#1
|
||||||||
|
||||||||
أخي! هل وقفت يوماً أمام قبر؟
أخي الكريم .. أختى الغالية سلام الله عليكم ورحمة وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، ونُصلى ونُسلِّم على قائدنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وأصحابه الأطهار ، رضوان الله عليهم أجمعين.... وبعد أخي! هل وقفت يوماً أمام قبر؟ إن لم تكن وقفت فقف لتعلم حقيقة الدنيا التي تحيا فيها. إن منظر القبر يزرع فيك معنى أنت غافل عنه. إنه يلفك بكفن أبيض هو كفن الموتى، ويخرجك من جميع آمالك الدنيوية، ويقطع بينك وبين ملذاتك. وكلما تأملت حال القبر، وحال من فيه، وحالك إذا صرت إليه، ماتت فيك كل شهوة محرمة، وتلاشت من نفسك كل خواطر السوء، وفرغت من كل باطل كما يفرغ كل من أيقن أنه ليس بينه وبين الموت إلا ساعة. إن اليوم الذي تقف فيه على القبر يوم يمتد فيه الموت ويكبر، وتنكمش الحياة فيه وتصغر، يوم تحتقر فيه كل شيء يكون سبباً في أكل الدود والتراب جسمك الطري، ووجهك الجميل، يوم ترى الدنيا فيه على قدر جيفة حيوان بالعراء، نجسة شوهاء، لا تطاق على النظر، ولا على الشم، ولا على اللمس. أنت تسعى وتلهو، وتنام وتصحو، وتجري وتعصي، وتنسى أن القبر يستعد يوماً بعد يوم لاستقبالك، وجوانبه تتهيأ لضمك. هذا اليوم يقترب سريعاً أو بطيئاً لا فرق لأنه آت، وكلما مر يوم صرت أقرب إليه من الأمس، قال - سبحانه كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ فبعض القبور تزدان لأصحابها بالروح والريحان، والحسن والجنان، وتكون أوسع ما تكون، وبعضها تتقبح لأصحابها بالحر والعذاب والنيران، وتكون أضيق ما تكون، فإن القبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران، فأما المؤمن فإنه يفتح له باب إلى الجنة من قبره، ويرى مقعده فيها، ويفسح له في قبره مد البصر، وأما الكافر فيفتح له باب إلى النار من قبره، ويرى مقعده فيها، ويضيق عليه. إن القبر ينقلك من الدنيا إلى الآخرة، يذكرك أن الدنيا دارُ ممر لا دارُ مقر، وأن البرزخ ما بينك وبين الآخرة هي هذه الحفرة الخالية من كل أسباب الزينة والمتاع، الموحش، المظلم، المخيف، المحزن، المبكي.. قال عليه الصلاة والسلام ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزورها فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولاتقولوا هجراً)) الحاكم، صحيح الجامع رقم 4584 فبعده تأتي القيامة بما فيها من أهوال وكرب، ثم بعدها جنة أو نار. فالقبر أول منازل الآخرة.. كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إذا وقف على القبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: " تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا؟"، قال:" إن رسول الله قال ((إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجى منه أحد فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعد أشد منه)) ابن ماجة، التذكرة ص98 وكان عثمان - رضي الله عنه - يقول: فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك ناجياً التذكرة ص98 وللقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجى منها سعد بن معاذ الطبراني صحيح الجامع 5306 وما من منظر قط إلا والقبر أفظع منه الترمذي صحيح الجامع 5633 أخي! ألا تعجب من غفلة من حولك؟ الناس يمرون على القبور ولا يلتفتون إلى عظاتها، ويرون كل يوم محمولاً صلوا عليه ثم واروه في قبره، يدخلون معه إلى قبره، يذرفون الدمع لفراقه، يخلعون شهواتهم وآمالهم عند باب القبر كما يخلعون نعالهم، ثم إذا خرجوا من ساحته بعد دفن ميتهم والترحم عليه عادوا فلبسوا نعالهم، ولبسوا معها شهواتهم وآمالهم ومعاصيهم ناسين تلك الذكرى العظيمة الكبرى!، فما أن تخطوا أقدامهم خارج سور المقبرة حتى تعض نفوسهم على دنياهم كما تعض أقدامهم على نعالهم!. إن الناس يزينون أنفسهم في الدنيا بشتى الزينة، فإذا أخذوا إلى القبور تقللوا من المظاهر، ورضوا بالمعاني، وقليل من الملابس، وزهدوا في جميله وثمينه، لا فرق بين ملك ولا مملوك، ولسانهم: الحي أولى من الميت. أخي! هل تدري متى ستوارى في قبرك، وتسكن جنبات منزلك الذي لم تتكلف في شرائه أو تزيينه؟. تعلّم أنه ليس لذلك زمن معلوم، ولا سن معلوم، ولا مرض معلوم، فأنت بين الحين والآخر في انتظار أن يُرسَل إليك الداعي ليقلبك إلى برزخك، ويخرجك من بيتك ومخدعك. القبر يُبكي عيون الأحرار، القبر يفرق الجماعات، ويقطع الأمنيات، ويقرّح القلوب، ومن مات انتقل إليه، فيومه يوم مصرع الفتى، ينتقل من سعة بيته إلى ضيق لحده، بعد أن يتخلى عنه الصديق والأخ والوالدين والأبناء، وكربات الموت عسيرة صعبة على المحتضر، وإنما لا يفر ولا يصيح لأن الكرب قد بالغ فيه، فإذا بدأ الملك ينزع روحه تبرد أولاً قدماه، ثم ساقاه، ثم فخذاه، ثم بطنه، ثم صدره، ثم تبلغ به الحلقوم.. فحينذاك ينقطع نظره إلى الدنيا وأهله، ويغلق دونه باب التوبة. قال عليه الصلاة والسلام ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)) أحمد صحيح الجامع 1903 كان بعض الصالحين قد حفر في بيته قبراً، كلما نازعته نفسه إلى الدنيا من شهوة أو معصية، نزل فيها وأغلق على نفسه، يريها حقيقة الموت، والحال في القبر، لترجع عن غيها، فكم ذا نحن بحاجة إلى قبور نعظ ونزجر بها أنفسنا عن السفاهة. إن القبر عظة تزلزل القلوب، وتوقظ النفوس من رقدتها، لكن بعض النفوس أصابها العمى فما تحس بهول القبر، فتدخل إلى القبور وتخرج منه كما دخلت، ملطخة بنجاسات الدنيا، دون أن تتطهر أو تتزكى. وبعد: فإن القبر حقيقة مرة لا مفر منها، ومنزل آت لابد منه، فيا أخي! كما وقفت على القبر فقف على حقيقته، ولا تلقي حقائق الدنيا وراء ظهرك، وتقبل على أكاذيبها وزخارفها الزائلة الخادعة، قال - تعالى(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)) اللهم أحسن خاتمتنا وهون علينا سكرات الموت ونور قبورنا بعد مماتنا آميــــــــن
|
15 Jul 2007, 03:43 AM | #2 |
الحسني
|
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء لإختياركم موقعنا المتواضع البسيط . نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا بارك الله فيكم لاحرمنا الله من أمثالكم ولاحرمكم أجرنا نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم ونرجوا إثراء الموقع عن الأنبياء والرسل المصطفين الأخيار وعن ملائكة الله الأبرار وعن بني الجان وأخبارهم وقصصهم وطرائفهم وأحاديثهم . وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخبارهم للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى لاتحرمونا وتحرموا أنفسكم من المشاركة والتفعيل في هذا الموقع البسيط المتواضع فهو في خدمتكم وخدمة العالم كله . الموقع رسالة دعوية وهداية للمسلمين وغير المسلمين فبمشاركة واحدة تكسبوا أجر وثواب وحسنات من أهل العالم كله فكيف بكم لو كثرت مشاركاتكم وتفعيلكم . الموقع رسالة مقدسة ودعوية قرآنية نبوية نقدمها لكل العالم تنير قلب كل مسلم وتهدي بها قلب كل كافر . دمتم ودام عطائكم وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء |
|
15 Jul 2007, 10:40 PM | #4 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
بارك الله فيكي اختي الفاضله نور الهدى
وجزاكي الله خير |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يوماً ما سيكون هناك فراق | فخوره بحجابى | القضــــــاء والقــــــدر ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث Fate and destiny of studies an | 7 | 14 Apr 2013 05:13 PM |
وقفة:تأمل هذه الصوره لمدة دقيقة | في الجنة نلتقي | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 2 | 05 Jul 2012 03:09 AM |
امتحان الدنيا والاخرة وقفة معبرة | فخوره بحجابى | مواضيع لاتدعها تفوتك !! Threads do not let them miss | 4 | 22 May 2012 02:20 AM |
وقفة تعجب! | مسك 2007 | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 5 | 15 Jun 2008 10:00 PM |
ماذا كان يحمل وهو يطوف بالكعبة هذا ما وقفت عليه بنفسي ؟؟ | المحجبه | السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk | 4 | 02 Aug 2007 06:41 PM |