#1
|
||||||||
|
||||||||
الرؤى والاحلام
قال المقدم حفظه الله "كان الحلم ولا يزال من التجارب الإنسانية التي حظيت بإهتمام بليغ في حياة البشر اذ للحلم آثاره وانطباعاته في نفس الحالم ..."
انظر كتاب المهدي للمقدم "سلطان المنامات 193" حقيقة الرؤى والاحلام بين أهل السنة وعلماء النفس :. قال العنبري " للانسان حالان كما يقول ابن العربي حالة تسمى النوم وحالة تسمى اليقظة وفي كليهما جعل الله له ادراكاً يدرك به الاشياء.. فكل شيء تبصره في اليقظة يسمى رؤية وكل ما تدركه في النوم يسمى رؤيا الرؤى والاحلام عند أهل السنة انما هي ادراكات يخلقها الله عز وجل في مخيلة النائم او ذهنه او عقله الباطن فيراها ويعيش معها , بروحه وقلبه ومشاعره ببل ببدنه ويتأثر بها " قال الله " الله خالق كل شيء " و تكون هذه الادراكات على ثلاثة أنواع النوع الاول : ادراكات تكون علامات على امور اخرى سوف يخلقها الله - جل وعلاه - او كان قد خلقها النوع الثاني : ادراكات يحدث المرء نفسه او يهم بها في اليقظة النوع الثالث : ادراكات يتدخل فيها الشيطان تدخلاً من نوع ما , ليخوف بها الانسان ويحزنه ... ونقل الحافظ في الفتح "قال المازري كثر كلام الناس في حقيقة الرؤيا ، وقال فيها غير الإسلاميين أقاويل كثيرة منكرة ، لأنهم حاولوا الوقوف على حقائق لا تدرك بالعقل ولا يقوم عليها برهان ، وهم لا يصدقون بالسمع فاضطربت أقوالهم ، فمن ينتمي إلى الطب ينسب جميع الرؤيا إلى الأخلاط فيقول من غلب عليه البلغم رأى أنه يسبح في الماء ونحو ذلك لمناسبة الماء طبيعة البلغم ، ومن غلبت عليه الصفراء رأى النيران والصعود في الجو ، وهكذا إلى آخره ، وهذا وإن جوزه العقل وجاز أن يجري الله العادة به لكنه لم يقم عليه دليل ولا اطردت به عادة ، والقطع في موضع التجويز غلط . ومن ينتمي إلى الفلسفة يقول : إن صور ما يجري في الأرض هي في العالم العلوي كالنقوش فما حاذى بعض النقوش منها انتقش فيها ، قال : وهذا أشد فسادا من الأول لكونه تحكما لا برهان عليه والانتقاش من صفات الأجسام ، وأكثر ما يجري في العالم العلوي الأعراض ، والأعراض لا ينتقش فيها قال والصحيح ما عليه أهل السنة أن الله يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان فإذا خلقها فكأنه جعلها علما على أمور أخرى يخلقها في ثاني الحال ، ومهما وقع منها على خلاف المعتقد فهو كما يقع لليقظان ، ونظيره أن الله خلق الغيم علامة على المطر وقد يتخلف ، وتلك الاعتقادات تقع تارة بحضرة الملك فيقع بعدها ما يسر أو بحضرة الشيطان فيقع بعدها ما يضر والعلم عند الله تعالى . وقال القرطبي : سبب تخليط غير الشرعيين إعراضهم عما جاءت به الأنبياء من الطريق المستقيم ، وبيان ذلك أن الرؤيا إنما هي من إدراكات النفس وقد غيب عنا علم حقيقتها أي النفس ، وإذا كان كذلك فالأولى أن لا نعلم علم إدراكاتها ، بل كثير مما انكشف لنا من إدراكات السمع والبصر إنما نعلم منه أمورا جملية لا تفصيلية . ونقل القرطبي في " المفهم " عن بعض أهل العلم أن لله تعالى ملكا يعرض المرئيات على المحل المدرك من النائم فيمثل له صورة محسوسة ، فتارة تكون أمثلة موافقة لما يقع في الوجود وتارة تكون أمثلة لمعان معقولة ، وتكون في الحالين مبشرة ومنذرة ، قال : ويحتاج فيما نقله عن الملك إلى توقيف من الشرع وإلا فجائز أن يخلق الله تلك المثالات من غير ملك ، قال : وقيل إن الرؤيا إدراك أمثلة منضبطة في التخيل جعلها الله أعلاما على ما كان أو يكون ..." علم النفس والاحلام :. قدم علم النفس نظريات عدة لتفسير الاحلام وبيان حقيقتها وتوضيح وظيفتها هاك أهم النظريات نظرية التحليل النفسي : يرى فرويد مؤسس التحليل النفسي أن الاحلام لا تتنبأ بالمستفبل , بل انها ظاهرة تكشف عن صراعات جنسية أو وجدانية يعانيها الحالِم في الوقت الحاضر , أو انها تعبر عن رغبات مكبوتة منذ الطفولة المبكرة , كما ان الحُلم له وظيفته " حراسة النوم " بمعنى معاونة النائم على الاستمرار في نومه فيجنبه ما يُحتمل ان يزعجه من منبهات خارجية , فكأن الحلم هو محاولة لاستبعاد ما يؤدي الى اضطراب النوم , ووسيلته في ذلك هو تحقيق رغبة لدى النائم وارضاء دوافعه ارضاءا وهمياً خيالياً يعفي النائمن من الاستيقاظ ولا ريب في ان كثيراً من أحلام الناس هي تنفيس عن أشياء مكبوتة , او تعبير عن رغبة مشتهاة كما يفسرها فرويد .. ولكن تبقى بعد ذلك أحلام كثيرة لا يمكن تفسيرها على هذا الاساس لا سيما تلك التي تتنبأ بالمستقبل , والتي لا يمكن ان تفسر إلا على اساس الايمان بعالم الغيب .. الامر الذي ينسف الفكر المادي نسفاً واتباع هذه المدرسة يظنون أن الرموز تظل حتماً ثبتة دائماً , بمعنى ان الشيء يمثله رمز واحد دائماً في الأحلام كما أنهم حمّلوا هذه الرموز تفسيرات جنسية مبالغاً فيها فيتصورون كل ما هو مستدير في الحلم رمزاً لقبل المرأة ! ( مث الكهف والدائرة والعلبة والخاتم ) وكذلك كل ما هو مستطيل رمزاً لقبل الرجل ! ( مثل العصا والفلم والسيف ) وكل حركة في الحلم هي للعملية الجنسية كالجري والتسلق والسباحة .. وما الى ذلك مما أثار العاصفة من نقد علماء النفس أنفسهم حتى أكثر المقربين من رفاق فرويد قلت وهكذا كل اناء بما فيه ينضح ! 2- نقد يونج لمدرسة التحليل النفسي :. يقرر يونج انه ليس هناك فقط (لا شعور شخصي ) -كما يرى فرويد- ولكن يوجد أيضاً ( لا شعور جمعي ) وهو يتكون من تركيبات فطرية موروثة , تعبر عن نفسها في الاحلام بواسطة طُرُز بدئية لقد اكتشف ان الاجزاء الملتزمة بحمل الاحلام هي أقدم الاجزاء في المخ ان لم يكن الجهاز العصبي السبمتاوي فاذا كانت الاحلام متصلة بهذه التركيبات القديمة للمخ فانه من المتوقع له في نظهره ان تستعير لغتها ايضاً من الانسان القديم البدائي!: لغة صور ومقارنة مزخرفة , اشارات اسطورية وهذه النظرية هشة ! ليس عليها اثارة من علم , وعلى فرض صحة اتصال الاحلام بالتركيبات القديمة للمخ فانه من الخطأ بمكان ان يلزم ذلك ان تستعير الاحلام لغة الانسان القديم , ثم ان الزعم بأن لغة الانسان القديم كانت صوراً ومقارنات مزخرفة ... زعمٌ مجرد من الدليل والحق ان الله سبحانه قد علم آدم اللغة والبيان قال تعالى " وعلم آدم الاسماء كلها " أي علمه اسماء الاشياء كلها ذواتها وصفاتها وافعالها وقال عز من قائل " علمه البيان " يعني النطق قاله الحسن وفي حديث الشفاعة " فيأتون آدم فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته , وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك " 3- نظرية التنبيهات الخارجية :. يرى البعض ان الاحلام قد تنشأ عن تنبيهات حسية خارجية , ويتوقف مضمون الحلم على طبيعة هذه المنبهات لتوضيح ذلك يسوقون الواقعة التالية : كان على الام ان تستيقظ في الصباح عند سماع جرس الساعة او المنبه , وتوقظ أطفالها ليستعدو للذهاب الى المدرسة وتعد لهم طعام الافطار ولما كانت الام تود الاستمرار في النوم سعياً للراحة , فقد حدث دقّ الجرس , وحلمت الام انها سمعت صوت الجرس , وانها قامت في الحال كالمعتاد واعدت الافطار وايضقظت اطفالها الذين وضعوا ملابسهم وتناولوا افطارهم وودعتهم ثم أكملت نومها حتى اخذت قسطها من الراحة وجينما استيقظت الام وجدت ان الاطفال ما زالوا نائمين وان كل ما فعلته كان حلماً فحسب وقد يصح ان تفسر بعض الاحلام على هذا الاساس لكن تبقى الجمهرة الغالبة من احلام الناس لا تقدم هذه النظرية لها تفسيراً مقنعاً وقد كان ابن حجر العسقلاني ابعد نظراً من اصحاب هذه النظرية واشد ذكاءا حين عدّ ما قاله اولاء نوعا من انواع الرؤى والاحلام ... نظريات فسيولوجية :. وهي ان ترى ان الاحلام تنشأ عن اضطرابات فسيولوجية مثل سوء الهضم او اوجاع جسمية او نتيجة تهيج خلايا معينة في المخ كما يحدث في هلوسات الحمى بما يؤدي الى ظهور الذكريات المخزونة في هذه الخلايا في بؤرة الشعور .. ولكن اذا كان بعض الاحلام من قبيل الذكريات فان كثرة كاثرة من الاحلام ليست من هذا القبيل .. والحق ان ثمة تخبطاً في الاراء التي قدمها علم النفس بل وحيرة وجاءت تفسيراته قاصرة بل وبعضها غير مقبولة عقليا او واقعيا .. ولا يخفى ان كثير من معارف علم النفس ان هي الا مجموعة افكار ظنية تنقسم الرؤيا الى ثلاثة أقسام : 1- الرؤيا الصالحة - بشرى من الله 2- ورؤيا من الشيطان 3-ورؤيا حديث نفس فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء نفسه" جزء من حديث عند مسلم وروى ابن ماجه عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرؤيا ثلاث منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " وصححه الالباني اما الرؤيا الصالحة :. فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. بخاري ( من النبوة ) لأن الأنبياء يخبرون بما سيكون والرؤيا تدل على ما يكون . وقيل هذا في حق رؤيا الأنبياء دون غيرهم وكان الأنبياء يوحى إليهم في منامهم كما يوحى إليهم في اليقظة نقل ابن بطال " قال المهلب : ( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح ) إنما يريد عامة رؤيا الصالحين ، وهى التى يرجى صدقها ؛ لأنه قد يجوز على الصالحين الأضغاث فى رؤياهم ؛ لكن لما كان الأغلب عليهم الخير والصدق وقلة تحكم الشيطان عليهم فى النوم أيضًا ، لما جعل الله فيهم من الصلاح ، وبقى سائر الناس غير الصالحين تحت تحكم الشيطان عليهم فى النوم ؛ مثل تحكمه عليهم فى اليقظة فى ألب أمورهم ، وإن كان قد يجوز منهم الصدق فى اليقظة فكذلك يجوز فى رؤياهم صدق أيضًا ." ونقل الحافظ في الفتح " قال المهلب : المراد غالب رؤيا الصالحين ، وإلا فالصالح قد يرى الأضغاث ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منهم ، بخلاف عكسهم فإن الصدق فيها نادر لغلبة تسلط الشيطان عليهم ، قال : فالناس على هذا ثلاث درجات : الأنبياء ورؤياهم كلها صدق وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير ، والصالحون والأغلب على رؤياهم الصدق وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير ، ومن عداهم يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث وهي ثلاثة أقسام : مستورون فالغالب استواء الحال في حقهم ، وفسقة والغالب على رؤياهم الأضغاث ويقل فيها الصدق ، وكفار ويندر في رؤياهم الصدق جدا ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا " أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ، وستأتي الإشارة إليه في " باب القيد في المنام " إن شاء الله تعالى . وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار كما في رؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه السلام ورؤيا ملكهما وغير ذلك ، وقال القاضي أبو بكر بن العربي : رؤيا المؤمن الصالح هي التي تنسب إلى أجزاء النبوة ، ومعنى صلاحها استقامتها وانتظامها ، قال : وعندي أن رؤيا الفاسق لا تعد في أجزاء النبوة ، وقيل تعد من أقصى الأجزاء ، وأما رؤيا الكافر فلا تعد أصلا . وقال القرطبي : المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حاله حال الأنبياء فأكرم بنوع مما أكرم به الأنبياء وهو الاطلاع على الغيب ، وأما الكافر والفاسق والمخلط فلا ، ولو صدقت رؤياهم أحيانا فذاك كما قد يصدق الكذوب وليس كل من حدث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة كالكاهن والمنجم . " قلت وهذا بخلاف الرجل الصالح فان غالب رؤاه الصدق بخلاف الكاذب فان غالب رؤاه الكذب والتدجيل , وقد تصدق رؤياه من باب النذارة فيتقي ويتوب ويؤوب وقد تكون بشارة حتى يشكر نعمة الله ومن اعظم الشكر التوبة الى الله بالاسلام او الاقلاع عن ما نهى الله عنه وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان" بخاري وعن ابي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لم يبق من النبوة إلا المبشرات " قالوا وما المبشرات ؟ قال " الرؤيا الصالحة " بخاري ( لم يبق ) أي بعد نبوته صلى الله عليه وسلم . ( المبشرات ) جمع مبشرة من التبشير وهو إدخال السرور والفرح على المبشر والمراد أن الوحي ينقطع بموته صلى الله عليه وسلم ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء نفسه فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس " رواه مسلم قال النووي في المنهاج " ظاهره أنه على اطلاقه وحكى القاضي عن بعض العلماء أن هذا يكون في آخر الزمان عند انقطاع العلم وموت العلماء والصالحين ومن يستضاء بقوله وعمله فجعله الله تعالى جابرا وعوضا ومنبها لهم والأول أظهر لأن غير الصادق في حديثه يتطرق الخلل إلى رؤياه وحكايته اياها .." ثانياً الرؤيا من الشيطان :. ثبت عند مسلم من حديث جابر قال " جاء أعرابى إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله رأيت فى المنام كأن رأسى ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للأعرابى « لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك فى منامك ». وقال سمعت النبى -صلى الله عليه وسلم- بعد يخطب فقال « لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به فى منامه ». قلت : وهذه الرؤيا ليس دليلاً عينياً على تلاعب الشيطان وانما هي امارات استدل بها على ذلك نقل القاضي في اكمال المعلم " يحتمل أن يكون - عليه السلام - علم أن منامه هذا من الأضغاث بوحى أوحى اليه ، أو دلالة فى المنام دلته على ذلك ، أو على أنه من المكروه الذى هو تحزين الشيطان . وحكى عن بعض العابدين أنه قال : يمكن أن يكون اختصر من المنام ، أو سقط عن بعض الرواة منه مالو ذكر لدل على أنه من الأضغاث . وأما العابدون فيتكلمون فى كتبهم على قطع الرأس ، ويجعلونه - على الجملة - دلالة على مفارقة ما فيه الرائى من النعم ، ويفارق من هو فؤقه ، ويزول سلطانه ، وغير حاله فى جميع أموره ، إلا أن يكون عبدا فتدل على عتقه ، أو مريضا فعلى شفائه ، أو مديانأ فعلى قضاء دينه ، أو ضرورة فعلى حجة ، أو مغموما فعلى فرجه ، أو خائفا فعلى أمنه . وينظرون - أيضأ - فى اتساع هذا له ويصرفون دلالة ذلك فيما مضى مماذكرناه عنهم ، وفى غيره مما لم يذكره حتى يخلص لهم معنى مما قلناه ، أو معنى اخر يقتضيه دلالة الحال ، وهذا مصروف للعابدين ، دانما ذكرنا دلالة قطع الرأس على الجملة لا الحكم بغير هذا المنام بعينه..." ثالثاً رؤيا حديث النفس:. فهي الرؤيا التي تلازم فكر الانسان وتهمه فيراها في منامه كملازمته له في يقظته يتبع ان شاء الله ...
آخر تعديل ابن الورد يوم
02 Aug 2010 في 07:28 AM.
|
16 Jul 2010, 11:44 PM | #2 |
باحث برونزي
|
رد: الرؤى والاحلام
ما يفعله المكلف اذا رأى الرؤيا الصالحة
- ان يحمد الله - وان يستبشر بها - وان يحدث بها من يحب دون من يكره فقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " اذا رأى أحدكم رؤيا يُحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها واذا رأى غير ذلك مما يكره , فانما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره " وروى مسلم من حديث أبي قتادة قال قال صلى الله عليه وسلم " فإن رأى رؤيا حسنةً فليستبشر , ولا يخبر الا من يحب " ما يفعله المكلف اذا رأى في منامه ما لا يسره:. عن أبي سلمة قال : لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره" بخاري عن جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذى كان عليه "مسلم الرؤيا على رجل طائر .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرؤيا على رجل طائر ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " قال وأحسبه قال " ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي" ابوداود وصححه الألباني ( إلا على واد ) اسم فاعل من الود كالحب لفظا ومعنى . أي على حبيب . ( ذي رأي ) أي ذي لب قال الخطابي على رجل طائر مثل ومعناه أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر قال ابو الطيب في عون المعبود " ( فإذا عبرت وقعت ) أي تلك الرؤيا على الرائي يعني يلحقه حكمها قال في النهاية الرؤيا على رجل طائر مالم تعبر أي لا يستقر تأويلها حتى تعبر يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت كما أن الطير لا يستقر في أكثر أحواله فكيف ما يكون على رجله وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي : (ما لم يحدث ) أي ما لم يتكلم المؤمن أو الرائي ( بها ) أي بتلك الرؤيا أو تعبيرها ( فإذا تحدث بها سقطت ) أي تلك الرؤيا على الرائي يعني يلحقه حكمه قال الطيبي : التركيب من قبيل التشبيه التمثيلي شبه الرؤيا بطائر سريع الطيران علق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة فالرؤيا مستقرة على ما يسوقه القدر إليه من التعبير ( فإذا تحدث بها سقطت ) أي إذا كانت في حكم الواقع ألهم من يتحدث بها بتأويلها على ما قدر فتقع سريعا كما أن الطائر ينقض سريعا قلت : وكل ذلك فيما اذا أصاب المفسر الرؤية فان اصاب ادرك البشارة او النذارة والا فهي غير مؤثرة وتقع على ما جاءت به , لقول النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر " أصبت بعضاً وأخطأت بعض " وقد بوب له البخاري باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب النذارة والتنبيه في الرؤى:. عن نافع أن ابن عمر قال : إن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وأنا غلام حديث السن وبيتي المسجد قبل أن أنكح فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء فلما اضطجعت ليلة قلت اللهم إن كنت تعلم في خيرا فأرني رؤيا فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلى جهنم وأنا بينهما أدعو الله اللهم أعوذ بك من جهنم ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال لم ترع نعم الرجل أنت لو تكثر الصلاة . فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر لها قرون كقرون البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد وأرى فيها رجالا معلقين بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالا من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين . فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عبد الله رجل صالح ) . فقال نافع لم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة. بخاري ( فيقول فيها ) يعبرها . ( مقمعة ) عصا معوجة الرأس . ( لم ترع ) من الروع وهو الخوف . ( شفير ) حرف وجانب الوعيد لمن كذب في الرؤيا:. عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ" بخاري ( تحلم بحلم ) تكلف الحلم أو ادعى أنه رأى حلما . ( كلف ) يوم القيامة . وذلك التكليف نوع من العذاب . ( يعقد ) يوصل . ( لن يفعل ) لن يقدر على ذلك وهو كناية عن استمرار العذاب عليه . ( كارهون ) لا يريدون سماعه (الأنك ) الرصاص المذاب . ( ينفخ فيها ) الروح . ( ليس بنافخ ) ليس بقادر على النفخ . عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن من أفرى الفرى أن يري عينه ما لم تر" بخاري ( أفرى الفرى ) أشد الكذب وأكذب الكذبات والفرى جمع الفرية وهي الكذبة الفادحة التي يتعجب منها . ( يري عينه ) يدعي أنه رأى رؤيا وهو لم ير شيئا نقل الحافظ في الفتح " قال الطبري : إنما اشتد فيه الوعيد من أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد تكون شهادة في قتل أو حد أو أخذ مال ، لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره ، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين لقوله تعالى ( ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ) الآية ، وإنما كان الكذب في المنام كذبا على الله لحديث " الرؤيا جزء من النبوة " وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى انتهى ملخصا " الفرق بين رؤيا الانبياء وغيرهم :. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. بخاري ونقل الحافظ في الفتح 19-449 " قال ابن أبي حمزة : إنما شبهها بفلق الصبح دون غيره لأن شمس النبوة كانت الرؤيا مبادي أنوارها فما زال ذلك النور يتسع حتى أشرقت الشمس فمن كان باطنه نوريا كان في التصديق بكريا كأبي بكر ومن كان باطنه مظلما كان في التكذيب خفاشا كأبي جهل ، وبقية الناس بين هاتين المنزلتين كل منهم بقدر ما أعطي من النور .." فكانت هذه بالنسبة لمحمد صلى الله عليه وسلم أول تباشير الوحي لئلا يفجأه الملك بالوحي وكذا كما ذكر القاضي وغيره ونقل ابن بطال في شرحه على البخاري " وقد أعلمنا ( صلى الله عليه وسلم ) أن رؤياه وحى ، وذلك أنه أخبرهم بما ينفرد به دون الناس ، لأن الرؤيا الصالحة قد يشركه غيره فيها . وأما قول عائشة : تمت أول ما بدء به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الوحى الرؤيا الصالحة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح قال المهلب : هى تباشير النبوة وكيفية بدئها ، لأنه لم يقع فيها ضغث ، فيتساوى مع الناس فى ذلك ، بل خص بصدقها كلها ، وكذلك قال ابن عباس : رؤيا الأنبياء وحى ، وقرأ : ( إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ ) [ الصافات : 102 ] فتمم الله عليه النبوة ، بأن أرسل إليه الملك فى اليقظة ، وكشف له عن الحقيقة ، فكانت الأولى فى النوم ، وصحة ما يوحى إليه فيه توشيحًا للنبوة وابتدائها حتى أكملها الله له فى اليقظة تفضلاً من الله تعالى ، وموهبة خصَّه بها ، والله يعلم حيث يجعل رسالاته والله ذو الفضل العظيم.." الشرائع لا تؤخذ بالمنامات:. عن عمر بن حمزة أخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال عمر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فرأيته لا ينظرني، فقلت: يارسول الله، ما شأني؟ فقال: ألست الذى تقبل وأنت صائم؟! قلت: فوالذي بعثك بالحق لا أقبل بعدها وأنا صائم قال أبو محمد ابن حزم: الشرائع لا تؤخذ بالمنامات! لا سيما وقد أفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر في اليقظة حيا باباحة القبلة للصائم، فمن الباطل أن ينسخ ذلك في المنام ميتا! نعوذ بالله من هذا – المحلى- قال الشاطبي في الاعتصام "وأضعف هؤلاء احتجاجا قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المقامات وأقبلوا وأعرضوا بسببها فيقولون : رأينا فلانا الرجل الصالح فقال لنا : اتركوا كذا واعملوا كذا ويتفق هذا كثيرا للمتمرسين برسم التصوف وربما قال بعضهم : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في النوم فقال لي كذا وأمرني بكذا فيعمل بها ويترك بها معرضا عن الحدود الموضوعة في الشريعة وهو خطأ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذرة خاصة وأما استفادة الأحكام فلا كما يحكى عن الكتاني رحمه الله قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام فقلت : ادع الله أن لا يميت قلبي فقال : قل كل يوم أربعين مرة يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته وكون الذكر يحيى القلب صحيح شرعا وفائدة الرؤيا التنبيه على الخير وهو من ناحية البشارة وإنما يبقى الكلام في التحديد بالأربعين وإذا لم يوجد على اللزوم استقام وعن أبي يزيد البسطامي رحمه الله قال : رأيت ربي في المنام فقلت : كيف الطريق إليك ؟ فقال : أترك نفسك وتعال ؟ وشأن هذا الكلام من الشرع موجود فالعمل بمقتضاه صحيح لأنه كالتنبيه لموضع الدليل لأن ترك النفس معناه ترك هواها بإطلاق والوقوف على قدم العبودية والآيات تدل على هذا المعنى كقوله تعالى : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى } وما أشبه ذلك فلو رأى في النوم قائلا يقول : إن فلانا سرق فاقطعه أو عالم فاسأله أو اعمل بما يقول لك أو فلان زنى فحده وما أشبه ذلك لم يصح له العمل حتى يقوم له الشاهد في اليقظة وإلا كان عاملا بغير شريعة إذ ليس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم وحي ولا يقال : إن الرؤيا من أجزاء النبوة فلا ينبغي أن تهمل وأيضا إن المخبر في المنام قد يكون النبي صلى الله عليه و سلم وهو قد قال :" من رآني في النوم فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي " وإذا كان فإخباره في النوم كإخباره في اليقظة لأنا نقول : إن كانت الرؤيا من أجزاء النبوة فليست إلينا من كمال الوحي بل جز من أجزائه والجزء لا يقوم مقام الكل في جميع الوجوه بل إنما يقوم مقامه في بعض الوجوه وقد صرفت إلى جهة البشارة والنذارة وفيها كاف وأيضا فإن الرؤيا التي هي جزء من أجزاء النبوة من شرطها أن تكون صالحة من الرجل الصالح وحصول الشروط مما ينظر فيه فقد تتوفر وقد لا تتوفر وأيضا فهي منقسمة إلى الحلم وهو من الشيطان وإلى حديث النفس وقد تكون سبب هيجان بعض أخلاط فمتى تتعين الصالحة حتى يحكم بها وترك غير الصالحة ؟ ويلزم أيضا على ذلك أن يكون تجديد وحي بحكم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو منهي عنه بالإجماع يحكى أن شريك بن عبد الله القاضي دخل على المهدي فلما رآه قال : علي بالسيف والنطع قال : ولم يا أمير الميؤمنين ؟ قال : رأيت في منامي كأنك تطأ بساطي وأنت معرض عني فقصصت رؤياي على من عبرها فقال لي : يظهر لك طاعة ويضمر معصية فقال له شريك : والله ما رؤياك برؤيا إبراهيم الخليل عليه السلام ولا أن معبرك بيوسف الصديق عليه السلام فبالأحلام الكاذبة تضرب أعناق المؤمنين ؟ فاستحيى المهدي وقال : اخرج عني ثم صرفه وأبعده وحكى الغزالي إن بعض الأئمة أنه أفتى بوجوب قتل رجل يقول بخلق القرآن فروجع فيه فاستدل بأن رجلا رأى في منامه إبليس قد اجتاز بباب المدينة ولم يدخلها ؟ فقيل : هل دخلتها ؟ فقال : أغناني عن دخولها رجل يقول بخلق القرآن فقام ذلك الرجل فقال : لو أفتى إبليس بوجوب قتلي في اليقظة هل تقلدونه في فتواه ؟ فقالوا : لا ! فقال : قوله في المنام لا يزيد على قوله في اليقظة وأما الرؤيا التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم الرائي بالحكم فلا بد من النظر فيها أيضا لأنه إذا أخبر بحكم موافق لشريعته فالحكم بما استقر وإن أخبر بمخالف فمحال لأنه صلى الله عليه و سلم لا ينسخ بعد موته شريعته المستقرة في حياته لأن الدين لا يتوقف استقراره بعد موته على حصول المرائي النومية لأن ذلك باطل بالإجماع فمن رأى شيئا من ذلك فلا عمل عليه وعند ذلك نقول : إن رؤياه غير صحيحة إذ لو رآه حقا لم يخبره بما يخالف الشرع لكن يبقى النظر في معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " من رآني في النوم فقد رآني " وفيه تأويلان : احدهما : ما ذكره ابن رشيد إذ سئل عن حاكم شهد عنده عدلان مشهوران بالعدالة في قضية فلما نام الحاكم ذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له : ما تحكم بهذه الشهادة ؟ فإنها باطلة فأجاب بأنه لا يحل له أن يترك العمل بتلك الشهادة لأن ذلك إبطال لأحكام الشريعة بالرؤيا وذلك باطل لا يصح أن يعتقد إذ لا يعلم الغيب من ناحيتها إلا الأنبياء الذين رؤياهم وحي ومن سواهم إنما رؤياهم :جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ثم قال : وليس معنى قوله " من رآني فقد رآني حقا " أن كل من رأى في منامه أنه رآه فقد رآه حقيقة بدليل أن الرئي قد يراه مرات على صور مختلفة ويراه الرائي على صفة وغيره على صفة أخرى ولا يجوز أن تختلف صور النبي صلى الله عليه و سلم ولا صفاته وإنما معنى الحديث : " من رآني على صورتي التي خلقت عليها فقد رآني إذ لا يتمثل الشيطان بي " إذ لم يقل : من رآني أنه رآني وإنما قال : من رآني فقد رآني وأنى لهذا الرائي الذي رأى أنه رآه على صورة أنه رآه عليها ؟ وإن ظن أنه رآه ما لم يعلم أن تلك الصورة صورته بعينها وهذا ما طريق لأحد إلى معرفته فهذا ما نقل عن ابن رشيد وحاصله يرجع إلى أن المرئي قد يكون غير النبي صلى الله عليه و سلم وإن اعتقد الرائي أنه هو والتأويل الثاني يقوله علماء التعبير : إن الشيطان قد يأتي النائم في صورة ما من معارف الرائي وغيرهم فيشير له إلى رجل آخر : هذا فلان النبي وهذا الملك الفلاني أو من أشبه هؤلاء ممن لا يتمثل الشيطان به فيوقف اللبس على الرائي بذلك وله علامة عندهم وإذا كان كذلك أمكن أن يكلمه المشار إليه بالأمر والنهي غير الموافقين للشرع فيظن الرائي أنه من قبل النبي صلى الله عليه و سلم ولا يكون كذلك فلا يوثق بما يقول له أو يأمر أو ينهى وما أحرى هذا الضرب أن يكون الأمر أو النهي فيه مخالفا لكمال الأول حقيق بأن يكون فيه موافقا وعند ذلك لا يبقى في المسألة إشكال نعم لا يحكم بمجرد الرؤيا حتى يعرضها على العلم لأمكان اختلاط أحد القسمين بالآخر وعلى الجملة فلا يستدل بالرؤيا في الأحكام إلا ضعيف المنة نعم يأتي المرئي تأنيسا وبشارة ونذارة خاصة بحيث لا يقطعون بمقتضاها حكما ولا يبنون عليها أصلا وهو الاعتدال في أخذها حسبما فهم من الشرع فيها والله أعلم" قلت والصحيح في الحديث انه على ظاهره وان من رآه في المنام فقد رآه حقاً وسيراه حقيقةً ولا يلزم من ذلك اي لازم لأن الشرع بوفاته صلى الله عليه وسلم اكتمل " اليوم اكملت لكم دينكم .." وقد نقل المقدم 280 في المهدي كلام العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي ومال الى خلاف قول الجمهور الا انه قال " اذا علمت ما قررناه من امكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة كرامة لبعض خواص اكابر الاولياء .. فاعلم ان فائدة ذلك تعود غالباً على الرائي فقط , ولا يجوز ان يثبت بها حكم شرعي كائناً ما كان ندباً او غيره من سائر الاحكام الشرعية كما تعطيه قواعد الشرع المعلومة وكما صرح به الائمة كالحافظ ابن حجر وغيره فقد قال في فتح الباري بعد بحث طويل عند قوله عليه الصلاة والسلام " ولا يتمثل الشيطان بي" ما نص لمراد منه ومع ذلك صرح الائمة بأن الاحكام الشرعية لا تثبت بذلك " |
|
16 Jul 2010, 11:45 PM | #3 |
باحث برونزي
|
رد: الرؤى والاحلام
تأويل الرؤى :. القميص في المنام:.اللبن في منام:. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) . قالوا فما أولته يا رسول الله ؟ قال : العلم. بخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج من أطرافي فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) . فقال من حوله فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال العلم. بخاري عن أبي سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومر علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره ) . قالوا ما أولت يا رسول الله ؟ قال : الدين." بخاري المرأة السوداء الثائرة في المنام:. عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة - وهي الجحفة - فأولت أن وباء المدينة نقل إليها ) ش ( ثائرة ) شعر رأسها منتشر غير منتظم . ( الجحفة ) اسم مكان هو ميقات أهل مصر وقيل هذا التفسير مدرج من قول موسى بن عقبة . ( وباء ) مرض قال ابن القيم " ألا ترى أن الثياب في التأويل كالقمص تدل على الدين فما كان فيها من طول أو قصر أو نظافة أو دنس فهو في الدين كما أول النبي صلى الله عليه وسلم القميص بالدين والعلم والقدر المشترك بينهما أن كلا منهما يستر صاحبه ويجمله بين الناس فالقميص يستر بدنه والعلم والدين يستر روحه وقلبه ويجمله بين الناس. ومن هذا تأويل اللبن بالفطرة لما في كل منهما من التغذية الموجبة للحياة وكمال النشأة وأن الطفل إذا خلي وفطرته لم يعدل عن اللبن فهو مفطور على إيثاره على ما سواه وكذلك فطرة الإسلام التي فطر الله عليها الناس. ومن هذا تأويل البقر بأهل الدين والخير الذين بهم عمارة الأرض كما أن البقر كذلك مع عدم شرها وكثرة خيرها وحاجة الأرض وأهلها إليها ولهذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بقرا تنحر كان ذلك نحرا في أصحابه. ومن ذلك تأويل الزرع والحرث بالعمل لأن العامل زارع للخير والشر ولا بد أن يخرج له ما بذره كما يخرج للباذر زرع ما بذره فالدنيا مزرعة والأعمال البذر ويوم القيامة يوم طلوع الزرع للباذر وحصاده. ومن ذلك تأويل الخشب المقطوع المتساند بالمنافقين والجامع بينهما أن المنافق لا روح فيه ولا ظل ولا ثمر فهو بمنزلة الخشب الذى هو كذلك ولهذا شبه الله تعالى المنافقين بالخشب المسندة لأنهم أجسام خالية عن الإيمان والخير وفي كونها مسندة نكتة أخرى وهي أن الخشب إذا انتفع به جعل في سقف أو جدار أو غيرهما من مظان الانتفاع وما دام متروكا فارغا غير منتفع به جعل مسندا بعضه إلى بعض فشبه المنافقين بالخشب في الحالة التي لا ينتفع فيها بها. ومن ذلك تأويل النار بالفتنة لإفساد كل منهما ما يمر عليه ويتصل به فهذه تحرق الأثاث والمتاع والأبدان وهذه تحرق القلوب والأديان والإيمان. ومن ذلك تأويل النجوم بالعلماء والأشراف لحصول هداية أهل الأرض بكل منهما ولارتفاع الأشراف بين الناس كإرتفاع النجوم. ومن ذلك تأويل الغيث بالرحمة والعلم والقرآن والحكمة وصلاح حال الناس. ومن ذلك خروج الدم في التأويل يدل على خروج المال والقدر المشترك أن قوام البدن بكل واحد منهما. ومن ذلك الحدث في التأويل يدل على الحدث في الدين فالحدث الأصغر ذنب صغير والأكبر ذنب كبير. ومن ذلك أن اليهودية والنصرانية في التأويل بدعة في الدين فاليهودية تدل على فساد القصد واتباع غير الحق والنصرانية تدل على فساد العلم والجهل والضلال. ومن ذلك الحديد في التأويل وأنواع السلاح يدل على القوة والنصر بحسب جوهر ذلك السلاح ومرتبته. ومن ذلك الرائحة الطيبة تدل على الثناء الحسن وطيب القول والعمل والرائحة الخبيثة بالعكس والميزان يدل على العدل والجراد يدل على الجنود والعساكر والغوغاء الذين يموج بعضهم في بعض والنحل يدل على من يأكل طيبا ويعمل صالحا والديك رجل عالي الهمة بعيد الصيت والحية عدو أو صاحب بدعة يهلك بسمه والحشرات أوغاد الناس والخلد رجل أعمى يتكفف الناس بالسؤال والذئب رجل غشوم ظلوم غادر فاجر والثعلب رجل غادر مكار محتال مراوغ عن الحق والكلب عدو ضعيف كثير الصخب والشر في كلامه وسبابه أو رجل مبتدع متبع هواه مؤثر له على دينه والسنور العبد والخادم الذي يطوف على أهل الدار والفأرة امرأة سوء فاسقة فاجرة والأسد رجل قاهر مسلط والكبش الرجل المنيع المتبوع. ومن كليات التعبير أن كل ما كان وعاء للماء فهو دال على الأثاث وكل ما كان وعاء للمال كالصندوق والكيس والجراب فهو دال على القلب وكل مدخول بعضه في بعض وممتزج ومختلط فدال على الاشتراك والتعاون أو النكاح وكل سقوط وخرور من علو إلى سفل فمذموم وكل صعود وارتفاع فمحمود إذا لم يجاوز العادة وكان ممن يليق به وكل ما أحرقته النار فجائحة وليس يرجى صلاحه ولا حياته وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا ينشعب مثلها وكل ما خطف وسرق من حيث لا يرى خاطفه ولا سارقه فإنه ضائع لا يرجى وما عرف خاطفه أو سارقه أو مكانه أو لم يغب عن عين صاحبه فإنه يرجى عوده وكل زيادة محمودة في الجسم والقامة واللسان والذكر واللحية واليد والرجل فزيادة خير وكل زيادة متجاوزة للحد في ذلك فمذمومة وشر وفضيحة وكل ما رأى من اللباس في غير موضعه المختص به فمكروه كالعمامة في الرجل والخف في الرأس والعقد في الساق وكل من استقضي أو استخلف أو أمر أو استوزر أو خطب ممن لا يليق به ذلك نال بلاء من الدنيا وشرا وفضيحة وشهرة قبيحة وكل ما كان مكروها من الملابس فخلقه أهون على لابسه من جديده والجوز مال مكنوز فإن تفقع كان قبيحا وشرا ومن صار له ريش أو جناح صار له مال فإن طار سافر وخروج المريض من داره ساكتا يدل على موته متكلما يدل على حياته والخروج من الأبواب الضيقة يدل على النجاة والسلامة من شر وضيق هو فيه وعلى توبة ولا سيما إن كان الخروج إلى فضاء وسعة فهو خير محض والسفر والنقلة من مكان إلى مكان انتقال من حال إلى حال بحسب حال المكانين ومن عاد في المنام إلى حال كان فيها في اليقظة عاد إليه ما فارقه من خير أو شر وموت الرجل دل على توبته ورجوعه إلى الله لأن الموت رجوع إلى الله قال تعالى {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} والمرهون مأسور بدين أو بحق عليه لله أو لعبيده ووداع المريض أهله أو توديعهم له دال على موته. وبالجملة فما تقدم من أمثال القرآن كلها أصول وقواعد لعلم التعبير لمن أحسن الاستدلال بها وكذلك من فهم القرآن فإنه يعبر به الرؤيا أحسن تعبير وأصول التعبير الصحيحة إنما أخذت من مشكاة القرآن فالسفينة تعبر بالنجاة لقوله تعالى {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} وتعبر بالتجارة والخشب بالمنافقين والحجارة بقساوة القلب والبيض بالنساء واللباس أيضا بهن وشرب الماء بالفتنة وأكل لحم الرجل بغيبته والمفاتيح بالكسب والخزائن والأموال والفتح يعبر مرة بالدعاء ومرة بالنصر وكالملك يرى في محله لا عادة له بدخولها يعبر بإذلال أهلها وفسادها والحبل يعبر بالعهد والحق والعضد والنعاس قد يعبر بالأمن والبقل والبصل والثوم والعدس يعبر لمن أخذه بأنه قد استبدل شيئا أدنى بما هو خير منه من مال أو رزق أو علم أو زوجة أو دار والمرض يعبر بالنفاق والشك وشهوة الرياء والطفل الرضيع يعبر بالعدو لقوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً} والنكاح بالبناء والرماد بالعمل الباطل لقوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} والنور يعبر بالهدى والظلمة بالضلال ومن ههنا قال عمر بن الخطاب لحابس بن سعد الطائي وقد ولاه القضاء فقال له: "يا أمير المؤمنين إني رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم بينهما نصفين فقال عمر: "مع أيهما كنت" قال: "مع القمر على الشمس" قال: "كنت مع الآية الممحوة اذهب فلست تعمل لي عملا ولا تقتل إلا في لبس من الأمر فقتل يوم صفين" وقيل لعابر: "رأيت الشمس والقمر دخلا في جوفي فقال: تموت" واحتج بقوله تعالى {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} وقال رجل لابن سيرين رأيت معي أربعة أرغفة خبز فطلعت الشمس فقال تموت إلى أربعة أيام ثم قرأ قوله تعالى {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً} وأخذ هذا التأويل أنه حمل رزقه أربعة أيام وقال له آخر رأيت كيسي مملوءا أرضة فقال أنت ميت ثم قرأ: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْض} والنخلة تدل على الرجل المسلم وعلى الكلمة الطيبة والحنظلة تدل على ضد ذلك والصنم يدل على العبد السوء الذي لا ينفع والبستان يدل على العمل واحتراقه يدل على حبوطه لما تقدم في أمثال القرآن ومن رأى أنه ينقض غزلا أو ثوبا لعبيده مرة ثانية فإنه ينقض عهدا وينكثه والمشي سويا في طريق مستقيم يدل على استقامته على الصراط المستقيم والأخذ في بنيات الطريق يدل على عدوله عنه إلى ما خالفه وإذا عرضت له طريقان ذات يمين وذات شمال فسلك أحدهما فإنه من أهلها وظهور عورة الإنسان له ذنب يرتكبه ويفتضح به وهروبه وفراره من شيء نجاة وظفر وغرقه في الماء فتنة في دينه ودنياه وتعلقه بحبل بين السماء والأرض تمسكه بكتاب الله وعهده واعتصامه بحبله فإن انقطع به فارق العصمة إلا أن يكون ولي أمرا فإنه قد يقتل أو يموت. فالرؤيا أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ويعبر منه إلى شبهه ولهذا سمي تأويلها تعبيرا وهو تفعيل من العبور كما أن الاتعاظ يسمى اعتبارا وعبرة لعبور المتعظ من النظير إلى نظيره ولولا أن حكم الشيء حكم مثله وحكم النظير حكم نظيره لبطل هذا التعبير والاعتبار ولما وجد إليه سبيل ولقد أخبر سبحانه أنه ضرب الأمثال لعباده في غير موضع من كتابه وأمر باستماع أمثاله ودعا عباده إلى تعقلها والتفكير فيها والاعتبار بها وهذا هو المقصود بها." تفسير الاحلام للعنبري |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل يمكن زرع الروح | بياض الثلج | مواضيع لاتدعها تفوتك !! Threads do not let them miss | 1 | 03 Oct 2011 04:54 AM |
تعلق الروح بالجسد................. | أبو سفيان | دراسات وأبحاث علم الرُقى والتمائم . الإدارة العلمية والبحوث Studies and science research spells and | 0 | 31 Oct 2009 02:55 PM |
هل يمكن نقل الروح من شخص لآخر؟! | إلى متى | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 7 | 27 Jun 2008 11:49 AM |