موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - قال الشيطان: اعاهدك الا أوسوس لك ولكن بشرط؟!

يا أخوه مثل هذا لا نبحث له عن سند فهو لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى نحرص كل الحرص على اثباته أو نفيه .

وهناك أمور فتح الشرع الباب فيها ولم يحصره بقيود مثل الدعاء ، فعند أبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: «مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟ »، فَقَالَ: أَتَشَهَّدُ ثُمَّ أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ. أَنَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ».صححه الألباني ، فلم يخبره النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء معين ، فيجتهد العبد في الدعاء كما شاء .

وكذلك في الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الركنين (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) رواه أبو داود، وأحمد وحسنه الألباني

والدعاء على الصفا والمروة كما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسم: "لما دنا من الصفا قرأ: "إن الصفا والمروة من شعائر الله" أبدأ بما بدأ الله به" فبدأ بالصفا، فرقى عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحّد الله وكبره وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك. قال مثل هذا ثلاث مرات" الحديث. وفيه "ففعل على المروة كما فعل على الصفا" رواه مسلم ، فكل مسلم يدعو بما أحب في غير ظلم ولا قطيعة رحم .

ومن الأمور التي فتح الشرع الباب فيها الرقية ، عن عوف بن مالك قال كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال( اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا) .رواه أبو داود وصححه الألباني . فقيد ذلك بمخالفة الشرع والوقوع في الشرك وإلا اجتهد ورقى الناس بما شاء .

وكذلك من الأمور التي فتح الشرع باب الاجتهاد فيها التداوي والتطبب ففي معجم الطبراني الكبير عن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ان الله خلق الداء والدواء فتداووا ولا تتداووا بحرام) صححه الألباني
فاجتهد كذلك في العلاج وابحث دون ضرر على أحد ، فاذا وافق الدواء الداء برء بإذن الله .

بل أعظم من ذلك ما في مسند أحمد عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ) صححه الألباني . تصوروا يا اخوة كل الأمراض التي نعاني منها كل مرض له دواء فابحثوا عنها حتى تقعوا على الدواء فتكونوا سبباً في شفاء كثير من عباد الله المرضى ، وهذا يكون بدراسة لخواص الأعشاب والمواد وتأني مع دعاء الله بالتوفيق يحصل المقصود .

وكذلك هناك أدعية يخبر بها الجن الراقي وفيها نفع كبير هم شهدوه ورأوا أثره وان لم تثبت في ذلك سنة مثل هذا الدعاء " تحصَّنتُ باللهِ الَّذى لا إله إلا هُوَ، إلهى وإله كُلِّ شىء، واعتصمتُ بربى وربِّ كُلِّ شىء، وتوكلتُ على الحىِّ الذى لا يموتُ، واستَدْفَعتُ الشرَّ بلاحَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله، حسبىَ اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ، حسبىَ الربُّ مِن العباد، حسبىَ الخَالِقُ من المخلوق، حسبىَ الرازقُ مِنَ المرزوق، حسبىَ الذى هو حسبى، حسبىَ الذى بيده ملكوتُ كُلِّ شىءٍ، وهو يُجيرُ ولا يُجَارُ عليه، حسبىَ الله وكَفَى، سَمِعَ الله لمنْ دعا، ليس وراء اللهِ مرمَى، حسبىَ الله لا إله إلا هُوَ، عليه توكلتُ، وهُوَ ربُّ العرشِ العظيم" قالت جنية : قل هذا الدعاء اذا حضرت مكانا يتكون حولك مثل الحصن ولا تصبك العين ، وهذا الدعاء ذكره ابن القيم مع أدعية أخرى في الزاد وقال بعده " ومَن جرَّب هذه الدعوات والعُوَذَ، عَرَفَ مِقدار منفعتها، وشِدَّةَ الحاجةِ إليها، وهى تمنعُ وصول أثر العائن، وتدفعُه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها، وقوةِ نفسه، واستعداده، وقوةِ توكله وثباتِ قلبه، فإنها سلاح، والسلاحُ بضاربه" .

وجني آخر قال قل : (اللهم أنت خلقتهم بأمرك (يعني الجن )فاكفنا شرهم بقدرتك)

فلنحرص أولاً على ما ثبت في السنة من الأدعية فهي الحصن الحصين ثم نأتي على غيرها مما لم يثبت ، فكل فيه خير .