اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ) نبارك لكم عيد الأضحى المبارك فكل عام وأنتم وجميع أمة الإسلام في صحة وعافية وسلامة وأمن وامان .

اللهم ربنا تقبل من أهل الصيام صيامهم وسائر صالح أعمالهم وتقبل من أهل الحج حجهم وسائر صالح أعمالهم وردهم لبلدهم وردهم لأهلهم سالمين غانمين بسعي مشكور وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور ياعزيز ياغفور .


           :: من هم الأشاعرة ، وهل هم من أهل السنة ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: كيف نحمي أنفسنا من أذى الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: هل من الممكن أن يسبب السحر أمراضًا مزمنة كالسرطان ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: هل يملك الساحر التحكم بسلوك إنسان وتحريكه من مكانه دون إرادته ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: ما حكم إنكار وجود الغول ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: قرين الإنسان من الشياطين، هل يمكن أن يسلم ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: الإنابة في الدعاء والحروز والتحصين . (آخر رد :ابن الورد)       :: هل أحاديث العين منسوخة ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: هل يرى الأطفال الرضع الملائكة والجن ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: ما هو السحر المرشوش ؟ (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

دراسات وأبحاث علم الرُقى والتمائم . الإدارة العلمية والبحوث Studies and science research spells and طرق محاربة السحر والشيطان و العين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 05 Mar 2008, 09:42 PM
أبو سفيان
Banned
أبو سفيان غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 5993 يوم
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 5,855 [ + ]
 التقييم : 14
 معدل التقييم : أبو سفيان is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
الرأي الطبي في كثير من مسائل الاستشفاء بالرقية



الرأي الطبي
في كثير من مسائل الاستشفاء بالرقية

د. خالد بن حمد الجابر(*)

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على حبيبنا الرسول النبي الكريم، وعلى آله وأهل بيته وأصحابه الطيبين، وبعد:
فاستجابة لدعوة كريمة من الإخوة في موقع الإسلام اليوم أقدم هذه الورقة المختصرة في بيان الرأي الطبي في التداوي والاستشفاء بالرقية، وقد استللتها من بحث مطول لي كتبته منذ سنوات.
ولابد قبل البدء من التأكيد على أنني لست متخصصاً في علوم الشريعة (وإن كنت حاصلاً على شهادة الشريعة، لأن التخصص لا يقاس بالشهادات فقط وإنما بالتفرغ وطول الممارسة بعد الشهادة)، ولهذا فإني لن أتوسع في تناول المسائل الشرعية البحتة، فهي فيما أحسب مشهورة ومتداولة ويمكن الوصول إليها بيسر وسهولة. وسأركز على مسائل طبية تطبيقية عرفتها بحكم تخصصي في الطب تعلماً وممارسة وتعليماً زهاء ربع قرن، والله ولي التوفيق.

وقد رتبت هذه الورقة المختصرة في 14 مسألة. واقتصرت فيها على المسائل ذات الصلة المباشرة بالرقية، أما مسائل الأسباب الغيبية للأمراض (السحر والمس والعين) فذكرتها هنا تفريعاً لا أصالة.

[1] ما المقصود بالاستشفاء بالرقية؟
[2] هل كل أنواع الرقية الموجودة حاليا مشروعة؟
[3] مقصد التشريع في الاستشفاء بالرقية
[4] هل الرقية نافعة فعلاً في علاج الأمراض؟ وما الرأي الطبي في ذلك؟
[5] في زمن الرقية، وكيف يرقي؟.
[6] إذا مرض الشخص فهل يتعالج بالرقية أولا أو يتعالج بالطب الحديث أو يمكن الجمع بين الرقية والعلاج الطبي؟
[7] ما الأمراض التي تعالج بالرقية؟
[8] من يقوم بالرقية
[9] كيف تساعد الرقى في علاج الأمراض؟
[10] هل العلاج بالرقية تنطبق عليه قوانين البحث العلمي، ويمكن قياسه وإجراء التجارب عليه؟ أم هو أمر غيبي غير خاضع لقوانين البحث العلمي؟
[11] كيف نستفيد من مفهوم الرقى، في العلاج الطبي؟..
[12] لماذا يحصل نفور بين بعض الأطباء وبعض الرقاة؟
[13] ملاحظات طبية حول بعض الممارسات والطقوس في الرقية (تنظيم العلاج بالرقية).
[14] خمسة اقتراحات لتنظيم العلاج بالرقية وتطويره
[1] ما المقصود بالاستشفاء بالرقية؟
الرقية هي"قراءة آيات وأذكار وأدعية على الشخص بقصد العلاج والتداوي أو وقايته من الأمراض"، وتسمى أيضاً تعويذة أو عزيمة. وهي من العلاجات الإيمانية الغيبية. ولم تدخل الرقية إلى الآن في الطب المعاصر، على قاعدته في عدم الاعتداد بالغيبيات وما وراء الطبيعة، وهو يصنفها عموماً ضمن الطب البديل في قسم الروحانيات والعلاج الديني.

[2] هل كل أنواع الرقية الموجودة حاليا مشروعة؟
ليست كل التعاويذ مقبولة في الشرع، لأن أكثرها يفتح باب التعلق بغير الله تعالى وبالأوهام، ويفتح باب الشعوذة والدجل، لكن منها ما هو مقبول في الشرع أو حتى منصوص عليه صراحة، وحديثنا في هذا البحث عن النوع المقبول شرعاً، دون المنهي عنه(1).

[3] مقصد التشريع في الاستشفاء بالرقية
إن الفكرة الأساسية في تشريع الرقية أنها علاج إيماني غيبي، مصلحة التشريع فيه ربط الناس بالله وزيادة إيمانهم وتعميق معاني الالتجاء إلى الله والتعلق به والروحانية.
إن حاجة الناس إلى العلاجات الإيمانية في الجملة ومنها العلاج بالرقى أمر ظاهر نحسه نحن الأطباء في عياداتنا ومستشفياتنا وغرف العمليات وأجنحة الطوارئ. نحسه ونلحظه في المرضى الذين ندرك بحكم الخبرة أنهم بحاجة إلى روح قوية وإيمان راسخ ونفسية مرنة، تساعدهم على التكيف مع أمراضهم وسرعة الشفاء منها، كما أنهم بحاجة إلى طلب المدد والغوث من الرب العظيم الكريم الذي بيده مقاليد الصحة والمرض والعافية والسقم، فليست مفاتيح الشفاء عند الأطباء، إنما هم أدلاء على هذه المفاتيح، سبحانه وتعالى (وإذا مرضت فهو يشفين).
ومن العبارات التي أكررها كثيراً وأؤكدها على المتدربين في الدراسات العليا أن "المعاناة ليست دائماً على قدر المرض"، والمعنى أنك قد تجد مريضين مصابان بنفس المرض، وأنت تدرك من معارفك الطبية أن درجة قوة المرض عند الأول شديدة وقاسية ومع ذلك فتراه مطمئناً مرتاحاً منشرح الصدر، لا يشتكي إلا بالقدر الذي يوضح فيه الأعراض. أما الآخر فدرجة المرض طبياً عنده ليست قوية ولا عنيفة ومع ذلك فهو شاكٍ باكٍ، يتذمر من حاله ويندب حظه ويصيح من ألمه!.
ومن مقاصد الشريعة أيضاً في هذا الباب: أن العلاج بالرقية في الشريعة بسيط سهل لا تعقيد فيه ولا تكلف ولا طقوس مبالغ فيها، وأية طقوس إضافية عليه تخرجه عن مقصد التشريع فهي بدعة بغيضة مقيتة، فإذا صارت هذه الطقوس المبتدعة توقع الناس في شرك الوهم ومتاهة الشك ودوامة القلق، أو تصرفهم عن التعلق بالله إلى التعلق بالأشخاص، فهو لا شك خروج بالرقية عن مقصودها ووقوع في المحذور.
ومشكلتنا في فهم مقصد التشريع في العلاج بالرقية أننا ما بين الفعل وردة الفعل، والطرفان مخطئان والصواب مع الوسط.
والطرف الأول هم المنكرون للرقية أو الذين لا يمارسونها إطلاقاً ويكثر هذا في الأطباء. وهم ما بين منكر لها أصلاً، أو مؤمن بها لكنه متجاهل لها غير مبال بها. وفي بحث ميداني لي أجريته عام 1416 هـ كانت الغالبية من الأطباء (80%) يؤمنون بالرقية، و(20%) منهم مترددون. لكن الأكثر (93.3%) لا يطبقونه على مرضاهم أبداً أو يطبقونه في أحيان قليلة فقط.
ولابد أن نعترف نحن الأطباء بإعراضنا في الجملة عن العلاجات الإيمانية ومنها الرقى، إما عن عدم قناعة أو عدم تطبيق فعلي، مع أن الأصل أن أي مشكلة صحية تواجه المجتمع فالقطاع الصحي هو المسئول الأول عنها. لكن من أسف أن الطب الذي درسناه لا يشير إلى هذه العلاجات الغيبية إلا في موضع التندر والانتقاص وأنه لا دليل علمياً عليها، ولم تحدث حتى الآن حركة علمية بحثية قوية من الأطباء المسلمين أنفسهم لدراسة هذا النوع من العلاجات بعقلية المؤمن، وأسباب هذا كثيرة أبسطها أن بيئة البحث العلمي عندنا لا تسعف!.
والطرف الثاني هم الذين ابتدعوا في الرقية ما ليس منها وأدخلوا فيها طقوساً وتعقيدات زعموا أنها من التجربة الشخصية. ألا قاتل الله الغلو والتعقيد!. فالرقية علاج غيبي إيماني معروف أقره النبي –صلى الله عليه وسلم- ومارسه بنفسه الشريفة وعلى أهل بيته الكرام، ومارسه الصحابة والأئمة بدون تعقيدات ولا طقوس إضافية.
فلما ابتعد المسلمون عن بساطة الإسلام وروح الشريعة وأوغلوا في التعقيد وتعلقوا بالطقوس جاءت العاقبة سيئة غير حميدة، وأضافوا إلى الرقية أشياء كثيرة ليست منها أصلاً، وصاروا يزعمون أن هذا عرفوه بالتجربة والممارسة، فأبعدوا الناس عن روح القرآن وعن السر الأول في الاستشفاء بالرقية، وهو الاعتماد على الله واللجء إليه والاقتراب منه أكثر وزيادة الإيمان وروحانية القلب وصفاء النفس، وتحول ذلك كله إلى الاعتماد على الرقاة واللجوء إليهم، ودخل كثير من المرضى في دوامة الوهم وصدق فيهم قول الباري (فزادوهم رهقا) فانقلبت الرقية داء بعدما كانت دواء.
ولطالما تمنيت أن يبتعد الرقاة عن كل هذه الطقوس الإضافية المبتدعة، ويعززوا في الناس معاني الإيمان والتوكل والصبر والاحتساب، ويزيدوا فيهم من الروحانية والصفاء، لا أن يدخلوهم في متاهة الوهم والشك والقلق.
وهذا كله بسبب هؤلاء الصنف من الرقاة، وهم كثير للأسف، الذين يتأكلون بالرقية عن جهل أو حسن نية أو اجتهاد خاطئ أو رغبة في المال، ألا سامحهم الله أفسدوا علينا الرقية!.
أما الفريق الوسط فهم الذين يرون الرقية علاجاً إيمانياً غيبياً للأمراض وقاية وعلاجاً، وأن الهدف منه تعزيز الإيمان في نفوس الناس وتقريبهم من ربهم ومولاهم، وتقوية معاني الإيمان والتوكل والرضا والصبر والاستعانة بالله وحده. وأنه بسيط سهل لا تعقيد فيه ولا تكلف ولا طقوس مبالغ فيها.

[4] هل الرقية نافعة فعلاً في علاج الأمراض؟ وما الرأي الطبي في ذلك؟
التداوي بالرقية من الأمور التي اتفق على مشروعيتها بالجملة جميع علماء المسلمين. والسنة مليئة بالأحاديث الصحيحة عن الرقية، فحبيبنا –صلى الله عليه وسلم- رقى نفسه الشريفة، ورقاه بعض الصحابة، وأمر بعضهم بالرقية، وأذن لهم بها حين سألوه عنها، وأقر الذين يرقون في عهده عليه الصلاة والسلام.
وهذا كله دال على أن الرقية سبب صحيح نافع للشفاء. وهناك حوادث كثيرة تؤكد حصول الشفاء بالرقية، مما لا يمكن إنكارها، في السنة النبوية وفي التاريخ والواقع. منها على سبيل المثال حديث الذي لدغته العقرب، فقرأ عليه بعض الصحابة سورة الفاتحة فبرأ (2)، والآخر المجنون المعتوه، الذي رقاه بعض الصحابة بسورة الفاتحة ثلاثة أيام فبرأ(3)، وحديث عثمان بن أبي العاص الذي رقى نفسه من وجع قديم معه فبرأ(4). ومن أخبار الصحابة في ذلك: ما حصل لخيلٍ لأحد التابعين، عانها رجل، فأُحصرت لا تأكل ولا تشرب ولاتبول ولا تروث، فرقيت الخيل فبرئت(5). وقبل ذلك كله: وعود رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، الصادق المصدوق، للصحابة وهو يعلمهم الرقى، أن من قالها عافاه الله(6)، ولم يصبه شيء (7).
الرأي الطبي في فعالية الرقية وفائدتها في علاج الأمراض:
برغم أنه ليس بين أيدينا دراسات تجريبية حديثة تؤكد فعالية الرقية، لكننا نؤكد أن جهلنا بمثل هذه الأمور الغيبية، لا يصح أن يكون مبرراً لإنكارها، خاصة يوم جاء الشرع بإثباتها، وليس من شيء يمنع أن يقوم أحدنا بدراسات علمية مَقِيسَة [أي قابلة للقياس]، ليستيقن من في قلبه شك، ويزداد الذين آمنوا إيمانا.
صحيح أن الطب المعاصر لا يؤمن بالغيبيات وما وراء المادة، لكنه يحترم نتائج البحث التجريبي الموثق، فلو أن الأطباء المسلمين نشطوا لبحث مسائل الرقى والعلاجات الإيمانية عموماً وخرجوا بنتائج مقنعة، لاقتنع بها العالم كله بما في ذلك علماء الغرب. وقد رأيناهم بأم أعيننا كيف كانوا يستخفون بكثير من ممارسات الطب الصيني وطب الأعشاب، فلما أجريت على بعضها بحوث تجريبية وخرجت بنتائج مقنعة سلموا لها، بل وأدخلوا ما أثبته البحث منها في مناهج الطب عندهم.

[5] في زمن الرقية، وكيف يرقي؟.
قال ابن حجر رحمه الله: قد ثبت في الأحاديث استعمال [الرقى] قبل وقوع [البلاء]. واستدل لذلك بأحاديث، منها حديث عائشة –رضي الله عنها-:"أنه –صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه، ينفث بالمعوذات ويمسح بهما وجهه..." (8)، وحديث ابن عباس:"أنه –صلى الله عليه وسلم- كان يعوذ الحسن والحسين، بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة.." (9).
والذي يهمني هنا من الناحية الطبية أن الرقية مشروعة كإجراء وقائي حال الصحة قبل حصول المرض، وهذا فيما أحسب مفهوم غير مطبق على شكل واسع بين الناس، وهنا يأتي دور الراقي في توعية المجتمع. والحري بالإنسان ألاّ يفرط في هذا الحصن الحصين، من مشكاة النبوة، ومن لم يحفظه الله لم تحفظه حيطته وحرصه.
أما إذا وقع المرض فمشروعية الرقية واضحة ومشهورة.
وفيما يتعلق بكيفية الرقية فقد بينها العلماء وجاءت في السنة على هيئات وصور متعددة تراجع في مظانها، لكن الملاحظ أن الكيفية الشائعة الآن هي القراءة في الماء أو الزيت وشربه أو دهن الجسم به، وهذه الكيفية وإن كانت مشروعة وجاءت فيها بعض النصوص والآثار(10)، إلا أن الشائع المستفيض من فعله –صلى الله عليه وسلم- وفعل أصحابه هو القراءة المباشرة بالنفث أو التفل(11).
وقد توسع الناس كثيراً في الماء والزيت المقروء فيه، حتى صار الماء والزيت المقروء يباع ويشترى ويوزع على المرضى في المستشفيات، ولست أدري هل هذا مفيد أصلاً؟ وهل هو متفق مع مقصود الشارع من تشريع الرقية أو لا؟ في النفس والله من كل هذا شيء، والكلمة الفاصلة على كل حال لأهل العلم بالدليل، والله أعلم.

[6] إذا مرض الشخص فهل يتعالج بالرقية أولا أو يتعالج بالطب الحديث أو يمكن الجمع بين الرقية والعلاج الطبي؟
بمعنى: هل يكتفي الإنسان بالرقية دون العلاج الطبي؟. أو يكتفي بالعلاج الطبي دون الرقية؟.
فلو أن إنساناً لُدغ -مثلاً- وأحب أن يرقي نفسه بالفاتحة، ولايذهب للطبيب، فهل يقبل منه هذا؟.
والجواب في نظري مجمل ومفصل. أما المجمل والمختصر فهو أن الأفضل والأكمل الجمع بين الدوائين الإيماني والطبي. وأما الجواب المفصل فهو ينبني على 3 مسائل:
الأولى: هدي نبينا الكريم –صلى الله عليه وسلم-، ماذا كان يصنع؟ (12).
الذي جاء عنه –صلى الله عليه وسلم- ليس من جنس واحد فقط، وهو –صلى الله عليه وسلم- أكمل الخلق وأعظمهم توكلاً وأقواهم يقيناً، ومع ذلك فتارة يعالج ما يصيبه، أو يصيب غيره، بالرقية، وهذا منتشر مشهور لا يحصى. وتارة بالدواء المادي، وهذا كثير من إرشاده –صلى الله عليه وسلم- للصحابة، وفَعَله هو نفسه، كما صح عنه أنه احتجم (13)، ووضع الحصير المحروق على جرحه(14)، ووصف النبي –صلى الله عليه وسلم- لبعض المرضى من أصحابه أدوية طبية كانت شائعة في زمنه، ولم يرشدهم إلى الرقية(15)، وتارة يجمع بينهما(16)، بل ربما عالج المرض نفسه، تارة بكذا وتارة بكذا، كما كان يصنع بالجروح والقروح.
والثانية: في قوة تأثير الرقية، وهل هي سبب قطعي للشفاء؟
الذي يُفهم من كلام أهل العلم أن الرقية سبب مؤثر ولاشك، وهي من جنس الدعاء، فإن الله تعالى قد يقبل دعاء عبده، وقد يؤخره له ولو كان العبد صالحاً، لحكمٍ كثيرة يعلمها الله عز وجل.
ثم إن الرقية متوقفة على عوامل عديدة، منها أن تكون نفس الراقي مستيقنة بأثره مطمئنة إليه، أما إذا رقى على سبيل التجربة وقلبه يرجف، فإن هذا لاتنفعه الرقية في الغالب. وهذا بخلاف الأدوية المادية، فهي وإن كانت مفتقرة إلى روح قوية، لكن أثرها قد يستقل بنفسه(17).
ومعنى هذا أن الرقية وإن كانت سبباً شرعياً لعلاج الأمراض، لكنها ليست سبباً مقطوعاً به في كل حال، بل قد تكون سبباً مقطوعاً في حق أناس، وتكون سبباً مظنوناً في حق آخرين.بل قد تكون في حق الشخص نفسه، مرة سبباً مقطوعاً، ومرة سبباً مضنوناً.
لكن هذا لا يعني أن الرقية بمجموعها غير مفيدة، كلا، بل الرقية مثلها مثل الدعاء ومثل غيره من العلاجات الإيمانية، فهي وإن كانت تختلف في آحاد الناس، لكنها في المجموع يجب أن تكون مؤثرة بفارق واضح، وإلا لما كانت لها قيمة حقيقية.
والثالثة: في قوة الدواء المادي الطبي، وهل هو قطعي؟
العلاجات الطبية ليست على درجة واحدة:
 إذ منها أدوية عُرفت وجربت وثبت أثرها، وترجح الضرر بتركها، فمثل هذه واجب على المريض الأخذ بها، لما تقرر في الشريعة أن الأخذ بالأسباب الواجبة واجب، وأن ترك المتحقق منها، مناقض للتوكل الصحيح(18).
 وهناك أدوية يغلب على الظن نفعها، بلا ضرر ظاهر يلحق بتركها، فهي أسباب مظنونة وليست قطعية، فالأخذ بها حسن، لكن تركها ليس بمعيب في الشرع، ولا في العقل.
 وبعض العلاجات المعاصرة لم يثبت نفعها، وليس في تركها ضرر، فهي أسباب موهومة.
ومما نبالغ فيه نحن الأطباء: تخويف المرضى من ترك العلاج الذي نصرفه لهم، مهما يكن نوعه ودرجة قوته، وهذا غفلة عن هذا التقسيم البديع لقوى الأدوية، الذي قرره علماء العقيدة رحمهم الله تعالى.
والعلم برجحان النفع أو رجحان عدمه أو الشك والتساوي، عائد إلى ما يؤتاه الطبيب من العلم، فقد يقوى علم الطبيب، وتزداد تجربته، حتى يكون أقدر من غيره على تحديد قوى العلاجات. وقد يقل علمه حتى لايقدر على ذلك.




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموقع الاسلامي الطبي أبو سفيان طب الأعشاب . علمها وطبها وفوائدها Department of Herbal Medicine. Flag and Dobaa and benefits 0 13 Apr 2011 01:54 PM
ما الرأي!!!!!!! أفق إدارة الطب الإلهي والنبوي ـ االإستشارات العلاجية والإستشفاء ـ Department of Medicine and the Prophet 2 06 Mar 2009 01:20 PM
مجموعة كتب عن فن الطبخ......... أبو سفيان المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 0 14 Sep 2008 03:43 PM
كتاب الطبخ العربي ........... أبو سفيان المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 4 17 Jun 2008 10:01 PM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 06:23 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي