موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=101)
-   -   البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=19537)

طالب علم 03 Feb 2013 05:41 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب الثامن والثلاثون في تحمل الجن العلم عن الإنس وفتواهم للإنس


قال أبو بكر القرشي حدثني عيسى بن عبيد الله التميمي حدثنا أبو ادريس حدثني أبي عن وهب بن منبه قال كان يلتقي هو والحسن البصري في الموسم كل عام في مسجد الخيف إذا هدأت الرجل ونامت العين ومعهما جلاس لهما يتحدثون فبينا هما ذات ليلة يتحدثان مع جلسائهما إذ أقبل طائر له حفيف حتى وقع إلى جانب وهب في الحلقة فسلم فرد وهب عليه السلام وعلم أنه من الجن ثم أقبل عليه يحدثه فقال وهب من الرجل قال رجل من الجن من مسلميهم قال وهب فما حاجتك قال أو ينكر علينا أن نجالسكم ونحمل عنكم العلم إن لكم فينا رواة كثيرة وأنا لنحضركم في اشياء كثيرة من صلاة وجهاد وعيادة مريض وشهادة جنازة وحج وعمرة وغير ذلك ونحمل عنكم العلم ونسمع منكم القرآن قال له وهب فأي رواة الجن عندكم أفضل قال رواة هذا الشيخ واشار إلى الحسن فلما رأى الحسن وهبا وقد شغل عنه قال يا أبا عبد الله من تحدث قال بعض جلسائنا فلما قاما من مجلسهما سأل الحس وهبا فأخبره وهب خبر الجني وكيف فضل رواة الحسن على غيره قال الحسن يا وهب أقسمت عليك أن لا تذكر هذا الحديث لأحد فإني لا آمن أن ينزله الناس على غير ما جاء قال وهب فكنت ألقى ذلك الجني في المواسم في كل عام فيسألني فأخبره ولقد لقيته عاما في الطواف فلما قضينا طوافنا قعدت أنا وهو في ناحية المسجد فقلت له ناولني يدك فمد يده إلي فإذا هي مثل برثن الهر وإذا عليها وبر ثم مددت يدي حتى بلغت منكبه فإذا مرجع جناح قال فأغمز يده غمزة ثم تحدثنا ساعة ثم قال لي يا أبا عبد الله ناولني يدك كما ناولتك يدي قال فأقسم بالله لقد غمز يدي غمزة حين ناولتها إياه حتى كاد يصيحني وضحك قال وهب وكنت ألقى ذلك الجني في كل عام في المواسم ثم فقدته فظننت أنه مات أو قتل قال وسأل وهب الجني أي جهادكم كما أفضل قال جهاد بعضنا بعضا.

وقال أبو عبد الرحمن بن شكر حدثنا محمد بن عيسى الجندي حدثنا صامت بن معاد عن عبد الرحمن بن يحيى عن أبيه يحيى بن ثابت قال كنت مع حفص الطائفي بمنى فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية يفتى الناس فقال لي حفص يا أبا ايوب أترى هذا الشيخ الذي يفتى الناس هو عفريت قال فدنا منه حفص وأنا معه فلما نظرت إلى حفص وضع يده على نعليه ثم اشتد وتبعه القوم وجعل يقول يا أيها الناس إنه عفريت .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 03 Feb 2013 05:42 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع والثلاثون في بيان وعظ الجن للإنس

قال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن الحسين حدثنا داود بن المحبر حدثنا سوادة بن الأسود سمعت أبا خليفة العبدي قال مات ابن لي صغير فوجدت عليه وجدا شديدا وارتفع عني النوم فوالله إني ذات ليلة لفي بيتي على سريري وليس في البيت أحد وأنى لمفكر في أبني إذ ناداني مناد من ناحية البيت السلام عليكم ورحمة الله يا خليفة قلت وعليكم السلام ورحمة الله قال فرعبت رعبا شديدا ثم قرأ آيات من آخر سورة آل عمران حتى انتهى إلى قوله “ وما عند الله خير للأبرار “ ثم قال يا خليفة قلت لبيك قال ماذا تريد أن تخص بالحياة في ولدك دون الناس أفأنت أكرم على الله أم محمد - صلى الله عليه وسلم - قد مات أبنه إبراهيم فقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب أم تريد أن تدفع الموت عن ولدك وقد كتب على جميع الخلق أم تريد أن تسخط على الله وترد في تدبيره خلقه والله لولا الموت ما وسعتهم الأرض ولولا الأسى ما انتفع المخلوق بعيش ثم قال ألك حاجة قلت من أنت يرحمك الله قال امرؤ من جيرانك الجن والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 03 Feb 2013 05:43 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الموفي أربعين في بيان تكلم الجن بالحكم والقائهم الشعر على ألسنة الشعراء

قال ابن أبي الدنيا أخبرنا محمد بن أبي معشر حدثني أبي حدثني اسحاق بن عبيد الله بن ابي فروة قال إن نفرا من الجن تكونوا في صورة الإنس فأتوا رجلا فقالوا أي شيء أحب إليك أن يكون لك قال الإبل قالوا أحببت الشقاء والعناء وطول البلاء يلحقك بالغربة ويبعدك من الأحبة فارتحلوا من عنده فنزلوا بآخر فقالوا أي شيء أحب إليك أن يكون لك قال العبيد قالوا عز مستفاد وغيظ كالأوتاد ومال وبعاد فارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا أي شيء أحب إليك أن يكون لك قال احب الغنم قالوا أكلة آكل ورفلة سائل لا تحملك في الحرب ولا تلحقك في النهب ولا تنجيك من الكرب فارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا أي شيء أحب إليك أن يكون لك قال أحب الاصل قالوا ثلاثمائة وستون نخلة غناء الدهر ومال الضح قال فارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا أي شيء أحب إليك أن يكون لك قال أحب الحرث قالوا نصف العيش حين تحرث تجد وحين لا تحرث لا تجد قال فارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا أي شيء أحب إليك أن يكون لك قال كما أنتم حتى اضيفكم فجاءهم بخبز فقالوا قمح يصلح ثم جاءهم بلحم فقالوا روح تأكل روحا ما قل منه خير مما كثر قال فجاءهم بتمر ولبن فقالوا ثمر النخلات ولبن البكرات كلوا باسم الله قال فأكلوا قالوا أخبرنا ما أحد شيء وما أحسن شيء وما أطيب شيء رائحة قال أما أحد شيء فضرس جائع يقذف في معاء ضائع وأما أحسن شيء فغادية في إثر سارية في أرض رابية وأما أطيب شيء رائحة فريح زهر في أثر مطر قالوا فأخبرنا أي شيء أحب إليك أن يكون لك قال أحب الموت قالوا لقد تمنيت شيئا ما تمناه أحد قبلك قال ولم فإن كنت محسنا ضمن لي إحساني وإن كنت مسيئا كفاني إساءتي وإن كنت غنيا فقبل فقرى وإن كنت فقيرا ضمن لي فقري قالوا أوصنا وزودنا فأخرج إليهم قربة من لبن وقال هذا زادكم قالوا أوصنا قال قولوا لا إله إلا الله يكفيكم ما بين أيديكم وما خلفكم فخرجوا من عنده وهم يحزمونه على الجن والإنس ، قال محمد بن أبي معشر حدثني ابو النصر هاشم بن القاسم قال بلغني أن الرجل الذي عليه نزلوا بآخرة عويمر ابو الدرداء فصل يقال للشعراء كلاب الجن قال عمرو بن كلثوم:
وقد هرت كلاب الجن منا وسدينا قتادة من يلينا
وذلك لزعمهم أن الشياطين تلقي الشعر على أفواههم وسموا الملقى تابعة وربا قال جرير
إني ليلقى على الشعر مكتهل من الشياطين إبليس الأباليس
ووسموا توابعهم بأعلام قالوا كان للأعشى مسحل ولعمرو ابن قطن جهنام ولبشار سنقناق ويقال للخلفاء والجان جند إبليس
وكنت فتى من جند إبليس فارتقت بي الحال حتى صار إبليس من جندي
ويقال للشعر رقي الشياطين قال جرير في عمر بن عبد العزيز
رأيت رقي الشيطان لا يستفزه وقد كان شيطاني من الجن راقيا
وكذلك كل ما يتكلم به من كلمات الخلابة والتحميس قال
ماذا يظن بسلمى إذ يلم بها مرجل الرأس ذو بردين وضاح
خز عمامته حلو فكاهته في كفه من رقي الشيطان مفتاح
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 03 Feb 2013 05:44 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب الحادي والأربعون في تعليم الجن الطب للإنس


قال صاحب كتاب الهواتف حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن السكن حدثنا محمد بن زياد الكلبي حدثنا العلاء بن برد بن سنان عن الفضل بن حبيب السراج عن مجالد عن الشعبي عن النضر بن عمرو الحارثي قال إنا كنا في الجاهلية إلى جانبنا غدير فأرسلت ابنتي بإناء لتأتيني بماء فابطأت علينا وطلبناها فأعيتنا فأيأسونا منها قال والله إني ذات ليلة جالس بفناء مظلتي إذ طلع على شيخ فلما دنا مني إذا ابنتي قلت ابنتي قالت نعم ابنتك قلت أين كنت أي بنية قالت أرأيت ليلة بعثتني إلى الغدير أخذني جني فاستطار بي فلم أزل عنده حتى وقع بينه وبين فريقين من الجن حرب فإني أعاهد الله إن ظفر بهم أن يردني عليك فظفر بهم فردني عليك فإذا هي قد شحب لونها وتمرط شعرها وذهب لحمها وأقامت عندنا فصلحت فخطبها بنو عمها فزوجناها وقد كان الجني جعل بينه وبينها أمارة إذا رابها ريب أن تدخن له وأن ابن عمها ذاك عيب عليها وقال جنية شيطانة ما أنت بأنسية فدخنت فناداه مناد مالك ولهذه لو كنت تقدمت إليك لفقأت عينيك رعيتها في الجاهلية بحسبي وفي الإسلام بديني فقال له الرجل ألا تظهر بنا حتى نراك قال ليس ذاك لنا أن أبانا سأل لنا ثلاثا أن نرى ولا نرى وأن نكون بين أطباق الثرى وأن يعمر أحدنا حتى تبلغ ركبتاه حنكه ثم يعود فتى قال فقال يا هذا ألا تصف لي دواء حمى الربع قال بلى قال ما رأيت تلك الدويبة على الماء كأنها عنكبوت قال بلى قال خذها ثم اشدد على بعض قوائمها خيطا من عهن فشده على عضدك اليسرى ففعل قال فكأنهما نشط من عقال قال فقال الرجل يا هذا ألا تصف لنا من رجل يريد ما تريد النساء قال هل ألمت به الرجال قال نعم قال لو لم يفعل وصفت لك وقال أيضا حدثنا محمد بن عمرو بن الحكم الهروي قال أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الثقفي عن عبد الملك بن عمير عن الشعبي عن زياد بن النضر الحارثي قال كنا في غدير لنا في الجاهلية ومعنا رجل من الحي يقال له عمرو بن مالك ومعه ابنة له شابة رود فقال أي بنية خذي هذه الصفحة فأتى الغدير فأتينى من مائه فوفاها عليه جان فاختطفها فذهب بها فافتقدها أبوها فنادى في الحي فخرجنا على كل صعب وذلول وسلكنا كل شعب ونقب وطريق فلم نجد لها أثرا فلما كان في زمن عمر بن الخطاب إذا هي قد جاءت قد عفا شعرها وأظفارها فقام إليها أبوها يلثمها ويقول أي بنية أين كنت وأين نبت بك الأرض قالت أتذكر ليلة الغدير قال نعم قالت فإنه وافاني عليه جان فاختطفني فذهب بي فلم أزل فيهم والله ما نال مني محرما حتى إذا جاء الإسلام غزوا قوما مشركين منهم أو غزاهم قوم مشركون منهم فجعل الله عليه إن هو ظفر وأصحابه أن يردني على أهلي فظفر هو وأصحابه فحملني فاصبحت وأنا أنظر اليكم وجعل بيني وبينه أمارة إذا احتجت إليه أن أولول بصوتي قال فأخذوا بشعرها وأظفارها ثم زوجها أبوها شابا من الحي فوقع بينها وبينه ما يقع بين الرجل وزوجته فقال يا مجنونة إنما نشأت في الجن فولولت بصوتها فإذا هاتف يهتف بنا يا معشر بني الحارث اجتمعوا وكونوا أحياء كراما قلنا يا هذا نسمع صوتا ولا نرى شيئا قال أنا رب فلانة رعيتها في الجاهلية بحسبي وحفظتها في الإسلام بديني والله ما نلت منها محرما قط إني كنت في أرض فلان سمعت نبأة من صوتها فتركت ما كنت فيه ثم أقبلت فسألتها فقالت عيرني صاحبي أني كنت فيكم قال أما والله لو كنت تقدمت إليه لفقأت عينيه فتقدموا إليه فقلنا له أي قل اظهر لنا نكافئك فلك عندنا الجزاء والمكافأة فقال إن أبانا سأل أن نرى ولا نرى وان لا نخرج من تحت الثرى وأن يعود شيخنا فتى فقالت له عجوز من الحي أي قل بنية لي أصابتها حمى الربع فهل لنا عندك من دواء فقال على الخبير سقطت انظري إلى ذباب الماء الطويل القوائم الذي يكون على أفواه الأنهار فخذي سبعة ألوان منهن من اصفره وأحمره وأخضره وأسوده فاجعليه في وسط ذلك ثم افتليه بين أصبعك ثم اعقديه على عضدها اليسرى ففعلت فكأنما نشطت من عقال وقال ابن ابي الدنيا حدثني إبراهيم بن عبد الله الهروي أنا هشيم أنا مجالد عن الشعبي قال عرض جان لإنسان مرة وكان الذي عرض له مسلم فعولج فتركه وتكلم فقال هل عندك من حمى الربع شيء قال نعم تعمدوا إلى ذباب الماء فتعقد فيه خيطا من عهن ثم تجعل في عضده فهذا من حمى الربع وقال عبد الله بن محمد القرشي حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا ابراهيم بن سليمان أبو اسماعيل المؤدب عن الأعمش عن زيد بن وهب قال غزونا فنزلنا في جزيرة وأوقدوا نارا وإذا حجرة كبيرة فقال رجل من القوم إني أرى حجرة كبيرة فلعلكم تؤذنون من فيها فحولوا نيرانهم فأتى من الليل فقيل له إنك دفعت عن دارنا وسنعلمك طبا نصيب به خيرا إذا ذكر لك المريض وجعه فما وقع في نفسك أنه دواء فهو دواء قال وكان يوما في مسجد الكوفة فأتاه رجل عظيم البطن فقال انعت لي دواء فإني كما ترى إن أكلت وإن لم آكل فقال ألا تعجبون إلى هذا الذي يسألني وهو يموت في هذا اليوم من ثمار فرجع ثم أتاه عند وفاء ذلك الوقت والناس عنده فقال إن هذا كذاب فقال سلوه ما فعل وجعه قال ذهب قال أنا خوفته بذلك .

وقال أبو بكر القرشي حدثنا يعقوب ابن عبيد حدثنا علي بن عاصم عن سوار بن عبد الله عن أبي ياسين قال كنا مع الحسن قعودا في المسجد فقام فانصرف إلى أهله وقعدنا بعده نتحدث في أصحابه قال ودخل بدوي من بعض أعراب بني سليم المسجد فجعل يسأل عن الحسن البصري فقلت له أقعد فقعد فقلت ما حاجتك قال إني رجل من أهل البادية وكان لي أخ من أشد قومه فعرض له بلاء فلما نزل به حتى شددناه في الحديد فبينا نحن نتحدث في نادينا إذا هاتف يقول السلام عليكم ولا نرى أحدا قال فرددنا عليهم فقالوا يا هؤلاء إنا جاورناكم فلم نر بجواركم بأسا إن سفيها لنا تعرض لصاحبكم هذا فأردناه على تركه فأبى فلما رأينا ذلك أحببنا أن نعذر إليكم يا فلان لأخيه إذا كان يوم كذا وكذا فاجمع قومك وشدوه واستوثقوا منه فإنه إن يغلبكم فلن تقدروا عليه أبدا ثم احمله على بعير فأت به وادي كذا ثم خذ من بقلة الوادي فرضه ثم أوجره إياه وإياك أن ينفلت منكم فإنه إن ينفلت لن تقدروا عليه أبدا فاستوثقوا منه فقلت رحمك الله من يدلني على الوادي وعلى هذا البقل قال إذا كان ذلك اليوم فإنك تسمع صوتا فاتبع الصوت فلما كان ذلك اليوم جمعت قومي فإذا آخى ليس بالذي كان شدة وقوة فلم نزل نعالجه حتى استوثقنا منه ثم حملته على بعير فإذا الصوت أمامي إلى فلم نزل نتبع الصوت وهو يقول إلى إلى فلان استوثقوا منه فإنه إن ينفلت منكم فلن تقدروا عليه أبدا ثم قال اهبط هذا الوادي وقالوا انخ واستوثقوا منه فإذا صاحبنا ليس بالذي كان شدة وقوة فاستوثقنا منه فقال يا فلان قم فخذ من هذا البقل فافعل كذا وكذا حتى فعلنا وهو يقول استوثقوا منه فإنه إن ينفلت فلن تقدروا عليه قال فإذا نحن لا نطيق صاحبنا فجعل ينادينا استوثقوا منه حتى استوثقنا فلما وقع في جوفه جلا عنا وعن نفسه وفتح عينيه فأقبل إلينا فقال يا أخي أخبرني ما الذي بلغ من أمري حتى صرت إلى ما أرى قال قلت يا أخي لا تسألنا قال خلوا سبيله فأطلقوه من الحديد الذي هو فيه قال فقلت له قد رأيت الذي لقينا منه واخاف أن يذهب على وجهه قال والله لا يعود إليه إلى يوم القيامة قال فأطلقناه فأقبل على بعد ما أطلقناه فقال يا أخي ما كان من أمري حتى بلغ بي ما أرى قلت لا تسألني قال خلوا عنه قال قلت رحمك الله أحسنت إلينا ولكن بقي شيء فأخبرنا به قال ما هو قلت إنك حين قلت لنا ما قلت نذرت لله تعالى إن عافى أخي أن أحج ماشيا مزموما قال والله إن هذا الشيء ما إن لنا به علم ولكن أدلك اهبط هذا الوادي فأت البصرة فاسأل عن الحسن بن أبي الحسن فاسأله عن هذا فإنه رجل صالح قال أبو يس فجئنا إلى باب الحسن فاستأذنت فخرجت الجارية ثم رجعت إليه فقالت هذا أبو يس بالباب قال قولي له فليدخل فدخلت فإذا هو في غرفة أظنها من قصب وإذا في الغرفة سرير مرمول بالشريط وإذا الحسن قاعد عليه فسلمت عليه فرد على السلام فقال يا أبا يس إنما عهدي بك منك منذ ساعة فما حاجتك قلت يا أبا سعيد معي غيري أتأذن له قال نعم فقال للخادم إئذن له فدخل إليه ثم سلم وقعد معه فقلت أعد حديثك كما حدثتني فأخذ في أوله والحسن مستقبله إلى قوله ائته أسأله فإنه رجل صالح فبكى الحسن وقال أما الزمام فمن طاعة الشيطان فلا تزم نفسك وكفر عن يمينك وأما المشي فامش إلى بيت الله تعالى وأوف بنذرك والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 05:45 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 


الباب الثاني والأربعون في اختصام الجن والإنس إلى الإنس

قال ابو سليمان محمد بن عبد الله بن دبرا الرابعي الحافظ في كتاب العجائب حدثنا أبي حدثنا أبو عبد الله احمد بن علي الدوري أخو سهل الدوري سمعت أبا ميسرة الحراني يقول اختصمت الجن والإنس إلى محمد بن علاثة القاضي في بئر بالمدائن فقال ابو عبد الله فسألت أبا ميسرة ظهرت الجن له قال لا ولكنه سمع كلامهم فحكم للإنس أن يستقوا منها من طلوع الشمس إلى غروب الشمس وحكم للجن أن يستقوا من غروب الشمس إلى طلوع الفجر قال فكان إذا استقى منها أحد بعد غروب الشمس رجم بالحجارة
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 03 Feb 2013 05:48 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثالث والأربعون في خوف الجن من الإنس

قال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا داود بن عمر والضبي حدثنا عباد بن العوام أنبأنا حصين عن مجاهد قال بينا انا ذات ليلة أصلي إذ قام مثل الغلام بين يدي قال فشددت عليه لآخذه فقام فوثب فوقع خلف الحائط حتى سمعت وقعته فما عاد إلي بعد ذلك قال مجاهد إنهم يهابونكم كما تهابونهم حدثنا هارون بن عبد الله البزار حدثنا محمد بن بشر حدثني معسر بن كدام عن شيخ أرى كان يكنى أبا شراعة قال رآني يحيى ابن الجزار وأنا أهاب أن أدخل زقاقا بالليل فقال لي إن الذي تهاب هو اشد منك فرقا قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم حدثنا محمد بن جابر عن حماد عن مجاهد قال الشيطان أشد فرقا من أحدكم منه فإن تعرض لكم فلا تفرقوا منه فيركبكم ولكن شدوا عليه فإنه يذهب والله أعلم الباب الرابع والأربعون في تسخير الجن للإنس وطاعتهم لهم قال الله تعالى : ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين . وقال تعالى : وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون*ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا * والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد. وقال تعالى : قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك . وفيما قص الله تعالى من أعمال الجن لسليمان عليه السلام كفاية قوله تعالى:والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد . روى ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن قتادة يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وقال السدي ومن الشياطين كل بناء من البناء الذي يبنى قوله وغواص قال قتادة غواص يستخرجون الحلي من البحر وقال السدي الغواص الذي يقوم في الماء وآخرين مقرنين في الاصفاد قال قتادة من مردة وقال ابن عباس في وثاق وقال قتادة مقرنين في الأصفاد من السلاسل في أيديهم مصفودين مسخرين مع سليمان وقال السدي الأصفاد تجمع اليدين إلى عنقه قوله تعالى “ هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب “ قال السدي امنن على من شئت منهم فأعتقه وقال ابن عباس قوله “ هذا عطاؤنا فامنن “ يقول أعتق من الجن من شئت وأمسك منهم من شئت وقال قتادة هؤلاء الشياطين احبس منهم من شئت في وثاقك هذا أو سرح من شئت منهم فاتخذ عنده يدا اصنع ما شئت لا حساب عليك في ذلك قال السدي يمن على من يشاء منهم فيعتقه ويمسك من يشاء منهم فيستخدمه ليس عليه في ذلك حساب ، وقال شاكر في كتاب العجائب حدثنا محمد بن عمير أبو عزيز حدثنا عمران بن موسى بمكة حدثنا علي بن مهران حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن سفيان بن عبد الله ان عمر بن عبد العزيز سأل موسى ابن نصير أمير المغرب وكان يبعث في الجيوش حتى بلغ أو سمع وجوب الشمس عن أعجب شيء رآه في البحر فقال أنتهيت إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا نحن ببيت مبني وإذا نحن فيها بسبع عشرة جرة خضراء مختومة بخاتم سليمان عليه السلام فأمرت بأربع منها فأخرجت وأمرت بواحدة منها فنقبت فإذا شيطان يقول والذي أكرمك بالنبوة لا أعود بعدها أفسد في الارض ثم نظر فقال والله ما أرى بها سليمان وملكه فانساخ في الأرض فذهب فأمرت بالبواقي فردت إلى مكانها وقال أيضا حدثنا عباس ابن الوليد بن مزيد البيروني حدثنا أبي عن موسى بن نصير وكان يهوديا من أهل الكتاب فأسلم فأمر على المغرب فخرج غازيا في البحر حتى أتى بحر الظلمة واطلق المراكب على وجوهها تسير قال فسمع شيئا يقرع المراكب فإذا بحرار خضر مختمة فهاب أن يكسر الخاتم فأمر فأخذ قلة منها ثم رجع فنظرنا فإذا هي مختمة فقال لبعض اصحابه اقدحوها من اسفلها قال فلما أخذ المقداح القلة صاح صائح لا والله يا نبي الله لا أعود قال فقال موسى هذا من الشياطين الذين سجنهم سليمان بن داود ونفذ المقداح في القلة فإذا شخص على رجل المركب فلما نظر إليهم قال أنتم هم والله لولا نعمتكم على لفرقتكم ، قلت ولى موسى بن نصير غزو البحر لمعاوية وافتتح الأندلس وجرت له عجائب وقيل لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير وكثرتهم والله تعالى أعلم .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي




طالب علم 03 Feb 2013 05:53 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب الخامس والأربعون في دلالة الجن الإنس على ما يدفع كيدهم ويعصم منهم


قال أبو بكر عبد الله بن محمد حدثنا ابو عثمان سعيد بن عثمان الجرجاني حدثنا زيد بن الحباب العكلي حدثني عبد المؤمن بن خالد الحنفي من أهل مرو أنبأنا عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبي الأسود الدؤلي قال قلت لمعاذ بن جبل أخبرني عن قصة الشيطان حين أخذته فقال جعلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقة المسلمين فجعلت الثمر في غرفة قال فوجدت فيه نقصانا فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال هذا الشيطان يأخذه فدخلت الغرفة وأغلقت الباب فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب ثم تصور في صورة ثم تصور في صورة أخرى فدخل من شق الباب فشددت إزاري علي فجعل يأكل من الثمر فوثبت عليه فضبطته فالتفت يداي عليه فقلت يا عدو الله فقال خل عني فإني كبير ذو عيال وأنا فقير وأنا من جن نصيبين وكانت لنا هذه القرية قبل أن يبعث صاحبكم فلما بعث أخرجنا منها فخل عني فلن أعود عليك فخليته وجاء جبريل عليه السلام فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما كان فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنادى مناديه ما فعل أسيرك فأخبرته فقال أما إنه سيعود فعد قال فدخلت الغرفة وأغلقت على الباب فجاء فدخل من شق الباب فجعل يأكل من الثمر فصنعت به كما صنعت به في المرة الاولى فقال خل عني فإني لن أعود إليك فقلت يا عدو الله ألم تقل إنك لن تعود قال فإني لن أعود وآية ذلك أنه لايقرأ أحد منكم خاتمة البقرة فيدخل أحد منا في بيته تلك الليلة وساقه في كتاب مكايد الشيطان عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان عن زيد ابن الحباب.
وقال ابو القاسم الطبراني حدثنا اسماعيل بن الفضل الاسفاطي حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا ابان بن يزيد عن يحيى بن ابي كثير عن الحضرمي ابن لاحق عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب عن جده أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه ثمر فكان يتعهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم قال فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت ما أنت جني أم إنسي قال جني قال قلت ناولني يدك فناولني يده فإذا يد كلب وشعر كلب قال فقلت هكذا خلقه الجن قال لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني قلت ما حملك على ما صنعت قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك قال فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم قال هذه الآية التي في سورة البقرة “ الله لا إله إلا هو الحي القيوم “ من قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي ومن قالها حين يمسي أجير منا حتى يصبح فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - صدق الخبيث وهكذا رواية الحاكم في مستدركه من حديث أبي داود الطيالسي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أبي ابن كعب عن جده به وفي الصحيح حديث ابي هريرة قال وكلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت ما هي قال إذا أويت إلى فراشك فاقرا هذه الآية “ الله لا إله إلا هو الحي القيوم “ حتى ختم الآية فإنه لن يزال عليك حافظ من الله تعالى ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعل أسيرك الليلة قلت يا رسول الله علمني شيئا زعم أن الله تعالى ينفعني به قال وما هو قال أمرني أن أقرأ اية الكرسي إذا أويت إلى فراشي زعم أنه لا يقربني حتى أصبح ولا يزال على من الله تعالى حافظ قال أما أنه قد صدقك وهو كذوب وقال أبو بكر القرشي في مكايد الشيطان والهواتف حدثنا اسحاق بن اسماعيل حدثنا اسامة عن اسماعيل بن أبي خالد حدثنا اسحاق قال خرج زيد ابن ثابت إلى حائط له فسمع فيه جلبة فقال ما هذا قال رجل من الجن أصابتنا السنة فأردنا أن نصيب من ثماركم أفتطيبونه قال نعم ثم خرج الليلة الثانية فسمع فيه أيضا جلبة فقال ما هذا قال رجل من الجن أصابتنا السنة فأردنا أن نصيب من ثماركم أفتطيبونه قال نعم فقال له زيد بن ثابت ألا تخبرني ما الذي يعيذنا منكم قال آية الكرسي وقال أيضا حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثني علي بن عثمان اللاحقي حدثني عبيدة بنت الوليد بن مسلم عن الوليد ابيها أن رجلا أتى شجرة أو نخلة فسمع فيها حركة فتكلم فلم يجب فقرأ آية الكرسي فنزل إليه شيطان فقال إن لنا مريضا فبم تداويه قال بالذي أنزلتني به من الشجرة وقال أبو عبد الرحمن بن المنذر في كتاب العجائب حدثنا محمد بن عمران ابن حبيب البزار حدثنا القاسم بن الحكم حدثنا حمزة بن حبيب الزيات قال بينا أنا يحلوان في خان وحدي إذا أنا بشيطانين قد أقبلا فقال أحدهما لصاحبه هذا الذي يقرئ الناس القرآن تعال نفعل به كذا وكذا قال ويلك مر قال فلما دنوا مني قرأت هذه الآية “ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم “ فقال أحدهما لصاحبه لا أرغم الله إلا بأنفك أما انا فلا أزال أحرسه إلى الصباح

وقال ابن أبي الدنيا في كتاب الهواتف حدثني إبراهيم بن محمد حدثني الحسن بن عروة حدثني ابي عروة بن زيد عن ابي الاشم العبدي ولقيته بالموصل قال خرج رجل في جوف الليل إلى ظهر الكوفة فإذا هو بشيء كهيئة العريش وإذا حوله جمع قد أحدقوا به قال فكمن الرجل ينظر اليهم إذ جاء شيء حتى جلس على ذلك العريش فقال والرجل يسمع كيف لي بعروة بن المغيرة فقام شخص من ذلك الجمع فقال انا لك به فقال على به الساعة قال فتوجه نحو المدينة قال فمكث مليا ثم جاء حتى وقف بين يديه فقال ليس إلى عروة سبيل فقال الذي على العريش ولمه قال لأنه يقول كلاما حين يصبح وحين يمسي فليس إليه سبيل فتفرق ذلك الجمع وانصرف الرجل إلى منزله فلما اصبح غدا إلى الكناس واشترى جملا ثم مضى حتى أتى المدينة فلقي عروة بن المغيرة فسأله عن الكلام الذي يقوله حين يصبح وحين يمسى وقص عليه القصة فقال إني أقول حين أصبح وحين أمسي آمنت بالله وحده وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ثلاث مرات وقال في مكايد الشيطان حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا الحارث بن مسكين حدثنا ابن وهب حدثنا عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم قال قدم رجلان من اشجع إلى عروس لهما حتى إذا كانا من ناحية بموضع ذكره إذا بامرأة قالت ما تريدان قالا عروسا لنا نجهزها قالت إن لي بأمرها كله علما فإذا فرغتما فمرا علي فلما فرغا مرا عليها قالت فإني متعتكا فحملاها على أحد بعير بعيريهما وجعلا يتعقبان الآخر

حتى أتوا كثيبا من الرمل فقالت إن لي حاجة فأناخا بها فانتظراها ساعة فابطأت فذهب احدهما في اثرها فأبطأ قال فخرجت أطلب فإذا أنا بها على بطنه تأكل كبده فلما رأيت ذلك رجعت فركبت وأخذت طريقا واسرعت فاعترضت لي فقالت لقد اسرعت قلت رأيتك أبطأت فاركبي فرأتني ازفر فقالت مالك قلت إن بين ايدينا سلطانا ظالما جائرا قالت أفلا أخبرك بدعاء إن دعوت به عليه أهلكته وآخذ لك حقك منه قلت ما هو قال قل اللهم رب السموات وما أظلت ورب الارضين وما أقلت ورب الرياح وما أذرت ورب الشياطين وما أضلت أنت المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام تأخذ للمظلوم من الظالم حقه فخذ لي حقي من فلان فإنه ظلمني قلت فرديها على فجعلت تردها على حتى إذا أحصاها دعا بها عليها قال اللهم إنها ظلمتني وأكلت أخي قال فنزلت نار من السماء في سوأتها فشقتها باثنتين فوقعت شقة ههنا وشقة ههنا قال وهي السعلى تأكل الناس وأما الغول فمن الجن تبطل وتلعب بالناس وتضرط وتلعب بالناس لا تزيد على ذلك.

وقال في مكايد الشيطان حدثنا عبد الملك بن إبراهيم البارودي حدثنا معاوية بن هشام القصار حدثنا سفيان عن ابن ابي ليلى عن أبي ايوب الانصاري قال قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن الغول تدخل على من سهوة لي قال إذا رأيتها فقل أجيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال فرأيتها فأخذتها فخدعتني وقالت لا أعود فخليتها فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ما فعل أسيرك فقلت أختها حلفت لي أن لا تعود فقال كذبت ستعود فعد قال فأخذتها فحلفت أن لا تعود فخليتها فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ما فعل أسيرك فقلت أخذتها فحلفت أن لا تعود فخليتها قال كذبت ستعود فعادت فأخذتها فقالت خل عني وأخبرك بشيء إذا قلته لم يقربك شيطان فخليتها فقالت اقرأ آية الكرسي قال فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ما فعل أسيرك فأخبرته فقال صدقت وهي كذوب ورواه الإمام أحمد عن أبي احمد الزبيري عن سفيان نحوه ورواه الترمذي في فضائل القرآن عن أبي أحمد الزبيري به وقال حسن غريب والغول في لغة العرب هو الجان إذا تبدى في الليل حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال حدثنا عبد الله بن عثمان ابن اسحاق قال سمعت من أب أمي مالك بن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه عن جده أبي أسيد الساعدي الخزرجي أنه قطع ثمرة حائطه فجعله في غرفة فكانت الغول تخالفه إلى مشربته فتسرق ثمره وتفسد عليه فشكا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال تلك الغول فاستمع منها فإذا سمعت اقتحامها قال يعني وجبها فقل باسم الله أجيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل فقالت يا أبا أسيد اعفني ان تكلفني اذهب إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأعطيك موثقا من الله تعالى لا أخالفك إلى بيتك ولااسرق ثمرك وأدلك على آية تقرؤها على بيتك فلا تخالف أهلك وتقرؤها على إناثك فلا يكشف غطاؤه قال فأعطته الموثق الذي رضي به منها وقال الآية التي قالت أدلك عليها آية الكرسي ثم حلت استها تضرط فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقص عليه قصتها حين ولت ولها ضريط قال صدقت وهي كذوب وسيأتي إن شاء الله تعالى في الباب الرابع والثلاثين بعد المائة في بيان فرار الشيطان من عمر حديث الذي صرعه عمر وفيه قول الشيطان للمصروع اقرا سورة البقرة لأنه ليس منها أية تقرأ في وسط شياطين الا تفرقوا ولا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت قال ابن أبي الدنيا حدثت عن اسحاق بن ابراهيم حدثني محمد بن منيب عن السري بن يحيى عن أبي المنذر قال حججنا فنزلنا في أصل جبل عظيم فزعم الناس أن الجن تسكنه فإذا شيخ قد أقبل من الماء فقلت يا ابا شمير ما تذكرون من جبلكم هذا هل رأيت من ذلك شيئا قط قال نعم أخذت يوما قوسا لي وأسهما فصعدت الجبل على وجل فابتنيت بيتا من شجرة عند عين من ماء فمكثت فيه فإذا الأروى قد أقبلت نزيل لا تخاف شيئا فشربت من تلك العين وربضت حولها فرميت كبشا منها فما أخطأت قلبه فصاح صائح فما بقي في الجبل شيء إلا ذهب يعدو على خياله قد أخيف ذعيرا أو ردها حبس الطير على أبي شمير فوق له سهما مثل السير أبيض براق العين فقتل فداء عد بن الاصبغ فقال له قائل ويلك الا تقتله قال ويلك لا استطيع قال ويلك لمه قال لأنه تعوذ بالله حين أسند إلى الجبل فلما سمعت بذلك اطمأننت والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 03 Feb 2013 05:55 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب السادس والأربعون فيما يعصم به من الجن ويستدفع به شرهم


وذلك في عشر حروز
أحدها الاستعاذة بالله منه قال الله تعالى : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم . وفي موضع آخر : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم. وفي الصحيح أن رجلين استبا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أحمر وجه أحدهما فقال - صلى الله عليه وسلم - إني لأعلم كلم لو قالها لذهب عنه ما يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الثاني قراءة المعوذتين روى الترمذي من حديث الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما قال الترمذي هو حديث حسن غريب
الثالث قراءة آية الكرسي ففي الصحيح من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال وكلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان فآتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقك وهو كذوب ذاك الشيطان
الرابع قراءة سورة البقرة ففي الصحيح من حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا تجعلوا بيوتكم قبورا وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يقربه الشيطان
الخامس خاتمة سورة البقرة فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه وروى الترمذي من حديث النعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقر بها شيطان
السادس أول سورة حم المؤمن إلى قوله “ إليه المصير “ مع آية الكرسي ففي الترمذي من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة عن زرارة بن مصعب عن سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قرأ حم المؤمن إلى قوله “ إليه المصير “ وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرآهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح وعبد الرحمن المليكي وإن كان قد تكلم فيه من قبل حفظه فالحديث له شواهد في قراءة آية الكرسي
السابع لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة ففي الصحيح من حديث سمرة مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك
الثامن كثرة ذكر الله عز وجل ففي الترمذي من حديث الحارث الأشعري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل ان يعملوا بها وأنه كاد ان يبطئ بها قال عيسى إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني اسرائيل أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم فقال يحيى عليه السلام أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ فقعدوا على الشرف فقال إن الله أمرني بخمس كلمات ان أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن مثل من اشرك بالله كمثل رجل أشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلى فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك وإن الله آمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله تعالى ينصب وجهه بوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك وكلهم يعجب أو يعجبه ريحها فإن ريح الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أمسكوه فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وأمركم أن تذكروا الله تعالى فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى أتى على حصن حصين فأحرس نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا آمركم بخمس الله تعالى أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم
فقال رجل يا رسول الله وإن صام وصلى قال وإن صام وصلى فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وقال البخاري الحارث الأشعري له صحبة وله غير هذا الحديث
التاسع الوضوء والصلاة وهما من أعظم ما يتحرز به لا سيما عند ثوران قوة الغضب والشهوة فإنها نار تغلي في قلب ابن آدم كما روى الترمذي وغيره من حديث ابي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق في الأرض وفي أثر آخر أن الشيطان خلق من نار وانما تطفئ النار بالماء وفي السنن قال - صلى الله عليه وسلم - إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان من النار وإنما تطفئ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
العاشر إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم من هذه الأبواب الأربعة ففي مسند الإمام أحمد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره لله عز وجل أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي
</i></b>

طالب علم 03 Feb 2013 05:55 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السابع والأربعون في تأثير القرآن والذكر في أبدان الجن وفرارهم من ذلك

قال ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى ابن اسحاق البجلي وحاتم بن أبي حوثرة عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج قال قال شيطاني دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا فيك اليوم مثل العصفور قال قلت ولم ذاك قال تذيبني بكتاب الله عز وجل حدثني محمد بن الحسين حدثني خلف بن تميم حدثنا أبو الأحوص عن أبي اسحاق عن أبي الأخوص عن عبد الله قال شيطان المؤمن مهزول.

حدثني محمد بن الحسين حدثني مجاعة بن ثابت ويحيى بن اسحاق قالا حدثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن المؤمن يضنى شيطانه كما يضني أحدكم بعيره في السفر حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد الوالبي قال خرجت وافدا إلى عمر رحمه الله ومعي أهلي فنزلنا منزلا وأهلي خلفي فسمعت أصوات الغلمان وجلبتهم فرفعت صوتي بالقرآن فسمعت وجبة شيء طرح فسألتهم فقالوا أخذتنا الشياطين فلعبت بنا فلما رفعت صوتك بالقرآن ألقونا وذهبوا.

حكى ابن عقيل في الفنون قال كان عندنا بالظفرية يعني من بغداد دار كلما سكنها ناس أصبحوا مولى فجاء مرة رجل مقرئ فاكتراها وارتقبناها فبات بها واصبح سالما فتعجب الجيران فأقام مدة ثم انتقل فسئل فقال لما بت بها صليت بها العشاء وقرأت شيئا من القرآن وإذا شاب قد صعد من البئر فسلم على فبهت فقال لا بأس عليك علمني شيئا من القرآن فشرعت أعلمه ثم قلت هذه الدار كيف حديثها قال نحن جن مسلمون نقرأ ونصلي وهذه الدار ما يكثر بها إلا الفساق فيجتمعون على الخمر فنخنقهم قلت ففي الليل أخافك فتجئ نهارا قال نعم قال وكان يصعد من البئر بالنهار وألفته فبينما هو يقرأ إذا بمعزم في الدرب يقول المرقى من الدبيب ومن العين ومن الجن فقال أي شيء هذا قلت معزم قال أطلبه فقمت وأدخلته فإذا أنا بالجني قد صار ثعبانا في السقف فعزم الرجل فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل فقام ليأخذه ويضعه في الذنبيل فمنعته فقال أتمنعني من صيدي فأعطيته دينارا وراح فانتفض الثعبان وخرج الجني وقد ضعف ونحل واصفر وذاب فقلت مالك قال قتلني هذا بهذه الإسلامي وما أظني أقلح فاجعل بالك متى سمعت في البئر صراخا فانهزم قال فسمعت في الليل النعي فانهزمت قال ابن عقيل وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار بعدها والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 03 Feb 2013 05:57 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثامن والأربعون في السبب الذي من أجله تنقاد الجن والشياطين للعزائم والطلاسم

كفار الجن وشياطينهم يختارون الكفر والشرك ومعاصي الرب وإبليس وجنوده من الشياطين يشتهون الشر ويكيدون به ويطلبونه ويحرصون عليه يقتضى خبث أنفسهم وإن كان موجبا لعذابهم وعذاب من يغوونه كما قال إبليس “ فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين “ وقال “ أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا “ وقال تعالى “ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين
والإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاحه يشتهى ما يضره ويلتذ به بل يعشق ذلك عشقا يفسد عقله ودينه وخلقه وبدنه وماله والشيطان هو نفسه خبيث فإذا تقرب صاحب العزائم والأقسام وكتب الروحانيات السحرية وأمثال ذلك إليهم بما يحبونه من الكفر والشرك صار ذلك كالرشوة والبرطيل لهم فيقضون بعض أغراضه كمن يعطى غيره مالا ليقتل له من يريد قتله أو يعينه على فاحشة أو ينال معه فاحشة ولهذا كثير من هذه الأمور يكتبون فيها كلام الله تعالى بالنجاسة وقد يقلبون حروف “ قل هو الله أحد “ أو غيرها بنجاسة إما دم وإما غيره وإما بغير نجاسة ويكتبون غير ذلك مما يرضاه الشيطان أو يتكلمون بذلك فإذا قالوا أو كتبوا ما ترضاه الشياطين أعانتهم على بعض أغراضهم إما تغوير ماء من المياه وإما أن يحمل في الهواء إلى بعض الأمكنة وإما أن يأتيه بمال من أموال بعض الناس كما تسرقه الشياطين من أموال الخائنين ومن لم يذكر اسم الله عليه ويأتى به وإما غير ذلك ولو سقنا في كل نوع من هذه الأنواع من الأمور المعينة ومن وقعت له ممن عرفناه ومن لم نعرفه لطال ذلك جدا قال محمد بن اسحاق النديم في كتاب الفهرست في أخبار العلماء وأسماء ما صنفوه من الكتب في الفن الثاني من المقالة الثامنة زعم المعزمون والسحرة أن الشياطين والجن والارواح تطيعهم وتخدمهم وتتصرف بين أمرهم ونهيهم فأما المعزمون ممن ينتحل الشرائع فزعم أن ذلك يكون بطاعة الله جل اسمه والابتهال اليه والإقسام على الأرواح والشياطين به وترك الشهوات ولزوم العبادات وأن الجن والشياطين يطيعونهم إما طاعة لله جل اسمه لأجل الإقسام به وإما مخافة منه تبارك وتعالى ولأن في خاصية اسمائه وذكره قمعهم وإذلالهم فأما السحرة فإنها زعمت أنها تستعبد الشياطين بالقرابين والمعاصي وارتكاب المحضورات مما لله عز وجل في تركها رضا وللشياطين في استعمالها رضا مثل ترك الصلاة والصوم وإباحات الدماء ونكاح ذوات المحارم وغير ذلك من الأفعال البشرية قال محمد بن اسحاق فأما الطريقة المذمومة وهي طريقة السحرة فزعم من يجيز ذلك أن مدخ بنت إبليس وقيل هي بنت ابن إبليس لها عرش على الماء وأن المريد لهذا الأمر متى فعل لها ما تريد وصل إليها وأخدمته من يريد وقضت حوائجه ولم يحتجب عنها والذي يفعل لها القرابين من حيوان ناطق وغير ناطق وان يدع المفترضات ويستعمل كل ما يقبح في العقل استعماله وقد قيل أيضا مدح هو إبليس نفسه وقال آخر إن مدخ تجلس على عرشها فيحمل إليها المريد لطاعتها فيسجد لها قال محمد بن اسحاق النديم قال لي إنسان منهم إنه رآها في النوم جالسة على هيئتها في اليقظة وأنه رأى حولها قوما يشبهون الزط سوادية حفاة مشققي الأعقاب وقال رأيت من جملتهم ابن منذريني وهذا رجل من أكابر السحرة قريب العهد واسمه أحمد بن جعفر غلام ابن زريق وكان يناطق من تحت الطست

وقال الشيخ ابو العباس احمد بن تيمية بعد ما حكى قريبا من هذا والذين يستخدمون الجن بهذه الأمور يزعم كثير منهم أن سليمان كان يستخدم الجن بهذه الأمور فإنه قد ذكر غير واحد من علماء السلف أن سليمان عليه الصلاة والسلام لما مات كتبت الشياطين كتب سحر وكفر وجعلتها تحت كرسيه وقالوا كان سليمان عليه الصلاة والسلام يعمل ليستخدم الجن بهذه فطعن طائفة من أهل الكتاب في سليمان عليه الصلاة والسلام بهذا السبب وآخرون قالوا لولا أن هذا حق جائز لما فعله سليمان عليه الصلاة والسلام فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان عليه الصلاة والسلام وهؤلاء باتباعهم السحر فأنزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى “ ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب “ إلى قوله “ لو كانوا يعلمون “ فبين الله تعالى أن هذا يضر ولا ينفع إذ كان النفع هو الخير الخالص أو الراجح والضرر هو الشر الخالص أو الراجح وشر هذا إما خالص أو راجح

فصل قال محمد بن اسحاق يقال والله اعلم إن سليمان بن داود أول من استعبد الجن والشياطين واستخدمها وقيل أول من استعبدها على مذاهب الفرس حمشيد بن أويخهان قال وكان يكتب لسليمان بن داود عليه الصلاة والسلام وممن استعبدهم آصف بن برخيان ويوسف بن عيصو والهرمزان بن الكردول والذي فتح هذا الأمر في الإسلام أبو نصر أحمد بن هلال البكيل وهلال بن وصيف وكان مخدوما ومناطقا له وله أفعال عجيبة وأعمال حسنة وخواتيم مجربة وله من الكتب كتاب الروح المتلاشية وكتاب المفاخرة في الأعمال وكتاب تفسير ما قالته الشياطين لسليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام وما أخذ عليهم من العهود ومن المعزمين الذين يعملون بأسماء الله تعالى رجل يعرف بابن الإمام وكان في أيام المعتضد وطريقته محمودة غير مذمومة ومنهم عبد الله بن هلال وصالح المدري وعقبة الأدرعي وأبو خالد الخراساني هؤلاء بالطريقة المحمودة ولهم أفعال جليلة وأعمال نبيلة.

قلت هذا الذي قاله النديم من أن عبد الله بن هلال كان يعمل بالطريقة المحمودة غير صحيح فقد كان عبد الله بن هلال رجلا فاجرا زنديقا يترك الصلاة تقربا إلى إبليس لعنهما الله تعالى ويأمر الشياطين فتلعب ببني آدم ويجمع بين الرجال والنساء في الحرام ويدل على ذلك ما ذكره أبو عبد الرحمن الهروي في كتاب العجائب فقال حدثنا يحيى بن علي ابن حسن بن حمدان بن مزيد بن معاوية السعدي قال حدثني أحمد بن عبد الملك قال جاء رجل إلى عبد الله بن هلال الكوفي وكان صديقا لإبليس وكان يترك له صلاة العصر وكانت حوائجه عنده مقضية قال فجاء رجل فقال إن لي جارا غنيا ومن أحسن الناس صنيعا لي وله ابنة حسناء فأنا أحسده فأحب أن تكتب لي إلى إبليس حتى يبعث شيطانا فيخطبها قال فكتب إلى إبليس إن أحببت أن تنظر إلى من هو شر مني ومنك فانظر إلى حامل كتابي هذا واقض حاجته ثم قال سر إلى موضع كذا وكذا إن خط حولك خطة فإذا جاءك صاحبك فأره الكتاب من بعيد قال ففعل وجعل الشياطين يمرون به حتى جاء شيخ على سرير وأربعة يحملونه قال فلما نظر إليه من بعيد رفع الكتاب فأمر إبليس بالكتاب فأخذ فلما نظر إلى عنوانه قبله ووضعه على رأسه فلما قرأ الكتاب صرخ صرخة رجع إليه من كان قبله ولحقه من كان خلفه فقالوا مالك يا سيدنا قال هذا كتاب صديقي يقول فيه إن أحببت أن تنظر إلى من هو شر مني ومنك فانظر إلى حامل كتابي هذا واقض حاجته هاتوا شيطانا أصم أعمى أبكم ووجهوه إلى بيت ذلك الرجل ليخطبها ففعلوا فإن كانت هذه الطريقة هي المحمودة عند النديم فليت شعري ماذا عنده الذميم قال الحجاج يوما لعمرو بن سعيد ابن العاص اخبرني عبد الله بن هلال صديق إبليس أنك تشبه إبليس قال وما ينكر الأمير أن يكون سيد الإنس يشبه سيد الجن فعجب من قوة جوابه

فصل قال الشيخ أبو العباس أهل العزائم والإقسام يقسمون على بعض الجن ليعينهم على بعض فتارة يبرون قسمه وكثيرا لا يفعلون ذلك بان يكون ذلك الجن معظما عندهم وليس للمعزم وعزيمته من الجبرية ما يقتضي إعانتهم على ذلك إذ كان المعزم قد يكون بمنزلة الذي يحلف غيره ويقسم عليه بمن يعظمه وهذا تختلف أحواله فمن أقسم على الناس ليؤذوا من هو عظيم عندهم لم يلتفتوا إليه وقد يكون ذلك منيعا فأحوالهم شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر فالمقصود أن أرباب العزائم مع عون عزائمهم تشتمل على شرك وكفر لا تجوز العزيمة به والقسم فهم كثيرا يعجزون عن دفع الجني وكثيرا ما تسخر منهم الجن إذا طلبوا منهم قتل الجني الصارع للإنسي أو حبسه فيخيلون إليهم أنهم قتلوه أو حبسوه ويكون ذلك تخييلا وكذبا هذا إذا كان يرى ما يخيلونه صادقا الرؤية فإن عامة ما يعرفونه لمن يريدون تعريفه إما بالمكاشفة والمخاطبة إن كان من جنس عباد المشركين وأهل الكتاب ومبتدعة المسلمين الذين تصلهم الجن والشياطين وإما بما يظهرونه لأهل العزائم والإقسام أنهم يمثلون ما يريدون تعزيمه فإذا أراه المثال أخبر عن ذلك وقد يعرف أنه مثال وقد يوهمونه أنه نفس المرئي وإذا أرادوا سماع كلام من يناديه من مكان بعيد مثل من يستغيث ببعض العباد الصالحين من المشركين وأهل الكتاب وأهل الجهل من عباد المسلمين إذا استغاث به بعض محبيه فقال يا سيدي فلان فإن الجني يخاطبه بمثل صوت ذلك الإنسي فإن رد الشيخ عليه الخطاب أجاب ذلك الإنسي بمثل ذلك الصوت قال الشيخ أبو العباس وهذا وقع لعدد كثير أعرف منهم طائفة وكثيرا ما يتصور الشيطان بصورة المدعو المنادي المستغاث به إذا كان ميتا وكذلك قد يكون حيا ولا يشعر بالذي ناداه بل يتصور الشيطان بصورته فيظن المشرك الضال المستغيث بذلك الشخص أن الشخص نفسه أجابه وإنما هو الشيطان وهذا يقع للكفار المستغيثين بمن يحسنون به الظن من الأموات والأحياء كالنصارى المستغيثين بجرجس وغيره من قداديسهم ويقع لأهل الشرك والضلال الذين يستغيثون بالموتى والغائبين يتصور لهم الشيطان في صورة ذلك المستغاث به وهو لا يشعر قال أبو العباس وأعرف عددا كثيرا وقع لهم في عدة أشخاص يقول لي كل من الأشخاص إني لم أعرف أن هذا المستغاث به والمستغيث قد رأى ذلك الذي هو على صورة هذا وما اعتقد أنه إلا هذا وذكر لي غير واحد أنهم استغاثوا بي كل يذكر قصة غير قصة صاحبه فأخبرت كلا منهم أني لم أجب أحدا منهم ولا علمت باستغاثته فقيل فيكون ملكا فقلت الملك لا يغيث مشركا إنما هو شيطان اراد ان يضله وكذلك يتصور بصورته ويقف بعرفات ليظن من يحسن به الظن أنه وقف بعرفات وكثير منهم يحمله الشيطان إلى عرفات أو غيرها من الحرم فيتجاوز الميقات بلا إحرام ولا تلبية ولا يطوف بالبيت ولا بالصفا والمروة وفيهم من لا يعبر مكة وفيهم من يقف بعرفات ويرجع ولا يرمي الجمار إلى أمثال ذلك من الأمور التي يضرهم بها الشيطان حيث فعلوا ما هو منهي عنه في الشرع إما محرم أو مكروه ليس بواجب ولا مستحب وقد زين لهم الشيطان أن هذا من كرامات الصالحين وهو من تلبيس الشيطان فإن الله لا يعبد إلا بما هو واجب ومستحب وكل من عبد عبادة ليست واجبة ولا مستحبة وظنها واجبة أو مستحبة فإنما زين له الشيطان ذلك والله اعلم

فصل يجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيء من كتاب الله عز وجل وذكره بالمداد المباح ويغسل ويسقي كما نص ذلك الإمام أحمد وغيره واحتج بما رواه بإسناده عن ابن عباس أنه كان يكتب لمن أصابها الطلق كلمات الكرب وآيتين من كتاب الله عز وجل تناسب الحال يكتب لا إله إلا الله العظيم الحليم “ سبحان الله رب العرش العظيم “ “ الحمد لله رب العالمين “ “ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها “ “ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون

قلت قدمنا في الباب الأول استطرادا أن عامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقي لا تفقه بالعربية معناها ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقي غير المفهومة المعنى لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك ومن رتع حول الحمى أو شك أن يقع فيه وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رخص في الرقي ما لم يكن شركا وقال من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام ومقنع عام وهو النور والشفاء لما في الصدور والوقاء الدافع لكل محذور والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور وفقنا الله لإدراك معانيه وأوقفنا عند أوامره ونواهيه ومن تدبر من آيات الكتاب من ذوي الألباب وقف على الدواء الشافي كل داء مواف سوى الموت الذي هو غاية كل حي فإن الله تعالى يقول “ ما فرطنا في الكتاب من شيء “ وخواص الآيات والأذكار لا ينكرها إلا من عقيدته واهية ولكن لا يعقلها إلا العالمون لأنه تذكرة وتعيها اذن واعية والله الهادي للحق
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 05:57 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع والأربعون في حكايات مكافأة الجن والإنس على الخير والشر

قال عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني عبيد الله بن جرير العتكي حدثنا الوليد بن هشام الحذمي قال كان عبيد بن الأبرص وأصحاب له في سفر فمروا بحية وهي تتقلب في الرمضاء وتلهث عطشا فهم بعضهم بقتلها فقال عبيد هي إلى من يصب عليها نقطة من ماء أحوج قال فنزل فصبه عليها قال فمضوا فأصابهم ضلال شديد حتى ذهبت عنهم الطريق فبيناهم كذلك فإذا هاتف يهتف
يا أيها الركب المضل مذهبه
دونك هذا اليكن منا فاركبه
حتى إذا الليل تولى مغربه
وسطع الفجر ولاح كوكبه
فخل عنه رحله وسبسبه
قال فسار به من الليل حتى طلع الفجر مسيرة عشرة بلياليهن فقال عبيد بن الأبرص ك
يا أيها البكر قد أنجبت من غمر
ومن فيافي تضل الراكب الهادي
هلا تخبرنا بالحق نعرفه
من الذي جاد بالنعماء في الوادي
فقال مجيبا له :
أنا الشجاع الذي أبصرته رمضا
في ضحضح نازح يسرى به صادي
فجدت بالماء لما ضن شاربه
رويت منه ولم تبخل بإنجاد
الخير يبقى وإن طال الزمان به
والشر أخبث ما أوعيت من زاد

ويدخل في هذا عدة آثار متفرقة في مواضعها من هذا الكتاب منها قصة مالك بن خريم وهي مذكورة في الباب الموفي ستين أن الظباء ماشية الجن قال ابن أبي الدنيا حدثني اسماعيل بن إبراهيم الهاشمي حدثني المريمي قال كنت أقنص الحمر فخرجت ذات يوم فبنيت كوخا في الموضع الذي ترده للشرب فلما وردت شددت سهما فإذا انا بهاتف يقول يا منهلة حمرك فنفرت الحمر كلها فانصرفت ومعي جارية لي يقال لها مرجانة وحماران فشددتهما من وراء الحبل وفوقت سهمي وجلست أرقبهما فلما طلعت الحمر لم أجنح إلى تلبث فرميتها فصرعت حمارا منها ثم قلت
قد فقدت حمارها منهلة ، أتبعتها سيحلة منسلة ، كذنب النحلة يعلو الجلة
قال فأجابني مجيب :
قد فقدت حمارها مرجانة ، أتبعتها سيحلة خسانة ، في قبضة عسراء في سريانة
فقالت الجارية يا مولاي قد مات والله أحد الحمارين ويدخل هنا قصة جمل اليتامى وهي مذكورة في الظباء والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 05:58 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الموفي خمسين في بيان صرع الجن للإنس

قال الشيخ أبو العباس رحمه الله صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس مع الجن وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه وقد يكون وهو كثير والأكثر عن بغض ومجازاه مثل أن يؤذيهم بعض الإنس أو يظنوا أنهم يتعمدون آذاهم إما ببول على بعضهم وإما بصب ماء حار وإما بقتل بعضهم وان كان الإنس لا تعرف ذلك وفي الجن ظلم وجهل فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه وقد يكون عن عبث منهم وشر ميل سفهاء الإنس وحينئذ فما كان من الباب الأول فهو من الفواحش التي حرمها الله تعالى كما حرم ذلك على الإنس وان كان برضا الآخر فكيف إذا كان مع كراهته فإنه فاحشة وظلم يخاطب الجن بذلك ويعرفون أن هذا فاحشة محرمة لتقوم عليهم الحجة بذلك يعلموا بأنه يحكم فيهم بحكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - الذي أرسله إلى جميع الثقلين الإنس والجن وما كان من القسم الثاني فإن كان الإنسي لم يعلم فيخاطبون بأن هذا لم يعلم ومن لم يتعمد الأذى ولم يستحق العقوبة وإن كان قد فعل ذلك في داره وملكه عرفوا بأن الدار ملكه فله أن يتصرف فيها بما يجوز وأنتم ليس لكم أن تمكثوا في ملك الإنس بغير إذنهم بل لكم ما ليس من مساكن الإنس كالخراب والفلوات ولهذا يوجدون كثيرا في الخراب والفلوات ويوجدون في مواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين والمقابر والمقصود أن الجن إذا اعتدوا على الإنس اخبروا بحكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وأقيمت عليهم الحجة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر كما يفعل بالإنس لأن الله تعالى يقول “ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا “ وقال تعالى “ يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي “ صدق الله العظيم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 03 Feb 2013 05:59 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الحادي والخمسون في دخول الجن في بدن المصروع

أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائى وأبى بكر الرازى محمد بن زكريا الطبيب وغيرهما دخول الجن فى بدن المصروع وأحالوا وجود روحين فى جسد مع إقرارهم بوجود الجن إذ لم يكن ظهور هذا فى المنقول عن النبى - صلى الله عليه وسلم - كظهور هذا وهذا الذى قالوه خطأ وذكر ابو الحسن الأشعرى فى مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون إن الجن تدخل فى بدن المصروع كما قال الله تعالى “ الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس “ قال عبدالله بن أحمد بن حنبل قلت لأبى إن قوما يقولون إن الجن لا تدخل فى بدن الإنس قال يا بنى يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه قلت ذكر الدارقطنى فى الجزء الذى انتقاه من حديث أبى سهل بن زياد لفرقد السنحى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة جاءت بابن لها إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -فقالت يا رسول الله إن ابنى به جنون وأنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدره ودعا له فتفتفه فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى رواه أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن الدارمى فى أوائل مسنده فتفتفه اى قيأه وسيأتى إن شاء الله تعالى عن قريب حديث أم أبان الذى رواه أبو داود وغيره وفيه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرج عدو الله وهكذا حديث أسامة بن زيد وفيه اخرج يا عدو الله فإنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم

وقال القاضى عبدالجبار إذا صح ما دللنا عليه من رقة أجسامهم وأنها كالهواء لم يمتنع دخولهم فى أبداننا كما يدخل الريح والنفس المتردد الذى هو الروح فى أبداننا من التخرق والتخلخل ولا يؤدى ذلك إلى اجتماع الجواهر فى حيز واحد لأنها لا تجتمع إلا على طريق المجاورة لا على سبيل الحال وإنما تدخل فى أجسامنا كما يدخل الجسم الرقيق فى الظروف ، فإن قيل إن دخول الجن فى أجسامنا إلى هذه المواضع يوجب تقطيعها أو تقطيع الشياطين لأن المواضع الضيقة لا يدخلها الجسم إلا ويتقطع الجسم الداخل فيها قيل له إنما يكون ما ذكرته إذا كانت الأجسام التى تدخل فى الأجسام كثيفة كالحديد والخشب فأما إذا كانت كالهواء فالأمر بخلاف ما ذكرته وكذلك القول فى الشياطين إنهم لا يتقطعون بدخولهم فى الأجسام لأنهم إما أن يدخلوا بكليتهم فبعضهم متصل ببعض فلا يتقطعون وإما أن يدخلوا بعض أجسامهم إلا أن بعضهم متصل ببعض فلا يتقطع أيضا وهذا مثل أن تدخل الحية فى جحرها كلها أو يدخل بعضها وبعضها يبقى خارج الجحر لأن ذلك لا يوجب تقطعها وليس لأحد أن يقول ما أنكرتم إذا حصل الجنى فى المعدة أن يكون قد أكلناه كما إذا حصل الطعام فيها كنا آكلين له وذلك لأن الأكل هو معالجة ما يوصل بالمضغ والبلع وليس كلما يحصل فى المعدة نكون له آكلين ولا يكون الماء بحصوله فى المعدة مأكولا فإن قيل يجوز أن يدخلوا فى الأحجار قيل نعم إذا كانت مخلخلة كما يجوز دخول الهواء فيها فإن قيل فيجب على ما ذكرتم دخول الشيطان وزوجته فى جوف الآدمى فينكحها فتحبل وتلد فيكون لهم في جوف الواحد منا أولاد قيل قد أجاب أبو هاشم عن هذا السؤال بأن ذلك لا يمتنع فى الأجسام الرقاق كما لا يمتنع ذلك فى الأجسام اللطاف ألا ترى أنه ربما يجتمع فى الجوف من الدود ونحوها شئ عظيم كثير وكذلك الرقيق من الأجسام غير ممتنع هذا منه قال إلا أنه لا يقطع الولادة عليهم لأنهم مختارون فربما لم يختاروا أن يتوالدوا فى أجواف الإنس كما لا نختار نحن أن نتوالد فى الأسواق والمساجد بل نختار فعل ذلك فى مواضع مخصوصة فلا يمتنع أن تكون هذه حالهم وإذا صح ما ذكرناه سقط هذا الاعتراض قال القاضى عبدالجبار بعد ما قدم حديث الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم هذا لا يصح إلا أن تكون أجسامهم رقيقة على مقتضاه ونظائرذلك من الأخبار المروية فى هذا الباب من أنهم يدخلون فى أبدان الإنس وهذا لا يجوز على الأجسام الكثيفة قال ولشهرة هذه الأخبار وظهورها عند العلماء قال أبو عثمان عمرو بن عبيدان المنكر لدخول الجن فى أبدان الإنس دهرى أو يجئ منه دهرى.

قال عبدالجبار وإنما قال ذلك لأنها قد صارت فى الشهرة والظهور كشهرة الأخبار فى الصلاة والصيام والحج والزكاة ومن أنكر هذه الأخبار التى ذكرناها كان رادا والراد على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما لا سبيل إلى علمه إلا من جهته كافر ومن لا يعلم أن المعجزات لا يقدر عليها إلا الله عز وجل وحده لم يصح له أن يعلم أن الأجسام لا يفعلها إلا الله عز وجل ومن لم يعلم ذلك لم يمكنه إثبات قادر لنفسه ولا عالم لنفسه ولا وحى لنفسه ومن لم يمكنه إثبات هذا لم يكنه إثبات فاعل الأجسام وإذا لم يمكنه ذلك وهى موجودة لم يمكنه أن يثبتها محدثة وإذا لم يمكنه أن يثبتها محدثة وهى مع ذلك موجودة فلا بد من أن تكون قديمة ومن كان هذا حاله كان دهريا أو جاء منه دهرى على ما قال وفساد قوله على ما ذكرناه من هذا الترتيب فهذا معنى قوله دهرى أو يجئ منه دهرى وقال أبو القاسم الأنصارى ولو كانوا كثافا يصح ذلك أيضا منهم كما يصح دخول الطعام والشراب فى الفراغ من جسمه فيجب تصحيح ذلك وتأويله المس منه عليه وقال قائلون إن معنى سلوكهم فى الإنس إنما هو بإلقاء الظل عليهم وذلك هو المس ومنه الصرع والفزع وذلك أيضا مما يدفعه العقل غير أنه ورد السمع بسلوكهم فى الإنس ووضع الشيطان رأسه على القلب والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 06:01 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثانى والخمسون فى أن حركات المصروع هل هى من فعله أو فعل الجن

قد تقرر أن المحدث يستحيل أن يفعل فى غيره فعلا ملكا كان أو شيطانا أو إنسيا بل ذلك من فعل المصروع بجري العادة فإن كان المصروع قادرا على ذلك الاضطراب كان ذلك كسبا له وخلقا لله عز وجل وإن لم يكن قادرا عليه لم يكن مكتسبا له بل هو مضطر إليه ولا يمنع أن يكون الله تعالى قد أجرى العادة بأنه لا يفعل ذلك الصرع والاضطراب إلا عند سلوك الجنى فيه أو عند مسه كما فى الأسباب المستعقبة للمسببات وكذلك القول فيما يسمع من المصروع من الكلام فى تجويز كونه كسبا له أو مضطرا إليه وإن كان هو المتكلم دون خالقه وتجويز كونه من كلام شيطان قد سلكه أو مسه وأن يكون قائما بذات الشيطان دون ذات من هو سالك فيه أو مماس له وأكثر الناس يعتقدون أنه كلام الجنى ويضيفونه إليه ولا دليل نقطع به على أن ما سمع منه كلام له أو للشيطان وإن كان كلاما له فإنه من كسبه أو ضرورة فيه وإنما يصار إلى أحدهما بتوقيف مقطوع به ومتى كان كلاما للمصروع كانت إضافته إلى الشيطان مجازا ومعنى الكلام أنه كان منه وسلوكه وعلى الجملة أن المتكلم من قام به الكلام لا من فعل الكلام ثم الكلام الذى يقوم بالبشر قد يكون من فعله وكسبه وقد يكون مضطرا إليه وقد تقدم قول الإمام أحمد هو ذا يتكلم على لسانه يعنى لسان المصروع فقد جعل المتكلم هو الجنى فكذلك الحركة والله سبحانه وتعالى أعلم الباب الثالث والخمسون فى حكم معالجة المصروع.

سئل أبو العباس بن تيمية رحمة الله عليه عن رجل ابتلى بمعالجة الجن مدة طويلة لكون بعض من عنده ناله سحر عظيم قليل الوقوع في الوجود وتكرر السحر أكثر من مائة مرة وكاد يتلف المسحور ويقتله بالكلية مرات لا تحصى فقابلهم الرجل المذكور بالتوجه والصد البليغ ودوام الدعاء والالتجاء وتحقيق التوحيد وأحسن بالنصر عليهم وكان المصاب يراهم في اليقظة وفي المنام ويسمع كلامهم في اليقظة أيضا فرآهم في أوائل الحال وهم يقولون مات البارحة منا البعض ومرض جماعة لأجل دعاء الداعي وسموه باسمه وكان بالقاهرة رجل هائل يقل وجود مثله في الوجود يجتمع بهم ويطلع على حقيقة حالهم وله عليهم سلطان باهر مشهور مشهود لغيره فسئل عن حقيقة منام المصاب وعن خبر الدعاء فأخبر بهلك ستة ومرض كثير من الجن وتكرر هذا نحوا من مائة مرة وتبين للرجل الداعي المذكور أن الله تعالى قهرهم له فإنه كان يجد ذلك ويشهده ويعاضده منامات المصاب وسماعه في اليقظة ايضا وأخبار صاحبهم المذكور وبعد ذلك أذعنوا وذلوا وطلبوا المسألة فهل يجوز للرجل الداعي مواظبة الذب عن صاحبه المصاب المظلوم مع تحققه هلاك طائفة بعد طائفة والحالة هذه أم لا وهل عليه من إثمهم شيء فإنه قد يكون بعضهم مع صياله مسلما أم لا وهل يجوز له إسلام صاحبه والتخلي عنه مع ما يشاهده من أذاه وقرب هلاكه أم لا وهل هذا الغزو مشروع وعليه شاهد من السنة النبوية والطريقة السائغة أم لا وهل تشهد الشريعة بصحة وقوع مثل ذلك كما قد تحققه السائل وغيره من المباشرين والمصدقين أم ذلك ممتنع كما تقوله الفلاسفة وبعض أهل البدع وهل تجوز الاستعانة عليه بشيء من صنع أهل التنجيم ونحوهم فيما يعانونه من الحجب والكتابة والبخور والأوراق وغير ذلك لأنهم يتحملون كبر ذلك والمصاب واهله يطلبون الشفاء وإن كان في ذلك كفر فيكون في عنق صاحبه الذي باع دينه بالدنيا وهذا من باب مقابلة الفاسد بمثله أم لا يجوز ذلك لأجل تقوية طريقهم والدخول في أمر غير مشروع وذكر السائل أسئلة أخرى أضربت عن ذكرها والجواب في نحو كراسين وفيه بسط خارج عن مقصود الجواب اقتضاه طرد الكلام وتشبث بعضه بأذيال بعض وقد أثبت منه ملخصه المطابق للسؤال.

تلخيص الجواب
يستحب وقد يجب أن يذب عن المظلوم وأن ينصر فإن نصر المظلوم مأمور به بحسب الامكان وإذا برئ المصاب بالدعاء والذكر وأمر الجن ونهيهم وانتهارهم وسبهم ولعنهم ونحو ذلك من الكلام حصل المقصود وإن كان ذلك يتضمن مرض طائفة من الجن أو موتهم فهم الظالمون لأنفسهم إذا كان الراقي الداعي المعالج لم يتعد عليهم كما يتعدى عليهم كثير من أهل العزائم فيأمرون بقتل من لا يجوز قتله وقد يحبسون من لا يحتاج إلى حبسه ولهذا قد يقابلهم الجن على ذلك ففيهم من تقتله الجن أو تمرضه وفيهم من يفعل ذلك بأهله وأولاده أو دوابه وأمامن سلك في دفع عدوانهم مسلك العدل الذي أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لم يظلمهم بل هو مطيع لله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في نصر المظلوم وإغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب بالطريق الشرعي التي ليس فيها شرك بالخالق ولا ظلم للمخلوق ومثل هذا لا تؤذيه الجن إما لمعرفتهم بأنه عادل وإما لعجزهم عنه وإن كان الجن من العفاريت وهو ضعيف فقد تؤذيه فينبغي لمثل هذا ان يحترز بقراءة المعوذات والصلاة والسلام والدعاء ونحو ذلك مما يقوي الإيمان يجتنب الذنوب التي بها يستطيلون عليه فإنه يجاهد في سبيل الله وهذا من أعظم الجهاد فليحذر أن ينصر العدو عليه بذنوبه وإن كان الأمر فوق قدرته فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ومن أعظم ما ينتصر به عليهم آية الكرسي فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة ان لها من التأثير في دفع الشياطين وإبطال أحوالهم ما لا ينضبط من كثرته وقوته فإن لها تأثيرا عظيما في طرد الشياطين عن نفس الإنسان وعن المصروع وعمن تعينه الشياطين من أهل الظلم والغضب وأهل الشهوة والطرب وأرباب سماع المكاء والتصدية إذا قرأت عليهم بصدق والصائل المتعدي يستحق دفعه سواء كان مسلما أو كافرا فقد قال - صلى الله عليه وسلم - من قتل دون ماله فهو شهيد وورد دون دمه ودون حرمته ودون دينه فإذا كان المظلوم له أن يدفع عن ماله ولو بقتل الصائل العادي فكيف لا يدفع عن عقله وبدنه وحرمته فإن الشيطان يفسد عقله ويعاقبه في بدنه وقد يفعل معه فاحشة ولو فعل إنسي هذا بإنسي ولم يندفع إلا بالقتل جاز قتله وأما إسلام صاحبه والتخلي عنه فهو مثل إسلام أمثاله من المظلومين وهذا فرض على الكفاية مع القدرة فإن كان عاجزا وهو مشغول بما هو أوجب منه أو قام غيره به لم يجب وإن كان قادرا وقد تعين عليه ولا يشغله عما هو أوجب منه وجب عليه وقول السائل هل هذا مشروع فهذا من أفضل الأعمال وهو من أعمال الأنبياء والصالحين فما زال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن بني آدم بما أمر الله تعالى به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - كما كان المسيح عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك وكما كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك ولو قدر أنه لم ينقل ذلك لكون مثله لم يقع عند الأنبياء لكون الشياطين لم تكن تقدر أن تفعل ذلك عند الأنبياء وفعلت ذلك عندنا فقد أمرنا الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بنصر المظلوم وإغاثة الملهوف ونفع المسلم بما يتناول ذلك وفي الصحيح قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفاتحة وما أدراك أنها رقية وأذن له في أخذ الجعل وهذا كدفع ظالم الإنس من الكفار والفجار وقد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنهم إلى الضرب فيضرب ضربا كثيرا جدا والضرب إنما يقع الجني ولا يحس به المصروع ويخبر بأنه لم يحس بشيء من ذلك ولا يؤثر في بدنه ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل بحيث لو كان على الإنسي تقتله وإنما هو على الجني والجني يصيح ويصرخ ويحدث الحاضرين بأمور متعددة قال المجيب وقد فعلنا نحن هذا وجربناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثير.

الاستعانة عليهم: قال وأما الاستعانة عليهم بما يقال ويكتب مما لا يعرف معناه فلا يشرع استعماله إن كان فيه شرك فإن ذلك محرم وعامة ما يقول أهل العزائم فيه شرك وقد يقرءون مع ذلك شيئا من القرآن ويظهرونه ويكتمون ما يقولونه من الشرك وفي الاستشفاء بما شرعه الله تعالى ورسوله ما يغني عن الشرك وأهله والمسلمون وإن تنازعوا في جواز التداوي بالمحرمات فلا يتنازعون في أن الشرك والكفر لا يجوز التداوي به بحال لأن ذلك محرم في كل حال وليس هذا كالمتكلم به عند الإكراه فإن ذلك إنما يجوز إذا كان القلب مطمئنا بالإيمان والتكلم بما لا يفهم بالعربية إنما يؤثر إذا كان بقلب صاحبه ولو تكلم به مع طمأنينة قلبه بالإيمان لم يؤثر والشيطان إذا عرف أن صاحبه يستخف بالعزائم لم يساعده أيضا فإن المكره مضطر إلى التكلم به ولا ضرورة إلى إبراء المصاب به لوجهين أحدهما أنه قد لا يؤثر فما أكثر من يعالج بالعزائم فلا يؤثر بل يزيده شرا والثاني أن في الحق ما يغني عن الباطل والناس في هذا الباب ثلاثة أصناف قوم يكذبون بدخول الجن في الإنس وقوم يدفعون ذلك بالعزائم المذمومة فهؤلاء يكذبون بالموجود وهؤلاء يكفرون بالرب المعبود والأمة الوسطى تصدق بالحق الموجود وتؤمن بالإله الواحد المعبود وبعبادته ودعائه وذكره وأسمائه وكلامه تدفع شياطين الإنس والجن انتهى تلخيص الجواب قلت قوله وقد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنهم إلى الضرب فيضرب ضربا كثيرا وقد ورد له أصل في الشرع وهو ما رواه الإمام أحمد وأبو داود وأبو القاسم الطبراني من حديث أم أبان بنت الوازع عن أبيها أن جدها انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابن له مجنون أو ابن أخت له فقال يا رسول الله إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي مجنونا أتيتك به لتدعو الله تعالى له قال ائتني به قال فانطلقت به إليه وهو في الركاب فأطلقت عنه وألقيت عليه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أدنه مني واجعل ظهره مما يليني قال فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ويقول اخرج عدو الله فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظر الأول ثم أقعده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفضل عليه وهذا الحديث فيه ضرب الجني وإن لم تدع الحاجة إلى الضرب فلا يضرب فقد روى ابن عساكر في الثاني من كتاب الأربعين الطوال حديث اسامة بن زيد قال حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته التي حج فيها فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة تحمل صبيا لها فسلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يسير على راحلته ثم قالت يا رسول الله هذا ابني فلان والذي بعثك بالحق ما أبقى من خفق واحد من لدن أني ولدته إلى ساعته هذه فحبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراحلة فوقف ثم أكسع اليها فبسط إليها يده وقال هاته فوضعته على يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضمه إليه فجعله بينه وبين واسطة الرحل ثم تفل في فيه وقال اخرج يا عدو الله فإني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ناولها إياه فقال خذيه فلن ترى منه شيئا تكرهينه بعد هذا إن شاء الله الحديث.

وفي أوائل مسند أبي محمد الدارمي من حديث أبي الزبير عن جابر معناه وقال فيه اخسأ عدو الله أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحاصل ذلك أنه متى حصل المقصود بالأهون لا يصار إلى ما فوقه ومتى احتيج إلى الضرب وما هو أشد منه صير إليه ومن قتل الصائل من الجن قتل عائشة رضي الله عنها الجني الذي كان لا يزال يطلع في بيتها وحديث مجاهد كان الشيطان لا يزال يتزيا لي بابن عباس إذا قمت إلى الصلاة قال فذكرت قول ابن عباس فحصلت عندي سكينا فتز يالي فحملت عليه فطعنته فوقع وله وجبة فلم أره بعد ذلك.

وقد ذكرناه بسنده في الباب السادس ومن ذلك أحاديث تعرض الشيطان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومد يده إليه ولفته وذعته وذلك مذكور في موضعه من هذا الكتاب وقال القاضي أبو الحسن بن القاضي أبي يعلى ابن الفراء الحنبلي في كتاب طبقات اصحاب الإمام أحمد سمعت أحمد ابن عبيد الله قال سمعت أبا الحسن عبي بن أحمد بن علي العكبري قدم علينا من عكبرا في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال حدثني أبي عن جدي قال كنت في مسجد أبي عبد الله أحمد بن حنبل فأنفذ اليه المتوكل صاحبا له يعلمه أن له جارية بها صرع وسأله أن يدعو الله لها بالعافية فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له وقال له امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس هذه الجارية وتقول له يعني الجني قال لك أحمد أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين فمضى إليه وقال له مثل ما قال الإمام أحمد فقال له المارد على لسان الجارية السمع والطاعة لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به إنه أطاع الله ومن أطاع الله أطاعه كل شيء وخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولادا فلما مات أحمد عاودها المارد فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروزي وعرفه الحال فأخذ المروزي النعل ومضى إلى الجارية فكلمه العفريت على لسانها لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك احمد بن حنبل اطاع الله فأمرنا بطاعته
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 06:02 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الرابع والخمسون في بيان سخرية الجن من الإنس

قال ابو بكر محمد بن عبيد حدثني عبد الرحمن بن عبد الله حدثنا عمي عن عمرو بن الهيثم عن ابيه عن جده قال خرجت أريد مرقوعا حتى إذا كنت على اربعة فراسخ إذا أنا بصحاب يلعبون عند عين قرية قمت أنظر إليهم فقام أحدهم فاستقبل صاحبه ثم وثب الآخر على عنقه ثم وثب آخر على عنق آخر فلما رأيت ذلك حملت الفرس عليهم فوقعوا يقهقهون مستلقين فخرجت أضرب فرسي فما مررت بشجرة إلا سمعت تحتها ضحكا وبه إلى الهيتم عن أبيه قال خرجت أنا وصاحب لي فإذا بامراة على ظهر الطريق فسألت أن نحملها فقلت لصاحبي أحملها قال فحملها خلفه قال فنظرت إليها ففتحت فاها فإذا يخرج من فيها مثل لهب الأتون فحملت عليها فقالت مالي ولك وصاحت فقال صاحبي ما تريد من البائسة قال ثم سار ساعة ثم التفت اليها ففتحت فاها فإذا يخرج مثل لهب الأتون قال فحملت عليها ففعلت ذلك حتى فعلت ثلاث مرات قال فلما رأيت ذلك صممت فطفرت فإذا هي بالأرض فقالت قاتلك الله ما أشد فؤادك ما رآه أحد قط إلا أنخلع فؤاده ، حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي قال حدثني عمي قال خرج رجل بحضرموت ففر من الغول وهي ساحرة الجن فلما خاف أن ترهقه دخل في بئر فبالت عليه فخرج من البئر فتمعط شعره ولم يبق عليه شيء والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 06:03 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الخامس والخمسون في ان الطاعون من وخز الجن

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي موسى قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فناء أمتي بالطعن والطاعون قالوا يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز إخوانكم من الجن وفي كل شهادة ورواه ابن ابي الدنيا في كتاب الطواعين وقال فيه وخز أعدائكم من الجن ولا تنافي بين اللفظين لأن الأخوة في الدين لا تنافي العداوة لأن عداوة الجن والإنس بالطبع وإن كانوا مؤمنين فالعداوة موجودة قال ابن الأثير الوخز طعن ليس بنافذ والشيطان له ركض وهمز ونفث ونفخ ووخز قال الجوهري الركض تحريك الرجل ومنه قوله تعالى “ اركض برجلك “ وفي حديث المستحاضة هي ركضة من الشيطان يريد الدفعة والهمز شبيهة بالنفخ وهو أقل من التقل وقد نفث الراقي ينفث وينفك والنفخ معروف والوخز الطعن بالرمح وغيره
لا يكون نافذا قال الزمخشري يسمون الطاعون رماح الجن قال الازدي للحارث الملك الغساني
لعمرك ما خشيت على أبي
رماح مقيدة بني الحمار
ولكني خشيت على أبي
رماح الجن أو إياك حار
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 06:03 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السادس والخمسون في أن الاستحاضة ركضة من ركضات الشيطان

روى أبو داود وأحمد والترمذي وصححه من حديث حمنة بنت جحش قالت كنت استحاض حيضة شديدة كثيرة فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أستفتيه فقلت يا رسول الله إني أستحيض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصيام فقال انعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم قالت هو أكثر من ذلك قال فاتخذي ثوبا قالت هو أكثر من ذلك قال فتلجمي قالت إنما أثج ثجأ فقال لها سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم فقال لها إنما هذه ركضة من ركضات الشياطين فتحيضين ستة أيام أو سبعة في علم الله الحديث بطوله وهذا لا ينافي ما رواه البخاري في صحيحه من حديث عائشة في قصة فاطمة بنت أبي حبيش من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما ذلك عرق وفي رواية دم عرق انفجر وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - فإذا ركض ذلك العرق وهو جار سال منه الدم وللشيطان في هذا العرق الخاص تصرف وله به اختصاص زائد على عروق البدن جميعها ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها ويسمون ذلك باب النزيف وإنما يستعينون فيه بركض الشيطان هنالك وإسالة الدم فكلامه - صلى الله عليه وسلم - يصدق بعضه بعضا وهو الشفاء والعصمة.
تعليق وبيان قلت وكذلك القول في قوله - صلى الله عليه وسلم - في الطاعون إنه وخز أعدائكم من الجن مع قوله - صلى الله عليه وسلم - غدة كغدة البعير يخرج من مراق البطن وذلك أن الجني إذا وخز العرق من مراق البطن خرج من وخزه الغدة فيكون وخز الجني سببا للغدة الخارجية .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 03 Feb 2013 06:04 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السابع والخمسون في نظرة الجن وإصابتها بني آدم بالعين

العين عينان عين إنسية وعين جنية وقد صح عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال استرقوا لها فإن بها النظرة قال الحسين بن مسعود الفراء وقوله سفعة أي نظرة يعني من الجن يقول بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح وقال الصولي يقال أزلقه إذا عانه وعانه ولفعه بعينه حدثنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عثمان المازني سمعت أبا عبيدة يقول يقال رجل معين للذي أصابته عين ورجل معيون للذي به منظر ولا مخبر له حدثنا أحمد بن محمد الأسدي سمعت الرياشي يقول يقال رجل معين ومعيون للذي أصابته العين ولبعضهم
وقد عالجوه بالتمائم والرقى
وصبوا عليه الماء من ألم النكس
وقالوا أصابته من الجن أعين
ولو علموا داووه من أعين الإنس
وقال أحمد في مسنده حدثنا ابن نمير حدثنا ثور بن يزيد عن مكحول عن أبي هريرة يرفعه العين ويحضرها الشيطان والله اعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 06:05 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثامن والخمسون في قتال عمار بن ياسر الجن

قال أبو بكر بن عبيد حدثنا اسحاق بن اسماعيل حدثنا وهب ابن جرير حدثنا ابي عن الحسن عن عمار بن ياسر قال قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجن والإنس قيل وكيف قاتلت الجن والإنس قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فنزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك منه فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مرس فقال والله لا تستقي منها اليوم ذنوبا واحدا فأخذني وأخذته فصرعته ثم أخذت حجرا فكسرت به وجهه وأنفه ثم ملأت قربتي فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال هل أتاك على الماء من أحد فقلت نعم فقصصت عليه القصة فقال أتدري من هو قلت لا قال ذاك الشيطان وقال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين عن حميد بن هلال عن الأحنف بن قيس قال قال علي بن أبي طالب والله لقد قاتل عمار بن ياسر الجن والإنس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا هذا الإنس قد قاتل فكيف الجن فقال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فقال لعمار انطلق فاستق لنا من الماء فانطلق فعرض له الشيطان في صورة عبد أسود فحال بينه وبين الماء فأخذه فصرعه عمار فقال له دعني وأخلي بينك وبين الماء ففعل ثم أتى فأخذه عمار الثانية فصرعه فقال دعني وأخلي بينك وبين الماء فتركه فأتى فصرعه فقال له مثل ذلك فتركه فوفى له فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الشيطان قد حال بين عمار وبين الماء في صورة عبد أسود وإن الله أظفر عمارا به قال علي فلقينا عمارا فقلت ظفرت يداك يا أبا اليقظان فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كذا وكذا أما والله لو شعرت أنه شيطان لقتلته ولكن هممت أن أعض بأنفه لولا نتن ريحه والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 03 Feb 2013 06:05 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع والخمسون في تصفيد مردة الجن في شهر رمضان

روى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك عند كل ليلة وروى مسلم من حديث أبي هريرة يرفعه إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين وفي رواية إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن حديث إذا جاء رمضان صفدت الشياطين قال نعم قلت الرجل يوسوس في رمضان ويصرع قال هكذا جاء الحديث في قوله صفدت أي شدت وأوثقت يقال صفده يصفده صفدا والصفد الوثاق والصفد ما يوثق به الأسير من قد وقيد وغل والأصفاد القيود والله سبحانه وتعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي



طالب علم 03 Feb 2013 06:08 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الموفي ستين في أن الظباء ماشية الجن

قال عبد الله بن محمد حدثني هشام بن محمد عن أيوب بن خوط عن حميد بن هلال أو غيره قال كنا نتحدث أن الظباء ماشية الجن فأقبل غلام ومعه قوس ونبل فاستتر بارطأة وبين يديه قطيع من ظبي وهو يريد أن يرمي بعضه فهتف به هاتف لا يرى
إن غلام عسر اليدين
يسعى بلبد أو بلهزمين
متخذ الأرطاة جنتين
ليقتل التيس مع العنزين
فسمعت الظباء فتفرقت حدثني محمد بن صدران الأزدي حدثنا نوح ابن قيس حدثنا قيس حدثنا نعمان بن سهل الحراني قال بعث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه رجلا إلى البادية فرأى ظبية مصرورة فطاردها
حتى إذا أخذها فإذا رجل من الجن يقول
يا صاحب الكنانة المكسورة
خل سبيل الظبية المصرورة
فإنها لضبية مضرورة
غاب أبوهم غيبة مذكورة
في كورة لا بوركت من كورة

حدثني أبي عن هشام عن محمد أن مالك بن نصر الدالاني من همدان قال سمعت شيخا لنا يذكر قال خرج مالك بن حريم الدلاني في نفر من قومه في الجاهلية يريدون عكاظ فاصطادوا ظبيا وأصابهم عطش شديد فانتهوا إلى موضع يقال له أجيرة فقصدوا ظبيا وجعلوا يشربون من دمه من العطش فلما ذهب دمه ذبحوه وخرجوا في طلب الحطب وكمن مالك في خبائه فأثار بعضهم شجاعا فأقبل منسابا حتى دخل رجل مالك فلاذ به وأقبل الرجل في أثره فقال يا مالك استيقظ فإن الشجاع عندك فاستيقظ مالك فنظر إليه وهو يلوذ فقال مالك للرجل عزمت عليك إلا تركته فكف عنه وانساب الشجاع إلى مأمنه وأنشأ مالك يقول :
وأوصاني الحريم بعز جاري وأمنعه وليس به امتناع
وأدفع ضيمة وأذب عنه وأمنعه إذا منع المتاع
فذلكم أبي عنه ينحو لسيء ما استجار به الشجاع
ولا تتحملوا دم مستجير تضمنه أجيرة فالتلاع
فإن لما ترون على أمرا له من دون أعينكم قناع
فارتحلوا واشتد بهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم:
أيها القوم لا ماء أمامكم حتى تسوموا المطايا يومها التعبا
ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب عين رواء وماء يذهب اللغبا
حتى إذا ما أصبتم منه ريكمفاسقوا المطايا منه فاملئوا القربا
فنزلوا شامة فإذا هم في عين خرارة في أصل جبل فشربوا وسقوا هم إبلهم وحملوا ريهم حتى أتوا عكاظ ثم أقبئوا حتى انتهوا إلى ذلك الموضع فلم يروا شيئا وإذا هاتف يقول :
يا مال عني جزاك الله صالحة هذا وداع لكم مني وتنسيم
لا تزهدن في اصطناع الخير مع أحد إن الذي يحرم المعروف محروم
من يفعل الخير لا يعدم مغبته ما عاش والكفر بعد الغب مذموم
أنا الشجاع الذي أنجبت من رهق شكرت ذلك أن الشكر مقسوم

فطلبوا العين فلم يجدوها والله اعلم حدثنا أبو بكر التيمي رجل من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعت رجلا من بني عقيل قال صدت يوما تيسا من الظباء فجئت به إلى منزلي فأوثقته هناك فلما كان من الليل سمعت هاتفا يقول أنا فلان هل رأيت جمل اليتامى أخبرني صبي أن الإنسي أخذه قال أما ورب البيت لئن كان أحدث فيه شيئا لأخذن مثله فلما سمعت ذلك جئت إلى التيس فأطلقته فسمعته يدعوه فأقبل نحو الصوت وله حنين وإرزام كلحنين الجمل وإرزامه قال أبو بكر التيمي وأصاب رجل قنفذا فكفأ عليه برمة فبينا هو على الماء إذ نظر إلى رجلين عريانين أحدهما يقول واكبداه إن كان عفارا ذبح فقال الآخر ثكلت بعل عمتي إن لم أنح فلما سمعت ذلك جئت إلى البرمة وله جلبة تحتها فكشفت عنه فمر يخطر حدثني أبو الحسن الباهلي حدثني حسان بن غزوان الأسدي حدثني رقاد بن زياد قال حملت ظبيا جنح الليل فبات عندي فسمعت هاتفا يهتف من الليل يقول:
أيا طلحة الوادي ألا إن شاتنا
أصيبت بليل وهي منك قريب
أحسي لنا من بات يختل فرقنا
له بهليع الواديين دبيب
قال فبشكتها أي أطلقتها قال وسألته عن هليع الوادي قال أسفله والفرق من الظباء مثل القطيع من الغنم والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 05 Feb 2013 07:35 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الحادي والستون في عبادة الإنس الجن

قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر قال قال عبد الله بن مسعود كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن واستمسك هؤلاء بعبادتهم فأنزل الله تعالى “ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب
ورواه شعيب عن الاعمش ورواه البيهقي بسنده عن سفيان عن الأعمش ومن طريق آخر عن عبد الله بن عتبة ابن مسعود قال نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون والإنس كانوا يعبدونهم لا يشعرون فنزلت “ أولئك الذين يدعون “ الآية والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي
</i></b>

طالب علم 05 Feb 2013 07:36 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب الثاني والستون في جواز المذاكرة بحديث الجن


قال عبد الله بن محمد القرشي حدثنا الحسن بن علي حدثني إسحاق بن إبراهيم بن زريق حدثني عمرو بن الحارث حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوما لمن حضر من جلسائه اذكروا شيئا من حديث الجن فقال رجل يا أمير المؤمنين خرجت أنا وصاحبان لي نريد الشام فأصبنا ظبية عضباء وأدركنا راكب من خلفنا وكنا أربعة فقال خل سبيلها فقلت لا لعمرك لا أخلي سبيلها فقال لربما رأيتنا في هذه الطريق ونحن أكثر من عشرة فيخطف بعضنا بعضا فأذهلني ما كان يا أمير المؤمنين حتى نزلنا ديرا يقال له دير العنيف فارتحلنا وهي معنا فإذا هاتف يهتف وهو يقول
يا أيها الركب السراع الأربعة
خلوا سبيل النافر المروعة
مهلا عن العضبا ففي الأرض سعة
ولا أقل قول كذوب إمعة
قال فخليت سبيلها يا أمير المؤمنين فعرض لازمة ركابنا فأميل بنا إلى
حي عظيم فأتى علينا طعام وشراب ثم مضينا حتى أتينا الشام وقضينا حوائجنا ثم رجعنا حتى إذا كنا في المكان الذي ميل بنا إليه إذا أرض قفر ليس بها سفر فأيقنت يا أمير المؤمنين أنهم حي من الجن فأقبلت سائرا إلى الدير فإذا هاتف يهتف
إياك لا تعجل وخذها من ثقة
إني أسير الحد يوم الحجفقة
قد لاح نجم واستوى بمشرقه
ذو ذنب كالشعلة المحرقة
يخرج من ظلماء عسر موبقه
إني امرؤ أنباؤه مصدقة
فأقبلت يا أمير المؤمنين فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت قال رجل وأنا يا أمير المؤمنين خرجت وصاحب لي نريد حاجة لنا فإذا شخص راكب حتى إذا كان منا مزجر الكلب هتف بأعلى صوته أحمد يا أحمد الله أعلى وأمجد محمد أتانا بإله يوحد يدعو إلى الخير وإليه فاعمد فراعنا ذلك فأجابه صوت عن يساره يقول
أنجز ما أوعد من شق القمر
حان له والله إذ دين ظهر

فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الإسلام فأسلمت قال عمر وأنا كنت عند دريح لنا إذ هتف هاتف من جوفه يا لدريح يا لدريح صائح يصيح بأمر فليح ورشد نجيح يقول لا إله إلا الله فأقبلت فإذا النبي صلى قد ظهر ودعا إلى الله فأسلمت قال خريم ابن فاتك وأنا أضللت إبلا لي فخرجت في طلبها حتى إذا كنت ببارق العراق فأنخت راحلتي ثم علقتها ثم أنشأت أقول أعوذ بسيد هذا الوادي أعوذ بعظيم هذا الوادي ثم وضعت رأسي على جمل فإذا بهاتف من الليل يهتف ويقول
الا فعذ بالله ذي الجلال
ثم اقرأ آيات من الأنفال
ووحد الله ولا تبال
ما هول الجن من الأهوال
فانتبهت فزعا فقلت
يا أيها الهاتف ما تقول
ارشد عندك أم تضليل
فأجابني
هذا رسول الله ذو الخيرات
أرسله يدعو إلى النجاة
وينزع الناس عن الهنات
يأمر بالصوم وبالصلاة
وفي الخبر زيادة من غير هذا الطريق الهاتف ظهر له وضمن عود إبله إلى أهله وأمره بالمضي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مضى فدخل المدينة وجاء المسجد والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - بحال الهاتف وانه ممن آمن بن من الجن وهذه القصة تدخل في مواضع من الكتاب منها أن الظباء ماشية الجن ومنها إخبار الجن بظهور النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها دعاء الإنس إلى الإسلام ومنها دلالة الجن على ما يدفع كيدهم وبالله التوفيق
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 05 Feb 2013 07:38 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 

الباب الثالث والستون في إخبار الجن بمبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وحراسة السماء منهم بالنجوم


ذكر الزبير بن أبي بكر وغيره أن إبليس كان يخترق السموات قبل عيسى عليه السلام فلما ولد وبعث عليه السلام حجب عن ثلاث سموات فلما ولد محمد - صلى الله عليه وسلم - حجب عنها كلها وقذفت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش حين كثر القذف بالنجوم قامت الساعة فقال عتبة ابن ربيعة انظروا إلى العيوق فإن كان قد رمي به فقد آن قيام الساعة وإلا فلا وذكر ابن اسحاق ما رميت به الشياطين حين ظهر القذف بالنجوم لئلا يلتبس بالوحي وليكون ذلك أظهر للحجة وأقطع للشبهة قال السهيلي والذي قاله صحيح ولكن القذف بالنجوم كان قديما وذلك موجود في أشعار القدماء من الجاهلية منهم عوف بن الخرع وأوس بن حجر وبشر بن أبي خازم وكلهم جاهلي وقد وصفوا الرمي بالنجوم وأبياتهم في ذلك مذكورة في مشكل ابن قتيبة في تفسير سورة الجن وذكر عبد الرازق في تفسيره عن معمر عن ابن شهاب انه سئل عن هذا الرمي بالنجوم أكان في الجاهلية قال نعم ولكنه لما جاء الإسلام غلظ وشدد وفي قوله سبحانه “ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا “ ولم يقل حرست دليل على أنه قد كان منه شيء فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ملئت حرسا شديدا وشهبا وذلك لينحسم أمر الشياطين وتخليطهم ولتكون الآية أبين والحجة أقطع وإن وجد اليوم كاهن فلا يدفع ذلك بما أخبر الله من طرد الشيطان عن استراق السمع فإن ذلك التغليظ والتشديد كان زمن النبوة ثم بقيت منه أعني من استراق السمع بقايا يسيرة بدليل وجودهم على الندور وفي بعض الأزمنة في بعض البلاد وقد سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكهان فقال ليسوا بشيء فقيل إنهم يتكلمون بالكلمة فتكون كما قالوا فقال تلك الكلمة من الحق يحفظها الجني فيقرها في أذن وليه قر الزجاجة فيخلط فيها أكثر من مائة كذبة ويروى قر الدجاجة بالدال وعلى هذه الرواية تكلم قاسم بن ثابت في الدلائل قال السهيلي والزجاجة بالزاي اولى لما ثبت في الصحيح فيقرها في أذن وليه كما تقر القارورة ومعنى يقرها يصبها ويفرغها قال الراجز:
لا تفرغن في أذني بعدها
ما يستقر فأريك فقدها

وقال ابن دريد يقال قر عليه دلوا من ماء إذا صبها عليه وفي تفسير ابن سلام عن ابن عباس قال إذا رمى الشهاب الجني لم يخطئه ويحرق ما أصاب ولا يقتله وعن الحسن قال يقتله في أسرع من طرفة العين وفي تفسير ابن سلام أيضا عن أبي قتادة أنه كان مع قوم فرمى بنجم فقال لا تتبعوه أبصاركم وفيه أيضا عن حفص أنه سأل الحسن أيتبع بصره الكوكب فقال قال الله تعالى “ وجعلناها رجوما للشياطين “ وقال تعالى “ أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض “ قال كيف نعلم إذا لم ننظر إليه لأتبعنه بصرى وذكر ابن اسحاق حديث ابن عباس وفيه كنا إذا رأيناه نقول يموت عظيم أو يولد عظيم والحديث في صحيح مسلم ولفظه أن عبد الله بن عباس قال أخبرني رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار أنهم بينا هم جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ رمى بنجم فاستنار فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمى بمثل هذا قالوا الله ورسوله أعلم كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم أو مات رجل عظيم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك اسمه إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السموات الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا ثم يقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ماذا قال فيستخبر بعض أهل السماء بعضا حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا فيخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم ويرمون فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يقذفون فيه ويزيدون وفي هذا دليل على ما قدمناه من أن القذف بالنجوم قد كان قديما ولكنه إذ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلظ وشدد كما قال الزهري ملئت السماء حرسا شديدا وشهبا وقوله في آخر الحديث من رواية ابن اسحاق وقد انقطعت الكهانة اليوم فلا كهانة يدل قوله اليوم على تخصيص ذلك الزمان كما قدمناه والذي انقطع اليوم وإلى يوم القيامة أن تدرك الشياطين ما كانت تدركه في الجاهلية الجهلاء عند تمكنها من سماع أخبار السماء وما يوجد اليوم من كلام الجن على ألسنة المجانين إنما هو خبر منهم عما يرونه في الأرض مما لا نراه نحن كسرقة سارق وخبية في مكان خفي أو نحو ذلك وأن أخبروا بما سيكون كان تخرصا وتظننا فيصيبون قليلا ويخطئون كثيرا وذلك القليل الذي يصيبون فيه هو ما تتكلم به الملائكة في العنان كما في حديث البخاري فيطردون بالنجوم فيضيفون إلى الكلمة الواحدة أكثر من مائة كذبة كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتقدم

وذكر ان أول العرب فزع للرمي بالنجوم حين رمى بها للقذف ثقيف وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له عمرو بن امية أحد بني علاج وكان أدهى العرب وأكثرها رأيا فقالوا له يا عمرو ألم تر ما حدث في السماء من القذف بهذه النجوم قال بلى فانظروا فإن كانت معالم النجوم التي يهتدى بها في البر والبحر وتعرف بها الأنواء من الصيف والشتاء لما تصلح الناس في معايشهم هي التي يرمى بها فهو والله طي الدنيا وهلاك هذا الخلق الذي فيها وان كانت نجوما غيرها وهي ثابتة فهذا الأمر أراد الله تعالى بهذا الخلق وروى ابن عبد البر من طريق أبي داود بسنده إلى الشعبي قال لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - رجمت الشياطين بنجوم لم تكن ترجم بها قبل فأتوا عبد ياليل بن عمرو الثقفي فقالوا إن الناس قد فزعوا وأعتقوا رقبتهم وسيبوا أنعامهم لما رأوا في النجوم فقال لهم وكان رجلا أعمى لا تعجلوا وانظروا فإن كانت النجوم التي تعرف فهي عند فناء الناس وإن كانت لا تعرف فهي من حدث فنظروا فإذا هي نجوم لا تعرف فقالوا هذا من حدث فلم يلبثوا حتى سمعوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
فصل
روى أبو جعفر العقيلي في كتاب الصحابة عن رجل من بني لهب يقال له لهب أو أبو لهب قال حضرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت عنده الكهانة فقلت بأبي أنت وأمي نحن أول من عرف حراسة السماء وزجر الشياطين ومنعهم من استراق السمع عند قذف النجوم وذلك أننا أجتمعنا إلى كاهن لنا يقال له خطر بن مالك وكان شيخا كبيرا قد أتت عليه مائتان وثمانون سنة وكان من أعلم كهاننا فقلنا يا خطر هل عندك علم من هذه النحوم التي يرمى بها فإنا قد فزعنا لها وخشينا سوء عاقبتها فقال
عودوا إلى السحر
أخبركم الخبر
ألخير أم ضرر
أو لأمن أو حذر

قال فانصرفنا عنه يومنا فلما كان من غد وجه السحر أتيناه فإذا هو قائم على قدميه شاخص في السماء بعينيه فناديناه يا خطر يا خطر فأومأ إلينا أمسكوا فأمسكنا فانقض نجم عليه من السماء وصرخ الكاهن رافعا صوته
أصابه أصابة
خامره عقابه
عاجله عذابه
احرقه شهابه
يا ويله ما حاله
بلبله بلباله
عاوده خباله
تفصمت حباله
وغيرت أحواله
ثم أمسك طويلا وقال :
يا معشر بني قحطان أخبركم بالحق والبيان
أقسمت بالكعبة والاركان
والبلد المؤتمن السدان
قد منع السمع عناة الجان
بثاقب بكف ذي سلطان
من أجل مبعوث عظيم الشأن
يبعث بالتنزيل والقرآن
وبالهدى وفاضل القرآن
يبطل به عبادة الأوثان
فقلنا له ويحك يا خطر إنك لتذكر أمرا عظيما فماذا ترى لقومك فقال
أرى لقومي ما أرى لنفسي
إن يتبعوا خير نبي الإنس
برهانه مثل شعاع الشمس
يبعث في مكة دار الخمس
بمحكم التنزيل غير اللبس

فقلنا له يا خطر وممن هو فقال والحياة والعيش إنه لمن قريش ما في حكمه طيش ولا في خلقه هيش يكون في جيش وأي جيش من آل قحطان وآل إيش فقلنا له بين لنا من أي قريش هو فقال والبيت ذي الدعائم والركن والأحائم إنه لمن نجل هاشم من معشر أكارم يبعث بالملاحم وقتل كل ظالم ثم قال هذا هو البيان أخبرني به رئيس الجان ثم قال الله أكبر جاء الحق وظهر وانقطع عن الجن الخبر ثم سكت وأغمي عليه فما أفاق إلا بعد ثلاثة فقال لا إله إلا الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد نطق عن مثل نبوة وإنه ليبعث يوم القيامة أمة وحده قوله اصابه إصابة الثاني بكسر الهمزة وهي بدل من واو مكسورة والمعنى أصابه وصابه جمع وصب وقوله من آل قحطان هم الأنصار لأنهم من قحطان وآل إيش قال السهيلي يحتمل أن يكون قبيلة من الجن المؤمنين ينسبون إلى إيش قلت ذكر ابن دريد أن بني الشيطان وبني إيش قبيلتان من الجن ثم قال السهيلي وأحسبه أراد بآل إيش بني إقيش وهم حلفاء الأنصار من الجن فحذف من الاسم حرفا وقد تفعل العرب مثل هذا وقد وقع ذكر بني أقيش في السيرة في حديث البيعة قلت وقد وقع ذكر بين الشيطان وبني أقيش في قصة وأنهما حيان من الجن وقد ذكرتها في أمر الجن الذين سمعوا القرآن من النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله والأحائم يجوز أن يكون أراد الأحاوم بالواو فهمز الواو لانكسارها والأحاوم جمع أحوام وأحوام جمع حوم وهو الماء في البئر فكأنه أراد ماء زمزم والحوم أيضا إبل كثيرة ترد الماء فكأنه أراد ماء زمزم ويجوز أن يريد بها الطير التي تحوم على الماء فيكون بمعنى الحوائم وقلب اللفظ فصار بعد فواعل افاعل والله أعلم وروى ابن اسحاق حديث عمر ابن الخطاب وقصته مع سواد بن قارب وروى غير ابن اسحاق هذا الخبر عن عمر وأن عمر مازح سوادا فقال ما فعلت كهانتك يا سواد فغضب سواد فقال قد كنت أنا وأنت على شر من هذا من عبادة الأصنام وأكل الميتات أفتعيرني بأمر قد تبت منه فقال عمر حينئذ الهم غفرانك والحديث في صحيح البخاري أخصر وفي الألفاظ اختلاف وقد روى في الحديث زيادة حسنة وهي أن سوادا حدث عمر أن رئيه جاءه ثلاث ليال متواليات هو فيها كلها بين النائم واليقظان فقال له قم يا سواد اسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لؤي من غالب يدعو إلى الله وعبادته وأنشده في كل ليلة من الثلاث ليال ثلاثة أبيات معناها واحد وقافيتها مختلفة في الأولى
عجبت للجن وتطلابها
وشدها العيس بأقتابها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى
ما صادق الجن ككذابها
فأرحل إلى الصفوة من هاشم
ليس قداماها كأذنابها
وفي الثانية
عجبت للجن وإبلاسها
وشدها العيس بأحلاسها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى
ما طاهر الجن كأنجاسها
فارحل على الصفوة من هاشم
ليس ذنابا الطير من رأسها
وفي الثالثة
عجبت للجن وتنفارها
وشدها العيس بأكوارها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى
ما مؤمن الجن ككفارها
فارحل إلى الأتقين من هاشم
ليس ذوو الشر كأخيارها
وذكر تمام الخبر فقال له عمر هل يأتيك رئيك الآن فقال منذ القرآن لم يأتني ونعم العوض كتاب الله عز وجل من الجن وفي آخره شعر
سواد إذ قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنشده ما كان من الجن رئيه إليه ثلاث ليال متواليات وذكر قوله
أتاني نجيي بعد هدء ورقدة
ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة
أتاك نبي من لؤي بن غالب
فرفعت أذيال الإزار وشمرت
بي العرمس الوجنا هجول السباسب
فأشهد أن الله لا شيء غيره
وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة
من الله بابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك من وحي ربنا
وإن كان مما جئت شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لاذو شفاعة
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه وقال لي أفلحت يا سواد وقال أبو بكر بن محمد القرشي حدثنا أبو الأحوص محمد ابن الهيثم حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا ابو عثمان بن سعيد بن كثير ابن دينار حدثنا عبد الله بن عبد العزيز الزهري حدثني أخي محمد ابن عبد العزيز عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن أنس السلمي عن عباس ابن مرداس قال كان إسلام عباس بن مرداس أنه كان في لقاح نصف النهار إذ طلعت نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب مثل اللبن قال فقال لي يا عباس ألم تر أن السماء بثت احراسها وأن الجن جرعت أنفاسها وأن الخيل وضعت أحلاسها وان الذي نزل بالبر والتقوى يوم الأثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة القصوى قالت فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى جئت وثنا لنا يدعى الضمار كنا نعبده ونكلم من جوفه فدخلت عليه فكنست ما حوله وقمت ثم تمسحت به وقبلته فإذا صائح يصيح من جوفه يا عباس
قل للقبائل من سليم كلها
هلك الضمار وفاز أهل المسجد
هلك الضمار وكان يعبد مرة
قبل الصلاة إلى النبي محمد
ذاك الذي جا بالنبوة والهدى
بعد ابن مريم من قريش مهتدى
قال فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر قال فخرجت في ثلاثمائة من قومي من بني حارثة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة فتبسم ثم قال يا عباس كيف كان إسلامك فقصصت عليه القصة فسر بذلك وأسلمت أنا وقومي وقال أبو بكر القرشي حدثنا حاتم بن الليث الجوهري حدثني سليم بن عبد العزيز الزهري حدثني أبي عبد العزيز بن عمران عن عمه محمد بن عد العزيز عن ابيه عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال لما ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هتفت الجن على أبي قبيس وعلى الجبل الذي بالحجون
فأقسم لا أنثى من الناس أنجبت
ولا ولدت أنثى من الناس واحده
كما ولدت زهرية ذات مفخر
مجنبة لوم القبائل ماجده
فقد ولدت خير القبائل أحمدا
فأكرم بمولود وأكرم بوالده
وقال الذي على أبي قبيس
يا ساكني البطحاء لا تغلطوا
وميزوا الأمر بعقل مضى
إن بني زهرة من سركم
في غابر الدهر وعند البدي
واحدة منكم فهاتوا لنا
فيمن مضى في الناس أو من بقي
واحدة من غيركم ومثلها
جنينها مثل النبي التقى
وروى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال ما سمعت عمر يقول لشيء قط إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن بينا عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال لقد أخطأ ظني أو أن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم على بالرجل فدعى له فقال له عمر لقد أخطأ ظني أو أنك على دينك في الجاهلية أو لقد كنت كاهنهم فقال ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم قال فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال كنت كاهنهم في الجاهلية قال فما أعجب ما جاءتك به جنيتك قال بينا انا في سوق يوما جاءتني أعرف فيها الفزع فقالت:
ألم تر إلى الجن وإبلاسها
ويأسها بعد إبلاسها
ولحوقها بالقلاص وأحلامها
قال عمر صدق بينا أنا قائم عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم اسمع قط صارخا أشد صوتا منه يقول يا جليح أمر
نجيح رجل يصيح يقول لا إله إلا الله فوثب القوم فقلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل يصيح يقول لا إله إلا الله قلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل يصيح يقول لا إله إلا الله فما نشبت أن قيل هذا نبي قال البيهقي ظاهر هذه الرواية يوهم أن عمر نفسه سمع الصارخ يصرخ من العجل الذي ذبح وكذلك هو صريح في رواية عن عمر في إسلامه وسائر الروايات تدل على أن هذا الكاهن أخبر بذلك عن رؤيته وسماعه والله أعلم

وقد روى الإمام أحمد عن مجاهد قال حدثنا شيخ أدرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له ابن عيسى قال كنت اسوق لآل لنا بقرة فسمعت من جوفها يال ذريح يا قول فصيح رجل يصيح أن لا إله إلا الله قال فقدمنا مكة فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - قد خرج بمكة قال عبد الله بن احمد حديث غريب بإسناد جيد وروى البيهقي بسنده قصة مازن الطائي وأنه كان بأرض عمان بقرية تدعى شمائل وكان يسدن الأصنام لأهله وكان له صنم يقال له ناجر فقال مازن فعترت ذات يوم عتيرة وهي الذبيحة فسمعت صوتا من الصنم يقول يا مازن يا مازن أقبل إلي أقبل إلي تسمع ما لا تجهل هذا نبي مرسل جاء بحق منزل فآمن به كي تعدل عن حر نار تشعل وقودها بالجندل قال مازن فقلت والله إن هذا لعجب ثم عترت بعد أيام عتيرة أخرى فسمعت صوتا أشد من الأول وهو يقول يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر بعث نبي مضر بدين الله الأكبر فدع نحيتا من حجر تسلم من حر سقر قال مازن فقلت والله إن هذا لعجب وأنه لخير يراد بي وقد مر علينا رجل من أهل الحجاز فقلنا ما الخبر وراءك قال خرج رجل من تهامة يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله يقال له احمد قال فقلت هذا والله نبأ ما سمعت فسرت إلى الصنم فكسرته جذاذا وشددت راحلتي ورحلت حتى أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشرح الله صدري إلى الإسلام فأسلمت وأنشأت أقول:
كسرت ناجر أجذاذا وكان لنا
ربا نطيف به ضلا بتضلال
بالهاشمي هدانا من ضلالتنا
ولم يكن دينه مني على بال
يا راكبا بلغني عمرا وإخوته
إني لمن قال ربي ناجر قالى

يعني بعمرو وإخوته بن خطامة قال مازن فقلت يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر وبالهلوك من النساء فألحت علينا السنون فاذهبن الأموال وأهزلهن الذراري والرجال وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتيني بالحياة ويهب لي ولدا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - الهم أبد له بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال وبالخمر ريا لا إثم فيه وبالعهر عفة الفرج وأته بالحيا وهب له ولدا قال مازن فأذهب الله عني كل ما كنت أجد وأخصب عمان وتزوجت أربع حرائر ووهب لي حيان بن مازن وأنشأت أقول:
إليك رسول الله حنت مطيتي
تجوب الفيافي من عمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى
فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج
إلى معشر خالفت في الله دينهم
فلا رأيهم رأيي ولا سرجهم سرجي
وكنت امرأ بالعزف والخمر مولعا
حياتي حتى آذن الجسم بالنهج
فبدلني بالخمر خوفا وخشية
وبالعهر أحصانا وحصن لي فرجي
فأصبحت همي في جهاد ونيتي
فلله ما صومي ولله ما حجي
قال مازن فلما رجعت إلى قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني فقلت إن هجوتهم فإنما أهجو نفسي فتركتهم وأنشأت أقول
شتمكم عندنا مر مذاقته
وشتمنا عندكم يا قومنا حسن
لا ينشب الدهر إن بثت معائبكم
وكلكم أبدا في عينا فطن
شاعرنا مفحم عنكم وشاعركم
في حربنا مبلغ في شتمنا لسن
ما في الصدور عليكم من منغصة
وفي صدوركم البغضاء والأحن
وروى أن مازنا لما تنحى عن قومه أتى موضعا فابتنى مسجدا يتعبد فيه فهو لا يأتيه مظلوم يتعبد فيه ثلاثا ثم يدعو محقا على من ظلمه يعني إلا استجيب له فيكاد يعافى من البرص والمسجد يدعى مبرصا إلى اليوم قال مازن ثم إن القوم ندموا وكنت القيم بأمورهم فقالوا ما عسينا ان نصنع به فجاءني طائفة عظيمة فقالوا يا ابن عم عبنا عليك أمرا فنهيناك عنه فإذا تبت فنحن تاركوك ارجع معنا فرجعت معهم فأسلموا بعد كلهم.

وقد روى في معني حديث مازن أخبار كثيرة منها حديث عمرو بن جبلة فيما سمع من جوف الصنم يا عصام يا عصام جاء الإسلام وذهبت الأصنام ومنها حديث طارق من بني هند بن حرام يا طارق ابن يا طارق بعث النبي الصادق ومنها حديث وقشة فيما أخبر به رئيه فنظر إلى ذباب بن الحارث فقال يا ذباب يا ذباب اسمع العجب العجاب بعث محمد بالكتاب يدعو بمكة لا يجاب وغير ذلك مما يطول استقصاؤه وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني علي بن الحسين قال إن أول خبر قدم المدينة أن امرأة من أهل يثرب تدعى فطيمة كان لها تابع من الجن فجاءها يوما فوقع على جدارها فقالت مالك لا تدخل فقال إنه بعث نبي حرم الزنا فحدثت تلك المرأة عن تابعها من الجن فكان أول خبر حدث بالمدينة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروى البيهقي بسنده عن جابر قال أول خبر قدم المدينة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أن امرأة من أهل المدينة كان لها تابع فجاء فى صورة طائر حتى وقع على حائط دارها فقالت له المرأة انزل نخبرك وتخبرنا قال لا إنه بعث بمكة نبى منع منا القرار وحرم علينا الزنا والله الموفق
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 05 Feb 2013 07:39 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الرابع والستون فى إخبار الجن بنزول النبى - صلى الله عليه وسلم - خيمة أم معبد حين الهجرة

قال ابن إسحاق حدثت عن أسماء بنت أبى بكر أنها قالت لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبى بكر فخرجت إليهم فقالوا أين أبوك يا بنت أبى بكر قلت لا أدرى والله أين أبى قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدى لطمة طرح منها قرطى قالت ثم انصرفوا فمكثنا ثلاث ليال لا ندرى أين وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أسفل مكة وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه
رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر ثم ترحلا
فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قالت أسماء فلما سمعنا قوله علمنا حيث وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن وجهه إلى المدينة لم يزد ابن هشام في روايته عن ابن اسحاق على هذا وروى ابن قتيبة القصة بألفاظ مختلفة يقصر شرح ألفاظها وفيها زيادة منها قوله
فيال قصي ما زوى الله عنكم
به من فعال لا تجارى وسؤدد
سلوا اختكم عن شاتها وإناثها
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت
عليه صريحا صرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب
يرددها في مصدر ثم مورد
ويروى أن حسان بن ثابت لما بلغه شعر الجني وما هتف به بمكة قال يجيبه
لقد خاب قوم غاب عنهم نبيهم
وقدس من يسرى إليهم ويغتدى
ترحل عن قوم فضلت عقولهم
وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم
وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا
عمايتهم هاد به كل مهتدي
لقد نزلت منه على أهل يثرب
ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى مالا يرى الناس حوله
ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب
فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده
بصحبته من يسعد الله يسعد
وزاد يونس في روايته أن قريشا لما سمعت الهاتف من الجن أرسلوا إلى أم معبد وهي بخيمتها فقالوا هل مر بك محمد الذي من حليته كذا فقالت لا أدري ما تقولون وإنما صادفني حالب الشاة الحائل وكانوا أربعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ومولاه عامر بن فهيرة وعبد الله بن أريقط الليثي دليلهم ولم يكن إذ ذاك مسلما ولا صح أنه أسلم بعد ذلك وأم معبد اسمها عاتكة بنت خالد الاشعري ووهم ابن هشام فقال أم معبد بنت كعب امرأة من بني كعب وزوجها ابو معبد لا يعرف اسمه توفي في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقال إن له رواية وكان منزل أم معبد بقديد.

وذكر ابن قتيبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأم معبد وكان القوم مرملين مسنتين فطلبوا لبنا أو لحما يشترونه فلم يجدوا عندها شيئا فنظر إلى شاة في كسر الخيمة خلفها الجهد عن الغنم فسألها هل بها من لبن فقالت هي أجهد من ذلك فقال أتأذنين لي أن أحلبها فقالت بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بالشاة فاعتقلها ومسح ضرعها فتفاجت ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه حتى ملأه لبنا وسقى القوم حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم حلب فيه مرة أخرى فشربوا نهلا بعد نهل ثم غادره والشاة عندها وذهبوا وجاء أو معبد وكان غائبا فلما رأى اللبن قال ما هذا يا أم معبد أني لك هذا والشاة عازب حيال ولا حلوب بالبيت فقالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك فقال صفيه يا أم معبد فوصفته بما ذكره القتيبي وورد في حديث آخر أن آل أم معبد كانوا يؤرخون بذلك اليوم ويسمونه يوم الرجل المبارك يقولون فعلنا كيت وكيت قبل أن يأتينا الرجل المبارك أو بعد ما جاءنا الرجل المبارك ثم أن أم معبد أتت المدينة بعد ذلك بما شاء الله ومعها ابن لها صغير قد بلغ السعي فمر في المدينة على مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يكلم الناس على المنبر فانطلق إلى أمه يشتد وقال يا أماه إني رأيت اليوم الرجل المبارك فقالت له ويحك يا بني هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروى هشام بن حبيش الكعبي قال أنا رأيت تلك الشاة يعني التي حلبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنها لتأدم أم معبد وجميع صرمها أي أهل ذلك الماء والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 05 Feb 2013 07:39 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الخامس والستون في إخبار الجن بإسلام السعدين

قال أبو بكر عبد الله بن محمد حدثني أبي عن هشام بن محمد أنبأنا عبد المجيد بن أبي عيسى بن محمد بن أبي عيسى بن جبير عن أبيه عن جده قال سمعت قريش صائحا يصيح على أبي قبيس
فإن يسلم السعدان يصبح محمد
بمكة لا يخشى خلاف مخالف

فقال أبو سفيان وأشراف قريش من السعود سعد بن بكر وسعد ابن زيد مناة وسعد بن قضاعة فلما كان في الليلة الثانية سمعوا صوته على أبي قبيص
أيا سعد سعد الأوس كن انت ناصرا
ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف
أجيبا دعا داعي الهدى وتمنيا
على الله في الفردوس ذات رفائف
قال فقالوا هذا سعد بن عبادة وسعد بن معاذ وذكره أبو عمر ابن عبد البر وقال أبو بكر حدثنا العباس بن هشام حدثني هشام بن محمد ابن عبد المجيد بن أبي عيسى قال سمع بالمدينة في بعض الليل هاتف يقول
خير كهلين في بني الخزرج الغر
يسيروا سعد بن عبادة
المحيبان إذ دعا أحمد الخير
فنالتهما هناك السعادة
ثم عاشا مهذبين جميعا
ثم لقاهما المليك شهادة
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 05 Feb 2013 07:40 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السادس والستون في إخبار الجن بقصة بدر

ذكر قاسم بن ثابت في الدلائل أن قريشا حين توجهت إلى بدر مر هاتف من الجن على مكة في اليوم الذي أوقع به المسلمون وهو ينشد بأبعد صوت ولا يرى شخصه
أزار الحنيفيون بدرا وقيعة
سينقض منها ركن كسرى وقيصرا
أبادت رجالا من لؤي وأبرزت
حرائر يضربن الترائب حسرا
فيا ويح من أمسى عدو محمد
لقد حاد عن قصد الهدى وتحيرا
فقال قائلهم من الحنيفيون فقالوا هو محمد وأصحابه يزعمون أنهم على دين إبراهيم الحنيف ثم لم يلبثوا أن جاءهم الخبر اليقين والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 05 Feb 2013 07:41 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السابع والستون في إخبار الجن بقتلهم سعد بن عبادة

ذكر ابن عبد البر وغيره أن سعد بن عبادة كان تخلف عن بيعة أبي بكر وخرج عن المدينة ولم ينصرف إليها إلى ان مات بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف مصتا من خلافة عمر وذلك سنة خمس عشرة وقيل سنة أربع عشرة وقيل بل مات سعد بن عبادة في خلافة أبي بكر وقيل سنة إحدى عشرة ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد أخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول ولا يرون أحدا
قد قتلنا سيد الخزرج
سعد بن عبادة
ورميناه بسهمين
فلم نخط فؤاده
ويقال إن الجن قتلته وروى ابن جريج عن عطاء أنه قال سمعت أن الجن قالت في سعد بن عبادة فذكر البيتين وقال الزمخشري يزعمون أن علقمة بن صفوان وحرب بن أمية من قتلى الجن قالوا وقالت الجن
وقبر حرب بمكان قفر
وليس قرب قبر حرب قبر
قالوا ومن الدليل على أن هذا من شعر الجن أن أحدا لا يقدر أن ينشده ثلاث مرات متصلة من غير تتعتع ويقدر على تكرار اشق بيت من أبيات غير الجن عشر مرات من غير تتعتع والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 05 Feb 2013 07:41 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثامن والستون في جواز سؤال الجن عن الأحوال الماضية دون الأمور المستقبلة

قال ابو بكر القرشي حدثنا عبد الله بن بدر حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عمر بن محمد عن سالم بن عبيد الله قال أبطأ خبر عمر على أبي موسى فأتى امرأة في بطنها شيطان فجاء فسألها عنه فقالت حتى يجئ إلى شيطاني فجاء فسألته عنه قال تركته مؤتزرا بكساء يهنأ إبل الصدقة وذاك لا يراه شيطان إلا خر لمنخره الملك بين يديه وروح القدس ينطق بلسانه وقال عبد الله بن احمد بن حنبل في فضائل الصحابة حدثنا داود ابن رشيد حدثنا الوليد يعني ابن مسلم عن عمر بن محمد حدثنا سالم ابن عبدالله قال راث على أبي موسى الأشعري خبر عمر وهو أمير البصرة وكان بها امرأة في جنبها شيطان يتكلم فأرسل اليها رسولا فقال لها مري صاحبك فليذهب فليخبرني عن أمير المؤمنين قالت هو باليمن يوشك أن يأتي فمكثوا غير طويل قالوا اذهب فأخبرنا عن أمير المؤمنين فإنه قد راث علينا فقال إن ذلك الرجل ما نستطيع أن ندنو منه بين عينيه روح القدس وما خلق الله شيطانا يسمع صوته إلا خر لوجهه وفي خبر آخر أن عمر أرسل جيشا فقدم شخص إلى المدينة فأخبر أنهم انتصروا على عدوهم وشاع الخبر فسأل عمر عن ذلك فذكر له فقال هذا ابو الهيثم يريد المسلمين من الجن وسيأتي يريد الإنس فجاء بعد ذلك بعدة أيام

فصل :قال أبو العباس أحمد بن تيمية أما سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به والتعظيم للسؤال فهو حرام كما ثبت في الصحيح عن معاوية بن الحكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له إن قوما منا يأتون الكهان قال فلا تأتوهم وفي صحيح مسلم عنه عليه الصلاة والسلام انه قال من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما وأما إن كان يسأل المسئول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز كما ثبت في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل ابن صياد فقال ما يأتيك قال يأتيني صادق وكاذب قال ما ترى قال ارى عرشا على الماء قال فإني قد خبأت لك خبيئا قال هو الدخ قال اخسأ فلن تعدو قدرك فإنما أنت من إخوان الكهان وكذلك إذا كان يسمع ما يقولون ويخبرون به عن الجن كما يسمع المسلمون ما يقوله الكفار والفجار ليعرفوا ما عندهم فكما يسمع خبر الفاسق ويتبين ويتثبت فلا يجزم بصدقه ولا بكذبه إلا ببينة كما قال الله تعالى “ إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا “ وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن اهل الكتاب كانوا يقرءون التوراة ويفسرونها بالعربية فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون فقد جاز للمسلمين سماع ما يقولونه وإن لم يصدقوه ولم يكذبوه ثم ساق حديث يريد الجن الذي قدمناه وحديث أبي موسى الأشعري المتقدم

رأي المؤلف وتعليقه
قلت لا شك أن الله تعالى أقدر الجن على قطع المسافة الطويلة في الزمن القصير بدليل قوله تعالى “ قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك “ فإذا سأل سائل عن حادثة وقعت أو شخص في بلد بعيد فمن الجائز أن يكون الجني عنده علم من تلك الحادثة وحال ذلك الشخص فيخبر ومن الجائز أن لا يكون عنده علم فيذهب ويكشف ثم يعود فيخبر ومعه هذا فهو خبر واحد لا يفيد غير الظن ولا يترتب عليه حكم غير الاستئناس وسيأتي في الأبواب الآتية أنواع مما أخبروا به عقيب وقوعه ثم تبين بعد ذلك وقوعه بإخبار الإنس وأما سؤالهم عما لم يقع وتصديقهم فيه بناء على أنهم يعلمون الغيب فكفر وعليه يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم - لا تأتوهم وقوله من أتى عرافا الحديث والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 05 Feb 2013 07:42 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع والستون في شهادة الجن للمؤذنين يوم القيامة

في صحيح البخاري والموطأ وغيرهما من حديث ابن أبي صعصعة أن أبا سعيد قال له أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في باديتك أو غنمك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


طالب علم 05 Feb 2013 07:43 PM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 


الباب الموفي سبعين في نعي الجن عبد الله بن جدعان وفيه قصة إصابته الكنز

قال عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني أبي حدثنا هشام بن محمد قال أخبرني معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال أخبرني شيخ من أهل مكة عن الأعشى بن إلياس بن زرارة التميمي حليف بني عبد الدار قال خرجت مع نفر من قريش نريد الشام فنزلنا بواد يقال له وادي عوف فعرسنا به فاستيقظت في بعض الليل فإذا أنا بقائل يقول
ألا هلك النساك غيث بني فهر
وذو الباع والمجد التليد وذو الفخر
فقلت في نفسي والله لأجيبنه فقلت
ألا أيها الناعي أخا الجود والفخر
من المرء تنعاه لنا من بني فهر
فقال
نعيت ابن جدعان بن عمرو أخا الندى
وذا الحسب القدموس والمنصب القهر
فقلت
لعمري لقد نوهت بالسيد الذي
له الفضل معروفا على ولد النضر
فقال
مررت بنسوان يخمشن أوجبها
صياحا عليه بين زمزم والحجر
فقلت
متى إن عهدي فيه منذ عروبة
وتسعة أيام لغرة ذا الشهر
فقال
ثوى منذ أيام ثلاث أيام كوامل
مع الليل أو في الليل أو وضح الفجر

فاستيقظت الرفقة فقالوا من تخاطب فقلت هذا هاتف ينعى ابن جدعان فقالوا والله لو بقي احد بشرف أو عز أو كثرة مال لبقي عبد الله بن جدعان فقال ذلك الهاتف
أرى الأيام لا تبقى عزيزا
لعزته ولا تبقي ذليلا
فقلت
ولا تبقى من الثقلين شغرا
ولا تبقي الحزون ولا السهولا
قال فنظرنا في تلك الليلة فرجعنا إلى مكة فوجدناه قد مات كما قال
قلت عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم يكنى أبا زهير هو ابن عم عائشة الصديقة كان في ابتداء أمره صعلوكا وكان مع ذلك شريرا لا يزال يجني الجنايات فيعقل عنه أبوه وقومه حتى أبغضته عشيرته ونفاه أبوه وحلف أن لا يؤويه أبدا لما أثقله من الغرم وحمله من الديات فخرج في شعاب مكة حائرا يتمنى نزول الموت به فدخل في شق جبل يرجو أن يكون فيه ما يقتله ليستريح فإذا ثعبان عظيم له عينان تقدان كالسراجين فحمل عليه الثعبان فأفرج له فانساب عنه مستديرا بدارة عندها بيت فخطا خطوة أخرى فصعد به الثعبان وأقبل اليه كالسهم فأفرج له فانساب فوقع في نفسه أنه مصنوع فأمسكه فإذا هو مصنوع من ذهب وعيناه ياقوتتان فكسره وأخذ عينيه ودخل البيت فإذا جثث طوال على سرر لم ير مثلهم طولا وعظما وعند رؤوسهم لوح من فضة فيه تاريخهم فإذا هم رجال من ملوك جرهم وآخرهم موتا الحارث بن مضاض صاحب القرية الطويلة وإذا عليهم ثياب لا يمس منها شيء إلى أنتثر كالهباء من طول الزمن قال ابن هشام كان اللوح من رخام وكان فيه أبو نفيلة بن عبد المدان ابن خشرم بن عبد ياليل بن جرهم بن قحطان بن هود نبي الله عشت خمسمائة عام وقطعت غور الأرض باطنها وظاهرها في طلب الثروة والمجد والملك فلم يكن ذلك ينجيني من الموت وتحته مكتوب
قد قطعت البلاد في طلب الثروة
والمجد قالص الأثواب
وسريت البلاد قفرا لقفر
بقناتي وقوتي واكتسابي
فأصاب الردى سواد فؤادي
بسهام من المنايا صعاب
فانقضت شرتي واقصر جهلي
واستراحت عواذلي من عتابي
ودفعت السفاه بالحلم لما
نزل الشيب في محل الشباب
صاح هل رأيت أو سمعت براع
رد في الضرع ما قرى في الحلاب
وإذا في وسط البيت كوم عظيم من الياقوت واللؤلؤ والذهب والفضة و الزبرجد فأخذ منه ما أخذ ثم علم على الشق بعلامة وأغلق بابه بالحجارة وأرسل إلى أبيه بالمال الذي خرج به يسترضيه ويستعطفه ووصل عشيرته كلهم وسادهم وجعل ينفق من ذلك الكنز ويطعم الناس ويفعل المعروف فلما كبر وهرم أراد بنو تميم أن يمنعوه من تبذير ماله ولاموه في العطاء فكان يدعو الرجل فإذا دنا منه لطمه لطمة خفيفة ثم يقول قم فأنشد لطمتك واطلب ديتها فإذا فعل أعطته بنو تميم من مال ابن جدعان حتى يرضى وذكر ابن قتيبة في غريب الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كنت أستظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة عمى يعني بالهاجرة قال ابن قتيبة كانت جفنته يأكل منها الراكب على البعير وسقط فيها صبي فغرق أي مات وكان أمية بن أبي الصلت قبل أن يمدحه اتى بني الديان من بني الحارث بن كعب فراى طعام بني عبد المدان منهم لباب البر والشهد والسمن وكان ابن جدعان يطعم التمر والسويق ويسقي اللبن فقال أمية
ولقد رأيت الفاعلين وفعلهم
فرأيت أكرمهم بني الديان
البر يلبك بالشهاد طعامهم
لا ما تعللنا بنو جدعان
فبلغ شعره عبد الله بن جدعان فأرسل ألفي بعير إلى الشام تحمل إليه البر والشهد والسمن وجعل مناديا ينادي على الكعبة إلا هلموا إلى جفنة عبد الله ابن جدعان فقال أمية عند ذلك
له داع بمكة مشمعل
وآخر فوق كعبتها ينادي
إلى ردح من الشيزا عليها
لباب البر يلبك بالشهاد

وفي صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن ابن جدعان كان يطعم الطعام ويقري الضيف فهل ينفعه ذلك يوم القيامة فقال لا لأنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين وروى ابن اسحاق ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت المراد به حلف الفضول وكان في ذي القعدة قيل المبعث بعشرين سنة والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 10 Feb 2013 02:37 PM

رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الحادي والسبعون في بيان نوح الجن على أبي عبيدة وأصحابه
قال أبو بكر بن محمد حدثني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن محمد بن سعيد بن راشد مولى النخع عن رجل من اهل الطائف قال لما أبطأ علي عمر بن الخطاب خبر أبي عبيدة بن مسعود وأصحابه وكانوا بقبس الناطف اشتد همه وجعل يسأل عن خبرهم فقدم رجل من أهل الطائف فحدث في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا بواد من أودية الطائف يقال له سهر أسمار فسمعوا نائحة يحسبون أنها بالقرب منهم فسمعوا نساء ينحن ويقلن
مت على الخيرات ميتة خالد
إذا ما صبرت يوم اللقاء
قدس الله معركا شهدوه
والملا الأبرار خير ملاء
معركا فيه ظلت الجن تبكي
مبسمات الأبكار بيض الدماء
كم كريم مجدل غادروه
مؤمن القلب مستجاب الدعاء
يقطع الليل لا ينام صلاة
وجؤارا يمده ببكاء
ثم يقلن يا أبا عبيداه يا سليطاه قال الطائفي فجعلنا نتبع الصوت فنسمع الأبيات وما يقلن بعدها ونحن منه في البعد على حال واحدة فقدم الطائفي على عمر فأخبره فكتب عمر الذي سمع منه فوجدوا أبا عبيدة وأصحابه قتلوا ذلك اليوم سليطاه المذكور في الندبة هو سليط بن قيس الأنصاري كان على الناس هو وأبو عبيدة بن مسعود والله تعالى أعلم
الباب الحادي والسبعون في بيان نوح الجن على أبي عبيدة وأصحابه
قال أبو بكر بن محمد حدثني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن محمد بن سعيد بن راشد مولى النخع عن رجل من اهل الطائف قال لما أبطأ علي عمر بن الخطاب خبر أبي عبيدة بن مسعود وأصحابه وكانوا بقبس الناطف اشتد همه وجعل يسأل عن خبرهم فقدم رجل من أهل الطائف فحدث في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا بواد من أودية الطائف يقال له سهر أسمار فسمعوا نائحة يحسبون أنها بالقرب منهم فسمعوا نساء ينحن ويقلن
مت على الخيرات ميتة خالد
إذا ما صبرت يوم اللقاء
قدس الله معركا شهدوه
والملا الأبرار خير ملاء
معركا فيه ظلت الجن تبكي
مبسمات الأبكار بيض الدماء
كم كريم مجدل غادروه
مؤمن القلب مستجاب الدعاء
يقطع الليل لا ينام صلاة
وجؤارا يمده ببكاء
ثم يقلن يا أبا عبيداه يا سليطاه قال الطائفي فجعلنا نتبع الصوت فنسمع الأبيات وما يقلن بعدها ونحن منه في البعد على حال واحدة فقدم الطائفي على عمر فأخبره فكتب عمر الذي سمع منه فوجدوا أبا عبيدة وأصحابه قتلوا ذلك اليوم سليطاه المذكور في الندبة هو سليط بن قيس الأنصاري كان على الناس هو وأبو عبيدة بن مسعود والله تعالى أعلم
الباب الحادي والسبعون في بيان نوح الجن على أبي عبيدة وأصحابه
قال أبو بكر بن محمد حدثني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن محمد بن سعيد بن راشد مولى النخع عن رجل من اهل الطائف قال لما أبطأ علي عمر بن الخطاب خبر أبي عبيدة بن مسعود وأصحابه وكانوا بقبس الناطف اشتد همه وجعل يسأل عن خبرهم فقدم رجل من أهل الطائف فحدث في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا بواد من أودية الطائف يقال له سهر أسمار فسمعوا نائحة يحسبون أنها بالقرب منهم فسمعوا نساء ينحن ويقلن
مت على الخيرات ميتة خالد
إذا ما صبرت يوم اللقاء
قدس الله معركا شهدوه
والملا الأبرار خير ملاء
معركا فيه ظلت الجن تبكي
مبسمات الأبكار بيض الدماء
كم كريم مجدل غادروه
مؤمن القلب مستجاب الدعاء
يقطع الليل لا ينام صلاة
وجؤارا يمده ببكاء
ثم يقلن يا أبا عبيداه يا سليطاه قال الطائفي فجعلنا نتبع الصوت فنسمع الأبيات وما يقلن بعدها ونحن منه في البعد على حال واحدة فقدم الطائفي على عمر فأخبره فكتب عمر الذي سمع منه فوجدوا أبا عبيدة وأصحابه قتلوا ذلك اليوم سليطاه المذكور في الندبة هو سليط بن قيس الأنصاري كان على الناس هو وأبو عبيدة بن مسعود والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:45 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثاني والسبعون في نوحهم على النخع لما أصيبوا يوم القادسية

قال ابن ابي الدنيا حدثني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن جده قال سمعت أشياخ النخع يذكرون قالوا أصيب النخع بالقادسية فسمعوا نوح الجن في واد من أودية اليمن وهم يقولون ألا فاسلمي يا عكرم ابنة خالد
وما خير زاد بالقليل المصرد
فحيتك عني الشمس عند طلوعها
وحيال عني كل ركب مفرد
وحيتك عني عصبة نخعية
حسان الوجوه آمنوا بمحمد
أقاموا لكسرى يضربون جنوده
بكل رقيق الشفرتين مهند
إذا ثوب الداعي أقاموا بكلكل
من الموت مغبر العياطيل أسود
قال فجاءهم ما أصاب النخع يوم القادسية من القتل والله تعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي</i>

</b>

طالب علم 12 Feb 2013 12:46 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثالث والسبعون في رثاء الجن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال القرشي حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثني محمد ابن ثابت البناني عن ابيه قال قالت عائشة رضي الله عنها إذا سركم أن يحسن المجلس فأكثروا وذكر عمر بن الخطاب ثم قالت والله إنا لوقوف بالمحصب إذ أقبل راكب حتى إذا كان قدر ما يسمع صوته قال
أبعد قتيل بالمدينة اشرقت
له الأرض واهتز الفضاء بأسوق
جزى الله خيرا من إمام وباركت
يد الله في ذاك الأديم الممزق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها
بوائح في أكمامها لم تفتق
وكنت نشرت العدل بالبر والتقى
وحلم صليب الدين غير مروق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة
ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
أمين النبي حبه وصفيه
كساه المليك جبة لم تمزق
ترى الفقراء حوله في مفازة
شباعا رواء ليلهم لم يروق
قالت ثم انصرفنا فلم نر شيئا قال الناس هذا مزرد ثم أقبلنا حتى انتهينا على المدينة فوثب إليه أبو لؤلؤة الخبيث فقتله فوالله إنه لمسجى بيننا إذ سمعنا صوتا في جانب البيت لا ندري من أين يجيء ليبك على الإسلام من كان باكيا
فقد أوشكوا هلكي وما قرب العهد
وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها
وقد ملها من كان يوقن بالوعد

فلما ولي عثمان لقي مزردا فقال انت صاحب الأبيات قال والله يا أمير المؤمنين ما قلتهن قال فيرون أن بعض الجن رثاه وقال أبو بكر بن محمد حدثنا يجيى الساجي حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن عبد الملك بن عمير عن الصقر بن عبد الله عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت بكت الجن على عمر بن الخطاب قبل أن يقتل بثلاث فقالت
جزى الله خيرا من أمير وباركت
يد الله في ذاك الأديم الممزق
وليت أمورا ثم غادرت بعدها
بوائح في أكمامها لم تفتق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة
ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
وما كنت أخشى أن تكون وفاته
بكفي سليف أزرق العين مطرق
فيالقتيل بالمدينة أظلمت
له الأرض واهتز الفضاء بأسوق
فلقاك ربي في الجنان تحية
ومن كسوة الفردوس لا تنخرق
ورواه عباس الدوري عن محمد بن بشر فذكره
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:46 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الرابع والسبعون في نوحهم على عثمان بن عفان رضي الله عنه

قال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عتاب ابو بكر الأعين حدثنا أبو عاصم النبيل عن عثمان بن مرة عن أمه قالت لما قتل عثمان بن عفان ناحت الجن عليه فقالوا:
ليلة للجن إذ يرمون بالصخر الصلاب
ثم قاموا بكرة ينعون صقرا كالشهاب
زينهم في الحي والمجلس فكاك الرقاب
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:48 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الخامس والسبعون في نوحهم على بعض من أصيب بصفين

قال القرشي حدثني العباس بن هشام حدثني ابن مسعر بن كدام عن ابيه قال قتل رجل من بني عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم صفين فسمعوا نائحة من الجن وهي تقول
ألا فاسألوا العمرين عن صاحب الجمل
في غير مسهام ولا طائش وكل
يكر الركائب في المكاره كلها
ويعلم أن الأمر منقطع الأمل
رأى المؤلف وتعليقه
قلت كانت وقعة صفين في سن سبع وثلاثين من الهجرة ولا حاجة بنا إلى ذكر ما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:49 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السادس والسبعون في إعلامهم بوفاة علي بن أبي طالب

قال أبو بكر بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا الحارث بن مرة حدثنا عمر بن عامر السلمي قال عاتب صاحب شرطة معاوية ابنا له حتى أخرجه من البيت ثم قام حتى أغلق الباب بينه وبينه وابنه في الصفة فأرق الفتى من سخط أبيه فبينما هو كذلك إذا مناد ينادي على الباب يا سويد فقال الفتى والله ما في دارنا سويد حر ولا عبد قال فانخرط لنا سنور أسود من شرجع لنا في الصفة قال فأتى الباب قال من هذا قال أنا فلان قال من أين جئت قال من العراق قال فما حدث فيها قال قتل على بن أبي طالب رضي الله عنه قال فهل عندك شيء تطعمنيه فإني جوعان فقال والله لقد خمروا آنيتهم وسموا عليها غير أن ههنا سفودا شووا عليه شواية لهم وعليه وضر فهل لك فيه قال نعم قال فجاء سويد بالسفود قال والسفود مسند في زاوية البيت قال فغمض الفتى عينيه فأخذ سويد السفود فأخرجه إليه من ذلك الباب قال فعرقه حتى سمعت عرقه إياه قال ثم جاء به فأسنده على زاوية الصفة قال فقام الفتى فضرب على أبيه الباب حتى أيقظه فقال من هذا قال فلان قال أخرج إلى قال لا قال إنه حدث امر عظيم قال ففتح له قال فحدثه الحديث قال اسرج لي فأسرج له فأتى باب معاوية فطلب الإذن حتى وصل إليه فحدثه الحديث قال من سمع هذا قال يا أمير المؤمنين سمعه ابن أخيك قال وهو معك قال نعم قال فأدخله فأدخله عليه فحدثه الحديث قال فكتب تلك الساعة وتلك الليلة فكان كذلك والله سبحانه وتعالى أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:50 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب السابع والسبعون في نوحهم على الحسين بن علي رضي الله عنهما

قال ابن أبي الدنيا حدثنا منذر بن عمار الكاهلي أنبأنا عمرو ابن المقدام أنبأنا الجصاصون أنهم كانوا يسمعون نوح الجن على الحسين
مسح النبي جبينه
فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قري
ش وجده خير الجدود

وقال عباس الدوري حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ام سلمة قالت ناحت الجن على الحسين بن علي رضي الله عنهما قال ابن أبي الدنيا حدثني سويد بن سعيد حدثنا عمرو ابن ثابت عن حبيب بن أبي ثابت عن ام سلمة قالت ما سمعت نوح الجن على احد منذ قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل الحسين فسمعت جنية تنوح
ألا يا عين فاحتفلي بجهد
ومن يبكي على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا
إلى متجبر في الملك عند
حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثنا هشام بن محمد حدثني ابن حيزوم الكلبي عن أمه قالت لما قتل الحسين سمعت مناديا ينادي في الجبال
أيها القوم القاتلون حسينا أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم من نبي ومالك وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داود وموسى وحامل الإنجيل
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:51 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب الثامن والسبعون في نوحهم على الشهداء بالحرة

قال عبد الله بن محمد حدثنا أبو زيد النميري حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني بعض آل الزبير قال لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبي قبيس
قتل الخيار بنو الخيار
ذوو المهابة والسماح
الصائمون القائمون
القانتون أولو الصلاح
المهتدون المتقون
السابقون إلى الفلاح
ماذا بواقم والبقي
مع من الجحا جحة والصباح
وبقاع يثرب ويحهن
من النوائح والصياح
فقال ابن الزبير لأصحابه يا هؤلاء قد قتل أصحابكم فإنا لله وإنا إليه راجعون
رأي المؤلف وتعليقه

قلت كانت وقعة الحرة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين على باب طيبة واستشهد فيها خلق كثير وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم قال خليفة فجميع من أصيب من قريش والأنصار ثلاثمائة وستون وروى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف على الحرة وقال ليقتلن بهذا بهذا المكان رجال هم خيار أمتي بعد أصحابي وكان سببها أن اهل المدينة خلعوا يزيد بن معاوية وأخرجوا مروان بن الحكم وبني أمية وأمروا عليهم عبد الله بن حنظلة الغسيل ولم يوافق أهل المدينة أحد من أكابر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا فيهم فجهز إليهم يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة فأوقع بهم قال السهيلي وقتل في ذلك اليوم من وجوه المهاجرين والأنصار ألف وسبعمائة وقتل من أخلاط الناس عشرة آلاف قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي هذا خسف ومجازفة والحرة التي يعرف بها هذا اليوم يقال لها حرة زهرة وعرفت حرة زهرة بقرية كانت لبنى زهرة قوم من اليهود قال الزبير في فضائل المدينة كانت قرية كبيرة في الزمن القديم وكان فيها ثلاثمائة صانع وكان يزيد قد أعذر إلى أهل المدينة وبذل لهم من العطاء أضعاف ما يعطي الناس واجتهد في استمالتهم إلى الطاعة والتحذير من الخلاف ولكن أبي الله إلا ما أراد “ فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون “
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي

طالب علم 12 Feb 2013 12:52 AM

Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
 
الباب التاسع والسبعون في إخبار الجن بوفاة عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد

قال شكر الهروي حدثنا محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله ابن عاصم بن عمر بن عبد العزيز حدثني مؤمل بن إياب حدثنا اسماعيل ابن داود المخراق حدثنا الماجشون قال خرجت بمكة في ليلة وإذا أنا بكلب يعدو حتى دخل في وسط كلاب فقال أتضحكن وتلعبن وقد مات الليلة عمر بن عبد العزيز قال فانجفلت ومررت فحسبنا تلك الليلة فوجدنا عمر بن عبد العزيز قد مات

قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور في ترجمة هارون الرشيد قال سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت ابراهيم بن عبد الله السعدي يقول صعدت المئذنة لأؤذن فوقفت انتظر الصبح فإذا شبه كلب في ناحية الري مستقبله مثله من الناحية الأخرى فقال أحدهما لصاحبه سويق فقال بليق فقال إيش الخبر قال توفي أمير المؤمنين فنزلت وكتبت فإذا هارون مات في تلك الليلة
قلت توفي هارون بطوس ليلة السبت لثلاث خلون من جمادي الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة ومكث خليفة ثلاثا وعشرين سنة وشهرا وعمره سبع واربعون سنة والله أعلم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي


الساعة الآن 04:08 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي