطلاح ) ( السحر – حقيقته – أنواعه – الوقاية منه – ص 7 – 8 ) عرف الأحناف السحر فقالوا : ( السحر : هو علم يستفاد منه حصول ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة لأسباب خفية 0 أو : هو قول يعظم فيه غير الله تعالى وتنسب إليه التقديرات والتأثيرات ) ( حاشية رد المحتار للمحقق محمد أمين الشهير بابن عابدين – 1 / 44 – 45 ، تبين الحقائق في شرح كنز الدقائق للزيلعي – 2 / 293 ) 0 وقد عرفه المالكية كتعريف الحنفية الأخير مع تغيير يسير في بعض الألفاظ مع اتحاد المعنى في كل منهما ، وقال عنه بعض المالكية : ( منه ما يكون خارقاً للعوائد ومنه ما لا يكون كذلك ) ( حاشية الدسوقي على الشرح الكبير – 4 / 302 ، الفروق للقرافي المالكي – 4 / 137 ) 0 وبعض المالكية يصرحون بأن السحر جنس يدخل تحته ثلاثة أنواع هي : ( النوع الأول : السيمياء : وهو عبارة عما يركب من خواص أرضية ، كدهن خاص أو مائعات خاصة أو كلمات خاصة توجب تخييلات خاصة وإدراك الحواس الخمس أو بعضاً منها لحقائق خاصة من المأكولات والمشمومات والمبصرات والملموسات والمسموعات 0 وقد يكون لذلك وجود حقيقي يخلق الله تلك الأعيان عند تلك المحاولات ، وقد لا تكون له حقيقة بل تخيل 0 وقد يستولي ذلك على الأوهام ويسلب الفكر الصحيح بالكلية وتصير أحوال الإنسان مع تلك المحاولات كحالات النائم من غير فرق ، ويختص ذلك كله بمن عمل له السحر ، أما من لم يعمل له فلا يجد شيئاً من ذلك إطلاقاً 0 النوع الثاني : الهيمياء : وهي كالسيمياء تماماً إلا أنها تمتاز عن السيمياء أن ما تقدم من المحاولات يضاف – عند الهيمياء – للآثار السماوية من الاتصالات الفلكية وغيرها من أحوال الأفلاك فيحدث جميع ما تقدم ذكره 0 النوع الثالث : بعض خواص الحقائق من الحيوانات وغيرها ، ومثل ذلك : يأخذ سبع من الحجارة ثم يرجم بها نوعاً معيناً من الكلاب ، وشأن هؤلاء الكلاب أنه إذا رمى بهذه السبع عضها كلها ثم يلقطها الرامي بعد ذلك ويطرحها في ماء فمن شرب منه ظهرت عليه آثار عجيبة خاصة نص عليها السحرة ) ( الفروق للإمام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي المشهور " بالقرافي " – 4 / 137 – 138 ) 0 قال صديق بن حسن القنّوجي : ( " علم السحر " : هو علم يستفاد منه حصول ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة بأشياء خفية قاله في كشاف اصطلاحات الفنون ) ( أبجد العلوم – 2 / 318 ) 0 قال العلماء : ( هو ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان مما لا يقدر عليه الإنسان ) ( نقلاً عن " حكم الإسلام في السحر ومشتقاته " – ص 17 ) 0 قال ابن خلدون في مقدمته : ( هو علم بكيفية الاستعدادات تقتدر النفوس البشرية به على التأثير في عالم العناصر ، إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية ، والأول هو السحر ، والثاني هو الطلسمات ) ( نقلاً عن دائرة معارف القرن العشرين – لمحمد فريد وجدي – 5 / 55 ) 0 قال الدكتور عبدالسلام السكري المدرس بكلية الشريعة والقانون بدمنهور : ( بعد استقراء ما قاله علماء الشريعة في تعريفهم للسحر نجدهم أنهم لا يخرجون عن اتجاهات ثلاثة : الاتجاه الأول : أن السحر خارق للعادة ويكتسب بالتعلم والتعليم 0 الاتجاه الثاني : أن السحر يشبه الخارق للعادة وليس بخارق لها على وجه الحقيقة 0 الاتجاه الثالث : أن السحر عبارة عن حيل وتخاييل وتمويهات وخداع 0 وهنا يتضح لنا أن من قال بأن السحر كله خيالات فهو على غير صواب ومن قال بأنه سحر حقيقي بمعاونة الشياطين أو غيرهم مطلقاً فهو أيضاً على غير صواب 0 وإذن يكون الصواب أن بعضه سحر حقيقي وهو الذي تعتريه جميع الأحكام الشرعية الخاصة بالسحر ، وبعضه الآخر شعوذة وهي ما نسميه مجازاً بالسحر وهي خدع وتمويهات لا حقيقة لها في الواقع ولا تعود بالضرر إلا على مستخدمها نفسه في بعض الأحيان كالحاوي الذي يستخدم في حيله وخداعه مواد كيمائية وهو جاهل بمؤثراتها واستخدامها العلمي لأنه ربما وقع في خطأ في الاستعمال نتج عنه ضرره ، لأن مادة الكيمياء تلعب دوراً كبيراً وخطيراً ومفيداً في نفس الوقت في كثير من أوجه النشاط الإنساني ) ( السحر بين الحقيقة والوهم في التصور الإسلامي - ص 37 - 38 ) 0 ثم يعرج الدكتور الفاضل على معنى السحر وشرح مفرداته فيقول : ( " السحر : عبارة عن أمور دقيقة موغلة في الخفاء يمكن اكتسابها بالتعلم تشبه الخارق للعادة وليس فيها تحد ، أو تجري مجرى التمويه والخداع تصدر من نفس شريرة تؤثر في عالم العناصر بغير مباشرة أو بمباشرة " 0 أمور دقيقة موغلة في الخفاء : قيد أول لإخراج الأمور الظاهرة ، فهي ليست من السحر كأحدث الصناعات الدقيقة المبتكرة وغيرها ، فهي ظاهرة واضحة 0 يمكن اكتسابها بالتعلم : قيد ثاني لإخراج المعجزة والكرامة وسائر الأمور الخارقة للعادة ، فالأولى لا تكتسب على إطلاقها والثانية مثلها أو بمجاهدة النفس ، أما السحر فاكتسابه ممكن لأي شخص شاء أن يتعلمه 0 تشبه الخارق للعادة : قيد ثالث لإخراج كل ما من شأنه الخارقية للمألوف من نواميس الكون 0 وليس فيها تحد : قيد رابع أتيت به على فرض صحة قول من قال بأن السحر خارق للعادة فإن كان كذلك وصح فهو قيد لإخراج المعجزة لأنها متحدية للخلق بأن يأتوا بمثلها ، وهنا يكون السحر من قبيل الاستدراج للفساق الذين يخرق الله العادة على أيديهم استدراجاً لهم 0 أو تجري مجرى التمويه والخداع : وهو قيد خامس لإبراز القسم الثاني من قسمي السحر وهو السحر المجازي " الشعوذة " تلك التي تقوم على الحيل والتمويه والخداع 0 تصدر من نفس شريرة : قيد سادس لإخراج النفس الطيبة الطاهرة فإنها بعيدة كل البعد عن هذا الخبث والفساد ، والنفس الطيبة كنفس النبي والولي فهما نقيتان كريمتان 0 تؤثر في عالم العناصر : قيد سابع لإثبات أن السحر يؤثر في العناصر كلها سواء كان إنساناً أم حيواناً وذلك كفن سحر الحيات والثعابين واصطيادها والسيطرة عليها ، وقد عرف هذا النوع من السحر وكان يمارس في بلاد الشرق منذ عصور موغلة في القدم 0 سواء كان وسيلة من وسائل التسلية أو طريقة لإبعاد الزواحف الخطيرة عن الإنسان والماشية 0 بغير مباشرة : كما يفعله السحرة من عقد للتفريق بين المرء وزوجته مثلاً 0 أو بمباشرة : كالسحرة الذين كانوا في بلاد المغرب فقد كانوا ينظرون إلى الإبل فتنبعج بطونها ، أو كمن يكتب على كفه ويسلم على إنسان معين ليعقده عن امرأته ليلة زفافه – على النحو الذي يفعله سخفاء الناس وأراذلهم ، خاصة في قرى الريف بقصد الإطعام من ليلة العرس وأخذ المال بغير حق 0 وهؤلاء لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم والله سبحانه أعلم ) ( السحر بين الحقيقة والوهم في التصور الإسلامي - ص 38 - 39 ) 0 قلت : وهذا التعريف وشرح مفرداته للدكتور الفاضل عبدالسلام السكري – حفظه الله – يبين بما لا يدع مجالاً للشك النظرة المتبصرة المتأملة للكاتب في تعريفه للمعنى الحقيقي للسحر ، وهي نظرة شمولية بينت بدلالة أكيدة واضحة المنهج السلفي في تعريف هذا العلم الخطير الذي لا يمارسه إلا أصحاب النفوس الخبيثة المتأصلة على الخبث والمكر وحب الشر 0 قال الأستاذ محمد محمد جعفر : ( السحر هو : العمل الذي يقوم به شخص معين تتوافر فيه شروط مخصوصة تحت ظروف واستعدادات غير مألوفة وبطرق سرية غامضة ، وذلك للتأثير على شخص أو جملة أشخاص رغم إرادتهم لتحقيق غرض معين له أو موصى به ) ( كتاب " السحر " ) 0 نقلته لك من بعض المواقع والمنتديات ... |
اخى جنى
احسنت احسن الله اليك وجزاك الله خيرا كفيت ووفيت بنقل موفق بارك الله بك |
وهذا نقل اخر ..اعتقد انه به يكون الموضوع اكتمل من كل جوانبه
سائلين الله الهدى والرشاد وان يهدينا لخير القول والعمل ..... أصل السحر إن السحر قديم قدم الإنسانية، عرفته حضارات عديدة وأمم مختلفة حتى أن كل رسول كان يبعثه الله عز وجل إلى قومه كانوا يتهمونه بالسحر يقول سبحانه وتعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾. سورة الذاريات، الآية: 52. وهنا تطرح أسئلة محيرة حول مصدر السحر! هل مصدره الأرض بحيث يكون الجن أو الإنس قد وضعوا علومه؟ أم أنه أنزل من السماء مع هاروت وماروت؟ ومتى ظهر السحر على هذه البسيطة؟ وفي أي مكان؟. إن العمدة في الإجابة عن هذه الأسئلة هو قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَآ كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الْشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْسِّحْرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ج وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ج وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ج وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ج وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ج وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ج لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ﴾ سورة البقرة، الآية: 102، وقد وردت تفاسير عدة لهذه الآيات واختلفت ويمكن حصرها في ثلاثة أقوال: 1- أن السحر لم ينزل من السماء وإنما أصله الأرض وهو من عمل الشياطين بناء على {أن(ما) في قوله تعالى: ﴿وَمَآ أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ﴾ نافية، وذلك أن اليهود كانوا يزعمون أنه نزل به جبريل وميكائيل فأكذبهم الله وجعل قوله تعالى: ﴿هَارُوتَ وَمَارُتَ ج﴾ بدلاً من الشياطين} تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير ج:1 ص:130. ويعتمد أصحاب هذا القول على الرواية التالية وقد جاءت بصيغ مختلفة: أ- ما رواه ابن جرير الطبري: {عن شهر بن حوشب قال: لما سلب سليمان عليه السلام ملكه كانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان فكتبت: من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشمس وليقل كذا وكذا، ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر الشمس وليقل كذا وكذا فكتبته وجعلت عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ثم دفنته تحت كرسيه فلما مات سليمان عليه السلام قام إبليس خطيبًا فقال: يا أيها الناس إن سليمان لم يكن نبيًا إنما كان ساحرًا فالتمسوا سحره في متاعه وبيوته، ثم دلهم على المكان الذي دفن فيه فقالوا: والله كان سليمان ساحرًا هذا سحره بهذا تعبدنا وبهذا قهرنا فقال المؤمنون: بل كان نبيًا مؤمنًا فلما بعث الله تعالى النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم جعل يذكر الأنبياء حتى ذكر داود وسليمان، فقالت اليهود: انظروا إلى محمد صلى الله عليه وسلم يخلط الحق بالباطل يذكر سليمان مع الأنبياء وإنما كان ساحرًا يركب الريح فأنزل الله عذر سليمان ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾}. جامع البيان عن تأويل أي القرآن/ ج:1 ص:450-451. ب- يقول الخفاجي: {فإن كانت(ما) في ﴿ما أنزل﴾ نافية كان معطوفًا على ما كفر سليمان أي لم يكفر ولم ينزل على الملكين شيء من السحر، وهاروت وماروت بدل من الشياطين بدل بعض وما بينهما اعتراض، وهو رد على اليهود لعنهم الله فيما افتروه على الأنبياء - عليهم السلام - والملائكة (...) والقول بأن (ما) نافية هو قول ابن عباس رضي الله عنهما (...) وهذا القول لم يقل به جمهور المفسرين والمحدثين كما عرفته وهو قول ضعيف} نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض/ ج:4 ص:233-235. 2- أن مصدر السحر هو الإنسان لأن الملائكة معصومة من ارتكاب المعاصي حيث قرأ {ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والزهري: الملكين بكسر اللام} زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي ج:1 ص:122.، وقيل إن المراد بالملكين كما قال {الحسن: رجلين صالحين من الملوك} مفاتيح الغيب/ الرازي م:2 ج:3 ص:236. 3- أن السحر أنزله الله تعالى من السماء إلى الأرض مع الملكين هاروت وماروت ببابل ابتلاءًا منه سبحانه وفتنة للناس وذلك بناءًا على ما يلي: أ- أن (ما) في قوله تعالى ﴿ما أنزل﴾ عطف على قول {ما تتلوا الشياطين: أي واتبعوا ما تتلوا الشياطين افتراءًا على ملك سليمان وما أنزل على الملكين لأن السحر منه ما هو كفر وهو الذي تلته الشياطين على ملك سليمان ومنه ما تأثيره في التفريق بين المرء وزوجه وهو الذي أنزل على الملكين} مفاتيح الغيب/ص:235. ب- الحديث الذي ورد في مسند الإمام أحمد بن حنبل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ﴿إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال: إني أعلم ما لا تعلمون قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملان، قالوا ربنا هاروت وماروت قال: فاهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءاها فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا: والله لا نشرك بالله شيئًا أبدًا فذهبت ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها، فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا والله لا نقتله أبدًا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها قالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئًا أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الآخرة﴾. مسند الإمام أحمد بن حنبل/م:2 ص:134. يقول ابن حجر معلقًا على هذه الرواية: {وقصة هاروت وماروت جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر في مسند أحمد وأطنب الطبري في إيراد طرقها بحيث يقضى بمجموعها على أن للقصة أصلاً خلافاً لمن زعم بطلانها كعياض ومن تبعه، وذلك أن الله ركب الشهوة في ملكين من الملائكة اختبارًا لهما وأمرهما أن يحكما في الأرض فنزلا على صورة البشر وحكما بالعدل مدة ثم افتتنا بامرأة جميلة فعوقبا بسبب ذلك بأن حبسا في بئر ببابل منكسين وابتليا بالنطق بعلم السحر فصار يقصدهما من يطلب ذلك فلا ينطقان بحضرة أحد حتى يحذراه وينهياه فإذا أصر تكلما بذلك ليتعلم منهما ذلك وهما قد عرفا ذلك فيتعلم منهما ما قص الله عنهما والله أعلم} فتح الباري شرح صحيح البخاري/ ابن حجر م:10 ص:276 كتاب الطب باب السحر.، يشير ابن حجر إلى قول القاضي عياض: {فاعلم أكرمك الله أن هذه الأخبار لم يرو منها شيء سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هو شيئاً يؤخذ بالقياس والذي منه في القرآن اختلف المفسرون في معناه وأنكر ما قال بعضهم فيه كثير من السلف (...) وهذه الأخبار من كتب اليهود وافترائهم كما نص الله في أول الآيات من افترائهم بذلك على سليمان وتكفيرهم إياه وقد انطوت القصة على شنع عظيمة} الشفا بتعريف حقوق المصطفى/ القاضي عياض اليحصبي ج:2 ص:175 ط:179. وممن رد كذلك على القاضي عياض، الخفاجي يقول: {واعلم أن ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في قصة هاروت وماروت من أنها لا أصل لها بحسب الرواية ولا من جهة الدراية على ما هو الأصح من ملكيتهم لأنهم معصومون والملك المعصوم لا يليق أن ينسب إليه ما ذكر من المعاصي ونحوها (...) فالرد عليه يكون ب: 1- فلما عرفته فيما مر من أنه ورد في حديث من طرق كثيرة بأسانيد صحيحة كما قاله الحافظ ابن حجر والسيوطي قال: وجمعت طرقه في جزء مستقل إلى آخر ما مر فالتردد فيه لا ينبغي. 2- وأما ما أنكره من أنه نسب للملائكة ما لا يليق بهم ولا يصح نسبته لهم فتحقيق الوجه فيه أن الله تعالى لما جعل آدم عليه الصلاة والسلام خليفة والخلافة في أولاده وقالت الملائكة سؤال استفسار أتجعلهم خلفاء يفسدون في الأرض فقال لو جعلت فيكم ما فيهم من الشهوة كنتم مثلهم فتعجبوا من ذلك فأمرهم باختيار من يحكمه في الأرض فاختار هذين الملكين، فأودع فيهما جبلة شهوة بشرية وتمثلا بصورتهم، فلما أهبطهما ورأيا الزهرة افتتنا بها وكان ما كان مما قصصناه عليك فإذا عرفت هذا سقط هذا الاعتراض لأنهما لما حولا عن الملكية وأودع فيهما شهوة البشر لا ينكر مثله منهما لأن المعصوم الملك ما دام على أصل ملكيته فإذا خرج عنها التحق بالبشر فلا ينكر أن يصدر منهما ما يصدر منهم وهذا هو الحق الحقيق} نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض/ الخفاجي ج:4 ص:237.، وتفاصيل هذه القصة كيف يعلم هاروت وماروت الناس السحر، ينبغي فيها التوقف لأن حاصلها كما يقول ابن كثير {راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال} تفسير القرآن العظيم/ ج:1 ص:135. |
اقتباس:
احسن الله اليك جزاك الله خيرا |
اسأل الله أن يبارك هذا الجمع وأن يوفق هذه العقول لقول صائب مسدد وأن يجعل الأفئدة ساحات لصدور سليمة مما حذر منه الدين من التلاعن والتنابذ والاختلاف المذموم لاسيما أننا نقرر أموراً لاضابط لها سوى بعض الاجتهادات التى إن خالفنى فيها أخى فقد اصاب كما أننى ارى فى قولى الصواب .
وبقلة علم وفهم أقول : أن الكل مصيب وأن الخلاف بينهم كان خلافاً لفظياً لامعنوياً والخلاف اللفظى بين البحاث إذا تم الاتفاق المعانى لايلتفت له ولايعوّل عليه ، فالكل مجتمعون على حرمة السحر وحرمة الإضرار به وأن منه مايصل إلى حد الكفر ومنه دون ذلك بحسب الطقوس المستخدمة فى ذلك ، وقد نشب خلاف حول مإذا السحر علم ؟ أم أنه ليس بعلم ؟ والصحيح أن نقول أهو "علم " حقيقى ؟ أم أنه " علم " زائف ؟ وكونه " علم " هذا مالاينكره أحد بل درج لفظ العلماء على تسميته علم فى فتاويهم . ولكى نجيب على هذا السؤال يجب أن نضع السحر فى مختبر العلوم الحقيقية ومن ثم نقوم بتمريره على القياسات التى من خلالها يعتمد كعلم حقيقى أم أنه علم وهمى أو زائف . استخدام عقار أو مصل طبى لإجراء تاثير سلبى أو إيجابى على شريحة معينة من بشر أو حيوانات أو جمادات ذات طبيعة وخاصية واحدة ـ علمياً ـ لابد وأن يأتى بنتائج متساوية أو متقاربة أو متشابهة وبهذا يمكن إطلاق لفظ علم على هذا التجربة وفقاً لهذا القياس . ولكن فى السحر الحصول على مثل هذه النتائج أمر غير ممكن والإخفاق قرين بعض الأعمال السحرية . والسبب أن العلم والسحر يشتركان فى بعض المبادىء كعلم " الشبيه " والذى يقوم عليه السحر ومبدأ علم " الاتصال " والذى يقوم عليه السحر ايضاً ولكن العلم له تخصيصات وتقييدات لاتجدها فى السحر والذى يرى بهذه القواعد بإطلاق . ياإخوان بعد تحقيق وتدقيق ـ ولازال البحث جارياً ـ اتضح أن السحر الحقيقى يبنى على مبدأين اثنين : أولهما : مبدأ " استدعاء الشبيه " وقد بينا أن محاكاة لتمثال أو صورة أو عضو حيوان ـ وقد يدخل فى علم الاتصال ـ وإنزال المخيلة السحرية عليه بأن هذا المثال هو لشخص ما ويتم تشويهه أو حرقه أو وخزه أو تقطيعه أو أى تغيير فيه يقع على نفس الشخص المراد . والمبدأ الثانى : وهو أن أى جزء ينفصل عن الكل لازال يؤثر ويتأثر فى هذا الكل المفصول عنه بما فى ذلك الاسم والذى يعتبر جزء منك ودال عليك وفاضح لك ويتأكد باسم الأم فهو بمثابة الأثر ويستطيع من خلاله الساحر التأثير فيك بإذن الله تعالى دون تلك الحسابات التى عجت بها كتب السحر والتى لها مفهوم منحً آخر غير المتصور لذى جميع الناس وإن كنت فى موضوع سابق وضعته ـ أى قوة الاسم ـ خطأ ضمن علم الشبيه !! لذا كانوا قدماء الفراعنة السوماريين لايصرحون بأسماء أبنائهم الحقيقية وحتفظ بعلمها ـ فقط ـ الأب والأم أما بقية الناس فله اسم حركى أو وهمى وليس هو الحقيقى مخافة التأثير عليه . استسمح القارىء عذراً فى طرح بعض ماتنتاهى إليه علمى حول السحر والأثر وعلاقة الحيوان بذلك وهذا سيكون قريباً وإلى ذلك الحين فأنا فى حل من أى رد على مشاركة بعيدة عن الموضوع الأصل !! وإن كنت أميل إلى وضعه فى موضوع مستقل !! |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا شيخنا ابوهمام |
اقتباس:
|
وبارك الله فى الجميع
|
نعم موضوع مستقل افضل
جزاكم الله خير |
السلام عليكم ورحمه الله
الاخ ابو همام والاخوه جميعا تحيه طيبه لكم اعتذر جدا لسفرى وان شغالى .... ولا اعرف لم توقفتم عن النقاش :) اما انا فلم انتهى ولعلى اضع مكملا على هذا الرابط كل ما قد يفيد الباحث فى القضيه المطروحه كما احى اخى ابو همام على الرد الدبلماسى الوسطى .... اما بالنسبه لفصل الموضوع لا اعرف الراى لكم مع ان الاثر الحيوانى هو اثر ايضا وفى صلب هذا الموضوع .... وانا اعتقد ان تتابع الموضوع بكل فروعه هو اثراء لعنوان هذا الرابط كما ان الباحث يجد سهوله فى ايجاد المعلومه تحت عنوان واحد .... الا ان كان جزئيه قد تطرح من زوايا مختلفه ...والله اعلم وانا مع راى الجماعه بالنهايه تحياتى للجميع اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات .... |
| الساعة الآن 11:30 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي